دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– عندما تخيّل المصور الأمريكي ساندرو ميلر مشروعاً لتكريم عمالقة التصوير الفوتوغرافي، أصحاب الفضل في إلهام مسيرته المهنية، قرّر أن أسلوب المحاكاة سيكون أفضل وسيلة لمدح أعمالهم.
وانطلق المصور في مشروعٍ لإعادة إحياء بعض أشهر اللقطات في التاريخ الحديث، مثل لقطة المصورة الأمريكية، آني ليبوفيتز، للمغني البريطاني المعروف جون لينون وزوجته يوكو أونو، ولقطة المصور الكوبي، ألبرتو كوردال، الشهيرة للثوري الكوبي تشي جيفارا، بالإضافة إلى لقطة المصور الأمريكي آرثر ساسي الساخرة للعالِم الشهير ألبرت أينشتاين بلسانه المدّود.
واستعان ميلر بصديقه منذ فترة طويلة، الممثل الأمريكي جون مالكوفيتش، للانضمام إلى المشروع. وخلال جلستين، في العامين 2014 و2017، حققا معاً أكثر من 60 صورة، حيث جسد الهوليوودي مالكوفيتش مجموعة من الشخصيات التاريخية، من الفنان الإسباني سلفادور دالي إلى أبرز رؤساء الولايات المتحدة الأمريكية أبراهام لنكولن.
والتقى الثنائي، ميلر ومالكوفيتش، منذ أكثر من 20 عاماً، بينما كانا يعملان لصالح شركة مسرح شيكاغو الشهيرة، “Steppenwolf”. وقال ميلر خلال مقابلة هاتفية إن الاثنين سرعان ما أدركا انسجامهما مع بعضهما البعض.
وأوضح ميلر تعاونه مع مالكوفيتش قائلاً: “لقد كان منفتحاً للقيام بأي شيء. ولم يرفض أي فكرة اقترحتها للصور، وربما لدينا الآن أكثر من 200 صورة أنتجناها سوياً”.
وخطرت فكرة السلسلة لميلر في عام 2013، عندما كان يتماثل للشفاء من مرض السرطان. وقال ميلر:”لقد أمضيت الكثير من الوقت مع أفكاري وبدأت أفكر في أساتذتي، أي المصورين الرائعين الذين استطعت أن أتعلم منهم”.
وبينما كان ميلر ممدداً على سريره، كان بإمكانه تخيل تلك الصور العالقة في ذهنه. فهي نوع من الصور التي عندما تراها معلقة داخل متحف أو معرض، تشعر برعشة ركبتيك، بحسب تعبيره.
وبدأ ميلر في البحث عن أشهر اللقطات التي كان يأمل في إعادة إحياءها، ودرس كل تفاصيل الأعمال الأصلية، بما في ذلك الأزياء والخلفيات، والمعدات المستخدمة. وبينما كان يقرر من سيؤدي دور الأشخاص، فكر كثيراً حتى اهتدى إلى اختيار مالكوفيتش.
ويتذكر ميلر حيرته قائلاً:”لقد نظرت في جميع الاحتمالات. هل أستعين في كل لقطة بممثل مختلف؟ وقد فكرت في الاستعانة بممثلين آخرين أيضاً، مثل ويليم دافو، ولكني كنت معتاداً على عبقرية جون، وعرفت أنه سيحقق ما أريد.”
ولم يكن من السهل تطابق جدول ميلر ومالكوفيتش، إذ يعد ميلر واحداً من أفضل المصورين في مجال الإعلانات في العالم، كما أن مالكوفيتش يُعد أكثر من مجرد نجم سينمائي، فهو ممثل مسرحي مخضرم. ومن أجل تحقيق أقصى استفادة من وقتهما المحدود معاً، التقط ميلر ما يقارب 6 لقطات في اليوم، مع إعداد استوديو التصوير بدقة حتى يتمكن من إنجاز عمله بمجرد وصول مالكوفيتش.
ويتعمق مالكوفيتش في تجسيد الشخصيات بشكل كبير. وقال ميلر إنه يشهد “تحولاً” بينما يدخل مالكوفيتش إلى الاستوديو، ويتحضر إلى الشخصية.
ويشرح المصور مهارة مالكوفيتش في تقمص الشخصية: “لقد تعمق (في تقمصه للشخصية) وكأنه ترك جسده ودخل إلى آخر. فأصبح مارلين مونرو، ووينستون تشرشل. وكانت لحظة مبهرة للغاية. ثم يحدث هذا التحول مجدداً عندما يخرج من تلك الشخصية، ويعود إلى جون مالكوفيتش. وبدا التوقف لمدة 5 أو 10 ثوانٍ بين ذلك التحول غريباً.”