مصورة تسترد طفولتها الضائعة باستكشاف روابط الصداقة بين الفتيات
دبي، الإمارت العربية المتحدة (CNN) — تُعد مرحلة طفولة الفتيات والروابط السحرية التي تنشأ بين الأخوات أو الصديقات بمثابة قصة خالدة تتناقلها مختلف الثقافات عبر العصور. واليوم، تعتبر النظرة الأنثوية قوة فعالة في الثقافة البصرية، ومع دخول المزيد من النساء إلى عالم التصوير الفوتوغرافي والسينمائي، أصبحت التفسيرات المرئية للطفولة أكثر حيوية وتنوعاً.
ولكن، ماذا لو وصلت تجربة الأنوثة الخاصة بالفنانة متأخرة؟ وماذا لو لم تتشكل تلك الروابط الثمينة خلال فترة المراهقة؟ هذا هو الحال بالنسبة للمصورة أرابيل تشوانغ، وفي سلسلتها التي تشبه الحلم، بعنوان “Reverie”، تتخيل تشوانغ طفولتها الضائعة بقصة خيالية لـ5 فتيات خلال فترة النمو بـ4 مراحل مختلفة من الصداقة.
وعاشت تشوانغ في سنغافورة حياة اجتماعية مقيدة في منزلها، بحسب ما قالته.
وأشارت تشوانغ إلى أنها قضت معظم الوقت في المنزل، ولم تتمكن من تجربة أمور بسيطة مثل إقامة حفلة المبيت، وكانت تتوق لمصادقة مجموعة خاصة بها من الفتيات.
وأكدت تشوانغ: “لقد كانت فترة طفولتي وحيدة للغاية، ولم يكن لدي الكثير من الأصدقاء”.
وعندما بدأت تشوانغ دراسة التصوير في جامعة “Falmouth” في منطقة كورنوال بالمملكة المتحدة، وجدت مكانها، إذ قالت: “عندما كبرت، كنت ضائعة نوعاً ما، ولم أكن أعرف من أكون، وأين كنت ذاهبة في حياتي”.
وأوضحت تشوانغ أنها لم تختبر شعور أن تصبح امرأة حتى مغادرتها الجامعة، لذا أردت أن تظهر ذلك بصرياً.
ورغم أن تشوانغ قامت بتصوير سلسلة “Reverie” خلال فترة قصيرة من عام 2019، إلا أن القصة التي اختارت أن تحكيها تمتد إلى مرحلة الطفولة والبلوغ. واختارت تشوانغ 4 لحظات حاسمة في حياة الفتيات، وهي مسرحية الطفولة، وبداية المدرسة، وضغوط العصر الرقمي، والثقة في الأنوثة.
وفي الفصل الأول من السلسلة، ترتدي الشخصيات فساتين بيضاء أثناء اللعب في محيط المنزل، ويجسدن اللامبالة في مرحلة الطفولة.
وبالنسبة للجزء التالي، تظهر الفتيات على متن قطار بالزي المدرسي لتجسيد مرحلة اكتساب ثبات المراهقات.
أما للجزء الثالث، فاختارت بيئة مظلمة بالكامل داخل استوديو التصوير، وهي مساحة كانت “تستهلكهن تقريباً”، كما أوضحت، لكي تواجه الفتيات غرور وعزلة وسائل التواصل الاجتماعي.
وفي الجزء الأخير، تعود الفتيات إلى الطبيعة، ويعدن الاتصال مع بعضهن البعض. وبينما تتنقل الفتيات عبر مراحل الحياة، فإنهن يشعرن بالانتماء.
ومن خلال سلسلة “Reverie”، أرادت تشوانغ أن “تستكشف رواية القصص السينمائية من خلال التصوير الفوتوغرافي وإظهار مرور الوقت”، وفي الوقت نفسه، سعت المصورة إلى “إظهار كيف يمكن أن يكون التمكين عندما يتوفر لديك نظام دعم قوي، والاحتفال بالتحديات التي تواجهها الفتيات أثناء مرحلة النمو”.
وفي الآونة الأخيرة، بدأت تشوانغ بتشكيل هويتها الخاصة، إذ انتقلت إلى سنغافورة، حيث شغلت منصباً في مركز للفن المعاصر بجامعة نانيانغ التكنولوجية، وأسست منصة لإبداعات الفتاة الآسيوية تدعى “A Girl Away From Home”.
وأوضحت المصورة أن تصوير سلسلة “Reverie” ساعدها في تطوير اتجاهها في التصوير الفوتوغرافي، كما منحها شعوراً بالانتماء.
وقالت تشوانغ عن شخصيات مشروعها: “من خلال هذه التجربة أصبحنا قريبات للغاية. والتقطنا الصور عدة مرات معاً، وكانت بمثابة تجربة ترابط بيننا جميعاً”.