الباحث الموسوعي #صبري _يوسف Sabri Yousef..
هرمٌ فنيٌ أدبيٌ إنسانيٌ..
بقلم المصور : فريد ظفور
- ينداح في أفق الصفاء صوت فيروز المبلل بالندى الجبلي..مبلسماً كل جراح الغربة على الذرا البيضاء..حين يعانقها ثلج فتسرفُ في تشهي الأرجوان والبنفسج والياسمين الشامي..يلفه بشذى العطر وعبق الأشواق..نستجديه قصيدة بل لوحة..ونهمس يابنفسج..أيها السنون المهاجر عن الوطن..لو أنك سرقتنا حتى ضفاف الشعر والتشكيل..لنقرأ الأشجان والأشجار والوديان والأزهار في عبق بحور القصيدة في كادر وتشكيل وتكوين اللوحة الوليدة..والحروف والألوان الراقصات على الورق والقماش..مازالت تنتظر على دروب الوطن..وكم ضاعت خطاك المتعبة..فنثرت أحلامك بالقصيدة ..هل سافرت في الغيب مثقل بوزر الحنين..أم أنك إختصرت عذاب البعد والجوى إلى مثوى القصيدة واللوحة..وما عادت ذواكر الأجهزة الذكية تتسع للحنين وآلام الغربة العاصفة ..ومضت مرايا العشق تشدنا نحو الحياد العاطفي..نحو السلام العالمي..والأصدقاء تبعثروا في الريح بين غواية وغواية..ولكننا نرنو إلى لقياك بعد فجائعنا الثقافية ..ونرمي هموم ذاكرتنا بنارك الإبداعية ونحترق بلا هموم أو مشاعر..لنرتشف كأس المحبة والهيام في وجع أنين القصائد ..ونسائم إبداعك بتكريم الرحابنة والصوت الملائكي الفيروزي..فتعالو معنا نرحب بجوهرة الفن والأدب الموسوعي رائد السلام الأستاذ صبري يوسف..
- من أين البداية..حكاية وأحجية تحتاج لمفتاح..أمام قامة أدبية وفنية..كانت كما السنونو المهاجر جسدها في ولادتها الأولى وقلبها في المهجر حيث يقطن ويعيش في السويد.. وينشد أغنية المحبة والسلام..فجميع الأفكار والأحزاب والأديان جعلت من الإنسان المنطلق والهدف والغاية..وحرصت على إنتشاله من مستنقع وهدة التخلف والضياع والإستعباد ووضعته حيث يجب أن يكون مثالاً لمكارم الأخلاق ونبل السلوك ورقي الفكر وتحرر الإرادة..وهدفت لتنظيم علاقة الكائن الأخلاقية بين حزبه ودينة وخالقه في شتى مشارب ومناحي الحياة..وجاءت مجلة السلام الرائدة لتكون كاملة مكملة مصدقة لما بين يديها من أفكار الأحزاب والأديان والشرائع السماوية والأرضية..ومهيمنة عليها في إطار من التوافق والتناسق والتناغم والشمولية بما يخدم الإنسان والحياة ويسهم في تطويرهما معاً..والإرتقاء بهما إلى المستوى الذي يحقق آلية التفاعل المبدع الخلاق بين البشر على أساس من العدالة والمساواة دون تمييز أو تفاوت طبقي بين الألوان والأجناس والأعراق..أو مستويات المنبت والإنتماء..وبهذه الروح الشمولية. بدأ الأستاذ صبري يوسف دعوة إنسانية عامة ببعديها السماوي والأرضي معتمداً مبدأ التوحيد والمحبة منهجاً لجميع أبناء البشر..وتكاملت الأبعاد لتخلق وجوداً حضارياً يسمو بالبشر إلى أشرف الغايات وأرقى الأهداف وأسمى المقاصد..ولكن الإرادة الصامدة والرسالة الإنسانية التي تمثلها الأستاذ الأديب والفنان صبري يوسف..كلها أسهمت في بلورة صموده البطولي واستبساله الحقيقي الراسخ وتضحيته الفدائية بوقته ..جعل من رسالة المحبة والسلام حقيقة راسخة ووجوداً ثابت الأركان في أعماق الفكر والسلوك على إمتداد الواقع الوجداني والميداني في الفضاء الكوني عبر الشبكة العنكبوتية ومواقع التواصل والإتصال الإجتماعي..ويمكن فهم ذلك التنوع الشمولي للفنان الأستاذ صبري يوسف الموسوعي..نظراً إلى الطبيعة المكانية والظروف التاريخية التي نشأ فيها وترعرع في كنف ثقافة وبيئة ومناخ متعدد المشارب من عادات وتقاليد وقيم إنسانية متأصلة الجذور التاريخية من عمق الثقافة في بلاد الرافدين وبلاد الشام من حضارات فينيقية وأوغاريتية وكنعانية وكلدانية وآشورية وبابلية..وما ذلك إلا لأنه أراد التعامل بموضوعية مع الأفكار والأحداث..متجاوزاً قيود الشخصنة والشكلية وجمودها ومحاولاً إستقراء الواقع من خلال مقدمات ونتائج ومدلولات..قدمها لنا عبر كتبه ولوحاته الفنية..لإن السلام صنع ويصنع الحضارة وسوف تشرق شمسه الزهراء على المشارق والمغارب وتسطع في الأنفس والآفاق جدير بالبقاء والإستمرار..بفضل صناع الأمل والمستقبل كأمثال الأستاذ صبري يوسف..
- ها هي مجلة السلام تحتل مساحات شاسعة من الفضاء الإفتراضي عبر عالم الأنترنت ..فها هي تملأ الدنيا وتشغل عقول الناشئة والشبان والشابات وحتى الرجال والنساء والهكول..وتلهب قلوب الشرفاء من شعوب العالم للتضامن معها ..وها هي مجلة السلام تتحول إلى قبلة الشعوب التواقة إلى الحرية والمحبة والسلام..الشعوب المناهضة للظلم والمعادية للإمبريالية وغطرستها وجبروتها..ولا ننسى الدور العظيم والمميز الذي يقوم به الفنان والأديب صبري يوسف..في قيادة دفة سفية مجلة السلام نحو المستقبل المشرق المحمل بالأماني والمدجج بالآمال..ولا ننسى بأن لكل إنسان دوره في الحياة ..من الخباز والمزارع والجندي والشاعر والفنان والمفكر وغيرهم..وهكذا العالم مسرح كبير والدنيا هي الخشبة وجميعنا مجرد ممثلين لأدوار الحياة..فالسلام هو الذي يؤمن العدالة والمساواة والديمقراطية الحقيقية ويكفل حق تقرير المصير لجميع الشعوب..والسلام الحقيقي مطلب ملح وحاجة أكيدة لجميع الشعوب..وهو ما قام على تأمين حقوق المواطنين بحيث تنتفي عوامل الشعور بالظلم..لأن السلام غاية نبيلة وهدف غال ويستحق أن نبذل في سبيله كل الجهود المخلصة ..فلتتضافر جهودنا لتحقيق هذا الهدف النبيل..والتسامح فضيلة حميدة قل وجودها إلا عند الحكماء..آه ما أروع التسامح إنه خلقٌ نبيل ومحمود يدعو الإنسان إلى كظم غيظه والعفو عن الناس والتأني في إطلاق التهم..به تسود المحبة والسلام ويزهق الباطل وتموت الضغائن والكراهية ويعم العفو عن الناس جميعاً..وأيضاً ما أجمل التعاون تلك الروح الجماعية التي تشكل قوتها سداً منيعاً يقف أما الحوادث والكوارث فيقطع عليها السبيل ويشتت شمل جنودها ويضعف قوتها..والتعاون يشكل السعادة..ولله در التعاون إنه أفضل خصال الخير وعلينا المحافظة على دوام التمسك به ما دام فينا قلب ينبض..ولا يفوتنا التنويه بدور وأعمال الفنان والأديب الأستاذ صبري يوسف..فأشعاره وأعماله الأدبية والفنية هي تعبير عن الوجود ورمز له في آن واحد وهي محاكاة للحياة والطبيعة والإنسان ورموز دالة على أفعالها.فقد كانت نتاجاته الفكرية الأدبية والفنية طاقة من الحياة والحركة والإيقاع والإيحاء وهي تمثل الأشياء لا كما هي بل كما يكون وقعها في النفس البشرية..وكتاباته هي تعبير عن الأفعال والمواقف تتجدد بتجدد الأفعال والمواقف ومرتبطة بصيرورة الواقع وتخضع لمختلف تحولاته وتتشكل تشكيلاً يتوافق وحركية هذا الواقع..وبذلك إرتقى بنا الفنان والأديب إلى مصافي العالمية ووضع أقدامنا على بداية الطريق الصحيح ولكن علينا أن نتابع المسير بجرأة وثبات وبدون تردد..لأن الإتجاه النفسي للبشر هو تعميم الإستجابات تعميماً ينحو بالفرد عن شيء نفسي أو يقربه نحوه أو ميل يتجه بالسلوك قريباً من بعض عوامل البيئة أو بعيداً عنها أو بأنه الموقف النفسي للفرد حيال إحدى القيم أو المعايير أو أنه إحدى حالات التهيؤ والتأهب العقلي العصبي التي تنظمها الخبرة..أو إستجابة مضمرة إستباقية ومتوسطة..أو إحتمال وقوع سلوك محدد في موقف محدد..والإتجاهات البشرية عموماً إنما هي دوافع قوية وحوافز بل هي بالأحرى قوى محركة وموجهة لسلوك الفرد..ناهيك على أن الصراع والإحباط وجهين لعملة إسمها القلق..فلا وجود للإنسان الكسول بيننا وإرادة الحياة تتطلب مزيداً من الحرية والعلم عقل العمل والإدارة مدرسته والقائد مديرها..وما أبدع أن ننشد مع الأستاذ صبري يوسف نشيد الحق والخير والجمال والسلام..
- لعل فهم الباحث الموسوعي صبري يوسف..بشكل منطقي ..يشكل الصعب المستصعب على الباحث ..لغزارة إنتاجه والتنوع المعرفي والثقافي والفني الذي يتحفنا فيه بين الفينة والأخرى..لأن له ثمة شخصية مفهومية تشكيلية أدبية تحمل بصمتها المتفردة..أعماله الأدبيه والفنية إبداع ينزل إلى الحدث والواقع..وقد يغدو أبرزها..لأنه لا يكتفي بإعطائنا من ذاته ..بل يتدخل في عملية مستكناه غيره..لأنه لاأهمية للشاعر أو الفنان منقطعاً عما يدور حوله من أحداث..فنراه ينخرط في تكوين أعماله عبر تكوينه لغيره..فليس ثمة وحدة سكونية لمفهوم أعماله..وأقصى مايفعله مع المحيط الخارجي هو أنه يجعل الشيء لا يأتي إلا ومعه نظامه ومدلوله ومفتاحه..لأن نظام أعماله هي شيء مبدع..فقصة إنتاجه تضيف الكثير وتغني المكتبة العربية بالعديد من الأبحاث ..مما جعلها حديقة وارفة الظلال الثقافية المعرفية التشكيلية ومتنوعة الثمار ..بحيث يجد فيها طلبة العلم والثقافة والشباب بغيتهم ..وكما يجدون فيها المتعة البصرية ..التي حاول فناننا وأديبنا الباحث صبري يوسف..بأن تكون قريبة إلى النفوس وسهلة في متناول الجميع..
- وندلف أخيراً للقول بأن الأستاذ الفنان والأديب صبري يوسف ..قد أعاد للحروف نبضها وللألوان بريقها وللسلام أبجديته..فهو الفنان الفذّ الذي تخرج من مدرسة الأبجدية الأولى التي علمت العالم الكتابة..وحريٌ بنا بأن نرفع له القبعة للجهود التي يبذلها في خدمة السلام والمحبة وخدمة الإنسانية ..ولما قدمه من رسالة فنية وأدبية عبر كتاباته وتكويناته التشكيلية..وستبقى أعماله وكتاباته منارة هداية للأجيال وبوصلة يستدل إليها ضالة السبيل..وبذلك أصبح الباحث الموسوعي صبري يوسف..هَرمٌ فنيٌ أَدبيٌ إنسانيٌ..يشع بريقه في شتى أصقاع العالم..
- المصور : فريد ظفور
ــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان والأديب السوري المهاجر في السويد صبري يوسف ـــــــــــــــــــــــــــ
(بطاقة تعريف)
Sabri Yousef
الأديب والتشكيلي السُّوري صبري يوسف
* مواليد سوريّة ــ المالكيّة / ديريك 1956.
* عضو اتّحاد الكتّاب والأدباء السُّويديِّين.
* حصل على الثَّانوية العامّة ــ القسم الأدبي من ثانويّة يوسف العظمة بالمالكيّة عام 1975.
* حصل على أهليّة التَّعليم الابتدائي، الصَّف الخاص من محافظة الحسكة عام 1976.
* حصل على الثَّانوية العامة، القسم الأدبي كطالب حرّ من القامشلي عام 1978.
* درس الأدب الانكليزي في جامعة حلب وانتقل إلى السَّنة الثَّانية ولم يتابع دراساته لأسباب بكائيّة متعدِّدة.
* حصل على الثَّانوية العامّة عام 82 القسم الأدبي كطالب حرّ مخترقاً القوانين السَّائدة آنذاك، حيث صدر مرسوم وزاري يمنع من تقديم الطَّالب لنفس الثَّانويّة العامّة الَّتي نجح فيها مرَّتين لكنّه لم يتقيّد بالمرسوم الوزاري، فتقدّم للامتحانات للمرّة الثَّالثة على أنّه حصل على الإعداديّة فقط وهكذا اخترق القانون بالقانون، لكن قانونه هو!
* خرّيج جامعة دمشق، قسم الدِّراسات الفلسفيّة والاجتماعيّة/ شعبة علم الاجتماع عام 1987.
* خريج جامعة ستوكهولم قسم الفنون، الخاص بتدريس الرَّسم في الحلقة الابتدائيّة والإعداديّة عام 2012.
* أعدم السِّيجارة ليلة 25. 3 . 1987 إعداماً صوريَّاً، معتبراً هذا اليوم وكأنّه عيد ميلاده، ويحتفل كل عام بيوم ميلاد موت السِّيجارة، لأنّه يعتبر هذا اليوم يوماً مهمّاً ومنعطفاً طيّباً في حياته.
* اشتغل في سلكِ التّعليم 13 عاماً، في إعداديات وثانويَّات المالكيّة، ثمَّ عبر المسافات بعد أن قدَّم استقالته من التّعليم، واضعاً في الاعتبار عبور البحار والضَّباب، مضحّياً بالأهل والأصدقاء ومسقط الرَّأس بحثاً عن أبجديَّاتٍ جديدة للإبداع.
* قدَّم معرضاً فرديَّاً ضمَّ أربعين لوحة في صالة الفنَّان إبراهيم قطّو في ستوكهولم 2007.
* شارك في معرض جماعي أيضاً في صالة الفنَّان إبراهيم قطّو في ستوكهولم 2007.
* قدّم ثلاثة معارض فرديّة في منزله في ستوكهولم.
* قدّم معرضاً فرديّاً في صالة “ستور ستوغان” في ستوكهولم ضمَّ 33 لوحة و 7 أعمال نحتيّة، 2011.
* قدّم معرضاً فرديّاً في صالة “ستور ستوغان” في ستوكهولم ضمَّ 50 لوحة، ومعرضاً جماعيّاً في غاليري هوسبي 2012.
* قدّم معرضاً فرديّاً في صالة “ستور ستوغان” في ستوكهولم ضمَّ 50 لوحة 2013.
* قدَّم معرضاً فرديَّاً في صالة المركز الثَّقافي العراقي: غاليري كاظم حيدر في ستوكهولم ضم مائة لوحة تشكيليّة، أيلول 2013.
* قدّم معرضاً فرديَّاً في صالة ستور ستوغان في ستوكهولم ضمَّ 20 لوحة 2014، ومعرضاً جماعيّاً في غاليري هوسبي 2014.
* قدّم معرضاً فرديّاً في صالة النَّادي السُّوري في ستوكهولم ضمَّ 30 لوحة 2014.
* شارك في معرض جماعي في أوسترا غيمنازيت في ستوكهولم ــ سكوغوس 2016.
* شارك في معارض جماعيّة في غاليري هوسبي كونستهال، صيف 2016، 2017، 2018، 2019.
*شارك في المهرجان التّشكيلي السَّنوي السَّادس للجمعيّة المندائيّة في ستوكهولم كضيف شرف 2016.
* شارك في العديد من الأماسي الشّعريّة والقصصيّة والنّدوات الأدبيّة في سورية والسُّويد والعراق.
* أسّس “دار نشر صبري يوسف” في ستوكهولم عام 1998 وأصدر المجموعات الشِّعريّة والقصصيّة والكتب التَّالية:
1 ـ “احتراق حافّات الرُّوح” مجموعة قصصيّة، ستوكهولم 1997.
2 ـ “روحي شراعٌ مسافر”، شعر، بالعربيّة والسُّويديّة ـ ستوكهولم 98 ترجمة الكاتب نفسه.
3 ـ “حصار الأطفال .. قباحات آخر زمان!” ـ شعر ـ ستوكهولم 1999
4 ـ “ذاكرتي مفروشة بالبكاء” ـ قصائد ـ ستوكهولم 2000
5 ـ “السَّلام أعمق من البحار” ـ شعر ـ ستوكهولم 2000
6 ـ “طقوس فرحي”، قصائد ـ بالعربيّة والسُّويديّة ـ ستوكهولم 2000 ترجمة الكاتب نفسه.
7 ـ “الإنسان ـ. الأرض، جنون الصَّولجان” ـ شعر ـ ستوكهولم 2000
8 ـ مائة لوحة تشكيليّة ومائة قصيدة، تشكيل وشعر/ ستوكهولم 2012
9 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الأوَّل، نصّ مفتوح ـ ستوكهولم 2012
10 ـ ترتيـلة الـرَّحيـل ـ مجموعة قصصيّة، ستـوكـهولم 2012
11 ـ شهادة في الإشراقة الشِّعريّة، التَّرجـمة، مـقوّمـات النّهوض بتوزيع الكتاب وسيـكولوجيـا الأدب ـ سـتـوكـهولم 2012
12ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الثَّاني، نصّ مفتوح ـ ستوكهولم 2012
13ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الثَّالث، نصّ مفتوح ـ ستوكهولم 2012
14 ـ حوار د. ليساندرو مع صبري يوسف ـ 1 ـ ستوكهولم 2012
15 ـ ديـريك يا شـهقةَ الرُّوح ـ نصوص أدبيّة، ستوكهولم 2012
16 ـ حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة والفنّية ـ 2 ـ ستوكهولم 2012
17 ـ حوارات مع صبري يوسف حول تجربته الأدبيّة والفنّيّة ـ 3 ـ ستوكهولم 2012
18 ـ مقالات أدبيّة سياسـيّة اجتـماعيّة ـ 1 ـ ستوكهولـم 2012
19 ـ مقالات أدبيّة سياسـيّة اجتـماعيّة ـ 2 ـ ستوكـهولم 2012
20 ـ رحـلة فسيـحة في رحـاب بنـاء القصـيدة عنـد الشَّاعـر الأب يوسف سعيد ـ ستـوكهولم ـ 2012
21 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الرَّابع، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012
22 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الخامس، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012
23 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء السَّادس، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012
24 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء السَّابع، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012
25 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء الثَّامن، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012
26 ـ أنشودة الحياة ـ الجزء التَّاسع، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2012
27. أنشودة الحياة ـ الجزء العاشر، نصّ مفتوح، ستوكهولم 2013
28ـ اِستلهام نصوص من وحي لوحات تشكيليّة، ستوكهولم 2014
29. حوار مع فضاءات التَّشكيل، ستوكهولم 2014
30. 200 مقطع شعري، ستوكهولم 2014
31. حوار حول السَّلام العالمي 1، ستوكهولم 2015
32. قراءات تحليليّة لفضاءات شعريّة وروائيّة 2015
33. قراءة لفضاءات 20 فنّان وفنَّانة تشكيليّة 2015
34. ديريك معراج حنين الرُّوح، نصوص ومقالات، ستوكهولم 2015
35. لوحات طافحة نحو رحاب الطُّفولة، أنشودة الحياة، الجزء 11 ستوكهولم 2015
36. ابتهالات بوح الرّوح، أنشودة الحياة، الجزء 12 ستوكهولم 2015
37. تجلِّيات في رحاب الذّات ــ رواية، ستوكهولم 2015
38. قهقهات متأصِّلة في الذَّاكرة ــ رواية، ستوكهولم 2015
39. إلقاء القبض علي حاسر الرّأس ـ رواية، ستوكهولم 2015
40. أنشودة الحياة بأجزائها العشرة ـ المجلّد الأوّل ـ صدر باللُّغة الإنكليزيّة، ترجمة سلمان كريمون عن دار صافي للترجمة والنّشر والتَّوزيع، واشنطن 2015
41. خيبات متناثرة فوق تثاؤبات هذا الزّمان، ومضات شعريّة 2015
42. حوار حول السَّلام العالمي، ستوكهولم 2، 2015
43. الموسيقى تجلِّيات بوح الرّوح، نصوص ــ ستوكهولم 2016
44. العلّوكة والطَّبّكات، قصص قصيرة ــ ستوكهولم 2016
45. مختارات من أربع مجاميع قصصيّة ـ ستوكهولم 2016
46. تجلّيات مِن وهجِ الانبهار، أنشودة الحياة، الجزء 14 ستوكهولم 2016
47. أحلام مشروخة على قارعة المتاهات، أنشودة الحياة، الجزء 16 ستوكهولم 2016
48. لوحات التَّشكيلي عبدالسَّلام عبدالله، وشوشات شاعريّة مضمّخة بالواقعيّة والانطباعيّة، حوار وتقديم صبري يوسف 2016
49. حوار حول السَّلام العالمي 3، ستوكهولم 2016
50. حوار نارين عمر، سمر وعر، غفران حدّاد مع صبري يوسف 2016
51. مجلّة السَّلام الدّولية تكرّم فيروز / شهادات في أيقونة الغناء ورسولة السَّلام (1)، إعداد وتقديم ومشاركة، ستوكهولم 2016
52. ديوان السَّلام أعمق من البحار باللُّغة الإيطاليّة، ترجمة وتقديم د. أسماء غريب عن دار نشر أريانّا للترجمة والطّباعة والنّشر 2017.
53 . كتاب: صباح الخير، نصوص أدبيّة، عن دار نشري ــ ستوكهولم 2017
54. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء الأول، دار نشري ــ ستوكهولم 2017
55. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء الثّاني دار نشري ــ ستوكهولم 2017
56. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء الثّالث، دار نشري ــ ستوكهولم 2017
57. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء الرّابع، دار نشري ــ ستوكهولم 2017
58. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء الخامس، دار نشري ــ ستوكهولم 2017
59. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء السّادس، دار نشري ــ ستوكهولم 2017
60. إشراقات، حوار موسّع أجراه معي الكاتب والباحث صبحي دقّوري، دار صبري يوسف 2017
61. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء السّابع، دار نشري ــ ستوكهولم 2018
62. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء الثّامن، دار نشري ــ ستوكهولم 2018
63. مفاجآت مدهشة للغاية، مجموعة قصصيّة، دار نشري ـ ستوكهولم 2018
64. هدهدات عشقيّة، مجموعة قصصيّة، عن دار نشري ــ ستوكهولم 2018
65. نصوص تأبينيّة، حداداً على روحِ النّحات الدُّكتور عبدالأحد برصوم، عن دار نشري 2018
66. رحلة المئة سؤال وجواب، مع الأديبة والنّاقدة والمترجمة د. أسماء غريب 2018
67. مجلّة السَّلام الدَّوليّة تكرّم فيروز / شهادات في أيقونة الغناء ورسولة السَّلام (2)، إعداد وتقديم ومشاركة، ستوكهولم 2018، و 2019.
68. خمس مجموعات قصصيّة: المجلّد الأوَّل، دار السكّرية للنشر والتَّوزيع، القاهرة 2019
69. حوار مع الذَّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء التّاسع، ستوكهولم 2019
70. حوار مع الذّات، ألف سؤال وسؤال، الجزء العاشر، ستوكهولم 2019
71. رحلةُ السَّلامِ الرُّوحيّ من الفَحْمِ إلى الألماس، مئة سؤال وجواب 2، حوار وتقديم صبري يوسف مع د. أسماء غريب 2019.
72. تجلِّيات الخيال 1 ، دار نشر صبري يوسف 2019
73. تجلِّيات الخيال 2، دار نشر صبري يوسف 2020
74. رحلة طيّبة في تجلّيِات أسماء غريب: قراءة وانطباع وتحليل 2020
75. حوار حول السَّلام العالمي، الجزء الرّابع ، ستوكهولم 2020
76. أواهٍ ما هذا الاشتعال؟! نص مستوحى من اشتعالات كاتيدرائيّة نوتردام 2020
77. أنشودة الحياة ـ الجزء العشرون، ، هل كورونا نذيرُ شؤمٍ، أم قحطٌ في إنسانيّة الإنسان؟! 2020
دراسات نقديّة وتحليليّة عن تجربته الأدبيّة والتَّشكيليّة:
1ــ إنسانُ السَّلام: مَـنْ هُـوَ وكيـفَ يَتكوّن؟ تجـربـة صبري يوسـف الإبـداعيّة أنـمـوذجـاً، بالعربيّة والإيــطـاليّة، د. أسماء غريب، إيطاليا 2016.
2ــ جدلُ الذّاكرة والمتخيّل، مقاربة في سرديّات صبري يوسف، د. محمّد صابر عبيد، العراق، دار غيداء ــ الأردن 2016.
3ــ ستراتيجيّات النّصّ المفتوح، حركيّةُ الفضاء وملحميّةُ التّشكيل، د. محمّد صابر عبيد، العراق، دار غيداء.
4ــ تَمثُّلاتُ السّادة الملائكة الكروبيّين في تجربة صبري يوسف الإبداعيّة (من الأدب إلى الفنّ التّشكيليّ) د. أسماء غريب.
5. تشكيل الصُّورة الشِّعريّة وأنماطها، دراسة في نصّ (أنشودة الحياة: الجزء الأوَّل) لصبري يوسف، أحلام عامل هزاع.
* يعمل على نصّ مفتوح، “أنشودة الحياة”: قصيدة شعريّة ذات نَفَس ملحمي، طويلة جدّاً، تتألّف من عدّة أجزاء، كل جزء (مائة صفحة) بمثابة ديوان مستقل ومرتبط بنفس الوقت مع الأجزاء اللّاحقة، أنجزَ المجلّد الأوّل من عشرة أجزاء ويشتغل على المجلّد الثّاني وأنجزَ منه سبعة أجزاء، يتناول هذا النّص المفتوح قضايا إنسانيّة وحياتيّة عديدة، مركِّزاً على علاقة الإنسان مع أخيه الإنسان كمحور لبناء هذا النَّصّ.
* تمّ تحويل الجُّزء الأوّل من أنشودة الحياة إلى سيناريو لفيلم سينمائي طويل من قبل المخرج والسِّيناريست اليمني حميد عقبي وقدّمه كأحد محاور رسالة الماجستير في باريس.
* إشتغل مديراً لبرنامج “بطاقات ثقافيّة” في الفضائيّة السِّريانيّة، صورويو TV في القسم العربي وقدّم عدّة لقاءات عبر برنامجه مع كتّاب وشعراء وفنّانين ومؤرّخين حتّى غاية عام 2004.
* تمّ اختياره مع مجموعة من الشّعراء والشّاعرات في ستوكهولم للمساهمة في إصدار أنطولوجيا شعريّة باللُّغة السُّويديّة حول السّلام 2005، وتمَّ ترجمة بعض نتاجاته إلى اللُّغة السُّويديّة والإنكليزيّة والإسبانيّة، والإيطاليّة.
* يكتب القصّة القصيرة، قصيدة النّثر، النّصّ، المقال، والرِّواية، ولديه اهتمام كبير في الحوار والتّرجمة والدِّراسات التَّحليليّة والنّقديّة والرَّسم والنَّحت والموسيقى!
* ينشر نتاجاته في بعض الصّحف والمجلّات والمواقع الإلكترونيّة.
* شارك في العديد من الأماسي الشّعريّة والقصصيّة والنَّدوات الأدبيّة في الوطن الأم سوريّة وفي السّويد.
* نال عدّة جوائز تكريميّة متفرّقة.
* أسّس عام 2013 مجلّة السَّلام الدَّوليّة، مجلّة أدبية فكريّة ثقافيّة فنّية سنويّة مستقلّة، يحرِّرها من ستوكهولم.
* أصدر ثلاثة أعمال روائيّة عام 2015، تتمحور فضاءات الرِّوايات حول تجربته في الوطن الأم، بأسلوب سلس ومشوّق، مركّزاً على خلق عوالم فكاهيّة وساخرة وناقدة ومنسابة في حفاوةِ سردها المتدفّق عن تماهيات الكثير من وقائع الحياة مع إشراقاتِ جموحِ الخيال، ولديه مجموعة مشاريع روائيّة أخرى حول تجربته الاغترابيّة ومواضيع وقضايا إبداعيّة وفكريّة وثقافيّة وحياتيّة متعدّدة.
* اشتغل على مشروع حوار موسّع بعنوان: “حوار مع الذّات، ألف سؤال وسؤال”، وأصدر المجلّد بأجزائه العشرة تباعاً (كل جزء مئة سؤال وجواب) ما بين 2017 ـ 2020. يدور الحوار حول تجربته الأدبيّة والحياتيّة في الوطن الأم سورية وفي دنيا الاغتراب بصيغة قريبة من السِّيرة الذَّاتية، بأسلوب أقرب من السّرد الرِّوائي والقصصي والسِّيرة الذَّاتية في بعض محاوره والنُّصوص الأدبيّة منه إلى الحوارات التّقليديّة السَّائدة، مركّزاً على تقديم تجربته الحياتيّة أدباً وفنَّاً بشكل موسّع، كما يطرح عبر الحوار العديد من التّساؤلات حول مبدعين ومفكِّرين من الشَّرق والغرب ويجيب عنها، وتعتبر هذه التَّجربة الحواريّة مع الذَّات تجربة نادرة قلّما يطرقها أدباء من الشَّرق أو الغرب بهذه الشّموليّة والخصوصيّة والفضاءات المفتوحة على مسارات عديدة.
* مقيم في ستوكهولم ــ السُّويد منذ عام 1990.
إليكم بعص تساؤلاته حول الرسم وكيفية عبوره في عوالم وفضاءات الرسم:
كيف أرسم أعمالي ولوحاتي الفنية؟!
مشاعري متدفِّقة كحنينِ العشَّاق إلى أعماق تجلِّيات الرُّوح
حالما أدخل في فضاءات الألوان، أرسم فرحاً، حبّاً، عشقاً، سلاماً، وردةً، زهوراً برّية.. حنينُ الكرومِ لا يفارقُ لوني، والسَّنابلُ تغمرُ مروجاً ممتدَّة على مدى العمر! يبدو لي الحرفُ وكأنّه توأمُ اللَّونِ، أكتبُ شعري بالحرفِ تارةً وباللَّونِ تارةً أخرى!
في الرَّسم، أنحاز إلى الجمال! لأنَّ اللَّوحة عندي هي حالة جماليّة، ولا أريد أن تقترن بالأحزان والهموم! لربّما نزوعي هذا هو نوع من رفض الحرب والإنحياز التَّام للسلام والحبّ والفرح، لهذا تحملُ فضاءات لوحاتي رسالة سلام ومحبّة وفرح ووئام بين البشر، إنطلاقاً من رؤاي الجَّانحة نحو إحلال السَّلام والوئام والحبّ في وطني الأم سورية، مروراً بوطني الثَّاني السُّويد وإنتهاءً بالعالم أجمع.
الحياةَ لوحة جميلة تظهر في بسمةِ طفلٍ، في نضارةِ وردةٍ، في وهجِ عشقٍ، في زخّةِ مطرٍ، في نقاوةِ بحرٍ، في تلألؤاتِ نجيماتِ الصَّباحِ، في مصالحةِ الإنسان مع أخيهِ الإنسان، في مصالحةِ الإنسانِ مع جمال البرّ والبحرِ وأجرام السَّماءِ، في وئام البشرِ على مساحاتِ جغرافيّةِ الكونِ؟!
أجنحُ عبر كتاباتي ونصوصي ورسومي نحو قيمِ الخير والمحبّة والسَّلام بين البشر.
أرسمُ أعمالي بالسِّكِّين والفرشاة النَّاعمة، بأسلوب شاعري فطري طفولي حُلمي تخيُّلي، وبعدّةِ مدارس فنّية، بعيداً عن التقيّد بأساليب معيّنة في عالم الفن، فلا أتوقّف عند مدرسة أو تيّار فنِّي معيَّن، بقدر ما أتوقَّف عند مشاعري العفويّة المتدفِّقة مثل حنين العشَّاق إلى أعماق تجلِّيات الرُّوح، أو مثلَ شلالٍ يتدفّقُ من أعالي الجِّبال، أو كشهقةِ طفلٍ لاشراقةِ الشَّمسِ في صباحٍ باكر، حيث تتداخل عدّة أساليب في اللَّوحة الواحدة، وغالباً ما تتدفّق هذه الألوان بشكل عفوي حلمي تأمُّلاتي، ثمَّ تتوالد الأفكار وتتطوّر وتتناغم الألوان خلال عمليات الرَّسم، ويتميّز الأسلوب الَّذي أشتغل عليه بالتَّدفُّقاتِ اللَّونيّة وموشور إنسيابيّة الأفكار ضمن إيقاع لوني فيه من الموسيقى والرّقص والفرح والحنين إلى عوالم الطُّفولة والشَّباب والحياة بكلِّ رحابها، وكأنّي أتعانقُ مع تدفُّقاتي الشِّعريّة. أكتب شعراً عبر اللَّون، أجنح كثيراً نحو العفويّة والتّحليقات اللَّونيّة، مستخدماً الرَّمز والتَّجريد والأزاهير وكائنات برّية وأهليّة وأشكال من وحي الخيال والواقع أيضاً، حيث تبدو لوحاتي وكأنّها قصائد شعريّة تمَّ كتابتها عبر اللَّون، ولهذا تبدو اللَّوحة وكأنَّها الجّزء المتمّم للقصيدة، وفي هذا السِّياق قلتُ في إحدى الحوارات التي أُجْرِيَتْ معي “إن الشِّعرَ والرَّسمَ وجهان لعشقٍ واحد هو الإبداع”، لأنّني أرى أنَّ الَّذي لا يعشقُ الشِّعرَ أو الرَّسمَ بعمق، لا يستطيعُ إنجازَ نصٍّ شعريٍّ عميقِ الرُّؤية أو رسمَ لوحةٍ فنّيةٍ غنيّةٍ بمساحاتها وأجوائها اللَّونيّة المنسابة بتجلِّياتِ الإبداع.
صبري يوسف
أديب وتشكيلي سوري مقيم في ستوكهولم
ما الّذي دفعكَ في الشّهر الأخير من عام (2016) أن تمنح الفنّانة المبدعة فيروز شهادة تقدير، وتوجّه دعوة للمبدعين والمبدعات لكتابة شهادة في فن فيروز على مدى أربع سنوات متتالية عبر مجلّة السَّلام الدَّوليّة؛ كتكريم لهذه الفنّانة المبدعة، إلى أن وُلِدَ مجلّد خاص بتكريم فيروز؟!
كيفيّة ولادة هذا المجلّد؟!
منذ أن قرأت خبر تهجُّم أحد الصّحافيّين في مجلّة الشّراع، في ديسمبر (2015) على الفنّانة المبدعة السَّيّدة فيروز، وأنا أشتغل عبر مجلّة السَّلام الدَّوليّة الّتي أصدرُها إلكترونيًّا من ستوكهولم مرّة واحدة في نهاية كل عام، للرد على الصّحافي، وقد رددت عليه عبر صفحتي بالبيان الآتي:
البيان الّذي أصدرته في ديسمبر (2015)، فور قراءتي ما جاء على غلاف مجلّة الشّراع
حملة عبر صفحتي على الفيس بوك تهدف إلى المطالبة من إدارة مجلّة “الشِّراع” بالاعتذار للسَّيِّدة فيروز وجمهورها بعد الإساءة لها عبر غلاف العدد الأخير، ديسمبر (2015)، والضّغط بكلِّ الطُّرق لسحب العدد من المكتبات، ومقاضاة رئيس التَّحرير على المقال الّذي كتبه عن فيروز ويسيء إلى سمعتها وتاريخها الفنّي. تطالبُ إدارة مجلّة السَّلام الدَّوليّة الممثّلة بالأديب والتَّشكيلي السُّوري صبري يوسف، إدارة مجلّة الشّراع بالاعتذار إلى الفنّانة المبدعة السَّيّدة فيروز وجمهورها بالملايين، للإساءة المتعمّدة بحقِّ فنَّانَتِنَا، سفيرة المبدعين إلى أقصى أقاصي النّجوم، والمطالبة من كلِّ الأطراف المعنيّة في لبنان وخارج لبنان بالضّغط على إدارة المجلّة لسحب كلّ الأعداد من المكتبات ومقاضاة رئيس التّحرير لإساءته المتعمَّدة بحقِّ هذه القامة الإبداعيّة الشَّامخة شموخ الجِبال!
بهذه المناسبة ينشر الأديب والتّشكيلي السُّوري صبري يوسف نصًّا تكريميًّا استوحاه من وحي الإصغاء إلى فضاءات أغاني فيروز منذ سنوات بعنوان “فيروز صديقة براري الرّوح”؛ وهو ديوان كامل من مئة صفحة من القطع المتوسّط أحد أجزاء أنشودة الحياة، وقد أهدى الدِّيوان إلى الفنّانة المبدعة السَّيدة فيروز، وقد تمّت ترجمة وإصدار هذا الدِّيوان مع تسعة دواوين أخرى إلى اللّغة الإنكليزّيّة عبر دار نشر صافي للترجمة والنّشر والتّوزيع ضمن مجلّد كبير يضمُّ هذه الأجزاء العشرة!
منحت إدارة “مجلّة السّلام الدَّوليّة” في العدد الثّالث شهادة تقدير للفنَّانة المبدعة السّيّدة فيروز؛ لعطاءاتها الخلّاقة خلال مسيرتها الفنّيّة الطّويلة الّتي قدّمت أروع الأغاني الرّاقية على مدى أكثر من ستِّين عامًا. كما دعَتْ مجلّة السَّلام الكتّاب والكاتبات، والشّعراء والشّاعرات، والفنّانين والفنّانات للمشاركة في ملف خاص بتكريم الفنّانة المبدعة السّيّدة فيروز عبر عددها الرّابع القادم (2016) بنص شعري، نص أدبي، مقال، لوحة يعبِّر المشارِك والمشارِكة من خلال مشاركته عن رؤيته وشهادته بهذه القامة الإبداعيّة الخلّاقة. وقد أُرسِلَتِ المشاركات إلى رئيس التّحرير عبر صفحته الخاصّة، وعبر بريده الإلكتروني أيضًا.
وقد اشتغلَ رئيس التَّحرير على مدى عام (2016، 2017، 2018، و2019) وما أزال مستمرًّا في تلقِّي شهادات بحقِّ فيروز: نصوص أدبيّة، مقالات، قصائد شعريّة ولوحات من شعراء وكتّاب وفنّانين ومبدعين من مختلف العالم العربي والغربي مستوحاة من فضاءات وعوالم فيروز الغنائية والفنّية الراقية”، وقد نشرت الشّهادات الّتي وردتني عن إبداع فيروز في أعداد المجلّة تباعًا، وخطّطتُ جمْع هذه الشّهادات لإعداد مجلّد عن تكريم فيروز يتضمّن (144) مشاركة من قبل (144) مبدعًا ومبدعة من شتّى التّخصُّصات، يقدِّمون رأيهم في إبداع وغناء وفن فيروز، وتلقَّيت قرابة (150) لوحة بورتريه لفيروز رسمها فنّانون وفنّانات بشكل بديع، وليس لدي أي هدف من كلِّ ما قمتُ به سوى الدِّفاع عن هذه الأيقونة الفنّيّة الأسطوريّة الرَّاقية رقي المبدعات الخالدات، وتكريمها؛ لما قدَّمت من إبداع خلّاق عبر تجربتها الفنّيّة العريقة، حيث إنّي كتبتُ قبل هذا الوقت؛ ما بين عام (2000 – 2006) ديوانًا شعريًّا من وحي استماعي إلى أغاني فيروز كل يوم “رأس السّنة” من سنوات (2000 – 2006)، فولد معي ديوان شعري بعنوان: “فيروز صديقة براري الرُّوح”، حيث أكنُّ لهذه القامة الفنّيّة السّامقة احترامًا عميقًا، وأعدُّها أمّي الرّوحيّة، وأعشق فنّها وفضاءها الخلّاق، وضدّ كل من يتهجّم عليها كائنا من كان! ولم أحب في بداية هذا المشوار التّواصل مع أيّة جهة رحبانيّة أو لبنانيّة أو أيّة جهة في العالم؛ كي يولد المجلّد بشكل سلس، وبحرّيّة تامّة؛ لأنّني أديب وتشكيلي وإعلامي وصحافي مستقل، ولا توجد أي جهة تؤثر على قلمي ومشاريعي الأدبيّة والفنّية مثقال ذرّة، لهذا تجنّبتُ التّواصل والتّخطيط مع آل الرّحباني في البداية؛ لأنّني أحببتُ أن أقدِّم لفيروز المجلّد جاهزًا، علمًا أنّني خطّطتُ أن يكون الكتاب إيجابيًّا مئة بالمئة، حيث تمّت دراسة وقراءة وتقييم المواد الّتي وصلتني، ودقّقتُ كلّ المواد واللّوحات بنفسي، واخترتُ ما هو مناسب للمجلّد، آملًا أن أكون قد حقَّقت ما تستحقّه فيروز، هذه القامة الفنِّيّة الأسطوريّة الخلّاقة، وقد قمت بكلِّ هذا تكريمًا لفيروز؛ لما قدّمته عبر مسيرتها الفنّيّة من إبداعٍ خلَّاق!
ستوكهولم: آب (أغسطس) (2019.
كيف أعددتَ مجلَّد تكريم فيروز، ومنْ شارك من المبدعين والمبدعات في هذا المجلّد بتقديم شهادات في إبداعها الخلّاق؟
أعددتُ هذا المجلّد على مدى أربع سنوات، وفيما يلي التّقرير المفصَّل عن كيفية إعداده والمشاركين والمشاركات في تقديم شهاداتهم في هذا المجلّد:
إعداد مجلّد خاص بتكريم السَّيّدة فيروز، شارك فيه (144) مبدعًا ومبدعة من العديد من دول العالم.
تمَّ إعداد مجلّد خاص بتكريم الفنّانة المبدعة السَّيدة فيروز، شارك فيه (144) كاتبًا وكاتبة، شاعرًا وشاعرة، أديبًا وأديبة، روائيًّا ورائيّة، وفنّانًّا وفنّانة من العديد من دول العالم العربي، ومن دول الغرب أيضًا، وقد أعدَدْتُ المجلّد وشاركت في تقديمه كرئيس تحرير مجلة السَّلام الدّوليّة، كما شاركتُ في نص شعري مفتوح بعنوان: “فيروز صديقة براري الرّوح”، وقد اشتغلت على إعداد هذا المجلّد من خلال مجلّة السَّلام الدَّوليّة، ونشر ملفات عن تكريم فيروز في العدد الرّابع والخامس والسادس والسابع، حيث كنتُ أوجّه دعوة للمبدعين والمبدعات للمشاركة في مجلد تكريم فيروز، فشارك في الأعداد الأربعة على مدى السنوات (2016، 2017، 2018 و2019) (144) مشارِكًا ومشارِكةً؛ تضمّنت المشاركات (51) مقالًا ونصًّا أدبيًّا، وشاركَ (50) شاعرًا وشاعرة، وهناك من شارك في أكثر من قصيدة شعريّة، كما شارك (43) فنّانًا وفنّانة في رسم بورتريه الفنّانة فيروز، ومنهم من شارك في لوحة ولوحتين وأربع لوحات وأكثر، وشارك الفنّان رضوان بصطيقة بتصميم مئة عمل فنّي لفيروز عبر الدّيجيتال. أعرض فيما يلي أسماء المشاركين والمشاركات مع ذكر عناوين فعالياتهم، كشهادات في تجربتها الفنّيّة الرَّاقية.
تمَّ إهداء الكتاب إلى الفنّانة المبدعة السَّيِّدة فيروز، وجاء في مستهلِّ الكتاب: كيفية ولادة هذا المجلّد، تلاه مقدّمة، بقلمي كمحرِّر للمجلّة، ثمَّ جاءت النُّصوص والمقالات، والشّعر، ولوحات البورتريه تباعًا:
الأديب والإعلامي السُّوري داود أبو شقرة، فَيْروزُ والشَّامُ .. جَدَلِيَّةُ السَّيْفِ والقَلَم، الأديبة والباحثة الفلسطينيّة اللّبنانيّة دوريس خوري، فيروز .. أيّتها الممسوحةُ بزيتِ الآلهةِ!، الرّوائي العراقي كريم كطافة، حينَ كانَتْ فيروزُ تتسلَّقُ معنا الصّخورَ، الأديبة والنّاقدة والمترجمة المغربيّة د. أسماء غريب، في انتظارِ نهاد، الأديب الفلسطينيّ حسن سلامة، قليلونَ همُ الَّذينَ يصنعونَ الذَّاكرةَ النَّبيلةَ، الكاتب والقاصّ السُّوريّ الكرديّ صبري رسول، صوتُها شلّالٌ، الفنّان التَّشكيلي السّوري جاك إيليّا، فيروزُ رسولةُ السَّلامِ، الكاتبة السُّوريّة كميلة إيليّا، فيروزُ، حمامةٌ وديعةٌ، القاصّ والكاتب السُّوريّ فريد مراد، إنّها فيروزُ، صوتُ الملائكةِ على الأرضِ، الأديب والمترجم العراقيّ د. بشير الطورلي، فيروزُ تجعلُ الإنسانَ يسمو في علياءِ الرُّوحِ، الكاتبة والإعلاميّة السُّوريّة صفاء أحمد، هديلُ صوتِها معجونٌ بطاقةٍ غنائيّةٍ شاهقةٍ، الأديبة والنّاقدة الجزائريّة نوميديا جروفي، فيروزُ الحبِّ والسّلامِ، الشّاعرة والنّاقدة التُّونسيّة ليلى عطاء الله، العِطْرُ يَأْتِي مِنَ الثَّلْجِ، الأديبة الجزائريّة د. سامية غشير، فيروزُ .. الحكايةُ الّتي خطّها الزّمنُ بحبرِ الوردِ، الكاتبة الرّوائيّة اللّبنانيّة إخلاص فرنسيس، فيروزُ فعلُ الإيمانِ وغبطةُ الرُّوحِ، الكاتبة اللّبنانيّة فاطمة قبيسي، فيروزُ دغدغَتْ فينا الرُّوحَ، الكاتبة والشّاعرة اللّبنانيّة فاطمة منصور، فيروزُ الشَّمسُ الخالدةُ، الكاتب والشّاعر السّوريّ عبد الله الحامدي، عصرُ فيروزَ، الكاتب والشَّاعر العراقي عدنان أبو أندلس، الدَّورةُ الحياتيّةُ للأُغنيةِ الفيروزيّةِ، الكاتبة السُّوريّة أنجيلا عــبدة، فيروزُ حمامةٌ بيضاءُ، الشَّاعرة السُّوريّة مادلين الطنُّوس، فيروزُ الأسطورةُ الخالدةُ، الكاتبة السُّوريّة عائدة أفرام، فيروزُ.. الأصالةُ والاسمُ عنوانٌ، الكاتبة والشّاعرة المصريّة ديمة محمود، فيروزُ: عندما يكونُ الغناءُ ذاكرةً للمعرفةِ، الكاتبة السّوريّة الكرديّة ميديا حسن، فيروزُ مفتاحُ كتاباتي، الكاتب والشَّاعر العراقي هادي الحسيني، فيروزُ صوتُ الحبِّ، الشّاعرة السُّوريّة نرجس عمران، صوتُ فيروزَ يهطلُ في الرُّوحِ كحبّاتِ النّدى، الكاتبة السُّوريّة هيلدا ملكي، صوتُ فيروزَ ناقوسٌ أسطوريٌّ يصدحُ في عالمِ الغناءِ، الأديب والنّاقد السُّوري محمّد رستم، فيروزُ أضحَتْ هرمًا في الغناءِ العربيِّ، الشَّاعر اللّبناني أحمد بزّون، كبرْنا.. وبقيَتْ فيروزُ شابّةً في الغناءِ، الشّاعرة السُّوريّة طهران صارم، فيروزُ .. سيِّدةُ الفصولِ، الكاتبة والشّاعرة السُّوريّة أديبة عبدو عطيّة، فيروزُ صديقةُ قلبي وحبِّي، الكاتب السُّوري ميشيل زيتون، فيروزُ أسطورةُ الغناءِ الأصيلِ، القاصّة والشّاعرة السُّوريّة ندى الدَّانا، فيروزتي .. صديقتي، الكاتبة السُّوريّة نبيلة مرعشي، فيروزُ المنارةُ، الشّاعرة السُّوريّة زوات حمدو، فيروزُ شمسٌ ﻻ تغيبُ، الكاتبة السُّوريّة ليندا السّعد، فيروزُ المعجزةُ الدّائمةُ الوجودِ، الكاتب والنّاقد السُّوري الكردي غريب ملَّا زلال، فيروزُ جارةُ القمرِ، جرعةُ فرحٍ في زمنٍ أعرجَ، الشَّاعرة التّونسية فوزيّة العكرمي، فيروزُ قصيدةٌ لا تنتهي، الأديبة والإعلاميّة التّونسيّة ريم قمري، فيروزُ أغنيةُ الحياةِ، الكاتبة والتَّشكيليّة السُّوريّة رهاب بيطار، فيروزُ تغمرُ قلوبنا عشقًا وفرحًا، الكاتب السُّوريّ الكرديّ سردار شريف، فيروزُ صوتُ السَّلامِ، الكاتبة السُّوريّة سلوى الجافي، فيروزُ مبتدأُ الحبِّ وخبرُهُ، الكاتبة التّونسيّة عواطف الزّراد عزّ الدِّين، يا حبيـــبةَ القلوبِ .. صديـقــةَ الشُّعوبِ، الشّاعر والكاتب السُّوري مفيد نبزو، نسمةُ الرُّوحِ فيروزُ، الأديب والتّشكيلي العراقي خالد شاطي، حكايتي معَ فيروزَ، الكاتب اللّبنانيّ عصام محمّد جميل مروة، مزايا زينةِ الأعيادِ .. ميلادُكِ يا فيروزُ، الأديبة السُّوريّة الكرديّة نارين عمر، فيروزُ أنينُ النّاي وزغرودةُ الفرحِ، الأديب السُّوريّ الكرديّ إبراهيم اليوسف، لا بوصلةَ إلّا في أصداءِ هذهِ التَّراتيلِ، الكاتب والشَّاعر السُّوري وائل حبيب عثمان، فيروزُ يا فيروزُ، الكاتبة والشّاعرة الجزائريّة نُسيبة عطاء الله، ورطةُ فيروزَ، نايُ العاشقينَ، الفنّان والملحّن السُّوريّ كمال بلَّان، فيروزُ صوتٌ ملائكيٌّ عابرٌ للقارّاتِ، الشَّاعر والقسّ السُّوريُّ جوزيف إيليا، قصيدتان: فيروزُ يا رنّةَ القيثارِ وفيروزُ، الشَّاعر السُّوريّ الكرديّ جميل داري، لا بدَّ من فيروزَ وقصائد أخرى، الأديبة اللّبنانيّة حياة قالوش، فيروزُ سفيرتُنا إلى العالمِ، الشَّاعر السُّوري علي جمعة الكعود، نسكرُ حينَ نسمعُ صوتَ فيروزَ فلا نصحو، الشّاعرة السُّوريّة فردوس النّجار، شقيقة الياسمين، الشَّاعر السُّوري مفيد نبزو، شموخُ الأرزِ، الشّاعرة اللِّبنانيّة نغم نصّار، لفيروزَ السّلامُ، الشّاعر السُّوري د. صادق الخازم، فيروزُ، تخونُني الكلماتُ والقوافي، الشّاعر اللّبناني رامي ونُّوس، ياقوتةُ الغناءِ، الرِّوائي والشّاعر السُّوري منير شمعون، صوتُ فيروزَ، الشَّاعر والكاتب السُّوري فؤاد حنّا، (الملقَّب فؤاد زاديكي)، يا رقّةَ الصّوتِ والأحلامُ تَبْتَسِمُ، الشَّاعر السُّوريّ الرّاحل اسكندر معمر، في سماءِ الفنِّ، الشَّاعر السُّوريّ مردوك الشّاميّ، شمسُ العصرِ، الشّاعر العراقيّ د. وليد جاسم الزّبيدي، قصيدتان: أيقونةٌ فيروزُ وترانيم فيروزيّة، الكاتبة والشّاعرة السُّعوديّة نجاة الماجد، فيروزُ يا قصّةَ الزّمنِ الجميلِ، الشَّاعر اللّبنانيّ شربل بعيني، فيروزُ .. كوني أمَّنا، الشَّاعر المصري عادل البطّوسي، جارةُ القمـرِ والسّنديان، الشَّاعر السُّوري فادي نصّار، أيقونةُ لبنانَ، الشَّاعر العراقيّ أديب كمال الدِّين، فيروزُ، الأديبة العراقيّة د. وفاء عبد الرّزاق، ما زلتُ أنتظرُ بيَّاعَ الخواتمِ، الأديب الكردستاني بدل رفو، فيروزُ أغنيةُ الأزلِ، الشّاعرة والأديبة السُّوريّة د. نجاح إبراهيم، صباحُ فيروزَ، الشَّاعر العراقي عدنان الصّائغ، (5) فيروزيّاتٌ، الشَّاعر والنّاقد العراقيّ عدنان أبو أندلس، مُغرِّدةُ الضُّحى، الكاتبة والشّاعرة الفلسطينيّة آمَال رضْوَان، بِصَوْتِكِ أَكْتَحِلُ وَلَا أَكْتَهِلُ!، الشّاعرة المغربيّة زكيّة المرموق، فيروزُ كبر البحرِ أحبّكِ، الكاتبة والشّاعرة التُّونسيّة د. رشيدة المراسي، ترتّلُ فيروزُ الأناشيدَ، فتبلسمُ الجراحَ، الشَّاعرة السُّوريّة ليلى غبرا، فيروزُ أيقونةُ الحياةِ، الشّاعرة السُّوريّة ميرفت استنبولي، فيروزُ شمعةُ سلامٍ في زمنِ الحربِ، الشَّاعرة السُّوريّة الكرديّة ماجدة داري، فيروزُ شامةٌ في قلبي، الشّاعرة السُّوريّة غانا أسعد، فَـيـروز قَصيدةٌ لا تَنتهي، الشَّاعر الفلسطيني يوسف مفلح إلياس، صوتُ فيروزَ، الشّاعرة والكاتبة الفلسطينيّة د. عدالة جرادات، فيروزُ قصيدةُ حنانٍ وتهاليلُ أمومةٍ، الشّاعر العراقي موشي بولص موشي، لُؤْلُؤَةُ الشَّرْقِ، الكاتبة والشّاعرة العراقيّة سلامة الصّالحي، قدّاسُ السَّماءِ، الشّاعر السُّوري فهد إسحاق، رَيْحانةُ السّـماء، الشّاعر الكردستاني علي مراد، فيروزُ.. تهطلينَ شفقًا، ضحكاتٍ وأغانيَ حلوةً، الشّاعرة اللّبنانيّة سامية خليفة، أنتِ للمجدِ علاهُ، الشَّاعرة اللّبنانيّة فلورا قازان، حينَ تغنِّي فيروزُ، الكاتبة السّوريّة سميرة حنّا (زاديكي)، فيروزُ نغمٌ سرمديٌّ في صمتِ اللّيلِ، الشّاعر السُّوري ليث شعبان، ميلادُ السَّيِّدةِ فيروزَ، الشّاعرة السُّوريّة ماجدة زيتون، فيروزُ تُعلِّمُ و لا تُعلَّمُ، الشّاعرة السُّوريّة ملاك العوّام، فيروزُ أنغامٌ تدغدغُ مساماتِ روحي، الكاتبة السُّوريّة مي شهرستان، فيروزُ سفيرةُ الحبِّ والأنغامِ، الكاتبة والتّشكيليّة الجزائريّة أسماء عقوني، فيروزُ وافرةُ الأملِ.. يا بلسمَ الرُّوحِ، الشَّاعرة المصريّة د. سمر العزب، لكِ وحدَك يا جارةَ القمرِ، الشّاعر السُّوري كمال تاجا، فيروزُ .. يا كنزَ الطَّربِ الأصيلِ، الشّاعرة السُّوريّة رنا مفيد منذر، يا رسولةَ المحبّة وأرقى الأنغامِ، الشّاعر العراقيّ عمر الخفاجي، على طرفِ الجنّةِ، الأديب والتَّشكيليّ السُّوريّ صبري يوسف، فيروزُ صديقةُ براري الرُّوحِ، أنشودةُ الحياةِ، الجزءُ الثَّامنُ، نصّ مفتوحٌ.
شارك في بابِ التّشكيل الفنّانون والفنّانات الآتين برسم بورتريه للفنّانة فيروز:
الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ زهير حضرموت، الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ نعمت بدوي، الفنّان التّشكيليّ السُّوريّ د. يعقوب إبراهيم، الفنّان التّشكيليّ السُّوري محمَّد صفوت، الفنّان التّشكيليّ السُّوريّ الرّاحل سمير طنبر، (اللّوحة من مقتنيات السَّيد موفّق جمال)، الفنّان التَّشكيليُّ العراقيّ صالح كريم، الفنّانة التَّشكيليّة العراقيّة آلاء عنبر، (109). الفنّان التَّشكيليّ اللّبنانيّ محمّد نصّار، الفنّان التَّشكيليّ اللّبنانيّ ياسر الدِّيراني، الفنّان التّشكيليّ السُّوريّ جلال المطر، الفنّانة التَّشكيليّة المصريّة علا عثمان، الفنّانة التّشكيليّة السُّوريّة نادية بانه، الفنّانة التَّشكيليّة السُّوريّة حياة الرّومو، الفنّانة التَّشكيليّة الكردستانيّة روناك عزيز، الفنّانة التّشكيليّة السُّوريّة الكرديّة جيهان محمّد علي، الفنّانة التّشكيليّة السُّوريّة الكرديّة ليديا جنكو، الفنّانة التّشكيليّة اللّبنانيّة نسرين شهيب، الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ سمير ظاظا، الفنّانة التَّشكيليّة السُّوريّة فيفيان الصّائغ، الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ لطفي جعفر، الفنّان التَّشكيليّ العراقيّ مهدي السَّماوي، الفنّانة التَّشكيليّة المصريّة رحاب بركات، الفنّانة التّشكيليّة المصريّة دينا عبد الرّحمن، الفنّان التّشكيليّ المصريّ حسن كومكسنجي، الفنّان التَّشكيلي السُّوريّ تيسير رمضان، الخطّاط والفنّان المسرحيّ السُّوريّ زهير إيليا، الفنَّان التَّشكيليّ السُّوريّ صالح الهجر، الفنّان التّشكيليّ السُّوريّ نزار علي بدر، الفنّان التّشكيليّ السُّوريّ باسل السُّعود، الفنّانة التَّشكيليّة السُّوريّة غيداء أحمد، الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ أديب ميهوب، الفنّانّة التَّشكيليّة المصريّة لبنى محمّد، الفنّان التّشكيليّ والأديب العراقيّ خالد شاطي، الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ عبد السَّلام تومان، الفنّان التّشكيليّ السُّوريّ عابد عبد الأحد، الفنّان التَّشكيليّ السُّوريّ بشير مسلم، الفنّانة التَّشكيليّة المصريّة صفاء علي، الفنّانة التّشكيليّة التّونسيّة آية نصر، الفنّانة التّشكيليّة السُّوريّة بيكي كابريليان، الفنّان التّشكيلي السُّوري بسّام بيضون، الفنّان التّشكيليّ المصريّ يحي حسين المهدي، الفنّان التّشكيلي اللّبناني راغب أبو حمدان، والفنَّان التَّشكيلي السُّوري رضوان بصطيقة.
أبحث أنا كمعد ومشارك في هذا المجلّد عن دار نشر تتبنّى إصدار ونشر هذا الكتاب على نفقة الدّار، ضمن شروط نتَّفق عليها الطّرفان، وهناك ترتيبات للتواصل مع السَّيدة فيروز لإعطاء الإشارة والموافقة على إصدار هذا الكتاب أصولًا؛ لأنّه يتناول شخصيّة اعتباريّة فنِّيّة راقية، ولا بدَّ من التَّنسيق معها قبل الإصدار،
وقد جاء في مقدّمة الكتاب ما يلي:
صبري يوسف،
فيروزُ قامةٌ فنّيّةٌ إبداعيّةٌ نادرةٌ من دررِ البحارِ، أبهجَ صوتُها قلوبَ الكبارِ والصّغارِ والشّبّانِ والكهولِ. كينونة فنِّيّة مدهشةٌ ومبهجةٌ للجميعِ، حلّقَ اسمها عاليًا، عابرًا البحار والمحيطات والقارّات من خلالِ عطاءاتِها الفنّيّة الخلّاقة الّتي نادرًا ما نجدُ مثيلًا لها في عالمِ الإبداعِ الغنائيّ في هذا العصرِ.
فيروزُ سيّدةُ الأغنيةِ العابقةِ بالسَّلامِ والوئامِ والحبِّ والفرحِ والحنينِ والطّفولةِ والحياةِ ووهجِ الطّبيعة المخضّلة بأبهى طيوبِ الجمال. هديّة الهدايا، تهاطلت علينا من أعالي السّماء؛ لتمنحنا فرحًا بديعًا من خلالِ صوتها الملائكيّ الّذي يبهجُ الرّوح وينعشُ الفؤاد.
غنَّتْ بكلِّ تجلِّياتها على إيقاعِ مناجل الحصّادين، للصباحِ، للأزاهيرِ ، للأشجارِ الباسقةِ، لعذوبةِ الينابيعِ، للمحبِّين. غنَّت للرواسي الشَّامخاتِ، لهدهداتِ الطُّفولة لينامَ الأطفالُ على أنغامٍ معطّرةٍ بأشهى الأحلامِ.
صوتُ فيروزَ بستانُ فرحٍ يتناثرُ ألقًا على هديلِ اليمامِ، يناجي زخّاتِ المطر لتغدقَ على السَّنابلِ ببركاتِ السّماءِ.
تغلغلَ صوتُها في خيالي، في ذاكرتي، في أحلامي، وروحي منذُ الطّفولة حتّى الآن.
عبرتُ البحارَ، فعبرَ معي، ولازمني رحلتي في ديارِ الغربة، كانَ بلسمًا شافيًا في كلِّ منعطفاتِ غربتي.
كتبتُ نصوصي، رواياتي، حواري مع الذَّات ومعَ الآخرين، مع الطَّبيعةِ ومع الحياةِ على أنغامِ أغانيها.
فيروزُ أمِّي الثَّانية الّتي ربّتني على الجمالِ والجلالِ، وأنا أحلِّقُ في سماء الحلمِ.
كلَّما سمعْتُ صوتَها أمسكْتُ قلمي بكلِّ جموحٍ، أنسابُ شوقًا نحوَ فضاءاتٍ غارقةٍ في بيادرِ الذّكريات، ألملمُ طفولتي وفيروزُ شاهدةٌ على عناقِ الذّكريات عبر مهجةِ الحرفِ، تذكّرني بأمِّي الحنونة عندما كانتْ تلملمُ باقاتِ الحنطة دون كللٍ أو مللٍ.
تنبسطُ أمامي ذكرياتُ الطُّفولةِ منذُ أن وعيتُ على وجهِ الدُّنيا، وعبورنا بكلِّ همّةٍ في سهولِ الخيرِ من القمحِ والعدسِ والشَّعيرِ، نحصدُ بمناجلنا بكلِّ فرحٍ وشغفٍ، كأنّنا نلملمُ دُرَرَ الحياةِ، وكم كانت صباحاتُ الصَّيفِ بهيجةً عندما كنّا نستيقظُ باكرًا على أنغامِ فيروزَ، ونوجِّهُ أنظارنا نحو الكرومِ، نقطفُ أشهى العنبِ، ثمَّ نأكلُه في الصّباحِ الباكرِ، وكم كانت باقاتُ الحمّصِ الأخضرِ لذيذةً عندما كنّا نلملمُها من الأرضِ المباركةِ، نرشرشُ الماءَ الزُّلالَ عليها، ثمَّ نتناولُها بشهيّةٍ عميقة.
يتناهى إليّ صوتُ فيروزَ ونحنُ نتوجّهُ إلى المدرسةِ في صباحٍ مبلَّلٍ بالخيرِ والجمالِ والغناءِ الأصيلِ!
الكتابةُ طريقنا إلى خصوبةِ الطُّفولةِ واليفاعةِ والشَّبابِ، وفيروزُ كانتْ وما تزالُ دليلَنا إلى تراتيلِ عيدِ الميلادِ، عيدِ المحبّةِ والفرحِ والحياةِ.
فيروزُ حمامةُ سلامٍ في سماءِ المدائنِ، غنّتْ للأوطانِ، للعواصمِ، للأرضِ، للمظلومينَ، للفقراءِ، للفلّاحينَ، للعشّاقِ، للطبيعةِ المورقةِ بالجمالِ والعطاءاتِ الخلّاقة.
فيروزُ أسطورةُ عشقٍ محبوكةٌ من أنهارِ العطاءِ، تهدهدُ أرواحنا بأنغامٍ صادحةٍ بأهازيجِ الجنّةِ، بَنَتْ لنفسِها خلال مسيرتها الفنّيّة الطَّويلة عرشًا شامخًا. إنّها سليلةُ مار أفرام السِّريانيّ في ينابيعِ العطاءِ.
هذا الكتابُ هو عربونُ مودّةٍ ووفاءٍ من كلِّ الّذين كتبوا رؤاهم في فيروز، ومن كلِّ الفنّانين والفنّانات الّذين رسموها من القلبِ.
كانَ هذا الكتابُ ثمرةَ أربعِ سنواتٍ من التّواصلِ مع مبدعينَ ومبدعاتٍ من شتّى التَّخصُّصاتِ.
كنتُ أودُّ أن يشاركَ فيهِ ألفُ مبدعٍ ومبدعةٍ، لكنّ انشغالَ الكثيرِ منهم، وانشغالي أيضًا في العديدِ من المشاريعِ الإبداعيّةِ جعلني أتوقّفُ عندَ هذهِ المشاركاتِ الّتي وصلتني.
أشكرُ كلّ الَّذين شاركوا، وأشكرُ فيروزَ الّتي ألهمتني أن أعدّ وأبوِّب وأخرجَ هذا الكتاب إلى النُّورِ.
كم أشعرُ بأنَّ “فيروز صديقة براري الرّوح”! وكم أشعرُ بالسّعادة أنّني تمكَّنْتُ أن أكتبَ هذا النّصّ الشّعريّ المفتوحَ، الجزء الثّامن من أنشودةِ الحياةِ، حيثُ أنّني كنتُ قد عاهدتُ نفسي أن أكتبَ في ليلةِ رأسِ السَّنةِ مقاطعَ شعريّةً مستوحاةً من أغاني فيروزَ، فقد كانَ احتفالي بليلةِ رأسِ السَّنةِ هو الاعتكاف وحيدًا والاستماع إلى أغانيها، وعلى مدى أيامِ رؤوسِ السّنواتِ: (2000، 2001، 2002، 2003، 2004، 2005، 2006) كتبتُ هذا النَّصّ، ثمَّ اشتغلتُ عليه، وصغته صياغةً نهائيّةً إلى أن اخترتُ له عنوانًا مناسبًا لفضاءاتِ انبعاثِ الحرفِ: “فيروزُ صديقةُ براري الرُّوحِ”؛ لأنّني شعرتُ في قرارةِ نفسي أنّ أغانيها كانتْ الصَّديقةَ الأوفى في منحي الفرح والمحبّة والحنّان، وأسهمتْ إلى حدٍّ كبيرٍ في تخفيفِ أوجاعِ غربتي منذ أيّامِ اغترابي الأولى حتّى لحظةِ كتابةِ هذهِ السّطورِ.
آملُ أن أكونَ قد رددتُ لها بعضَ الجميلِ بما يليقُ بعطاءاتها وإبداعها الرَّصين، فلم أجدْ أجدى من إعدادِ هذا المجلّد، والتّفرّغ لهذا المشروعِ على مدى سنواتٍ؛ كي أهديهُ لفيروزَ عربونَ مودّةٍ واحترامٍ وتقديرِ.
كما آملُ أن نفكِّرَ بمبدعينا من قاماتِ فيروزَ وهم أحياء؛ كي ينالَ المبدعون نصيبهم من التّكريمِ والوفاءِ.
لا يسعني في الختامِ إلّا أن أشكرَ كلَّ المشارِكينَ والمشارِكاتِ، فلولاهم؛ لما وُلدَ هذا المجلّد الَّذي أفتخرُ أن أقدّمَهُ هديّةً للفنّانةِ المبدعةِ السَّيّدةِ فيروزَ، ولكلِّ الرّحابنةِ والملحّنينَ والموسيقيّينَ، وكلّ الّذينَ قدّموا معَ فيروزَ أجملَ الأغاني الخالداتِ!
ستوكهولم: (26/ 7/ 2019)..- الأديب والتشكيلي السُّوري صبري يوسف
التسامح:
التسامح يبرز التسامح كمهارة من مهارات الحياة المهمّة، وصفة في المجتمعات المُتحضِّرة التي لا يتقيّد فيها الإنسان بتقاليد، وعادات تحكم نظرته للآخرين؛ فيكون منفتحاً مُتقبِّلاً للناس على اختلافهم، وهو ما يؤدّي إلى التعايُش السلميّ بينَ الفئات المختلفة في المجتمع، علماً بأنّ التسامح يُطبَّق على العديد من الجوانب، كالتسامح العرقيّ، والتسامح المهنيّ، والتسامح المَبنيّ على الجنس، والتوجُّه الجنسيّ، والتسامح الدينيّ، وغيرها.[١][٢] ولا يعني التسامح القناعة التامّة بالمُعتقدات الخاصّة بالإنسان الآخر، ولكنّه مهارة تتطلّب عدم التعصُّب، أو العنصريّة، واحترام الاختلاف مع الآخرين، والتركيز على القواسم المشتركة بدلاً من التركيز على الاختلاف، بل والدفاع عن الآخرين إذا ما تعرّضوا لمُضايقات؛ بسبب اختلافهم.[١][٢] تعريف التسامح يُعرَّف التسامح في قاموس أكسفورد الإنجليزيّ بأنّه: العمل، أو الممارسة المُتمثِّلة بتحمُّل الألم، أو المَشقّة. ويُعرَّف أيضاً بأنّه: القوّة، أو المقدرة على التحمُّل.[٣] وتجدر الإشارة إلى أنّه يمكن الوصول إلى العديد من التعريفات التي تُوضّح معنى التسامح؛ فهوَ أحد أكثر المفاهيم المُتنازَع عليها في البحث العلمي الاجتماعيّ؛ فكلمة تسامح تعني: الانفتاح على التنوُّع، والتعدُّد بمختلف أشكاله. وهي تعني في الأدب الفلسفيّ بأنّها: ردّ فعل الإنسان تجاه شيء يرى أنّه صعب، أو إشكاليّ بالنسبة إلى ما يعتنقه، ويعرفه، كالأفكار، والآراء، والأشخاص، والمجموعات، والقِيم، والسلوكيّات المُتعلِّقة بهم، وهو يظهر على شكل القبول. أمّا التسامح كمصطلح في السياسة فيعني: قبول الأفراد المختلفين، وإعطاءهم حقّهم في المشاركة في الحياة السياسية، وقبول الخصوم السياسيّين الذينَ لديهم آراء مختلفة.[٤] ويمكن أن يُعطى التسامح تعريفاً شاملاً بأنّه: التأكيد الواعي على الأحكام، والمُعتقَدات التي تنطوي على مبادئ العدالة، والمساواة، والرعاية، والنظر في محنة الآخرين؛ أي تقديم الاحترام، والمساواة للذين يختلفون في خصائصهم العِرقيّة، والدينيّة، والجنسية، وغيرها. ويحمل تعريف التسامح بمختلف أشكاله أساسيّات مشتركة تشمل الصبر على الآخرين، واتِّخاذ الإنسان موقفاً عادلاً، وموضوعيّاً تجاه الأشخاص الذينَ يختلفونَ عنه في مختلف الجوانب، ورَفض التعصُّب بمختلف أشكاله، والقبول الكامل للآخرين رغمَ اختلافهم.[٣] مبادئ التسامح يُبنى التسامح على عدّة مبادئ تُؤكّد ضرورة عدم التصرُّف بناء على رفض تصرُّف، أو مُعتقَد من قِبل شخص، وفي الوقت نفسه عدم التأثير في الأفكار، والمبادئ الخاصّة، ومن المبادئ التي تتعلّق بالتسامح:[٥] الحُكم بموضوعيّة؛ فالكثير من الناس يُطلقونَ الأحكام الناقدة على الآخرين بغير موضوعيّة، أو دون التفكير المُسبق في تلكَ الأحكام؛ ولهذا ينبغي أن يحاول الشخص تفهُّم الآخرين بشكلٍ غير انحيازيّ، أو تعصُّبي. العقلانيّة: قد لا يقتنع شخص ما بوجهة نظر الآخرين الذين يختلفون عنه، ممّا يبرّر له معارضتهم، بشرط ألّا تكون هذه المعارضة مجبولة على الكراهية. التسامح بقناعة: قد يظهر البعض تسامحهم تجاه الآخرين عن غير قناعة؛ إذ إنّهم قد يتسامحون معهم لأنّ الآخرين في موضع قوّة لا يمكن معارضته، أو تجنُّباً للمشاكل، أو رغبةً بأن يُقال عنه إنّه شخص متسامح، وذلكَ لا يُعتبر شخصاً متسامحاً؛ فالتسامح الحقيقيّ هو قناعة الشخص بضرورة عدم التصرُّف بناءً على معارضته آراءَ الآخرين. أهمية التسامح للتسامح أثر طيّب في حياة المجتمع؛ فالأشخاص الذينَ يُبدونَ التسامح تجاه الآخرين من المحتمل أن يصبحَ حالهم أفضل من الأشخاص الأقلّ تسامُحاً. ومن الناحية الاقتصاديّة يُعتبَر التسامح مقياساً لمدى استعداد فرد، أو مجتمع للمشاركة مع الآخرين الذينَ لديهم أيديولوجيّات المختلفة؛ فالتسامح يُحفِّز العقلانيّة لدى الأشخاص، وبالتالي يزيد من قدرتهم على رؤية الآخرين الذين يختلفون عنهم على أنّهم شركاء مُحتمَلون.[٦] كما يُوجِد التسامح بيئة تجذب المواهب، والقدرات جميعها، وبالتالي فإنّ التنوُّع سيكونُ كبيراً في تلكَ المناطق، ممّا يساهم في التقدُّم، والابتكار، والنموّ الاقتصاديّ.[٧] ومن الناحية الاجتماعيّة يساهم التسامح في تقليل نسبة التنمُّر، وخاصّةً لدى الأطفال، ويُعتبَر التسامح واجباً أخلاقيّاً تجاه الآخرين، ممّا يعزز احترام الشخص لذاته قبلَ احترامه للآخرين.[٨] وللتسامح أهميّة كبيرة في حفظ حقوق الإنسان، وتحقيق السلام، والديمقراطيّة، والحدّ من العنف، والنزاعات، والحروب. ونظراً لأهميّة التسامح، فإنّه لا بدّ من معرفة وسائل تنشئة الأشخاص ليكونوا متسامحينَ منذ طفولتهم؛ إذ يبدأ اكتساب الطفل لصفاته الأخلاقيّة من الوالدين في المنزل؛ فإذا كانَ الوالدان مُتسامحَينَ مع الآخرين، فإنّ الطفل سيكون انعكاساً لما يراه في المنزل، ممّا يُوجِب الحذر من استخدام العبارات السلبيّة، والعُنصريّة أمامَ الطفل.[٨] كما يمكن تعليم الطفل ثقافات الآخرين، وأفكارهم، ودَفعه إلى مشاركة الأنشطة مع الأصدقاء الذين يختلفونَ عنه؛ فالطفل عندما يكون منفتحاً على الثقافات، والأشخاص، والأديان المختلفة، سيكون من السهل عليه قبول اختلاف الآخرين عندما يكبر.[٨] وللمدرسة دور في توعية الأطفال بضرورة احترام الآخرين، وإعداد برامج تعليميّة توعويّة عن التسامح، ولزيادة الاندماج بينَ الأطفال على اختلافهم، فإنّه يمكن إشراكهم في الرحلات، والمُخيَّمات الصيفيّة. ويكمن دور الإعلام في إيصال صورة غير مُتعصِّبة للأشخاص المُختلفين، وضرورة انتباه الأهل للمحتوى الإعلامي الذي يشاهده أطفالهم.[٩] ويجدر بالذكر أنّ التسامح خُلق موجود عبرَ التاريخ، وعبر مختلف الحضارات، والدُّول، والأمم. أمّا في العصر الحديث فقد ظهرَ مصطلح التسامح في القرنَين: 16م، و17م؛ من أجل تأكيد حقّ الأفراد في العبادة في إنجلترا، وقد أقرّه فلاسفة سياسيّون لهم أهميّة كبيرة، مثل: جون لوك، وجون ستيوارت مل، وجون رولس.[١٠] وهو خُلُق لا بُدّ من اتّخاذه كبُنية أساسيّة في سياسات البشر، وتطلُّعاتهم، وتنمية القِيَم، والفضائل لديهم بغضّ النظر عن انتماءاتهم، وأديانهم، وطوائفهم، ومعتقداتهم؛ وذلك بهدف بناء عالَم سعيد، وجديد تسوده روابط الألفة، والروحانيّة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
المحبة :
المحبة اختلف العلماء في معناها فقيل المحبة ترادف الإرادة بمعنى الميل، المحبة كلمة تستعمل في الفلسفة والدين للدلالة على العلاقة المعطاء الخالصة. وهو الحب الذي أطلقه أفلاطون ويعرف بالحب الأفلاطوني.
تعريف
المحبة هي نوع خاص من أنواع الحب وتدل على الحب اللامحدود واللامشروط. بخلاف المعنى العام للحب، فإن المحبة لا تمثل الحب البيولوجي بين البشر. بل تدل على الحب المطلق تجاه شخص ما أو فكرة ما أو الله من بعيدا الجنس أو العاطفية مع محبوب كما يفهم من كلمة “حب”.
المحبة كلمة تستعمل في الفلسفة والدين للدلالة على العلاقة المعطاء الخالصة. ففي الإسلام، المحبة هي العلاقى التي تجمع المؤمنين فيما بينهم ومع البشر. وفي الصوفية، تصف علاقة الصوفي مع خالقه. وفي المسيحية، تدل على درجة احب الله تجاه البشرية كما تدل على الحب الذي بشر به يسوع ودعا الناس لتطبيقه حتى تجاه الأعداء. وهو الحب الذي أطلقه أفلاطون ويعرف بالحب الأفلاطوني.
التسمية
حب هو جذر المحبة. والميم المبتدأة تدل على الشخص الذي يقوم بعمل المحبة. تماما مثل مجنون وهو الذي يقوم بفعل الجنون. فإذن، تدل المحبة على الفعل الذي يقوم به الشخص من دون استدلال المحبوب.
الفرق بين المحبة وبعض الصفات والمعاني الأخرى القريبة
الفرق بين المحبَّة والعشق:
(أن العشق شدّة الشّهوة لنيل المراد من المعشوق إذا كان إنسان، والعزم على مواقعته عند التمكُّن منه، ولو كان العشق مفارقًا للشهوة، لجاز أن يكون العاشق خاليًا من أن يشتهي النَّيل ممَّن يعشقه، إلَّا أنه شهوة مخصوصة لا تفارق موضعها، وهي شهوة الرجل للنيل ممَّن يعشقه، ولا تسمى شهوته لشرب الخمر، وأكل الطِّيب عشقًا، والعشق أيضًا هو الشَّهوة الَّتي إذا أفرطت وامتنع نيل ما يتعلَّق بها قتلت بها صاحبها، ولا يقتل من الشَّهوات غيرها، ألا ترى أن أحدًا لم يمت من شهوة الخمر والطَّعام والطِّيب، ولا من محبَّة داره، أو ماله، ومات خلق كثير من شهوة الخلوة مع المعشوق، والنيل منه).
الفرق بين المحبَّة والشهوة:
(الشَّهوة توقان النَّفس، وميل الطباع إلى المشتهى، وليست من قبيل الإرادة، والمحبَّة من قبيل الإرادة، ونقيضها البغضة، ونقيض الحبِّ البغض، والشهوة تتعلَّق بالملاذ فقط، والمحبَّة تتعلَّق بالملاذ وغيرها) .
الفرق بين المحبَّة والصداقة:
(أنَّ الصَّداقة قوَّة المودَّة، مأخوذة من الشَّيء الصدق، وهو الصلب القوي، وقال أبو علي رحمه الله: الصَّداقة اتفاق القلوب على المودَّة، ولهذا لا يقال: إن الله صديق المؤمن، كما يقال: إنَّه حبيبه وخليله).
الفرق بين الإرادة والمحبَّة:
(أَن المحبَّة تجري على الشَّيء، ويكون المراد به غيره، وليس كذلك الإرادة، تقول: أحببت زيدًا. والمراد أنَّك تحب إكرامه ونفعه، ولا يقال: أردت زيدًا بهذا المعنى، وتقول: أحبُّ الله، أي: أحبُّ طاعته، ولا يقال: أريده. بهذا المعنى، فجعل المحبَّة لطاعة الله محبَّة له، كما جعل الخوف من عقابه خوفًا منه.
والمحبَّة أيضا تجري مجرى الشَّهوة؛ فيقال: فلان يحبُّ اللَّحم، أي: يشتهيه، وتقول: أكلت طعامًا لا أحبه، أي: لا أشتهيه، ومع هذا فإن المحبَّة هي الإرادة) .
الفرق بين الحبِّ والودِّ:
(أن الحبَّ يكون فيما يوجبه ميل الطباع والحكمة جميعًا، والودُّ ميل الطباع فقط، ألا ترى أنَّك تقول: أُحبُّ فلانًا وأوده. وتقول: أُحبُّ الصَّلاة. ولا تقول: أودُّ الصَّلاة. وتقول: أودُّ أنَّ ذلك كان لي. إذا تمنيت وداده، وأودُّ الرجل ودًّا ومودة، والودُّ الوديد، مثل الحبُّ وهو الحبيب) .
المحبة في التاريخ
الإغريق
أفلاطون هو أول من شرح فكرة المحبة فيما يسمى بالحب العذري أو الحب الأفلاطوني. فهو الحب العفيف الذي لا يدخل به أي علاقة جنسية. وبحسب معلمه سقراط، فإن هذه المحبة هي أساس الحب التي تمثل العلاقة بين البشر والألهة. وبناء عليه، فإن أسمى علاقة بين شخصين هو هذا النوع من الحب الذي يماثل حب الألهة البعيد عن الشهوات. بالتالي، اعتبر أفلاطون وجدود نوعين من الحب، الحب المبتذل (إيروس) والحب الطاهر (المحبة).
المسيحية
Crystal Clear app kdict.png مقالة مفصلة: محبة (مسيحية)
أعطت المسيحية الاهتمام الكبير للمحبة مفتاح الدين. ألمحبة هي الشريعة الوحيدة المحرّرة من كل شيء. وهي حرية الإنسان الحقيقية وهي التي توصل لله. فمن جهة، يعتبر الله نفسه هو المحبة.، ومن جهة أخرى، غإن الله أظهر محبته للعالم بأنه أفتدى إبنه من أجل العالم. كما دعى المسيح البشرية إلى ممارسة المحبة الكاملة وحتى تجاه الأعداء والتي هي نواة إيمان المسيحية.
في الجاهلية
قسم العرب في الجاهلية الحب إلى أقسام وأعطوا المحبة أعلى دراجاتها. و من هذه الأقسام: المحبة، الهوي، المودة، الصبابة، العشق، الهيام والتيتم. مما وصلنا من المحبة التي لاتتناول الشهوة ما يسمى بالحب العذري والذي ينسب لقبيلة “عُذرة” بالقرب من المدينة المنورة، وارتبط بالغزل العفيف الذي امتدح فيه الشعراء أخلاق المحبوبة وجمال روحها وحسبها ونسبها، بدون أن يتطرقوا لوصف أو مدح يخدش حياءها، فكانوا يمتلكون رقة القلب وصدق المشاعر. وهنك العديد من الأشعار الجاهلية التي تصف المحبة بين أشخاص خالية من الشهوات مثل قول الشاعر الجاهلي حسان بن ثابت واصفا حبه للرسول بقوله:
يا ركن معتمد وعصمة لائـذ وملاذ منتجع وجار مجـاور
يا من تخيـره الإلـه لخلقـه فحباه بالخلق الزكى الطاهـر
يا ركن معتمد وعصمة لائـذ وملاذ منتجع وجار مجـاور
يا من تخيـره الإلـه لخلقـه فحباه بالخلق الزكى الطاهـر
المحبة في الإسلام
نعني المحبة في الإسلام محبة الخالق لخلقه ومحبة الخلق للخالق ومحبة البشر بعضهم ببعض. والرأفة والرحمة تعبران عن قيمة الحب في القرآن الكريم. والمحبة الشرعية ليست مجرد عاطفة متعلقة بالوجدان وحده، وإنما هي متعلقة بالوجدان والعاطفة، والعقل والإرداة، والعمل: عمل القلب، وعمل الجوارح؛ إذ أنها جزء مهم من الإيمان..
والمحبة في اللغة: هي الحبُّ، وهو نقيضُ البغْضِ. وأصل هذه المادة يدلُّ على اللُّزوم وَالثَّبات، واشتقاقه من أحَبَّه إذا لزمه. وقيل: (المحبَّة: الميل إِلَى الشَّيْء السار). وقال الراغب: (المحبَّة: ميل النفس إلى ما تراه وتظنه خيرًا). وقال الهروي: (المحبَّة: تعلق القلب بين الهمة والأنس، فِي البَذْل وَالمنْع على الإِفْرَاد).
قال الرَّاغب: (لو تحابَّ النَّاس، وتعاملوا بالمحبَّة لاستغنوا بها عن العدل، فقد قيل: العدل خليفة المحبَّة يُستعمل حيث لا توجد المحبَّة، ولذلك عظَّم الله تعالى المنَّة بإيقاع المحبَّة بين أهل الملَّة، فقال عزَّ مِن قائل : ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ ~[مريم: 96] أي: محبَّة في القلوب، تنبيها على أنَّ ذلك أجلب للعقائد، وهي أفضل من المهابة؛ لأنَّ المهابة تنفِّر، والمحبَّة تؤلِّف، وقد قيل: طاعة المحبَّة أفضل من طاعة الرَّهبة، لأنَّ طاعة المحبَّة من داخل، وطاعة الرَّهبة من خارج، وهي تزول بزوال سببها، وكلُّ قوم إذا تحابُّوا تواصلوا، وإذا تواصلوا تعاونوا، وإذا تعاونوا عملوا، وإذا عملوا عمَّروا، وإذا عمَّروا عمَّروا وبورك لهم).
في القرآن
قال جلَّ في علاه: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي﴾ ~ [طه: 39].
قال الطبري: (عن عكرمة قال: حسنًا وملاحةً، قال أبو جعفر: والذي هو أولى بالصَّواب من القول في ذلك أن يقال: إنَّ اللَّه ألقى محبَّته على موسى، كما قال جلَّ ثناؤه: ﴿وَأَلْقَيْتُ عَلَيْكَ مَحَبَّةً مِّنِّي﴾ فحبَّبه إلى آسية امرأة فرعون، حتَّى تبنَّته وغذَّته وربَّته، وإلى فرعون، حتَّى كفَّ عنه عاديته وشرَّه. وقد قيل: إنَّما قيل: وألقيت عليك محبّةً منِّي، لأنَّه حبَّبه إلى كلِّ من رآه).وقال أيضًا: (قال ابن عبَّاس: حبَّبتك إلى عبادي، وقال الصِّدائي: حبَّبتك إلى خلقي. وقال آخرون: بل معنى ذلك: أي حسَّنت خلقك). وقال الشوكاني: (“وألقيت عليك محبَّةً منِّي” أي: ألقى اللَّه على موسى محبَّةً كائنةً منه تعالى في قلوب عباده لا يراه أحد إلَّا أحبَّه وقيل: جعل عليه مسحةً من جمال لا يراه أحد من النَّاس إلَّا أحبَّه. وقال ابن جرير: المعنى وألقيت عليك رحمتي، وقيل: كلمة من متعلِّقة بألقيت، فيكون المعنى: ألقيت منِّي عليك محبَّةً، أي: أحببتك، ومن أحبَّه اللَّه أحبَّه النَّاس).
قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا﴾ ~[مريم: 96].
(قال قتادة: ذكر لنا أنَّ كعبًا كان يقول: إنَّما تأتي المحبَّة من السَّماء. قال: إنَّ اللَّه تبارك وتعالى إذا أحبَّ عبدًا قذف حبَّه في قلوب الملائكة، وقذفته الملائكة في قلوب النَّاس، وإذا أبغض عبدًا فمثل ذلك، لا يملكه بعضهم لبعض). (وقال علي بن أبي طلحة، عن ابن عبَّاس في قوله: “الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدًّا” قال: حُبًّا. وقال سعيد بن جبير، عنه: يُحبُّهم ويُحبِّبهم، يَعنِي: إِلى خلقه الْمُؤمنين). وقال مقاتل: (يقول يجعل محبتهم في قلوب المؤمنين فيحبونهم).
في السنة
– عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله Mohamed peace be upon him.svg: ((لا تدخلون الجنَّة حتَّى تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا، أولا أدلُّكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم؟ أفشوا السَّلام بينكم)).
قال النووي: (فقوله Mohamed peace be upon him.svg: ((ولا تؤمنوا حتَّى تحابُّوا)). معناه: لا يكمل إيمانكم ولا يصلح حالكم في الإيمان إلَّا بالتَّحابِّ).
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه أيضاً قال: قال رسول الله Mohamed peace be upon him.svg: «سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله… وذكر منهم… ورجلان تحابا في الله، اجتمعا عليه وتفرقا عليه».
– وعن ابن مسعود رضي الله عنه قال: «جاء رجل إلى النَّبي Mohamed peace be upon him.svg فقال: يا رسول اللَّه، كيف تقول في رجل أحبَّ قومًا، ولم يلحق بهم؟ فقال النَّبي Mohamed peace be upon him.svg: المرء مع من أحبَّ».
قال العظيم آبادي: (يعني من أحبَّ قومًا بالإخلاص يكون من زمرتهم، وإن لم يعمل عملهم؛ لثبوت التَّقارب بين قلوبهم، وربَّما تؤدِّي تلك المحبَّة إلى موافقتهم، وفيه حثٌّ على محبَّة الصُّلحاء والأخيار، رجاء اللِّحاق بهم والخلاص من النَّار). وقال ابن بطال: (فدلَّ هذا أنَّ من أحبَّ عبدًا في الله، فإنَّ الله جامع بينه وبينه في جنته ومُدخِله مُدخَله، وإن قصر عن عمله، وهذا معنى قوله: (ولم يلحق بهم). يعني في العمل والمنزلة، وبيان هذا المعنى -والله أعلم- أنه لما كان المحبُّ للصالحين وإنما أحبهم من أجل طاعتهم لله، وكانت المحبَّة عملًا من أعمال القلوب واعتقادًا لها، أثاب الله معتقد ذلك ثواب الصالحين؛ إذ النية هي الأصل، والعمل تابع لها، والله يؤتي فضله من يشاء).
– وعن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النَّبي Mohamed peace be upon him.svg: «أنَّ رجلًا زار أخًا له في قرية أخرى، فأرصد الله له، على مدرجته، ملكًا فلمَّا أتى عليه، قال: أين تريد؟ قال: أريد أخًا لي في هذه القرية، قال: هل لك عليه من نعمة تربَّها؟ قال: لا، غير أنِّي أحببته في الله عزَّ وجلَّ، قال: فإنِّي رسول الله إليك، بأنَّ الله قد أحبَّك كما أحببته فيه». قال النووي: (في هذا الحديث فضل المحبَّة في اللَّه تعالى وأنَّها سبب لحبِّ اللَّه تعالى العبد). وأيضًا فيه: (دليل على عظم فضل الحب في الله والتزاور فيه).
في أقوال العلماء والحكماء
– قال الثعالبي: (المحبَّة أريحية منتفثة من النفس نحو المحبوب، لأنَّها تغذو الروح وتضني البدن، ولأنَّها تنقل القوى كلها إلى المحبوب بالتحلي بهيئته، والتمنِّي بحقيقته، بالكمال الذي يشهد فيه).
– (قال أبو بكر الوراق: سأل المأمون عبد الله بن طاهر ذا الرياستين عن الحبِّ، ما هو؟ فقال: يا أمير المؤمنين، إذا تقادحت جواهر النفوس المتقاطعة بوصل المشاكلة، انبعثت منها لمحة نور تستضيء بها بواطن الأعضاء، فتتحرَّك لإشراقها طبائع الحياة، فيتصوَّر من ذلك خلق حاضر للنفس، متصل بخواطرها، يسمى الحبَّ).
– عن مجاهد قال: (مرَّ على عبد الله بن عباس رجل فقال: إنَّ هذا يحبني. فقيل: أنَّى علمت ذلك؟ قال: إني أحبُّه).
– وقال ابن تيمية: (إنَّك إذا أحببت الشخص لله، كان الله هو المحبوب لذاته، فكلَّما تصورته في قلبك، تصوَّرت محبوب الحق فأحببته، فازداد حبُّك لله، كما إذا ذكرت النَّبي Mohamed peace be upon him.svg، والأنبياء قبله والمرسلين وأصحابهم الصالحين، وتصورتهم في قلبك، فإنَّ ذلك يجذب قلبك إلى محبة الله، المنعم عليهم، وبهم، إذا كنت تحبهم لله. فالمحبوب لله يجذب إلى محبة الله، والمحبُّ لله إذا أحبَّ شخصًا لله، فإن الله هو محبوبه، فهو يحبُّ أن يجذبه إلى الله تعالى، وكلٌّ من المحبِّ لله والمحبوب لله يجذب إلى الله).
– وقال: (واعجبًا لمن يدَّعي المحبَّة! ويحتاج إِلى من يذِّكره بمحبوبه فَلَا يذكرهُ إِلَّا بمذكر. أقل ما في المحبَّة أَنَّها لَا تنسيك تذكُّر المحبوب).
وقال الجاحظ: (ينبغي لمحبِّ الكمال أن يعوِّد نفسه محبَّة النَّاس، والتَّودُّد إليهم، والتَّحنُّن عليهم، والرَّأفة والرَّحمة لهم، فإنَّ النَّاس قبيل واحد متناسبون تجمعهم الإنسانيَّة، وحلية القوَّة الإلهيَّة هي في جميعهم، وفي كلِّ واحد منهم، وهي قوَّة العقل، وبهذه النَّفس صار الإنسان إنسانًا).
– (وقال آخر: من جمع لك مع المودَّة الصادقة رأيًا حازمًا، فاجمع له مع المحبَّة الخالصة طاعة لازمة).
أقسام المحبة
قسم الراغب الأصفهاني المحبَّة بحسب المحبين فقال: (المحبَّة ضربان:
1- طبيعي: وذلك في الإنسان وفي الحيوان… 2- اختياري: وذلك يختص به الإنسان… وهذا الثاني أربعة أضرب: أ- للشهوة، وأكثر ما يكون بين الأحداث. ب- للمنفعة، ومن جنسه ما يكون بين التجار وأصحاب الصناعة المهنية وأصحاب المذاهب. ج- مركب من الضربين، كمن يحبُّ غيره لنفع، وذلك الغير يحبه للشهوة. د- للفضيلة، كمحبة المتعلم للعالم، وهذه المحبَّة باقية على مرور الأوقات، وهي المستثناة بقوله تعالى: ((الأَخِلاَّء يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ الْمُتَّقِينَ)) [الزخرف: 67]. وأما الضروب الأُخر: فقد تطول مدتها وتقصر بحسب طول أسبابها وقصرها).
وقسمها ابن القيم إلى أربعة أنواع وهي: محبة الله، ومحبة ما يحب الله، والمحبة مع الله وهي المحبة الشركية، والحب لله وفي الله، وهي من لوازم محبة ما يحب، ثم ذكر نوعًا خامسًا، وهي المحبَّة الطبيعية، وهي ميل الإنسان إلى ما يلائم طبعه، كمحبة العطشان للماء، والجائع للطعام، ومحبة النوم والزوجة والولد، فتلك لا تُذمُّ إلا إذا ألهت عن ذكر الله، وشغلت عن محبته.
وقسم ابن حزم المحبة إلى تسعة أنواع، قال: (المحبَّة ضروب:
1- فأفضلها: محبة المتحابين في الله عزَّ وجلَّ، إما لاجتهاد في العمل، وإما لاتفاق في أصل النحلة والمذهب، وإما لفضل علم بمنحه الإنسان. 2- ومحبة القرابة. 3- ومحبة الألفة في الاشتراك في المطالب. 4- ومحبة التصاحب والمعرفة. 5- ومحبة البر؛ يضعه المرء عند أخيه. 6- ومحبة الطمع في جاه المحبوب. 7- ومحبة المتحابين لسر يجتمعان عليه يلزمهما ستره. 8- ومحبة بلوغ اللذة وقضاء الوطر. 9- ومحبة العشق التي لا علة لها إلا ما ذكرنا من اتصال النفوس.
فكل هذه الأجناس منقضية مع انقضاء عللها، وزائدة بزيادتها، وناقصة بنقصانها، متأكدة بدنوها، فاترة ببعدها).
درجات ومراتب المحبة
قسم العلماء المحبة إلى عدة درجات، وقسمها ابن القيم إلى عشرة درجات هي:
1: العلاقة، وسمِّيت علاقةً لتعلُّق القلب بالمحبوب.
2: الإرادة، وهي ميل القلب إلى محبوبه وطلبه له.
3: الصَّبابة، وهي انصباب القلب إليه، بحيث لا يملكه صاحبه، كانصباب الماء في الحدور.
4: الغرام، وهو الحبُّ اللَّازم للقلب، الذي لا يفارقه، بل يلازمه كملازمة الغريم لغريمه.
5: الوداد، وهو صفو المحبَّة.
6: الشَّغف يقال: شغف بكذا. فهو مشغوف به. وقد شغفه المحبوب. أي وصل حبَّه إلى شغاف قلبه، وفيه ثلاثة أقوال: أحدها: أنَّه الحبُّ المستولي على القلب، بحيث يحجبه عن غيره. الثاني: الحبُّ الواصل إلى داخل القلب. الثالث: أنَّه الحبُّ الواصل إلى غشاء القلب. والشِّغاف غشاء القلب إذا وصل الحبُّ إليه باشر القلب.
7: العشق، وهو الحبُّ المفرط، الَّذي يخاف على صاحبه منه.
8: التَّتيُّم، وهو التَّعبُّد، والتَّذلُّل.
9: التَّعبُّد وهو فوق التَّتيُّم، فإنَّ العبد هو الذي قد ملك المحبوب رقَّه، فلم يبقَ له شيء من نفسه ألبتَّة، بل كلُّه عبد لمحبوبه ظاهرًا وباطنًا، وهذا هو حقيقة العبوديَّة. ومن كمَّل ذلك فقد كمَّل مرتبتها.
10: مرتبة الخلَّة الَّتي انفرد بها الخليلان، إبراهيم ومحمد صلى اللَّه عليهما وسلم.
أنواع المحبة
محبة الله للبشر: قال ابن الجوزي: “إن محبة الله، عز وجل، للعبد ليست بشغف كمحبة الآدميين بعضِهم بعضًا”. .
محبة البشر لله: وذكرالجنيد أن الأسباب الجالبة للمحبة عشرة:
قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به،
التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض،
دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر هذا،
إيثار محابه على محابِّك عند غلبات الهوى،
مطالعة القلب لأسمائه ومشاهدتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة وميادينها،
مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة،
انكسار القلب بين يديه،
الخلوة وقت النُّزول الإلهي وتلاوة كتابه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة،
مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدًا لحالك ومنفعة لغيرك،
مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله. فمن هذه الأسباب العشرة وصل المحبون إلى منازل المحبة ودخلوا على الحبيب.
محبة البشر لبعضهم: ومن دلالات اساسيات المحبة في الإيمان ما ورد في الحديثين الشريفين “لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحبه لنفسه” و “هذا جبل يحبنا ونحبه”
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تعريف السلام :
تعريف السلام السلام في اللغة مصدر، وهو اسم مُشتقّ من الفعل سَلِمَ، ويأتي بمعنى الأمان والنجاة ممّا لا يُرغَب فيه؛ فيُقال: سلِم من الأمر؛ أي نجا منه، والسلامة من الآفات هي النّجاة والتخلص منها، والسلام في مفهومه العريض يمكن أن يشمل عدة تعاريف؛ فالسّلام في الشرع لفظٌ تُراد به البراءة من العيوب. وتأتي كلمة السلام بمعنى التحية؛ فهي تحيّة الإسلام وتحيّة أهل الجنّة، كأن يُقال: السلام عليكم، عند لقاء الناس أو وداعهم، وكأنّ المسلم يقول لأخيه: (لك منّي السلامة، فلا تخشَ شيئاً، فيردّ عليه الآخرُ بالمثل)، ويُقال عند الخروج من الصّلاة، أيضاً: السلام عليكم، وعندما يُقال: عليه السّلام؛ أي الدّعاء بالصلاة والرحمة من الله وملائكته، كما أنَّ السلام اسم من أسماء الله الحُسنى، وصفة من صفاته، وقد سمّى نفسه -سبحانه وتعالى- بهذا الاسم؛ لسلامته من كلّ ما يلحق بمخلوقاته وعباده من نقص، وعيب، وحتّى فناء؛ إذ قال تعالى: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَٰهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ…)،[١] وعندما يُقال: دار السّلام؛ فالمقصود بها الجنّة، والسّلامُ بغداد، كما أنّ السّلام نوع من الشجر.[٢][٣] ويُعرَّف السلام كمصطلح ضد الحرب؛ بأنّه غياب الاضطرابات وأعمال العُنف، والحروب، مثل: الإرهاب، أو النزاعات الدينية، أو الطائفية، أو المناطقية؛ وذلك لاعتبارات سياسية، أو اقتصادية، أو عرقية. كما يأتي تعريف السلام بمعنى الأمان والاستقرار والانسجام، وبناءً على هذا التعريف فإنّ السلام يكون حالةً إيجابيّةً مرغوبةً، تسعى إليه الجماعات البشرية أو الدول، في عقد اتفاق فيما بينهم للوصول إلى حالة من الهدوء والاستقرار، فالسلام في هذا التعريف لا يعني عدم وجود الاضطرابات بكافة أشكالها، وإنما يعني السعي في الوصول إلى المظاهر الإيجابية.[٤] أركان السلام حتى يتحقق السلام في أي مجتمع يجب أن تتوفر مجموعة من الأركان التي لها صلة وثيقة بالإدارة السياسية للمجتمعات، ومنها:[٤] الإدارة السليمة للتعددية: إن المجتمعات البشرية تقوم على أساس التعددية الدينية والثقافية والسياسية، فمن الصعب وجود مجتمع يتشكل من عِرق واحد أو يدين بدين واحد، فهذا الامتزاج إما أن تحكمه إدارة سليمة تحفظ حقوق الأقلية دون تمييز، وبإعطائهم مساحة للتعبير عن معتقداتهم في أجواء من الاحترام والتسامح، وإما أن تحكمه أنظمة تخاف من التنوع، وتعمل على سحق الآخر المختلف وحرمانه من حقوقه وحرياته، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى حروب أساسها الدين أو المذهب أو العرق، ينتج عنها دمار الدولة سياسياً واقتصادياً ونشوء أجيال محملة بالكراهية اتجاه الآخر تسعى للانتقام دوماً. الاحتكام إلى القانون: وذلك من خلال تأكيد مجموعة من الأساسيات التي تحقق المساواة والعدالة بين الأفراد، باعتبار أن الأفراد متساوون أمام القانون دون تمييز بينهم في اللون أو الجنس أو الدين أو العرق، فإن القانون يجب أن يطبق على الجميع بغض النظر عن الانتماءات الدينية والسياسية والجغرافية، وإتاحة المجال للفرد للجوء إلى المحاكم دون تكليفه أعباء تفوق طاقته، كما يتم تطبيق الأحكام الصادرة عن المحاكم بحزم ودون استثناءات. وفي حالة غياب أحد هذه الأساسيات في الدولة فإنه سيظهر الأثر واضحاً على السلام المجتمعي. الحكم الرشيد: إن كثيراً من الاضطرابات وأعمال العنف تحدث نتيجة فساد أنظمة الحكم في الدول التي تغيب فيها الديمقراطية، فالحكم الرشيد يعني وجود نظام حكم يقوم على المحاسبة ومكافحة الفساد، من خلال مؤسسات الدولة كمجلس الشعب والمجتمع المدني والصحافة، كما يعني تمكين الأفراد ورفع مستوى وعيهم وقدراتهم، بتوفير الخدمات التعليمية والثقافية والصحية وفرص العمل وغيرها، وتشجيعهم على المشاركة في العمل العام. معوقات السلام من المعوقات التي تحول دون تحقيق الأمن والسلام في العالم المعاصر:[٥] الصراعات الناشئة بين أقطاب العالم: تملك القوى الكُبرى حقّ النقض في مجلس الأمن، فهذه الدول تقدم مصالحها على مصالح أمن العالم واستقراره. التعصب الديني والعرقي: ينتج عنها الكثير من الاضطرابات وأعمال العنف، التي تولد الكراهية، والتطرف، والإرهاب. أطماع الدول الكبرى: أطماع هذه الدول وصراعها للسيطرة على المصادر الطبيعية والاقتصادية للدول النامية. اختلال النظام الاقتصادي العالمي: مما ينتج عنه وجود مجتمعات فقيرة جداً بجانب وجود مجتمعات غنية، وهذا يؤدي إلى حالة من الحقد والتذمر. الجهود المبذولة لنشر السلام عبر التاريخ يرى الكثير من العلماء الغربيين أن العلاقات السياسية الدولية في العصور القديمة بدأت منذ مؤتمر وستفاليا عام 1648م، إلا أن هناك آراء أُخرى فسّرت وجود العلاقات السياسية منذ عام 1278ق.م، أي عندما وقّع رمسيس الثاني ملك الحبشيين معاهدة السلام في آسيا الصغرى، فقد أوضحت الكشوف الأثريّة وأثبتت وجود علاقات بين دول ما بين النهرين، يعود عمرها إلى 3000 سنة قبل الميلاد.[٦] والناظر في كتب التاريخ يقرأ المعاهدات التي أبرمها الفراعنة مع الحبشيين، القائمة على مبدأ التحالف الدفاعي بين الدولتين ضد أي عدوان خارجي، بينما العلاقات السياسية التي تميز بها الآشوريون، كانت قائمة على مبدأ الاستعلاء والعداء الدائم ضد أي أمة أُخرى، أما العلاقات بين المدن اليونانية فاتصفت بأنها أكثر ثباتاً ونظاماً، فعندما كانت تحدث الخلافات فيما بينهم يلجؤون إلى الطرق الدبلوماسية والتحكيم، أما الإمبراطورية الرومانية فكانت تفضل استخدام القوة والاستعلاء على الأمم الأُخرى، إلا أن هذا لم يمنعها من إبرام الاتفاقيات مع الدول التي سيطرت عليها، فوضعت قانوناً يحمي الإمبراطورية ويحافظ على استقرارها، وذلك بالاعتراف بالقوانين المحلية للشعوب التي خضعت لها. [٦] بينما العلاقات السياسية الدولية التي سادت في العصور الوسطى، فبدأت منذ انهيار الإمبراطورية الرومانية عام 476م، وحتى فُتِحت القسطنطينية عاصمة الإمبراطورية الرومانية في الشرق عام 1453م على يدَي محمد الفاتح. وفي هذه الفترة لعب الدين المسيحي دوراً مهماً، حيث هيمن الحكم الكنائسي على الممالك الغربية، وأقامت الكنيسة نظاماً دولياً يدعوا إلى السلام والكف عن القتل وإراقة الدماء، فقد تميزت هذه الفترة بتفوق البابا بحكمه للكنيسة، بينما ظلت العلاقة بين الأمراء المسيحيين تقوم على أساس نظام الإقطاع، أما العلاقات السياسية الدولية في عصر الإسلام، فاختلف علماء الإسلام في تفسير العلاقات ما بين المسلمين وغيرهم من الأمم، فمنهم من رأى أن هذه العلاقات قامت على أساس الحرب، ومنهم من رأى أنها قامت على أساس السلام وعدم الإكراه، فعملت الدولة الإسلامية على عقد الكثير من معاهدات الجوار، والصداقة، والتحالف، والتجارة، وأكثر ما كان يميز الدولة الإسلامية هي مدى التزامها بهذه الاتفاقيات التي كانت تبرمها مع شعوب الدول الأُخرى غير الإسلامية.[٦] دور هيئة الأمم المتحدة في نشر السلام هيئة الأمم المتحدة هي منظمة عالمية تأسست عام 1945م، تضم في عضويتها الغالبية العظمى من دول العالم المستقلة، وعددهم 193 دولة عضواً، حيث تهدف إلى حفظ السلم والأمن الدوليين، ونزع السلاح، وتنمية العلاقات بين الدول، وتحقيق التعاون الدولي في المجالات كافة.[٧] ومن أبرز الأجهزة الرئيسية للأمم المتحدة والتي تُعنى بشؤون السلم العالمي:[٨] الجمعية العامة: وهي جهاز التداول، ووضع السياسات والتمثيل في الأمم المتحدة، ولكل عضو في الأمم المتحدة تمثيل في الجمعية العامة، ففي كل سنة تجتمع الدول الأعضاء للمناقشة العامة، والتي يحضرها زعماء العالم ويلقون فيها كلماتهم. مجلس الأمن: والذي يقع على عاتقه المسؤولية الرئيسية في صون السلم والأمن الدوليين، ويتكون من 5 أعضاء دائمين و10 غير دائمين تنتخبهم الجمعية العامة مدة سنتين. محكمة العدل الدولية: هي الجهاز القضائي الذي يعمل على حل النزاعات بين الدول. الأمانة العامة: تقدم خدماتها في إدارة عمليات السلام وإعداد دراسات عن حقوق الإنسان.
ــــــــــــــــــــــ
حقوق الإنسان HumanRights
حقوق الإنسان: هي المبادئ الأخلاقية أو المعايير الاجتماعية التي تصف نموذجاً للسلوك البشري الذي يُفهم عموما بأنه مجموعة من الـحقوق الأساسية التي لا يجوز المس بها وهي مستحقة وأصيلة لكل شخص لمجرد كونها أو كونه إنسان، فهي ملازمة لهم بغض النظر عن هويتهم أو مكان وجودهم أو لغتهم أو ديانتهم أو أصلهم العرقي أو أي وضع آخر. وحمايتها منظمة كحقوق قانونية في إطار القوانين المحلية والدولية. وهي كلّية وتنطبق في كل مكان وفي كل وقت ومتساوية لكل الناس، وتتطلب التماهي والتشاعر وسيادة القانون وتفرض على المرء احترام الحقوق الإنسانية للآخرين. ولا يجوز ولا ينبغي أن تُنتزع إلا نتيجة لإجراءات قانونية واجبة تضمن الحقوق ووفقا لظروف محددة، فمثلا، قد تشتمل حقوق الإنسان على التحرر من الحبس ظلما والتعذيب والإعدام. وهي تقر لجميع أفراد الأسرة البشرية قيمة وكرامة أصيلة فيهم. وبإقرار هذه الحريات فإن المرء يستطيع أن يتمتع بالأمن والأمان، ويصبح قادراً على اتخاذ القرارات التي تنظم حياته. فالاعتراف بالكرامة المتأصلة لدى الأسرة البشرية وبحقوقها المتساوية الثابتة يعتبر ركيزة أساسية للحرية والعدل وتحقيق السلام في العالم. وإن ازدراء وإغفال حقوق الإنسان أو التغاضي عنها لهو أمر يفضي إلى كوارث ضد الإنسانية، وأعمالا همجية، آذت وخلّفت جروحا وشروخا عميقة في الضمير الإنساني. ولهذا فإنه من الضروري والواجب أن يتولى القانون والتشريعات الدولية والوطنية، حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم، ولكي لا يشهد العالم والإنسانية مزيدا من الكوارث ضد حقوق الإنسان و الضمير الإنساني جميعا.
تعريفها
حقوق الإنسان ليس لها تعريفا محددا بل هناك العديد من التعاريف التي قد يختلف مفهومها من مجتمع إلى آخر أو من ثقافة إلى أخرى، لأن مفهوم حقوق الإنسان أو نوع هذه الحقوق يرتبطان بالأساس بالتصور الذي نتصور به الإنسان، لذلك سوف نستعرض مجموعة من التعاريف لتحديد هذا المصطلح: يعرفها “رينية كاسان” وهو أحد واضعي الإعلان العالمي لحقوق الإنسان بأنها (فرع خاص من الفروع الاجتماعية يختص بدراسة العلاقات بين الناس استناداً إلى كرامة الإنسان وتحديد الحقوق والرخص الضرورية لازدهار شخصية كل كائن إنساني، ويرى البعض أن حقوق الإنسان تمثل رزمة منطقية متضاربة من الحقوق والحقوق المدعاة). أما “كارل فاساك” فيعرفها بأنها (علم يهم كل شخص ولا سيما الإنسان العامل الذي يعيش في إطار دولة معينة، والذي إذا ما كان متهما بخرق القانون أو ضحية حالة حرب، يجب أن يستفيد من حماية القانون الوطني والدولي، وأن تكون حقوقه وخاصة الحق في المساواة مطابقة لضرورات المحافظة على النظام العام). في حين يراها الفرنسي “ايف ماديو” بأنها (دراسة الحقوق الشخصية المعرف بها وطنياً ودولياً والتي في ظل حضارة معينة تضمن الجمع بين تأكيد الكرامة الإنسانية وحمايتها من جهة والمحافظة على النظام العام من جهة أخرى). أما الفقيه الهنكاري “أيمرزابو” فيذهب إلى (أن حقوق الإنسان تشكل مزيجاً من القانون الدستوري والدولي مهمتها الدفاع بصورة مباشرة ومنظمة قانونا عن حقوق الشخص الإنساني ضد انحرافات السلطة الواقعة في الأجهزة الدولية، وأن تنمو بصورة متوازنة معها الشروط الإنسانية للحياة والتنمية المتعددة الأبعاد للشخصية الإنسانية).
وجميع التعريفات الآنفة الذكر تعكس وجهة نظر الكتاب الأجانب، أما فيما يخص الكتاب العرب فإن “محمد عبد الملك متوكل” يعطي تعريفاً شاملا وواسعا إذ يعرفها بأنها (مجموعة الحقوق والمطالب الواجبة الوفاء لكل البشر على قدم المساواة دونما تمييز بينهم). أما رضوان زيادة فيذهب إلى القول بأن حقوق الإنسان (هي الحقوق التي تكفل للكائن البشري والمرتبطة بطبيعته كحقه في الحياة والمساواة وغير ذلك من الحقوق المتعلقة بذات الطبيعة البشرية التي ذكرتها المواثيق والإعلانات العالمية). ويرى الأستاذ “باسيل يوسف” أن حقوق الإنسان (تمثل تعبيراً عن تراكم الاتجاهات الفلسفية والعقائد والأديان عبر التاريخ لتجسد قيم إنسانية عليا تتناول الإنسان أينما وجد دون أي تمييز بين البشر لا سيما الحقوق الأساسية التي تمثل ديمومة وبقاء الإنسان وحريته). أما “محمد المجذوب” فيعرفها بأنها (مجموعة الحقوق الطبيعية التي يمتلكها الإنسان واللصيقة بطبيعته والتي تظل موجودة وإن لم يتم الاعتراف بها، بل أكثر من ذلك حتى ولو انتهكت من قبل سلطة ما).
أما الأمم المتحدة فقد عرفت حقوق الإنسان بأنها (ضمانات قانونية عالمية لحماية الأفراد والجماعات من إجراءات الحكومات التي تمس الحريات الأساسية والكرامة الإنسانية، ويلزم قانون حقوق الإنسان الحكومات ببعض الأشياء ويمنعها من القيام بأشياء أخرى)، أي أن رؤية المنظمة الدولية لحقوق الإنسان تقوم على أساس أنها حقوق أصيلة في طبيعة الإنسان والتي بدونها لا يستطيع العيش كإنسان.
حقوق الإنسان في القوانين
تكفل القوانين وتضمن الأنظمة التشريعية في معظم بلاد العالم صيانة حقوق الإنسان، وعلى الرغم من ذلك فإن هذه الأنظمة لا تكون دائما فعالة، وتعجز معظمها عن إقرار بعض حقوق الإنسان، إلا أن المعايير العالمية تضمن إقرار هذه الحقوق عندما تعجز الحكومات عن حمايتها، فمنظمة الأمم المتحدة التي تعمل للمحافظة على الأمن والسلام الدوليين قد سنت معظم القوانين الدولية التي تقر حقوق الإنسان وتكفل صيانتها، ويذكر أن كافة دول العالم المستقلة تقريباً لها مقاعد بالأمم المتحدة، وأيضا تقوم الأمم المتحدة وبعض المنظمات الأخرى بالكشف عن انتهاكات حقوق الإنسان حول العالم، وتعمل على وقف هذه الانتهاكات. ومن الوسائل التي ساعدت على نشر الوعي بحقوق الإنسان في جميع أنحاء العالم هي العولمة والتي تعني ببساطة تواصل المجتمعات البشرية ببعضها البعض من خلال تفاعل الثقافات والتجارة ووسائل الإعلام كالصحف وشبكات الإنترنت والتلفاز.
التاريخ
آراء الفلاسفة والأديان
وثيقة ماجنا كارتا أصدرت في إنجلترا عام 1215
لا يمكن القول إن هناك لحظة زمنية معينة بدأت عندها الأصول الأولى لفكرة حقوق الإنسان. وأغلب الظن أن هذه الأصول إنما تعود إلى الوقت الذي بدأ فيه الناس يعيشون حياة مشتركة. فالفكرة قديمة قدم الحياة البشرية ذاتها.
وقد عني المفكرون والفلاسفة على مر العصور بالتنظير لحقوق الإنسان والمطالبة بصونها، والواقع أن الفرد كان يخضع للجماعة في كل شيء بلا حدود أو قيود إلى أن سادت الفكرة بضرورة عدم إطلاق يد الدولة بالتدخل في شؤون الأفراد. فاليونانيون في مآثرهم الشهيرة تناولوا حق الإنسان في الحياة وفي حرية التعبير والمساواة أمام السلطة وغير ذلك من الحقوق الطبيعية التي عدها مفكروهم اللبنة الأساسية في بناء المجتمع السياسي.
كذلك اهتم بوذا والفلسفة الهندية بالأخطار المحدقة بالحريات الأساسية للإنسان جراء العنف والفاقة والاستغلال ونقض العهود. وتضمن قانون «مانو» الذي ذاع صيته في العام الألف قبل الميلاد عدداً من المبادئ الهادفة لصيانة الإنسان من هذه الأخطار.
ووقفت الفلسفة الصينية وقفة طويلة أمام واجبات الإنسان تجاه أخيه الإنسان بما يكفل حقوقه الأساسية في الحياة والسعادة وحرية التعبير عن الذات. وينسب إلى كونفوشيوس القول الشهير:«الإنسان لا يتعلم المدنية إلا عندما يطعم ويكسى بشكل لائق». وأكدت المسيحية كرامة الإنسان والمساواة بين الجميع بوصفهم عيال الله في الإنجيل. أما الإسلام، فقد ذكرت حقوق الإنسان في القرآن والحديث النبوي.
عصر التشريعات
إعلان حقوق الإنسان والمواطنة صدقت عليه الجمعية الوطنية الفرنسية، 26 أغسطس، 1789.
ولقد انتقلت الدعوة إلى حماية حقوق الإنسان من ألسنة الأنبياء والفلاسفة إلى الحكام، فشهدت أوروبا خاصة نصوصاً مكتوبة مَنَّ بها الملوك السادة على شعوبهم استجابة للنقمة التي كانت تشتعل في النفوس نتيجة إهدار حقوق الإنسان في شتى الصور. يذكر من ذلك، على سبيل المثال، العهد العظيم المعروف ماجنا كارتا الذي أصدره جون ملك الإنجليز في مطلع القرن الثالث عشر ثم قانون الحقوق الإنكليزي المعروف باسم Bill of Rights الذي صدر في أواخر القرن السابع عشر، ونص على ضمانات الفرد في التقاضي.
لكن المتفق عليه أن اهتمام التشريع الوضعي بحقوق الإنسان، بدأ فعلاً بصورة منتظمة مع الثورتين الكبيرتين في أمريكا وفرنسا.
وفعلت الأفكار الثورية التي أطلقتها الإعلانات فعلها، فتفجرت ثورات الشعوب وتهاوت العروش والأنظمة الاستبدادية في أوروبا وأمريكا اللاتينية. وجاءت التشريعات الداخلية وعدد من الأنظمة الدولية بنصوص تجعل من احترام حرية الإنسان وحقوقه جوهر وجود المجتمع السياسي وسبب استمراره. من ذلك مثلاً اتفاقية برلين لعام 1855 واتفاقية بروكسل عام 1890 بتحريم الاتجار بالرقيق واتفاقية باريس لعام 1904 بمكافحة الاتجار بالرقيق الأبيض واتفاقية لاهاي عام 1912 بمكافحة المخدرات، واتفاقية باريس لعام 1903 بالعناية بصحة الفرد ومكافحة الأوبئة الضارة بالصحة العامة واتفاقية لندن عام 1914 بتنظيم الإنقاذ البحري وإتفاقية برن لعام 1886 بحماية حقوق المؤلف الأدبية والفنية وغير ذلك.
وعرف القانون الدولي العرفي بعض المبادئ التي يمكن الركون إليها في مجال حماية الإنسان وصيانة حقوقه منها مبدأ التدخل لأغراض إنسانية ومسؤولية الدولة. ومع أن النظام الأول قد طبق من قبل بعض الدول الأوربية ضد الدول الضعيفة خارج القارة لحماية طائفة معينة من الناس مما حمل ميثاق الأمم المتحدة على منع التدخل في الشؤون الداخلية للدول بشتى أنواعه إلا أن التدخل لأغراض إنسانية عاد للبروز مجدداً. من ذلك تدخل الأمم المتحدة إنسانياً في الصومال ثم في البوسنة بين عدد من الحالات.
أما عهد عصبة الأمم فلم يتضمن نصوصاً خاصة بتقرير الصيغة الدولية لحماية حقوق الإنسان، باستثناء ما جاء من التزام أعضاء العصبة أن يعاملوا بصورة عادلة الشعوب التي تقطن أقاليم خاضعة لإدارتهم سواء في حماية أو انتداب، وكذلك التزام حماية حقوق الأقليات. واهتمت منظمة العمل الدولية[ر] بموضوع توفير الأجر المجزي للعامل ورعاية شؤونه وتحسين أحواله. لكن الحرب العالمية اندلعت ثانية بصورة وحشية لم يشهد لها الناس مثيلاً من قبل. لقد تسببت الحرب العالمية الثانية للناس في كل مكان بآلام «يعجز عنها الوصف». بل لقد صدق هنري كاسان عندما وصفها بأنها كانت في جوهرها «حرباً صليبية على حقوق الإنسان».
حقوق الإنسان في عصر التنظيم الدولي الراهن
Crystal Clear app kdict.png طالع أيضًا: الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
لما كان الاعتراف بالكرامة المتأصلة في جميع أعضاء الأسرة البشرية وبحقوقهم المتساوية الثابتة هو أساس الحرية والعدل والسلام في العالم. ولما كان تناسي حقوق الإنسان وازدراؤها قد أفضيا إلى أعمال همجية آذت الضمير الإنساني، وكان غاية ما يرنو إليه عامة البشر انبثاق عالم يتمتع فيه الفرد بحرية القول والعقيدة ويتحرر من الفزع والفاقة. ولما كان من الضروري أن يتولى القانون حماية حقوق الإنسان لكيلا يضطر المرء آخر الأمر إلى التمرد على الاستبداد والظلم. ولما كانت شعوب الأمم المتحدة قد أكدت في الميثاق من جديد إيمانها بحقوق الإنسان الأساسية وبكرامة الفرد وقدره وبما للرجال والنساء من حقوق متساوية وحزمت أمرها على أن تدفع بالرقي الاجتماعي قدماً وأن ترفع مستوى الحياة في جو من الحرية أفسح. ولما كانت الدول الأعضاء قد تعهدت بالتعاون مع الأمم المتحدة على ضمان اطراد مراعاة حقوق الإنسان والحريات الأساسية واحترامها. ولما كان للإدراك العام لهذه الحقوق والحريات الأهمية الكبرى للوفاء التام بهذا التعهد. فإن الجمعية العامة تنادي بهذا الإعلان العالمي لحقوق الإنسان على أنه المستوى المشترك الذي ينبغي أن تستهدفه كافة الشعوب والأمم حتى يسعى كل فرد وهيئة في المجتمع، واضعين على الدوام هذا الإعلان نصب أعينهم.
—ديباجة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
ورد ذكر حقوق الإنسان في سبعة مواضع من ميثاق الأمم المتحدة الذي يعد دستور العلاقات الدولية في العصر الحاضر.
وعلى الرغم مما أخذ على نصوص الميثاق حول حقوق الإنسان، سواء لغموضها وعدم دقة عبارتها أم لكونها تتعارض مع نص المادة الثانية (ف7) التي تمنع تدخل المنظمة الدولية أو أعضائها فيما يعد من الشؤون الداخلية للدول، ومنها في رأي بعضهم حقوق الإنسان، ومع ذلك باشرت المنظمة الدولية نشاطها في التفريع على الأصول التي جاء بها الميثاق، فأصدرت في العاشر من كانون الأول\ديسمبر 1948 «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان» الذي صاغته لجنة حقوق الإنسان على مدى ثلاث سنوات ويزيد بموجب قرارها رقم 217 (3) وكانت بقرارها الصادر في 9/12/1948 أقرت مشروع اتفاقية منع ومعاقبة جريمة إبادة الجنس. يتألف الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من مقدمة أو يتبعها 30 مادة ويخطط رأي الجمعية العامة بشأن حقوق الإنسان المكفولة لجميع الناس ويشكل وثيقة حقوق دولية تمثل الإعلان الذي تبنته الأمم المتحدة وأضحى أحد الوثائق الرئيسية لحقوق الإنسان، وأعطى إيڤات رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها عام 1948 فكرة عن القيمة المعنوية لهذا الإعلان حين قال:
«هذه أول مرة تقوم فيها جماعة منظمة من الدول بإعلان حقوق وحريات أساسية للإنسان تؤيدها الأمم المتحدة جميعاً برأي جماعي، كما يؤيدها الملايين من الرجال والنساء في جميع أنحاء العالم إذ أنهم مهما كانوا على مسافات متباعدة من نيويورك أو من باريس خليقون بأن يتجهوا إلى هذه الوثيقة يستلهمون منها العون والنصح»
لقد اقتبس كثير من الدساتير الوطنية الصادرة بعد عام 1948 أحكامها العامة في تعداد حقوق المواطنين وتحديد مفاهيمها من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان من هذه الدساتير دستور الجمهورية العربية السورية الصادر عام 1973 الذي خصص في بابه الأول، المواد من 25 إلى 40 لبيان الحقوق والحريات العامة التي يتمتع بها الأفراد وسبل حمايتها، إضافة إلى الأحكام الواردة في الأبواب الأخرى من الدستور التي تقرر المبادئ المتعلقة بحياة الأفراد وحرياتهم وملكياتهم.
أما القيمة القانونية للإعلان فقد كانت محل جدل وحوار سياسي وفقهي لا أول له ولا آخر، إذ ذهب بعض أرباب الإعلان (مثل شارك مالك من لبنان) إلى أنه ملزم قانوناً وشايعه في هذا فقهاء معروفون مثل «تشيركوفيتش» في حين أصرت السيدة «اليانور روزفلت» (الولايات المتحدة) وهي من اللاتي أسهمن في صوغ الإعلان إلى أنه قرار صادر عن الجمعية العامة وليس معاهدة ولا اتفاقاً دولياً بل ولا يهدف إلى إنشاء قانون أو التزام قانوني إنه مجرد إعلان لمبادئ معينة تتصل بحقوق الإنسان وحرياته، فهو نموذج مشترك لما حققته شعوب كل الدول» وكان الاتجاه ذاته لفقهاء معروفين مثل «أوبنهايم» و«مهاجان». واتخذ فقهاء آخرون موقفاً وسطاً فالإعلان عندهم ليس قانوناً بل له صفة أدبية عظيمة، كما يقول إيزبجيوفور، وصفته ترقى به إلى مكان الالتزامات التي لا مندوحة عنها للدول كما قال آزارا وفيرون.
وأياً كان رأي هؤلاء وأولئك فإن قيمة هذه المحاورات، أصبحت محدودة إلى حد كبير بعد انقضاء خمسة وأربعين عاماً على صدور الإعلان وإصرار الدول باطراد على اعتماد المبادئ التي جاء بها في دساتيرها الوطنية، مما يضفي عليها طابع القانون الدولي العرفي ويجعلها واجبة النفاذ تحت طائلة المساءلة الدولية، ونيل تلك الوثيقة موقعاً هاماً في القانون الدولي، وذلك مع وثيقتي العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية من سنة 1966، والعهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية من سنة 1966. وتشكل الوثائق الثلاثة معاً ما يسمى “لائحة الحقوق الدولية”. وفي 1976، بعد أن تم التصديق على الوثيقتين من قبل عدد كاف من الأمم، أخذت لائحة الحقوق الدولية قوة القانون الدولي.
حقوق الإنسان في المواثيق الدولية بعد الإعلان العالمي
لم تكتف توصية الجمعية العامة رقم 217 لعام 1948 بإصدار الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، بل تضمنت تصميم الأمم المتحدة على إعداد ميثاق أو مواثيق تضم في جنباتها التزامات قانونية واضحة مع الدول ووسائل تنفيذ، أو نظام دولي من شأنه ضمان الاعتراف الفعلي بحقوق الإنسان واحترامها. وفي عام 1952 قررت الجمعية العامة أن يكون هناك ميثاقان أو عهدان أحدهما يعالج حقوق الإنسان السياسية والمدنية والآخر حقوق الإنسان الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، وسارعت لجنة حقوق الإنسان إلى العمل الجاد فأنهت عملها في العام 1954 ورفعت مشروعين للجمعية العامة.
وبعد اثني عشر عاماً من النقاش والجدل استقر الرأي الإجماعي للدول الأعضاء على الميثاقين في صيغتهما الأخيرة، وقد صدرا جنباً إلى جنب مع بروتوكول اختياري ملحق بالاتفاقية الخاصة بالحقوق المدنية والسياسية وذلك بقرار الجمعية العامة رقم 2106 (الدورة 20) في ديسمبر 1966 وعرضت هذه المستندات الثلاث على الدول الأعضاء لتصديقها أو الانضمام إليها ودخلت حيز التنفيذ الفعلي فيما بين الدول المصدقة أو المنضمة عام 1976. والقطر العربي السوري طرف في الميثاقين مع مئة وثلاثين دولة ونيف (حتى نهاية عام 1994).
تعهدت كل دولة صدقت على العهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية بحماية شعبها عن طريق القانون من المعاملة القاسية أو غير الإنسانية والمهينة. وتعترف بحق كل إنسان في الحياة والحرية والأمن والحرمة والكرامة، كما أنها تحرم الرق وتكفل الحق في المحاكمة العادلة للجميع وتحمي الأشخاص من الاعتقال والإيقاف التعسفيين، كما يقر العهد المذكور بحرية الفكر والضمير والعقيدة الدينية وحرية الرأي والتعبير والحق في التجمع السلمي وبحرية المشاركة في الحياة السياسية والعامة. ونص كذلك على حرية الرضا في الزواج وعلى حماية الأطفال ويكفل المحافظة على التراث الثقافي والديني واللغوي للأقليات. والواقع أن الحقوق المبينة من هذا العهد مستوحاة في مجملها من الإعلان العالمي، لكن جاءت خلواً من النص على حق الملكية وحق اللجوء.
في حين تقر كل دولة صدقت على العهد الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية بمسؤوليتها عن العمل نحو ضمان شرط معيشة أفضل لشعبها، كما تقر بحق كل فرد في العمل والأجر العادل والضمان الاجتماعي وفي توفير مستويات معيشية مناسبة وفي التحرر من الفاقة، كما تقر بحق الفرد في الصحة والثقافة وتتعهد أيضاً ضمان حق كل فرد بتأليف النقابات والانضمام إليها. وقد جاءت الحقوق الواردة في هذا العهد أطول وأشمل من مثيلاتها في الإعلان العالمي، لكنها في الوقت نفسه جاءت أعم وأقل تحديداً مما جاء به الإعلان. ويتصدر العهدان مادة واحدة في معناها وميثاقها تقر الدول بموجبها بحق الشعوب في تقرير مصيرها.
وتوجد مجموعتان من الإجراءات وآليات التطبيق في العهدين الذين يحتويان كثيراً من النصوص المشابهة.
فقد انتخبت الدول المرتبطة بالعهد الخاص بالحقوق المدنية والسياسية «لجنة للحقوق الإنسانية» مؤلفة من ثمانية عشر شخصاً يعملون بصفتهم الفردية ويكونون طبقاً للاتفاقية من ذوي الأخلاق العالية المعترف لهم بالدراية في مجال حقوق الإنسان. وتقوم هذه اللجنة بالنظر في التقارير التي تعرضها عليها الدول الأطراف، وللجنة أن توجه تعليقات عامة لهذه الدول وكذلك إلى المجلس الاقتصادي والاجتماعي في الأمم المتحدة[ر]. وطبقاً لنصوص اختيارية تضمنها العهد المشار إليه (لم تتجاوز الدول المرتبطة به 70 دولة حتى نهاية 1994) يجوز للجنة الحقوق الإنسانية أن تنظر أيضاً بتبليغات دولة طرف بعدم وفاء دولة طرف أخرى بالتزاماتها طبقاً للاتفاقية. وتعمل اللجنة كهيئة تقصي حقائق ويمكن إنشاء لجان توفيق خاصة بالموافقة المسبقة للدول المعنية من أجل عرض مساعيها الحميدة بغية التوصل إلى حلول ودية على أساس احترام الحقوق الإنسانية. ويجوز للجنة حقوق الإنسانية بموجب البروتوكول الاختياري ذاته أن تنظر إضافة لما تقدم من شكاوى الأفراد الذين يدّعون بأنهم ضحايا خرق دولة طرف في بروتوكول لأي من الحقوق المدونة في الاتفاقية وترسل تقارير اللجنة إلى الدول الأطراف المعنية كما تقوم اللجنة بعرض تقارير سنوية عن نشاطاتها السابقة على الجمعية العامة للأمم المتحدة.
أما الدول المبرمة للعهد الخاص بالحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية، فتتعهد عرض تقارير دورية على المجلس الاقتصادي والاجتماعي بخصوص الإجراءات التي اتخذتها والتقدم الذي أحرزته من أجل حماية هذه الحقوق وللمجلس حق النظر في هذه التقارير، بالتعاون مع هيئات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة. الوكالات المتخصصة والوظيفية]. وأن يسعى على اتخاذ إجراء دولي مناسب لمساعدة الدول والأطراف في هذه المجالات.
إلى جانب هذه الوثائق الدستورية الدولية العامة تبنت الأمم المتحدة عدداً من الاتفاقيات والإعلانات ذات الصلة الوثيقة بالإنسان أهمها:
1 ـ الاتفاقية الدولية لإزالة التمييز العنصري وأشكاله كافة. وقد أقرتها الجمعية العامة في ديسمبر 1965 بقرارها 2106 (الدورة 21) ودخلت حيز التنفيذ وبلغ عدد الدول المنضمة إليها حتى نهاية 1993 (94) دولة.
2 ـ الإعلان الخاص بإزالة كل أشكال عدم التسامح والتمييز القائم على الدين أو المنفعة. وقد صدرت الجمعية العامة بتوافق الآراء في نوفمبر 1981.
3 ـ الاتفاقية الخاصة بإزالة كل أشكال التمييز ضد النساء، وقد أقرتها الجمعية العامة في ديسمبر 1979 ودخلت حيز النفاذ في سبتمبر 1981 وانضمت إليها دول تربو على المئة حتى نهاية 1994.
4 ـ الاتفاقية الخاصة بمكافحة التعذيب والمعاملة أو العقاب القاسي واللاإنساني أو المحّط من الكرامة وقد تبنتها الجمعية العامة بالتوافق في 10 ديسمبر 1984 ودخلت حيز النفاذ منذ 26 يوليو 1987 بين سبعين دولة ونيف.
5 ـ الاتفاقية الخاصة بحقوق الطفل وقد تبنتها الجمعية العامة في 20 نوفمبر 1989 ودخلت حيز النفاذ بين مئة دولة تقريباً بدءاً من 2 سبتمبر 1990. 6 ـ الإعلان الخاص بالحق في التنمية وقد أقرته الجمعية العامة في 4 ديسمبر 1986 بقرارها رقم 128 للدورة 44.
7 ـ الاتفاقية الخاصة بالسكان الأصليين والقبليين في البلدان المستقلة. وقد أقرته الجمعية العامة لمنظمة العمل الدولية في اجتماعها السنوي عام 1989 وانضمت إليه حتى الآن بوليفيا وكولومبيا، والمكسيك والنروج.
8 ـ الاتفاقية الخاصة بمركز اللاجئين وقد دخلت حيز النفاذ من 22 نيسان 1954 وكذلك الاتفاقية الخاصة بعديمي الجنسية وقد انضمت إلى الأولى أكثر من مئة وخمسين دولة.
9 ـ الإعلان الخاص باللجوء الإقليمي الذي أقرته الجمعية العامة في 14/12/1967 بموجب قرارها رقم 2312 (الدورة 22).
10 ـ الاتفاقية الخاصة بحماية حقوق العمال المهاجرين وأفراد أسرهم وقد أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بقرارها 158 (الدورة 45) في 25 فبراير 1991 وما زال قيد النظر من الدول الأعضاء.
وأنشئ مؤخراً منصب المفوض السامي لحقوق الإنسان (بعد المؤتمر العالمي المنعقد عام 1993).
أنواع حقوق الإنسان
إليانور روزفلت
يمكن تصنيف حقوق الإنسان وترتيبها بأشكال شتى، ويشيع أن توزع الحقوق الإنسانية في ثلاثة مجموعات هي:
حقوق السلامة الشخصية.
الحريات المدنية.
الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
أو تقسيم مواد الإعلان العالمي غير المسلسلة يمكن ردها إلى أربع فئات:
الفئة الأولى وتتناول الحقوق الفردية والشخصية.
الفئة الثانية وتتناول علاقات الفرد بالمجموع أو بالدولة.
الفئة الثالثة وتشمل الحريات العامة والحقوق الأساسية.
الفئة الرابعة وتشمل الحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وتكفل حقوق السلامة الشخصية أمن الإنسان وحريته، فلكل امرء حق في الحياة والحرية وفي التمتع بالأمان على شخصه، كما لايجوز استرقاق أحد أو تعذيبه أو اعتقاله تعسفاً. أما الحريات المدنية فإنها تقر حرية التعبير عن المعتقدات بالأقوال والممارسة؛ فهي تكفل لكل شخص حرية الرأي والتعبير والوجدان والدين والتجمع. ومن الحريات المدنية الأخرى: حق الاقتراع في الانتخابات، وفي تقلد الوظائف العامة وفي الزواج وتأسيس أسرة. وتنطوي الحقوق الاجتماعية والاقتصادية على حصول الشخص على الحاجات الإنسانية الأساسية، وحقه في الرقي الاجتماعي. فلكل شخص حق في مستوى معيشة يكفي لضمان الصحة والرفاهة خاصة على صعيد المأكل والمسكن والملبس والعناية الطبية والتعليم. كما تنطوي على حق الشخص في العمل وإنشاء النقابات والانضمام إليها.
تطور حقوق الإنسان
بذلت جهود حثيثة لإقرار الحقوق الأساسية للإنسان منذ مئات بل آلاف السنين. ومن هذه الجهود إعلان وثيقة الماجنا كارتا أو العهد الأعظم عام 1215 م، التي منحت حقوقاً للأفراد. وأخضعت ملك إنجلترا لحكم القانون. وأضحت الماجتا كارتا نموذجاً احتذت به كافة الوثائق التي صدرت لاحقاً مثل سان الحقوق الأمريكي الذي صدر عام 1791 م. وقد اقترح بيان الحقوق فكرة إقرار الحقوق العالمية غير أنه استثنى، عملياً، الرقيق ومجموعات أخرى من التمتع بها. فبيان الحقوق لم يكن في حقيقته عالمياً إذ قصر عن التعبير عن حقوق الإنسان كما نفهمها الآن. ومع إطلالة القرن العشرين الميلادي بدأت الشعوب في إنشاء منظمات دولية متعددة، فتكونت في عام 1919 م منظمة العمل الدولية التي ظلت تسعى لإقرار الحقوق الأساسية في جميع أنحاء العالم.
تبلورت مفاهيم حقوق الإنسان الحديثة في أعقاب الحرب العالمية الثانية (1939 – 1945 م). فبعد أن وضعت الحرب أوزارها، كونت الدول المستقلة منظمة الأمم المتحدة. وأصدرت هذه المنظمة ميثاقها الذي أصبح واحداً من أولى وثائق حقوق الإنسان العالمية. وقد نص ميثاق الأمم المتحدة على تعزيز احترام حقوق الإنسان والحريات الأساسية للناس جميعاً دون تمييز بسبب الجنس أو اللغة أو الدين، ولا تفريق بين الرجال والنساء. ولما خلا الميثاق من قائمة تتناول بالتفصيل حقوق الإنسان فقد أصدرت الأمم المتحدة الإعلان العالمي لحقوق الإنسان في 10 ديسمبر 1948 م، الذي تضمن المبادئ الرئيسية للحقوق المدنية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والحريات الفردية.
دور الأمم المتحدة في صيانة حقوق الإنسان
المعاهدات
الجمعية العامة للأمم المتحدة
تبنت الأمم المتحدة من المبادئ ما ساعدت على تشريع القوانين التي تكفل حقوق الإنسان في كل دولة على حدة. وأبرمت الأمم المتحدة بعض المعاهدات التي أضفت شرعيته على هذه القوانين. وتضطلع لجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة بإعداد مسودات هذه المعاهدات وتوافق عليها الجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وكانت الأمم المتحدة قد تبنت عام 1966 م المعاهدة العالمية للحقوق المدنية والسياسية، والمعاهدة العالمية للحقوق الاقتصادية والاجتماعية. وقد وفرت هذه المعاهدات الغطاء والحماية القانونية للكثير من الحقوق التي نص عليها الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. وتبنت معاهدات أخرى، منذ ذلك الوقت، قضايا مختلفة مثل معاملة السجناء، ووضع اللاجئيين، وحقوق المرأة، وحقوق الطفل.
الإغاثة والمساعدات الأخرى
تعجز بعض الدول، أحياناً، عن تقديم ما يكفل حقوق الإنسان الأساسية لمواطنيها، فتعمل الأمم المتحدة على تزويدهم بالغذاء والمسكن والإعدادات الطبية وغيرها من المساعدات.
وكانت لجنة حقوق الإنسان قد اهتمت في أيامها الأولى بالتصدي لانتهاكات حقوق الإنسان. أما اليوم فإن اللجنة تعمل على الارتقاء بالتعليم وغيره من الوسائل المساعدة لإيجاد بنيات حكومية تتصدى لانتهاكات حقوق الإنسان. وتستفيد، هذه الأيام، دول كثيرة من المساعدات التي تقدمها الأمم المتحدة في شكل برنامج تعليمية واختصاصيي تقنية. كما ترسل خبراء في القانون لمراقبة الانتخابات، وتقديم التدريبات اللازمة لمسؤولي السجون وضباط الشرطة.
الرقابة
تراقب لجان دولية تابعة للأمم المتحدة تعرف باسم هيئات المعاهدة تنفيذ معاهدات حقوق الإنسان. وإذا ساور الأمم المتحدة شك في حدوث انتهاك لحقوق الإنسان فإنها تعمل على تعيين فريق أو شخص لدراسة الأمر وتلزمه بتقديم تقرير بشأن هذا الأمر. وقد تكشف تقارير الأمم المتحدة عن مشاكل معينة تطلب ممارسة ضغط دولي على حكومة ما حتى ترضخ وتقوم بحل هذه المشكلة بمساعدة الأمم المتحدة.
التدابير التجارية والدبلوماسية
تنتهك بعض الحكومات بانتظام ومع سبق الإصرار حقوق الإنسان. وقد ترفض هذه الحكومات التعاون مع جهود الأمم المتحدة الدبلوماسية لضمان صيانة هذه الحقوق. عندها تبادر الأمم المتحدة وتوصي بفرض عقوبات على الدولة الآثمة، إلا أن ذلك لم يحدث إلا في حالات قليلة جداً. وخلال فترة العقوبات تحظر الدول الأخرى القيام بأي نشاط تجاري مع هذا البلد، وتقطع علاقاتها الدبلوماسية معه. وغالباً ما تكون العقوبات رادعة وفعّآلة إلا أن أثرها يأخذ وقتاً طويلاً. ففي عام 1962 م، أوصت الأمم المتحدة بفرض عقوبات على النظام العنصري في جنوب إفريقيا جراء تبنيه سياسة الفصل العنصري أو الأبارتيد. وفي عام 1991 م، وبعد سنوات طويلة من العقوبات وغيرها من الضغوط ألغت حكومة إفريقيا قوانين الأبارتيد. وقد وجهت انتقادات حادة لسياسة فرض العقوبات لأنها تجر الويلات على الشعوب دون تحقيق التغييرات الجوهرية المنشودة من جانب الحكومة المعنية.
حفظ السلام
تتسب الإضرابات المدنية والصراعات المسلحة في انتهاكات صريحة لحقوق الإنسان. وعندما تعجز بعض الحكومات عن بسط النظام في منطقة ما فإن الأمم المتحدة ترسل قواتها إلى هذه المنطقة لفرض النظام. ولا تبادر الأمم المتحدة بإرسال قواتها لحفظ السلام إلا بعد موافقة أطراف النزاع. وفي هذا السياق نذكر أن تيمور الشرقية قد نالت استقلالها عام 1999 م بعد إجراء استفتاء أشرفت عليه الأمم المتحدة. وعندما اعترضت ميلشيات مناوئة للاستقلال على نتيجة الاستفتاء ومارست أعمال عنف ضد شعب تيمور الشرقية أرسلت الأمم المتحدة، بعد الموافقة الإندونسية، قوات لبسط النظام في المنطقة.
محاكم جرائم الحرب
ينتهك كثير من القادة العسكريين أثناء الصراعات المحلية حقوق الإنسان بل يتخذ ذلك استراتيجية لتحقيق انتصارات ميدانية. يذكر أن الأمم المتحدة كانت قد عقدت محاكمات لمجرمي الحرب الذين انتهكوا حقوق الإنسان في رواندا وبعض مناطق يوغوسلافيا السابقة.
منظمات حقوق الإنسان الأخرى
المنظمات الحكومية
الإقليمية تنشط في صيانة حقوق الإنسان في مناطق متفرقة من العالم. ومن أبرز هذه المنظمات جامعة الدول العربية، والاتحاد الأوروبي، ومنظمة الوحدة الإفريقية، ومنظمة الدول الأمريكية ومجلس العالمي لمقاومة العنصرية.
المنظمات المستقلة
تعمل لجعل الرأي العام مؤثراً وناقداً، كما تسعى لحماية القانون من أي خروقات. ومن هذه المنظمات: منظمة العفو الدولية، ومنظمة مراقبة حقوق الإنسان (هيرمن رايتس ووتش). وتؤدي هذه المنظمات دوراً مهماً للفت الانتباه إلى أنها انتهاك حقوق الإنسان. فعلى سبيل المثال، كشفت تحقيقات منظمة العفو الدولية في سبعينيات وثمانينيات القرن العشرين النقاب عن مشكلة اختفاء آلاف المعارضين للحكومة العسكرية في الأرجنتين. وقد أشارت التحقيقات إلى أن الحكومة قامت بتصفية معارضيها وقتلتهم، مما جعل الأمم المتحدة تقوم بمزيد من الدراسات والتحقيقات حول هذه المشكلة.
حقوق الإنسان والاختلافات الثقافية
يدعي بعض منتهكي حقوق الإنسان أن المقاييس العالمية لهذه الحقوق تتعارض مع السمات التقليدية الأصيلة لثقافاتهم. وتؤكد الأمم المتحدة بدورها أنها تحمي الحقوق الثقافية كافة إلا أنها لا تحمي المارسات التي تنتهك الحقوق الإنسانية لشخص آخر. ومن جهة أخرى لا يرى ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان تعارضاً في سمات ثقافاتهم ومعايير حقوق الإنسان العالمية، فهم لا يناوؤن القادة والقوانين التي تجيز انتهاك حقوق الإنسان. فهم يرون أن التقاليد والسمات الثقافية لأية ثقافة تستطيع أن تستوعب مبادئ حقوق الإنسان.
تصنيف حقوق الإنسان
لما كانت مفاهيم حقوق الإنسان لا يصح النظر إليها بوصفها حقوقا مجردة، وإنما هي تتطور من حيث نطاقها ومضامينها بتطور العلاقات الاجتماعية ودرجة التوافق بين المجتمعين السياسي والمدني في إطار هذه العلاقات الاجتماعية، لذلك فقد تباينت اجتهادات الباحثين بشأن تصنيفات هذه الحقوق وتقسيماتها المختلفة.
كما أن حقوق الإنسان في جوهرها حقوق في حالة حركة وتطور وليست حقوقاً ساكنة، وفي الوقت نفسه تتميز بالتنوع فيما بينها وهذا التنوع يعد مصدر ثراء له، ونظراً لعددها الكبير فقد وضعت معايير عديدة لأجل تصنيفها، فمنهم من يصنفها وفقاً للقيم التي تجسدها (أصلية ومشتقة) أو تصنف على أساس ممارسة الفرد لحقوقه في نطاق الجماعة فيحددها بـ(حقوق متعلقة بشخصية الفرد وحقوق متعلقة بفكرة وحقوق متعلقة بنشاطه) وهناك من يصنفها إلى حقوق (فردية وجماعية وتضامنية).
وتصنف هذه الحقوق إلى ثلاث مجموعات:
المجموعة الأولى: من حيث الأهمية تقسم إلى حقوق أساسية وغير أساسية.
المجموعة الثانية: من حيث الأشخاص المستفيدين منها تصنف إلى حقوق فردية وحقوق جماعية.
المجموعة الثالثة: من حيث موضوعها تصنف إلى حقوق مدنية وسياسية من جهة وحقوق اقتصادية واجتماعية وثقافية من جهة أخرى.
المجموعة الرابعة: وهناك طائفة جديدة من الحقوق الحديثة والتي تسمى بحقوق التضامن.
حقوق الإنسان في النطاق الإقليمي
كانت أوروبا أسرع القارات في التجاوب مع الإعلان العالمي لحقوق الإنسان نصاً وعملاً. ففي 4 نوفمبر 1950 وقعت في روما الاتفاقية الأوربية لحماية حقوق الإنسان وحرياته الأساسية. وقد دخلت هذه الاتفاقية حيز النفاذ في 3 سبتمبر 1953. وتضم اليوم 25 دولة وبلداً (أي دولة ناقصة السيادة بالحماية ليختنشتاين وسان مارينو). وتتألف الاتفاقية من نص رئيس وعشرة ملاحق تفصيلية أو تفسيرية أو تعديلية.
لقد كانت الغاية من هذه الاتفاقية التي حررت سنة 1984 تعد بحق أكثر تقدماً من الاتفاقيات ذات الطابع العالمي وإيجاد السبل الفعلية لحماية ما جاء فيها من حقوق وحريات أساسية أكثر تواضعاً مما جاء في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان كونها تركز على الحريات التقليدية وليس الحقوق الاجتماعية والاقتصادية.
فقد تضمنت الاتفاقية الأوربية (وتعرف أحياناً باتفاقية روما) لحقوق الإنسان إنشاء هيئتين دوليتين لضمان حقوق الإنسان الأوربي وهي:
ـ لجنة حقوق الإنسان.
ـ المحكمة الأوربية لحقوق الإنسان. وقد جرى تعديل الاتفاقية الأوربية مؤخراً، لتفسح لجنة حقوق الإنسان مكانها للمحكمة الأوربية لحقوق الإنسان مما يدعم من حماية هذه الحقوق.
ومن صلاحيات المحكمة الأوربية البت بحكم قضائي ملزم فيما يحال عليها من موضوعات من دولة المضرور أو الدولة المشكو منها أو إحدى الدول المتعاقدة الأخرى.
وقد تضمن إعلان هلسنكي الصادر في 1/8/1975 فقرات خاصة بحقوق الإنسان الأوربي.
أما في القارة الأمريكية فقد صدر بمدينة بوغوتا الإعلان الأمريكي لحقوق الإنسان وواجباته في 2 أيار 1948.
وفي سان خوسيه بكوستاريكا صدرت في 22/11/1969 الاتفاقية الأمريكية لحقوق الإنسان ودخلت حيز النفاذ بدءاً من 18/7/1978 بين ست وعشرين دولة هي غالبية الدول الأمريكية. وحاولت هذه الاتفاقية الأوربية، وبقي انتهاك حقوق الإنسان في أمريكا اللاتينية هو الأصل على خلاف الحال في الدول الأوربية.
أما في القارة الإفريقية فقد أصدر مؤتمر رؤساء دول وحكومات منظمة الوحدة الإفريقية في 30/7/1979 قرار رقم 115 (16) بشأن إعداد مشروع أولي لميثاق إفريقي لحقوق الإنسان والشعوب. وعلى الأثر تقدمت لجنة من الخبراء لرؤساء الدول والحكومات الإفريقية المنعقد في نيروبي في 26/6/1981 وقد دخل الميثاق حيز النفاذ في 26/10/1986 بعد تصديق ست وعشرين دولة إفريقية عليه (الأغلبية المطلقة).
كرر الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان الحقوق التقليدية كما وردت في ما سبقه من مواثيق وإعلانات لكنه خلافاً لما سبق خصّ بعض الحقوق ذات الصفة الجماعية بنصوص معينة (المواد 18-26) مثل حق المساواة بين الشعوب وحق تقرير المصير وحق الشعوب المستعمرة في الكفاح المسلح لتحرير نفسها كما تفرد الميثاق الإفريقي بإدراج التزامات على الأفراد احتراماً لحقوق غيرهم كواجب المحافظة على تطور الأسرة وانسجامها وخدمة المجتمع الوطني والعمل بأقصى القدرات ودفع الضرائب(م 27-29).
هنا أيضاً بقي الميثاق الإفريقي لحقوق الإنسان أدنى كثيراً من طموحات شعوب القارة التي شهدت وتشهد خروقات فاضحة لأبسط حقوق الإنسان. بل وشهدت مؤخراً (94-95) حروب الإبادة الجماعية Genocide في رواندة وبوروندي والصومال وسواها.
أما في الوطن العربي فقد جاء ميثاق جامعة الدول العربية الموقع في 22 آذار 1945 خلواً من أي نص عن حقوق الإنسان، غير أن مجلس الجـامعة وافق في 3/9/1968 (القرار2443/48) إلى إنشاء اللجنة العربية الدائمة لحقوق الإنسان التي عهد إليها إعداد مقترحات وأبحاث وتوصيات ومشروعات اتفاقات يتعين أن تحظى بموافقة مجلس الجامعة. وتتألف هذه اللجنة مندوبي الحكومات العربية وليس من أشخاص أكفاء يؤدون واجبهم بصفتهم الشخصية، لذا ظل دور اللجنة هامشياً.
وبناء على توصية المؤتمر الإقليمي العربي لحقوق الإنسان الذي انعقد في بيروت بين 2 و10/10/1968 أنشأ مجلس الجامعة لجنة خبراء عهد إليها إعداد مشروع إعلان عربي لحقوق الإنسان (القرار 3668/30 في 10/9/1971 وقد أعدت اللجنة بالفعل هذا المشروع المستمد في جلّه من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان مع مراعاة خصوصية الوطن وحضارته، لكن المشروع لقي طريقه إلى الإهمال.
وعندما انتقلت الجامعة إلى تونس توصلت في 11/11/1982 إلى اعتماد مشروع جديد أسمته الميثاق العربي لحقوق الإنسان، غير أن مجلس الجامعة قرر في دورته التاسعة والسبعين (1983) إحالة المشروع على الدول الأعضاء في الجامعة لوضع ملاحظاتها عليه وما زالت الدول الأعضاء بصدد ذلك حتى نهاية 1995، مع أن المشروع العتيد لا يصل في أهدافه إلى أي من الإعلانات والمواثيق المقرّة عالمياً أو إقليمياً.
لكن الوطن العربي شهد ويشهد ولادة معاهد ومؤسسات تعنى بحقوق الإنسان العربي فعلاً لا قولاً من دون أن يقترن عملها بتصرف حكومي جماعي عربي.
إن موضوع حقوق الإنسان غدا الشغل الشاغل للمحافل الدولية العالمية والإقليمية، وقد أوصت منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم[ر] UNESCO. أن تدرس حقوق الإنسان مادة مستقلة في شتى مراحل التدريس وعلى أثر ذلك تقرر إدخال مقرر خاص من متطلبات التخرج الجامعي في كل الكليات في عدد من الجامعات العربية كما أنه يدرس في نطاق الثقافة القومية أو القانون الدستوري والدولي في جامعات أخرى. والقصد من ذلك كله تثبيت مقولة أن الأصل ترسيخ الفكرة في ذهن الناس حتى يسهموا هم في تطويرها من حُلُم أو هدف نظري إلى حقيقة واقعة مؤيدة بالثواب والعقاب.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الفن :
الفن هو كلمة جميلة تحمل معاني كثير، فالفن هو التصُّور الجميل للأحداث التي تحصل من حولهِ، فعندما نقول عن شخص يرسم أنّهُ فنّان؛ بمعنى أنَّه يرسم بطريقه من خيالهِ حتى يحولها ال حقيقه لمنظر يشاهدهُ أو فكره يريدُ نقلها، أو شخص فنّان في عمله بمعنى أنّهُ يفعل عملهُ بشكل غير مألوف وبشكل مبدع. معاني الفن الفن هو إنتاج وتطبيق وإبداع، الفنّان هو الذي يجعل من الخيال ومحاولاتهِ اليائسة إلى واقع فهو مبدع في إختياراته وعملهِ. الفن هو كل عمل وكل هواية وكل مجال تحتاج إلى فن، وعندما يصبح الشخص فنّان يصبح مبدع وعندما يصبح مبدع يصبح الرّقم واحد في مجالهِ. الفن هو السّعي إلى وراء إبتكار وعمل شيء خاص وفردي، فهو الشخص الوحيد الذي لا يتكرّر. الفن هو هو الشيء السرّي المبهم الغامض، هو الحسّ الدّاخلي من الشخص بحيث أنّ لا أحد يستطيع أن يراه، الفن هو العَبْقَرِيّة. أنواع الفن فنون مرئية بصرية: وهي الفنون التي تهتم بشكل أساسي على إنتاج أشياء لها ذوق من الناحية البصريّة مثل العمارة ،التصميم بشتّى مجالاتها وما شابهها. فنون جميلة: وهي الفنون التي ترتبط بالجمال والحس المرهف الذي يلزمها للإحساس بها مثل الموسيقى، الغناء، الرّسم، التّصوير. فنون تطبيقيّة: وهي الأعمل الحرفيّة التي تحتاج إلى الجمال والحس الفني في إنتاجها مثل الفسيفساء. نصائح للفن عدم التقليد واختيار إسلوب يميّز عملك عن غيرهم فالتميّز أساس الفن والإبداع. التفكير كثيراً في ما تريد أن تفعل وتصوّرها : تخيّل الأشياء ومن ثمّ تطبيقها على الواقع هي بحد ذاتها إنجاز. الإجتهاد والمثابرة فمن غيرها لن يزيد إسرارك على تحقيق ما تريد. التطّور أساس الفن هو التطّور بحي تزيد من مهاراتك ومعرفتك. إضافة اللمسات أحياناً أشياء جميلة فقط تحتاج إلى لمسات. التّركيز يجب أن تضع كامل تركيزك فيها ولا تشغل نفسك بشيء آخر. الإبداع يحتاج إلى روح قويّة ومحبّة تبحث عن التميّز من الداخل قبل الخارج. إيجاد الأماكن المناسبة لتطويرها فمثلاً شخص مبدع في التصميم أو في الموسيقى عليهِ أن يبحث عن بيئة يستطيع إطلاقها وتطويرها للبحث عن الجديد والمختلف.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مفهوم الأدب:
كلمة الأدب في العصر الحالي تعني الكلام البليغ الذي يؤثر في نفوس القرّاء سواء كان شعراً أو نثراً، ولقد تطوّر هذا المفهوم على مر العصور واتّخذ العديد من المعاني حتى تكوّن بهذه الصياغة وهذا المعنى.
أصل كلمة الأدب في اللغة العربية إنّ أصل كلمة الأدب من مأدبة، فقد كان العرب في الجاهلية يُطلقون على الطعام الذي يدعون إليه الناس مأدبة، وبعد دعوة الرسول محمد إلى الإسلام تحوّل المقصود بكلمة الأدب إلى مكارم الأخلاق، حيث جاء في الحديث النبوي: “أدبني ربّي فأحسن تأديبي”، وبعد ذلك تطوّر مفهوم الأدب في العصر الأموي إلى التعليم فكان المُؤدِّب يقوم بتعليم الشّعر والخطب وأخبار العرب وأنسابهم، ولاحقاً في العصر العباسي ألّف ابن المقفع رسالتي الأدب الكبير والأدب الصغير، وهما عبارة عن رسالتان تحتويان على العديد من الحكم والنصائح الأخلاقية الراقية، وبهذا فإنّ مفهوم الأدب أصبح أشمل وأعمّ وبات يعني التهذيب والتعليم، ولقد أُطلق على مجموعة من الكتب في ذلك الوقت كتب الأدب ومنها: البيان والتبيين للجاحظ، الكامل في اللغة والأدب للمبرد، العقد الفريد لابن عبد ربه. مفهوم الأدب المعاصر في العصر الحديث أصبح مفهوم الأدب يدلّ على معنيين، الأوّل معنى شامل وعام ويُدرِج جميع ما يُكتَب في اللغة من العلوم والآداب تحت مفهوم الأدب، والثاني معنى خاص ويُقصد به أنّه لا بدّ أن يكون الكلام ذا معنى ويتّصف بالجمال والتّأثير ليكون أدباً، ويشمل العديد من أساليب الكتابة الشعرية والنثرية والمسرحيات والروايات والأمثال، ومن هذا المنطلق وضع سيّد قطب للعمل الأدبي ثلاثة شروط هي التجربة الشعورية والتعبير والإيحاء، وهو يُفسّر مفهوم الأدب على أنّه التعبير عن تجربة شعورية في صورة موحية، لذلك يوضّح أنّه لا يُمكننا اعتبار الكثير من الكتب العلمية أو التّاريخية أو أي كتب مدوّنة تدويناً جميلاً على أنّها من الكتب الأدبية. يُعبّر الأدب عن تجربة شعورية شخصية للكاتب فيها إحساس وانفعال شخصي، هذه التجربة ينقلها المؤلف عبر الكتابة والتعبير عن هذه الانفعالات والأحاسيس في صور لفظيّة ذات دلالة لغوية حتى يتكوّن الأدب، والأدب فنّ تعبيري يُعبّر به الإنسان عمّا يجول في خاطره من مشاعر وأفكار وخواطر وقضايا تشغله، بكلام فنيّ متميّز عن الكلام العادي بطريقة تركيبه وصياغته وجماله، ومن العناصر المهمّة في الأدب الإيحاء فكلّما كانت طريقة تصوير المؤلّف لأفكاره وأحاسيسه إيحائيّة كلما كانت مؤثرة في نفوس القّراء، وبهذا يتميّز الأدب عن الكتابة العلميّة البحتة التي تحتوي على الحقائق كما هي دون أن تنقل تجربة إنسانية انفعالية.