المسلسلات التركية تغزو اميركا اللاتينية مهد تيلينوفيلا
سانتياغو (أ ف ب) – قصة الحب المضطربة بين انور وشهرزاد في المسلسل التركي “الف ليلة وليلة” سحرت المشاهدين التشيليين في ظاهرة تنسحب على بقية دول اميركا اللاتينية مهد مسلسلات “تيلينوفيلا” الشهيرة.
في مقابل المال الذي تحتاجه لمعالجة ابنها المصاب بسرطان الدم، تقبل شهرزاد المهندسة المعمارية والارملة الانيقة، ان تمضي ليلة مع المقاول الثري اونور، فيقع في غرامها في مسلسل فيه الكثير من الاثارة يحطم منذ اشهر الارقام القياسية في مجال المشاهدة.
وقد رفضت محطات التلفزيون الرئيسية عرض المسلسل الا ان محطة “ميغا” الصغيرة قررت ان تبدأ بثه اعتبارا من اذار/مارس في ساعة الذروة فاصبح المسلسل الذي يحظى باكبر متابعة هذه السنة.
وبعد هذا النجاح، اشترت محطتان اخريان هما “كانال 13” و “تشيليفيجن” حقوق مسلسلات تركية ستبث اعتبارا من كانون الثاني/يناير.
وفي هذه الاثناء اختارت “ميغا “التي اصبحت محطة ناجحة مسلسلين تركيين اخرين هما “فاطمة غول” وايزيل”.
وقد جذبت قصة شهرزاد وانور المشاهدين في كولومبيا وسيعرض المسلسل ايضا في اوروغواي والبرازيل والاكوادور والبيرو. وقد اشترت الارجنتين وبوليفيا هذا المسلسل ايضا.
ويشكل ذلك ضربا موفقا للتلفزيون التركي الذي تسجل مسلسلاته نجاحا كبيرا في عشرات البلدان في اوروبا والشرق الاوسط الا انها المرة الاولى التي تعبر فيها المحيط الاطلسي.
ويوضح عزت بينتون صاحب شركة التوزيع التركية “غلوبال اجنسي”، “احتجنا الى الكثير من الوقت لدخول السوق الاميركية اللاتينية”.
ويضيف “نجحنا في ذلك قبل عام، وحققنا نجاحا كبيرا في تشيلي فتح لنا الطريق الى بلدان اخرى، مثل الارجنتين وكولومبيا والبيرو وبوليفيا”، بحسب تصريحات نقلها موقع “تودو تي في نيوز” المتخصص.
ويقول فرانشيسكو فيانويفا نائب مدير شركة التوزيع “سوموس ديستربيوشن” في حديث لوكالة فرانس برس “لقد بعنا 12 مسلسلا الى خمسة بلدان على الاقل في اميركا اللاتينية”.
ويضيف “نتوقع ان يزداد الاهتمام بهذه الاعمال وان نتلقى طلبات عدة”.
وهو يرى ان ما يميز المسلسل التركي هو عنصر التاريخ وطريقة سرد الاحداث، والعناصر الفنية والتقنية التي تميزه”.
وغالبا ما تكون المسلسلات التركية مقتبسة من قصص حب كلاسيكية وتخلو من مشاهد اباحية.
وبحسب فرانشيسكو كورتيس المسؤول عن قطاع المسلسلات في التلفزيون الوطني التشيلي فان “الناس يحبون النمط القديم للمسلسلات العاطفية، والسيناريو التقليدي الذي يظل فيه البطل الطيب يعاني طول الوقت”.
وتقول مانويلا غوموشيو مديرة مرصد الاعلام في تشيلي “تروي المسلسلات التركية قصصا رومنسية تقليدية جدا، تنطوي في عمقها على مبادئ انسانية عامة لا يطويها الزمن”.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه في اميركا اللاتينية المسلسلات المحلية حول قصص تجار المخدرات والمسلسلات الاباحية، تقدم المسلسلات التركية بديلا آخر للباحثين عما يهدئ الاعصاب، بحسب ما يقول الناقد رينيه نارانجو لفرانس برس.
ويضيف “المسلسلات التي تروي قصص تجار المخدرات باتت تنطوي على عنف شديد وعلى مشاهد اباحية جعلت جمهورها الاساسي يهجرها، ولا سيما السيدات فوق سن الخامسة والاربعين اللواتي يشاهدن التلفزيون لاوقات طويلة، وهن يرغبن في الوقوع على شيء من قصص الحب الكلاسيكية”.
وقد اصبح ابطال المسلسلات التركية نجوما في تشيلي، وباتت محطات التلفزة تدرج المزيد من هذه المسلسلات في برامجها مدفوعة بالنجاحات الكبيرة التي تلاقيها في صفوف المشاهدين، وسيكون جمهور المسلسلات في تشيلي على موعد قريب مع “السلطان” الذي يروي حياة السلطان العثماني سليمان القانوني الذي حكم واحدة من اكبر امبراطوريات العالم في القرن السادس عشر.