من منا الان لايحمل معه هاتفه المحمول ويلتقط به الصور التذكارية والفيديوهات في اي مكان حل او ارتحل به. ليتسنى له بعد ذلك رجوع اليها في المستقبل ليعيد الاحساس بنفس مشاعر في تلك اللحظة. حسنا نحن هنا في هذا المقال لن نتحدث عن الهاتف، بل الى الكاميرا الموجود بداخله موضحين تاريخ ومراحل تطور التصوير الفتوغرافي.
نقطة بداية التصوير الفتوغرافي
تطور التصوير الفتوغرافي انطلق عند اكتشاف بانه اذا احداث فتحة صغيرة في جدار غرفة مضلمة تنشئ كاميرا، وضوء المار من خلال الفتحة ينعكس بشكل مقلوب ويحتفظ بلون والمنظور. واول اشارات تاريخية لكاميرات الفتحة كانت من قبل الفيلسوف موزو وارسطو والعالم الحسن بن الهيثم.
في سنة 1490 ميلادية سجل ليوناردو دافنشي رسم مفصل عن الكاميرا ابسكيورا واستخدمها لتتبع الاشياء وعند حلول سنة 1700 كانت الكاميرا ابيسكيورا منتشرة وهناك بعض الادلة تشير الى ان بعد الفنانين مثل رامبرانت وفيرمير وكذلك كرفاجيوقد قاموا بستخدامها.
في سنة 1724 اكتشف العالم ” جوهان هاينرش ” ان نترات الفضة تتفعل مع الضوء لاكن للاسف الصور تتلاشى بعد فترة وجيزة. وفي عام 1826 ثم التقاط اول صورة في العالم عمن طريق جوزيف نيتشر في فرنسا باستخدام اجزاء يسمى فيولا التصوير لاكن هذه الطريق تستغرق ايام طويلة وكان عيبها انك تستطيع راية شمس من الجهتين معا لسرعة البطيئة لتصوير.
بعد وفاته قام شريكه بعمل جاهدا على تطوير هذه التقنية وانتهى بختراعه لاول طريقة عملية لتصوير سنة 1833. معد ملاحظة الحكومة الفرنسية لهته الكاميرا ومعرفة قيمتها الحقيقة. قامت مباشرتا بشراء هذا الاختراع و كل حقوق المتعلق به سنة 1839، وتركته بعد ذلك متاحا و مجانيا للكل من اراد استعماله.
تطور فن التصوير
عند هذه النقطة بدات الاشياء الجميلة تحصل وذلك بلتقاط اول صورة للانسان على رغم من ان العريض استمر لمدة سبعة دقائق وكان الرجل واقفا كل هذه المدة دون حراك ممل سمح لصورة ان تلتقط وبذلك صنع هذا الرجل التاريخ بكونه اول من التقطة له صورة في تاريخ البشرية.
اما اول سيلفي فكان سنة 1839 لرجل اسمه روبرت كورنيليوس.
في سنة 1840 اخترع ” هنري فوكس تالبوت ” طريقة لطباعة نيكاتيف على الورق وطبعا كان يطلب مبلغ من المال لكل صورة يقوم بالتقاطها لذلك لم يدم معه هذا الامر طويلا حتى ثم تطوير هذا الاختراع من طرف لويس داجير وجعله فيما بعد متاح للناس وهو واحد من بين 72 شخص المحفورة اسمائهم على برج ايفل.
مساهمات العلمية في هذا المجال
ولا ننسى ذكر كذلك مساهمة السيد جون هيرشل الذي نشر العديد من الابحاث الاساسية والتي بسببها اصبح مصطلح التصوير الفتوغرافي مصطلحا رائجا. وهي كلمة اغريقية تعني الرسم بضوء وفي عام 1950 كانت الاستديوهات المتنقلة هي كل شيئ بكم ان صورة كان يجب ان تتحمض على الفور والتعريض كان ياخذ اكثر من 3 دقائق، لذلك استخدم الناس مساند للعنق و تناول مهدئات ليبقوا ثابتين في مكانهم. وهذا ما يفسر عدم ابتسام في الصور التاريخية القديمة.
واول تعديل على الصور في التاريخ كان في سنة 1861 لما اخذوا راس ابراهام لينكون ووضعوه على جسم شخص نبيل وفخم، وبعد عشر سنوات قام ” ريتشارد لينش مادوكس ” بالاستثمار في تقنية لوحت الجيلاتين الجافة وهذا يعني كاميرا اصغر ولا تحتاج الى حوامل كبيرة .
وسنة 1878 وقع جدال حول هل ارجل الحصان عند الجري غادر الارض كلها مرة واحدة ام تضل على الارض، قام بحل هذا الجدال الانجليزي ” ادوازد مايبريدج ” وضع 12 كاميرا بتقنية التصوير عن بعد وربطهم مع بعد، وصور الحصان وبهذا انجز ازل متوالية صور في العالم.
سنة 1885 قام ” جورج ايسمان ” مؤسس ايسمان كوداك بصناعة اول كاميرا فيلمية وبدا ببيعها عام 1888، وطريف ان جورج اختار اسم كوداك فقط لانه كان يحب حرف الكاف اي ” k ” بالانجليزية . وكانت الكاميرا تحتوي على فيلم فيه المئات من الصور يلزم عليها العودة الى المصنع لتحميضها ووضعها في الكاميرا فيلم جديدة واعادتها الى المصور.
وبحلول عام 1900 اخد مجال التصوير في تطور باختراع كاميرا البراوني وكانت رخيصة الثمن، بعدها صنع ” اوسكار بارناك ” التاريخ بعد ان اصدر كاميرا لايكاوان كاميرة 35 ميلمتر الت بدا صنعها سنة 1925 التي سمحة للمصورين بتحويل و التقاط صور ايقونية جميلة صنعة تاريخ.
اختراع كاميرا الرقمية
واخيرا سنة 1957 ثم اختراع اول كاميرا رقمية من طرف المهندس الشاب ستيفن ساسون الذي كان موظف عند كوداك. لاكن للاسف لم يعر اي احد اختراعه هذا اي اهتمام بمن فيهم رؤسائه في الشركة. هذا ما جعل شركة كوداك نتظم سنة 2004 لوكب تقنية الرقمية متاخرا واشهار افلاسها في ما بعض سنة 2012.
عموما يمكن القول ان التطور الملحوظ الذي حصل في مجال التصوير والتصوير الرقمي قد بدا منذ التسعينيات مع كاميرات ” دي اس ار ” وصولا الى كاميرات الهواتف الذكية والذكاء الاصطناعي في التصوير التي قلبت كل الموازين واعطت التصوير وكلمة كاميرا طعما اخر.