عاشقة الحياة البرية..توحد بين السماء والأرض بالكاميرا…
بقلم المصور: فريد ظفور
أسرجت بالضوء الساطع خيولها وإرتدت تترقب الشروق والغروب..تألقت خطواتها فوق التلال وفي الخيام كالنيوب شرعت تنشر كاميراتها وترمق وتترقب تحركات الطيور لتقتنصها ..وهنت شرايين الإنتظار ..والليل حوذي الظلام..جسد الطبيعة شرع جهاته للزائرين والمصورين..من أي تاريخ عصي جاؤوا الغابة..فالطبيعة عذراء ..والبحر باب للذئاب والحشرات ..سماء تغيم عروقها..وأزهار وفراشات ترقص أغصانها..مع أغنيات الصيادين والفلاحين..لترحب بضيفتنا المصورة المغربية حليمة بوصديق..
جاءت المجموعة الفوتوغرافية التي قدمتها الفنانة حليمة بوصديق..في بعض المعارض وعبر لقاءاتها بالصحافة..لتكسر حدة وحالة الدهشة والرتابة والمفاجأة التي تفرض نفسها على الحياة الفنية بأن فتاة تدخل مضمار السباق في عالم تصوير الحياة البرية في المغرب وربما في الوطن العربي قلما نجد مثيلها..بعد أن إقتصر دور المصورات على تصوير البورتريه والفيديو والأطفال والأعراس..ولكن خيار التحدي التي فرضته على نفسها ومحيطها الفنانة حليمة بوصديق. .وتحولها من العمل الوظيفي الإداري إلى عالم آخر محفوف بالمخاطر والصعومات المادية والمعنوية..من الطقس البارد والرياح والأمطار إلى الطقس الحار وشدة القيظ والحرارة..ليس هذا وحسب بل أسست وترأست الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية في المغرب..لتصر على خوضها غمار الطريق الشائك والوعر وعلى المضي في طريق الحياة البرية وبالأخص تصوير الطيور….رافضتاً الإستسهال الذي يتسم به بعض فروع التصوير..رافعة راية التوحيد بين السماء والأرض بإصطيادها بكاميراتها وعدساتها وإقتناص أجمل اللحظات لأجمل الطيور ..وهي بذلك تقف بخندق واحد مع الصيادين..ولكن شتان بين القاتل والمحافظ على حياة الطيور ..هم يقتلون الطيور ولكنها هي تَحميها وتوثقها وتؤرشفها وتخلدها بكاميراتها..ففي كل لقطة تفاجؤنا وتفشل توقعاتنا بما سنشاهد ..لأن المفاجأة والتوقعات هي من صلب عملها القلق والحذر والذي يحتاج لدراية ومعرفة بأنواع وعادات الطيور وصبر كبير حتى يطمئن الطائر لعدم وجود حركة في القرب منه..وأعتقد سبب تفوقها على أقرانها هو قوة مخيلتها التي تحفر طريقها إلى ذهن المراقب والمشاهد والمتلقي لأعمالها .لأنها تفرض إيقاعاً بالتفكير وتجعلنا نفهم واقع وبيئىة الطائر المصور بشكل جديد وفريد ..
– المصورة المغربية حليمة بوصديق..تقدم لنا بعض المعلومات عن كيفية تصوير الطيور.. عليكم معرفة كيفية إختيار ومعرفة أماكن تواجدها ليتم تصويرها بعنايه تامه ..وهناك عدة للتخفي أما خيمه أو قطعة قماش بلون البيئه المحيطه..ولكن كيفية اختيار نا لأماكن تواجد التصوير : وأهم فترات التي تتواجد بها عند الصباح الباكر حيث خروجها للبحث عن الغذاء والماء وجمع الأعواد لبناء الأعشاش وفترة الظهيره وتكون بتلك الفتره قرب مشارب المياه وذلك لعطشها أو لحاجتها للتبريد جسمها من حرارة الجو ..وإضافه لتواجدها على أغصان الأشجار أو تستظل بالشجيرات الصغيره أو بجانب أعشاشها ..وكذلك وقت الغروب وعودتها لأعشاشها ولا ننسى التخفي في تلك الأماكن لنتمكن من اقتناص صوره واضحه وجميله بطريقه فنيه .وأما كيفية اختيارنا إعدادات الكاميرا :يفضل عند تصوير الطيور اختيار الوضع A وهو اختيار الشتر اوتوماتيكيا من قبل الكاميرا.. ويتم اختار فتحة العدسه يدويا .. ويمكن استخدام الوضع اليدوي M وهذا يمكن أن يكون أفضل ويكون باختيار فتحه العدسه والشتر يدويا .اختيار الشتر العالي 500 ومافوق حيث أن الطيور كثيري الحركه .استخدام C – FOCUS لتصوير الاجسام المتحركه واستخدام S – FOCUS لتصوير الاجسام الثابته ويفضل الوضع الأول بالنسبه لتصوير الطيور لأنها تتحرك باستمرار وبحركات سريعه ..وأما النصائــح العـامـه فهي:- اختيار الاماكن المناسبه والتخفي المطلوب للوصول لصور مميزه وفريده …فبعد أن تنصب أو تجهز مخبأك أو خيمة التمويه..تحتاج إلى:- التركيز والصبر والانتظار لأن الطيور حساسه لأي حركه تصدر من جانب المصور لذلك يجب عليه الصبر والتأني حتى تتعود الطيور على وجوده بجانبها وبخاصه أن هناك طيور لديها فضول يمكنها من الأقتراب نحوك .- المراقبه الدائمه حتى لا تفوت لقطه مميزه أو نادره .- الحرص على تنظيف المعدات وبخاصه العدسات حيث أن وجود بقع على العدسه يؤثر على الفوكس بالصوره .وأما اختيار الكاميرا المناسبة : موضوع مهم جداً لأي شخص ينوي دخول عالم التصوير …بما ان الخيارات كثيره ومتعدده في هذا الوقت من الزمن والتقدم التكنلوجي والرقمي السريع فعليك بالاختيار المناسب عن طريق :- البحث من خلال مواقع الانترنيت .- قراءة المراجعات المطروحه من قبل المستخدمين للكاميرا .- الأطلاع على الصور المصوره بالكاميرا.- زيارة متاجر الكاميرات وتجربة الكاميرا.
يعتبر الإيقاع الهرموني بتدرجاته اللونية الأحادية واللونية بالأطياف اللونية السبعة في صور الفنانة حليمة بوصديق ..هو إمتداد لفهمها سلم الألوان وطبيعة وتدرجات اللون وتضادها وأهميتها ودورها في نقل الواقع إلى حيز الكادر الضوئي الذي يسقط الزمان والمكان في لحظة إبداعية من عدسة الفنانة بوصديق ..
ولا يسعنا بعد قراءة بعض أعمال ونشاطات أعضاء الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية.. إلا أن نتضامن مع أعضائها ومع آرائهم وأبحاثهم وصورهم القيمة المنشورة ..ونتمنى لهم كل التوفيق والإزدهار والنجاح في مهامهم ورحلاتهم وورش عملهم التصويرية ومحاضراتهم عن هذا الفن وتقديم النصح للفتيان والناشيئة. .ونحن نعتز بالدور الذي أنيط بالجمعية والذي قامت به على أكمل وجه رئيستها وكيف مثلت حلقة وصل ليس بين عشاق التصوير وطلبة العلم ولكن أيضاً زرعت حب التصوير عند الأطفال..من هنا ندلف للقول بأن المصورة المغربية حليمة بوصديق..فنانة مبدعة و عاشقة للحياة البرية..وقد وحدت بين الطيور في السماء و على الأرض بكاميراتها وعدساتها..ولذلك وجب تقدير الشكر والإحترام لجهودها المضنية والمبذولة لخدة الفوتوغرافيا العربية عامة والمغربية خاصة..وكانت بحق خير سفير للصورة الضوئية التي رفعت رايتها فتاة مغربية بإقتدار ومسؤولية عالية…..
المصور فريد ظفور -30-5-2020م
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة المصورة المغربية حليمة بوصديق ــــــــــــــــــــــــــــــ
رئيسة الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية المصورة : حليمة بوصديق
رواد الصورة العرب : محور تصوير الحياة البرية – المغرب
الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية – المكتب الوطني
Moroccan wildlife photographers
Bureau national
تأسست في 13 أبريل 2019 بمراكش
اعضاء المكتب الوطني الحالي :
الرئيسة : حليمة بوصديق
نائب 1: يونس الرامي.
نائب 2: ربيع بويسفار
نائب 3 : ايوب محاسني
الكاتب العام : نبيل علولي
نائبه : محمد الإدريسي
الأمين : مهدي البقالي
نائبه : لطيفة كيشة
المستشارون : محمد المسرار – عبد العالي وارزوق – وفاء المهدي – أحمد الصالحي – محمد نوغو
و تسعى الحمعية ل:
– التعريف بالأوساط الطبيعية و الثروة الحيوانية التي يزخر بها المغرب
– المساهمة في الحفاظ على الثروات الطبيعية
– تشجيع الشباب على التعبير بواسطة الفن الفوتوغرافي
– تكوين الطاقات الشابة في مجال تصوير و توثيق الحياة البرية مع إشراك النساء المغربيات و تأهيلهن لولوج مجال تصوير و توثيق الحياة البرية.
– ربط شراكات و علاقات تعاون مع المنظمات الحكومية و الغير الحكومية
– ربط علاقات مع الجمعيات و المنظمات الدولية
حليمة بوصديق رئيسة بالإجماع للجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية
في أجواء إتسمت بالنقاش البناء ، وبتثمين الفن الفوتوغرافي، والدفاع عن أسسه، وإبراز كفاءات ممتهنيه من المحترفات والمحترفين،انعقد الجمع العام التأسيسي للجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية يوم السبت الفارط بدار الجمعيات بالحي الحسني بمراكش. وحضر هذا الجمع تلثة من خيرة مصوري الحياة البرية من مدينة مرزوكة ، وتنجداد، وسكورة، وفاس، ومولاي بوسلهام، والرباط ، والدار البيضاء بالإضافة إلى مراكش، حيث تم إنتخاب كل من حليمة بوصديق رئيسة للجمعية المعنية، ويونس الرامي وربيع بويسوفار و ايوب محاسيني، نوابا للرئيسة.
في حين تم إنتخاب نبيل العلويكاتبا عاما، ومحمد الإدريسي نائبا له، والمهدي البقالي، أمينا للمال، ولطيفة كيشة نائبة لأمين المال،وكل من محمد المسرار، وفاء المهدي ، عبد العالي أورزوق ، محمد نوغو أحمد الصالحي مستشارين .
هــــذا، وتسعى الجمعية إلى التعريف بالأوساط الطبيعية و الثروة الحيوانية التي يزخر بها المغرب، والمساهمة في الحفاظ على الثروات الطبيعية ، وتشجيع الشباب على التعبير بواسطة الفن الفوتوغرافي ، وتكوين الطاقات الشابة في مجال تصوير و توثيق الحياة البرية مع إشراك النساء المغربيات و تأهيلهن لولوج مجال تصوير و توثيق الحياة البرية.
كما ترمي الجمعية المعنية إلى ربط شراكات و علاقات تعاون مع المنظمات الحكومية و الغير الحكومية، ومد مختلف جسور التواصل مع الجمعيات و المنظمات الدولية.
حليمة بوصديق، سيدة من مراكش تحمي التنوع البيولوجي بعدسة الكاميرا
م
مـحـمـد الـقـنـور :
في الوقت الذي يشهد فيه عالم تقنية الصورة الفوتوغرافية التوثيقية والمعلومات والاتصالات حالياً تطوير نوعية جديدة من أنظمة المعلومات ذات صبغة عالمية النطاق، يطلق عليها أنظمة «إنترنت الأشياء البرية»، تدأب المصورة الفوتوغرافية المغربية حليمة بوصديق، رئيسة الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية،والأستاذة المنحدرة من مدينة مراكش، في تأسيس وتقعيد موجة تقنية جديدة على مستوى متابعة مظاهر الحياة البرية المغربية، بنوع من التحسيس للأفراد من الناشئة والشباب والإشارات الفنية التصويرية الرامية إلى مكافحة فقدان التنوع البيولوجي وتغيرات المناخ والصيد الجائر وحرائق الغابات، وغيرها من التهديدات التي تواجه الحياة البرية على مستوى تراب مختلف جهات المملكة.
وتستخدم الفوتوغرافية المغربية حليمة بوصديق، الأنظمة الفوتوغرافية الجديدة ،من خلال كاميرات التصوير ذات الاستشعار الدقيق، لضبط مختلف وضعيات الكائنات البرية، ونقل المعلومات حولها بالوقت الحقيقي، منبهة إلى ضرورة تكييف وضبط مختلف الأنشطة البشرية التي من شأنها أن تؤثر سلبياً في الحياة البرية على الأرض.
كما تؤمن حليمة بوصديق مصورة الحياة البرية، أن التطورات التقنية التي توفرها كاميرا التصوير، على مستوى قوة الرؤية، ودقة المنهجية، ونشر المعرفة في أوساط المتعلمين حول أهمية المحافظة على الحياة البرية المغربية، حيث قامت الجمعية مؤخرا في مراكش، بدعم من المجلس الجماعي للمدينة المعنية، بتوزيع صور من الحجم الكبير مركبة عن التنوع البيولوجي بالمغرب،على ممثلي وممثلات العديد من المؤسسات التعليمية .
وترى بوصديق أن عدسة الكاميرا ، كفيلة برصد مدى وقع الأحداث المدمرة التي تتعرض لها البيئة البرية بالمغرب خصوصا، وعلى مستوى كوكب الأرض عموما، حيث عاش كوكبنا الأزرق العديد من الكوارث البيئية خلال النصف الثاني من 2019 العام الماضي، كان أبرزها حرائق حوض الأمازون، وحرائق أستراليا، فضلاً عن حرائق منطقة القطب الشمالي، إضافة إلى تعاظم عمليات الصيد الجائر، وإزالة الغابات، وغيرها من الأنشطة البشرية التي تهدد الحياة البرية.
وتشكل أجهزة الاستشعار الدقيق، وحس الفنانة الفوتوغرافية، والموثقة التصويرية والكاميرات العالية الدقة وشبكات التواصل، أدوات عملية في تجربة مصورة الحياة البرية حليمة بوصديق،ضمن عالم ظل مقصورا على الذكور، لالتقاط ونقل المعلومات في الوقت الحقيقي عن الحياة البرية وعن أثر النشاط البشري في أي مكان في العالم على هذه الحياة، لافتة أنظار جمهورها من كل الفئات العمرية ، والذي يؤم المعارض التي ينظمها أعضاء وعضوات الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية،بمختلف مدن المملكة، إلى أهمية مراقبة سلوك الحياة البرية، والتغيرات التي تحدث في مواطن الكائنات البرية المختلفة، وتقديم التحذير ولإشارات التربوية في الوقت المناسب من نشاط الصيد غير المشروعة، وآفة التلوث، واللامبالاة بقوة وزخم الطبيعة البرية المغربية، من خلال إرسال الصور و التنبيهات الفورية عبر ومضة صورة التي يمكن مشاهدة جماليتها ودلالاتها المتدفقة من مختلف المناطق المغربية، وحتى العالمية.
وتحمل إشارات إنتاجات الفوتوغرافية بوصديق حول الحياة البرية، لمسة نسائية، وذكاءً واضحا في معالجة الرؤية الفوتوغرافية إتجاه الكائنات من طيور وحيوانات وحشرات وأزهار وأشجار، وينابيع مياه وبحيرات ووديان ، مما يسمح للمتلقي بتحديد نجاعة السكون والحركة داخل الصورة، وقراءاتها إرتباطا بمحيطها المرافق لها، على غرار سحابة متحركة أو مياه دافقة، أو صخور تابثة، أو نباتات متناثرة مع طائر ساكن أو حيوان متحركــ ، أو حشرة تدِبُّ، أو رفرفة فراشة، عبر كاميرات ذكية مزودة بأنظمة عالية الدقة، وتعرف حليمة بوصديق كيفيات إعدادها حسب مختلف الأبعاد، لتترجم مكنونات التنوع البيولوجي والحياة البرية ، و مختلف الحدود الكبيرة للفضاءات التي تشتغل عليها من غابات وأحراش وتضاريس ومروج، حيث من أجل إقتناص المنتوج الفوتوغرافي ، لاتكثرتُ بوصديق بصعوبة التضاريس أو بقساوة الظروف المناخية، وهو مايطبع أعمالها الفوتوغرافية بصدق جودة الإختيار، والكثير من السلاسة والمتعة والتميز .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بوصديق مصورة فوتوغرافية تقتنص أسرار الحياة البرية المغربية
لم يقترب أحد من مملكة الحيوانات البرية ومكامن التنوع الطبيعي في المغرب كما فعلت المصورة الفوتوغرافية المغربية حليمة بوصديق، المنحدرة من مدينة مراكش.
فقد ارتبطت المصورة الفوتوغرافية حليمة بوصديق بالعدسة التصويرية والبيئة الطبيعية المغربية منذ طفولتها، من خلال إقتناص مختلف أوجه ومناحي الحياة البرية، وبث رسائل من خلال صورها الفوتوغرافية حول أهمية الحفاظ على التنوع البيولوجي الطبيعي وما فيه من مخلوقات تشكلٍ ثروة طبيعية كبيرة بالبلاد، حيث إبتكرت المصورة الفوتوغرافية المغربية بوصديق ، رفقة زملائها وزميلاتها فكرةً تأسيس الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية، قبل أن تنظم بوقت قصير عن تأسيس الجمعية،أول معرض لإنتاجات أعضائها من مصوري الحياة البرية لقاءها الوطني الأول بمتحف محمد السادس لحضارة الماء بالمغرب في مراكش، تحت عنوان : “تصوير الحيوانات في خدمة التوعية و احترام البيئة”.
وإرتباطا بذات الموضوع، فقد عرف اللقاء افتتاح المعرض المتنقل لصور الحياة البرية بالمغرب، والذي قرر منظموه إستمراره لمدة شهرين، متنقلا بين سبعة مدن كبرى بمختلف جهات المملكة.
هـــــذا، ويسعى هذا المعرض المتنقل إلى إظهار روعة وجمال الحيوانات البرية بالمغرب من خلال الصور التي التقطها أعضاء الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية والتي ستسافر بجمهور الزوار في النظم الإيكولوجية الغنية والمتنوعة لمغربنا للمساهمة في اتخاذ قرار الوعي بثروة بلدنا من حيث التنوع البيولوجي للحيوانات البرية ، الأمر الذي يتطلب عملاً حقيقياً للمحافظة ولحماية هذه الثروة الطبيعية الوطنية.
وحسب تصريح للفوتوغرافية بوصديق رئيسة الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية لــ “هاسبريس” ،فإن مبادرة تنظيم المعرض الوطني حول الحياة البرية المغربية، يستهدف على وجه التحديد الجمهور الشباب والناشئة المتعلمة فضلا عن مختلف الفئات الإجتماعية بثمان جهات في المغرب، حيث من المنتظر أن يحط الرحال بعد مدينة مراكش، في كل من مدن مولاي بوسلهام والدار البيضاء والرباط وسكورة وفاس وتنجداد ومرزوقة ، لتشجيعهم على التفكير في طرق للحفاظ على هذا التراث الطبيعي الغني ، و الذي أصبح مهددا تحت عوامل النلوث،ونتيجة أنشطة الإنسان التي باتت تشكل خطرا حقيقيا على الكثير من أنواع الحياة البرية من حيوانات وطيور وبرمائيات ونباتات طبيعية، وموارد مائية.
وتؤكد الفوتوغرافية بوصديق أنه تمت برمجة محور تكويني من طرف الجمعية، في محور التصوير الفوتوغرافي للحيوانات البرية، يتضمن شقا نظريا من خلال تنظيم حلقة تعليمية بمؤسسة البشير للتعليم الخاص في مراكش،السبت الفارط 13 يوليوز، تلاه جزء تطبيقي ميداني خلال اليوم الموالي بمنطقة أوريكة على مستوى تراب إقليم الحوز .
ويعتمد تأطير الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية،للناشئة من هواة التصوير الفوتوغرافي المتعلق بالحياة البرية والتنوع الطبيعي والاقتراب من الحيوانات والطيور والبرمائيات وتوثيق ملامحها وتفاصيلها وخصائصها ضمن بيئتها في الطبيعة.
هذا، ويسعى فوتوغرافيو “الجمعية المغربية لمصوري الحياة البرية” للتعريف بدور الصور في تعزيز التواصل العاطفي، وبإضفاء الحياة على تعقيدات المملكة الحيوانية، عبر أعمالهم التي تتناول نطاقاً واسعاً يترجم ملامح الأنواع ويوحدها بطريقة تصويرية مميزة، تعكس اهتماماً بكيفية ربط الناس بشكل أفضل بالعالم الطبيعي، سعياً لتعزيز التوافق مع متطلبات الأزمة البيئية، ويروم لفت الأنظار الجهوية والوطنية والدولية لهذه القضية، إيمانا من الجمعية بكون الصور الفوتوغرافية حول الحياة البرية تعتبر من أفضل وأنجع طرق التواصل البشري في هذا العصر، سواء على مستوى تحريكها لمشاعر المتلقي، أو فيما يتعلق بتعزيز الوعي لديهم بأهمية المحافظة على البيئة والحياة الإيكولوجي والتوازن الطبيعي من خلال القصص التي ترويها الصور.
حليمة.. من موظفة إلى عاشقة تصوير الحياة البرية المغربية
23/7/2019 – المصدر الجزيرة
عبد الغني بلوط-الأطلس الكبير
في يوم معتدل من يوليو/تموز، وقبيل أن ترسل الشمس خيوطها الذهبية الأولى، تكون مصورة الحياة البرية حليمة بوصديق قد جمعت فريقها بأزيائهم المحاكية للطبيعة لينطلقوا في رحلة جديدة من المتعة والاستكشاف في غابة بجبال الأطلس الكبير.
انطلقوا محملين بكاميرات كبيرة وثقيلة، ثقل لا يخففه عنهم سوى عشقهم للطبيعة وجمالية الحصول على صور معبرة لحيوانات في موطنها الأصلي، يحرص أعضاء المجموعة على أن تمر حصة التصوير بدون ضرر للكائنات البرية.
وتقول بوصديق رئيسة جمعية مصوري الحياة البرية للجزيرة نت وهي تراقب معداتها “من يحب الأشياء الجميلة يتحمل مشاق الاقتراب منها، ويسعى بكل العشق الذي يتملكه للحفاظ عليها”.
تجمع المصورين بعد أن أنهت مسارها في الوظيفة العامة، اختارت حليمة أن تتفرغ لتصوير الحياة البرية، وحظيت بثقة زملائها لتصبح رئيسة لجمعيتهم.
بعد ورشة نظرية، وفي درس تطبيقي في غابة تاكاديرت، اجتمع خيرة من مصوري الحياة البرية قادمين من مختلف مناطق المغرب ومن الجزائر أيضا، ومجموعة أخرى شابة ممن يريدون شق طريقهم في هذه الممارسة الجميلة.
وفي هدوء تام، لا تقطعه سوى خشخشات النباتات البرية المحتكة بالأرجل، يتوزع الجميع في الغابة الكثيفة، في حين تختار حليمة مثل كل فرد من المجموعة مخبأها.
وتشرح “يترقب كل مصور لفترة اللحظة المناسبة للضغط على زر كاميراته، يراقب مستمتعا بما حصل عليه من صور، ثم يعيد الكرة مرات متعددة دون ملل أو كلل”.
البداية تتذكر حليمة عشقها الطفولي للطبيعة، فمنذ نعومة أظفارها كنت تقف مشدوهة أمام جمال النباتات والحيوانات خلال زيارتها للقرية.
شغفها ذلك جعلها تتابع دراستها لتصبح أستاذة لعلوم الحياة والأرض، وتنخرط في تأسيس أندية بيئية تعليمية بمدينة مراكش.
ولم يقف طموحها عند هذا الحد، فانخرطت في مجموعة البحث لأجل حماية الطيور وأصبحت عضو مجلسها الوطني، وكان ذلك مناسبة لها لتعداد الطيور وتتبع كل نوع معين منها.
لكن بسبب جمال ما كانت تشاهده في الطبيعة، تعلق قلبها بتصوير الحياة البرية لتوظف الصورة في لفت الانتباه لأهمية الحفاظ على الثروات الطبيعية، حسب تعبيرها.
نون النسوة لا تخفي حليمة تشجيعها للنساء لممارسة التصوير البري، وتحرص أن يحضرن في كل أنشطة الجمعية.
وتقول الشابة حياة قاسم القادمة من مدينة أكادير لتتابع دراستها في مجال السينما للجزيرة نت “بالرغم من أني مبتدئة في مجال تصوير الحياة البرية، إلا أن هوى الطبيعة تملكني، ووجدت كل المساعدة من رئيسة الجمعية”.
وتضيف وهي تراقب ما صورته كاميراتها وتستمتع بنظرة طائر عميقة “أسعى إلى أن أطور ممارستي في هذا المجال لأنه ممتع، ويتيح الفرصة لاكتشاف أماكن جميلة والتعرف على مكونات الطبيعة ودراسة تحركات الحيوانات البرية”.
ميثاق التصوير تسعى رئيسة الجمعية إلى وضع ميثاق للتصوير في الحياة البرية رفقة زملائها المصورين، فهي تؤمن حسب تعبيرها، بأن يكون الممارس واعيا بتأثيره عن وعي أو عن غير وعي على الأنظمة البيئية والعمل على أن يكون عمله بدون ضرر.
أما حياة فتعتبر أن أهم بنود الميثاق هو الاحترام وعدم الإزعاج، لأنه المصور يحل ضيفا على بيئة ووسط عيش العديد من الكائنات، والتي قد يشكل الكائن البشري تهديدا لها.
وتؤكد ثريا مختاري مديرة منتزه توبقال بالأطلس الكبير أن ما تقوم به حليمة وزملاؤها مبادرة جيدة ونادرة تساهم في تأصيل أهمية الحفاظ على الأوساط البيئية الهشة.
وتضيف المسؤولة بمصلحة المياه والغابات في تصريح للجزيرة نت “نحن في حاجة ماسة لصور جميلة تظهر التنوع البيولوجي في المغرب، لكنها أيضا لممارسة واعية تمرر الرسائل اللازمة لتربية الذوق العام للجمال لدى الناشئة والشباب”.
متعة تبدو الغابة ساكنة وكأن الزمن قد توقف، إلى أن يظهر فجأة أحد المصورين في الطريق إلى مكان التجمع الأول، حين تصادفه ترتسم على وجهه “ابتسامة قناص” سعيد.
يشرح المصور يونس الرامي سبب غبطته للجزيرة نت وهو يرفع عينه إلى السماء بعدما شاهد طائرا محلقا يصف جناحيه مرة ويقبضها أخرى “ينتابك شعور جميل وأنت تشاهد رأي العين طيورا تحلق في الأعالي، أو كائنات تطعم صغارها تارة، وتلاعبها تارة أخرى، أو يغازل الذكور إناثها”.
وتضيف للجزيرة نت المهندسة الجزائرية نجلاء عظامو متأثرة بأجواء الحفاوة التي حظيت بها إلى جانب مجموعة من مواطنيها في هذه الرحلة الاستكشافية “جميل جدا أن يجمعنا حب الطبيعة وعشق الصور، بإخواننا المغاربة، كما تجمعنا الهوية اللغوية والثقافية”.
مخاطر ومغانم يواجه مصور الحياة البرية مخاطر متجددة، فهو غالبا ما يمارس هذه الهواية في مناطق وعرة، كما قد يصادف في بداياته الأولى طرائف متعددة.
وقد يفاجأ وهو يصوب كاميراته بحيوان يقترب منه أكثر كأنه “صديق حميم” أو يقع في وحل لا يجد من يساعده ويخرج ملطخا، كما يحكي المصور يونس الرامي نائب رئيسة الجمعية.
ورغم ما يلاقيه مصور الحياة من مصاعب، فقد تنسيه أحيانا -يضيف الرامي- سعيه إلى التقاط صور جميلة متعته الجامحة وهو يشاهد الحيوانات والطيور وهي تتصرف على طبيعتها، متأملا في عظمة الخالق.
لكن ليس ذلك كل ما يجنيه مصور الحياة البرية، ففي مرات عديدة يكتشف وجود نوع حيواني، كما هو الحال مع ربيع أطلس أحد أشهر مصوري الحياة البرية بالمغرب وهو يروي للجزيرة نت التقاطه صورة نادرة لأحد الثدييات صنف السنوريات، وكان يعتقد أنه انقرض مند مدة.
في الموعد المحدد بعد ساعات من “تطويع الضوء” لالتقاط أجمل الصور، تجمع حليمة أعضاء المجموعة للتعليق على ما حصلوا عليه، وهي صور ستخرج للعلن وينتفع بها عشاق الطبيعة ومحبو الجمال وأيضا دارسو الحياة البرية.
مصور الحياة البرية يواجه مخاطر عديدة وخاصة في بداياته (الجزيرة).