دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — في بريطانيا، قدمت سلسلة منتجعات العطلة “Butlin’s”، والتي نشأت في فترة ما بعد الحرب، نوعاً جديداً من الرفاهية غير المكلفة للعائلات العاملة.
وتمثلت منتجعات “Butlin’s” في مخيمات قائمة بذاتها، حيث يقضي الضيوف العطلة في أكواخ خشبية، ويقدم لهم الطعام وسبل الترفيه في موقع المخيمات.
وفي الوقت الذي كان فيه عدد قليل من الناس لديهم القدرة على تحمل تكاليف السفر إلى الخارج، قدمت منتجعات “Butlin’s” عرض “عطلة لمدة أسبوع مقابل أجر لمدة أسبوع” ، بحسب ما جاء في الإعلان عنها لأول مرة.
وبعيداً عن احتمالية هطول الأمطار، كانت العطلات الصيفية لـ “Butlin’s” عرضاً فريداً من نوعه في بريطانيا.
وعندما وصل المصور باري لويس في فترة الثمانينيات، كان هناك عدد أقل من العائلات والمزيد من العازبين.
ولا يزال لويس، البالغ من العمر 71 عاماً يتذكر سمعة المنتجعات المبهرة.
وفي مقابلة عبر الهاتف مع CNN، أوضح لويس أنه عندما كان طفلاً، كان ينظر إلى منتجعات Butlin’s على أنها مذهلة، ولكن أهله لم يكن باستطاعتهما تحمل تكلفة الذهاب إلى هناك.
وتعززت فكرة المخيمات لدى المنتجع، التي أطلقها بيلي بوتلين في عام 1936، من خلال قانون العطلات المدفوعة الأجر مع حكومة المملكة المتحدة، والذي أعطى العمال الحق في إجازة مدفوعة الأجر لأول مرة. وبُنيت العديد من المواقع في المدن الساحلية البريطانية على مدى العقود الثلاثة التي تلت ذلك.
وازدهرت المخيمات بعد الحرب العالمية الثانية، حيث استقبلت أكثر من مليون زائر سنوي في ذروة منتصف الستينيات. وعند توليه وظيفة صيفية بمطبخ منتجعات “Butlin”، في عمر المراهقة، عام 1966، وجد لويس بأن المنتجعات “عوالم مغلقة” مجهزة بكل شيء من مسارح، وقاعات ترفيهية، وصالات رقص، ومسابح، وبحيرات لركوب الزوارق، وصالونات تصفيف الشعر، وحتى كنائس.
وقال لويس إنه كان أشبه بالعيش بعالم آخر يفصلك عن العالم الحقيقي، إذ لم يكن هناك أجهزة تلفزيون في الأكواخ، ولكن كان هناك شيء آخر يجعلك تشعر كما لو كنت انضممت جزئياً لعائلة هذا النادي الغريب.
وتلّمح تجارب لويس في المكان بعمر المراهقة إلى السلوك الانحلالي الذي واجهه الموقع لاحقاً، إذ تجهز هذا “العالم الخيالي المغلق”، كما يصفه المصور في كتابه الجديد، بالحانات والمراقص ومحلات المرهنات.
وبعد ذهابه إلى الجامعة والتدرّب كمصور محترف، عاد لويس إلى منتجعات “Butlin’s”، عام 1982، في مهمة صحفية لصحيفة “Observer” البريطانية، عندما كان يبلغ من العمر 34 عاماً، وتفاجأ في البداية بأن تغييرات طفيفة فقط طرأت على المكان.
وتبرز صوره الحية العديد من المشاهد الجماعية التي تذكره بآخر مرة كان موجوداً فيها هنا، الأطفال يستمتعون بالأنشطة، والآباء يغنون ويرقصون في قاعات الترفيه. لكنه قال إن السلوكيات أصبحت “مظلمة” أكثر”، في إشارة إلى بعض السلوكيات الشهوانية.
ورغم ذلك، فإن ولع المصور بمنتجعات”Butlin’s” واضح، إذ اتخذ نهجاً غامراً لمهمته الصحفية، أي الاندماج مع الضيوف الآخرين وحضور الحفلات ومشاركة الشراب معهم.
وفي الثمانينيات، بدأ الانبهار بمنتجعات “Butlin’s” يتلاشى، إذ أصبحت الرحلات إلى أوروبا بأسعار معقولة، مما قلّل من مكانة العطلات المحلية وأدخل المنتجعات في حالة تدهور اقتصادي، وأُغلقت العديد من المخيمات في السنوات التالية.
وبعد تلك الفترة الراكدة، قامت Butlin’s بتغيير المالكين وإعادة تجديد نفسها، وتم تجهيز منتجعاتها بحدائق مائية جديدة، وخضعت لخطط توسيع بملايين الدولارات.
ويعتقد لويس أنها تزدهر مرة أخرى “مع خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وتدهور العملة، وكذلك في ظل جائحة فيروس كورونا، وخصوصاً أن الأشخاص لن يسافروا إلى الخارج كما كانوا يفعلون من قبل.
وقالت منتجعات Butlin’s في تصريح لـ CNN، “لقد كانت Butlin دائماً علامة تجارية عائلية، وقد أسعدنا العائلات لعقود. ولا يمكننا الانتظار حتى نتمكن من إعادة فتح منتجعاتنا، والترحيب بضيوفنا لقضاء عطلة مطلوبة بشدة”.