- المايسترو الفنان العالمي المتألق #سعد_ يكن Saad Yagan ..
- يعزف بالريشة أجمل الألوان والتشكيلات والتكوينات الفنية..
- بقلم المصور : فريد ظفور.
- حلم السنابل..أن تصنع القمح الفني..وتصنع الزمان الثقافي..فمنذ عرف الفن توضأ بالعشق للمرأة والوطن..أشربت في قلبه القينة الأوغاريتية..فاض الصباح شهباء..وفاض الياسمين دمشقاً وفاض المساء بيروتاً..سيدخل مملكته وعرزاله التشكيلي من يموت على ساحله بداء ظمأ اللون..أو من يجاهر في الملأ بعشق الفن التشكيلي..أفق يهاجر وليالي تمضي وينهمر الصباح..بعد أن وهنت شرايين الأصيل وأسرج الضوء الكئيب خيوله المعرفية..فتألقت أعماله فوق تلال الغربة..ويكاد صوت الصمت يطوي ما تناثر من أنين البعد والجوى..لكن القلب أطبق فوقه شعاع شمس الأمل ..فتعالوا معنا نرحب بالمايسترو الفنان سعد يكن..
- يعتبر شيشرون إن أول دواعي النجاح هي المثابرة ثم المثابرة ثم المثابرة..وهكذ حال الفنان التشكيلي السوري سعد يكن..فقد كانت مثابرته هي التي أقامت آثاره الفنية الخالدة..وقوة جلده هي التي أتحفتنا بتلك اللوحات التي إزدانت بها جنبات وجدران المتاحف والمكاتب..و قوة الصبر والجلد هي التي سطرت لنا تاريخ الإنسانية وقهرت قوى الطبيعة..ناهيك عن قوة الأمل التي إحتفظ لنفسه بها مثلما فعل الإسكندر ووزع كل ماملك ولكنه إحتفظ لنفسه بالأمل..ولولا الأمل لبطل العمل..فما أعجب أمرك أيها الأمل وأنفذ سحرك.. أنت ريحان العمر عند المايسترو و الشراع الحالم يستسلم إليه الصغير والكبير..وأجدى الآمال فائدة ماتجرد من خيوط الوهم والخيال وبني على أسس الإيمان والمحبة واليقين..ما أروعك أيها الأمل ..خلقت مع الحياة ..وستبقى ما بقيت الحياة..وهكذا كان حال الفنان سعد يكن بين يأس وأمل..تلك سنة الحياة ..يذبل الزهر الفني التشكيلي ويذوي ثم يشرق ويسطع بين يديه من جديد..لأنه ملأ بالأمل قلبه..وإنتظر إشراقة الشمس المعرفية التكوينة البصرية..وتفتح الزهر التكويني وإنبلج السحر الإبداعي..ويا لسوء حظه من ليست له مطامح وآمال في الحياة..
- إن فرصة العالم في النجاة محصورة في الأدب والفن..فليس غريباً أن ينتهي الضلال في الفكر الإنساني بعد أن يطول به التمرد واليأس إلى مرفأ يجد عنده الملاذ..هذا المرفاً قد يكون كشفاً صوفياً أو موقفاً فكرياً للمبدعين..فعند الكُتاب المأجورين تصير أكثر حوادث الوجود إبتذالاً في حياة الناس بمثابة رموز وحيث تفترس الأشياء الخيالية الأمور الواقعية..ولأن الفن أثر من آثار الخيال ..وللخيال قدرة على تحقيق الوحدة العضوية في العمل الفني..والخيال قوة بواسطتها تستطيع لوحة أو إحساس واحد أن يهيمن على حدة صور أو أحاسيس في اللوحة..أو الكادر..صورة معينة..فيها لهفة الفنان سعد يكن إلى الحب.. حب الناس جميعاً..والأمر مختلف عند الفنان سعد لأنه ينظر للحياة من بابها الرحب الواسع..نظرة جديدة وأبعد مدى من نظرة المحب العاشق الجديد للفن..فهو يتمسك بما بقي له من حياة ليعيشها بفلسفته الخاصة وبروح عاشقة متسامحة محبة.. فالفن عنده حين يتوقد بنار الإنفعال الأصيل الفريد الذي يولد بين الفنان ولوحته أي من الحدس الخاص بالفنان.. و واجب الفنان أن يوازن بين عاطفته وبين نظام الفن التشكيلي الذي يصوغ فيه تجربته بحيث ينتهي الأمر بالتمازج التام بين الشكل الخارجي وبين الصورة الخيالية..وبحيث يصبح اللون أو قالب اللوحة نابعين من إنفعال واحد وعاطفة واحدة..لأن الخيال قوة قادرة على الكشف والإرتياد عن طريق الخلق والحس والجمال لكي تبلغ الحقيقة القصوى في الفن..فالتجربة الفنية عند سعد يكن فيض تلقائي للعواطف القوية على أن يكون الإنفعال المثار في حالة طمأنينة وهدوء..لأن عالم الخيال هو عالم الأبدية..وأن الفن هو المعبد الذي تحوم حوله بقية فروع المعرفة..
- الفنان التشكيلي السوري الجميل سعد يكن..أعماله تستهوي القلب وتملك النفس وتوقظ كوامن الشعور ..الذي يسمو به نحو الكمال والإفتخار..وهو الروح الصحيحة لروح الوطن..يمثل تقدمه ونهضته أو تراجعه..والفن التشكيلي يديم التأمل في الطبيعة ونماذج الرسوم الجميلة بأن تكسب ملكة الحكم على الجمال وعلى قوة الشعور بالإبداع..فكيف ينسج ويعزف الفنان التشكيلي سعد يكن لوحاته..كيف يحول فكرة بسيطة أو حادثاً عارضاً عابراً في حياتنا أو حياة غيرنا إلى أزمان وتكوينات وألوان متداخلة وأحداث متشابكة متنايهة..كيف يرصد ويقرأ الأعماق الإنسانية في صراعها مع ذاتها ومحيطها ..كيف تصبح التراجيديا والكوميديا الإنسانية هماً فنياً وإنسانياً لدى المبدع سعد يكن..ومن ثم متعة جمالية وتوجهات سلوكية لدى المتلقي والمشاهد لأعماله الفنية..وبمعنى آخر كيف يحول المتألق سعد يكن الواقع إلى لوحة تشكيلية فنية..ولعل المتتبع لأعمال المايسترو سعد بنظرة عابرة على مضامين أو قضايا فنه يدرك تحيزه للمرأة ودورها في المجتمع..فهي تأخذ دور الريادة والبطولة في معظم أعماله ..ولكن النقد الصحفي الإستعراضي السريع هو خيانة للإبداع والمبدع سعد يكن..لأن أعماله تحتاج لمجلدات لتعطيها حقها من البحث والفحص والتمحيص والنقد والدراسة..والفنان سعد لايسلم مفاتيحه بسهولة..يسافر إلى الداخل بلا هوادة..يبتعد كثيراً عن موضوع اللوحة كي نقترب منه أكثر..لأن كل الدلالات متاحة ومفتوحة في تكويناته ..يرتجل بلاغة اللون وبلاغة الضوء..فظلاله أحياناً ساكنة فهل يمكن للشمس المعرفيه عند المتلقي بأن تحركها..تبدو الأمور جلية في تناوله المرأة..ساعة الإبداع والإجتياح تضيء إلا أن الفكرة لا تمد يديها بما فيه الكفاية..فهي تغوص في تفاصيل التفاصيل وتغرق في أسئلة جانبية..أيها الفنان البالغ سخاء ووحشة..ماذا كنت تفعل أوان هبوط وحي اللوحة في منحدرات روحك الإبداعية..وتلك الخامات التي أسست وحرثت الطريق و جهزت اللوحة حيث رميت في المسامات بذور الفن..أوصاف وأعمال لوحاته كأنها الحقيقة..فهي لذلك أقصى الخيال..فالحب سامٌ ..وكأنه إكتفى بأغنية الطفولة و بحكايا الحارات القديمة في دمشق وحلب..و التي تروي عشق ظل الياسمين الساكن فوق الشرفات..
- بالرغم من أن فضاؤنا أضيق ..وهواؤنا أقل..لكننا سعداء بتقديم بعضاً مما يستحقه المبدعين في الثقافة والأدب والفن..وواجبنا بأننا لم ننكفيء يوماً عن عملنا بالرغم من الإمكانات المتواضعة والصعوبات والعقبات..ورغم ذلك سنظل نبذل من الجهد أكبره ونضع بكم من الأمل أقصاه لإنجاز علاقة مميزة بين المبدعين والمتلقين والمشاهدين..ساعياً لنكون جزءاً هاماً من المشروع الثقافي العربي الذي يرى إلى المستقبل متكأ على العظيم والرائع من التراث ..مستندين إلى قناعتنا بأن فناننا العربي إنسان مبدع ولا يحتاج إلا إلى مساحة كافية ومتنفس قليل من الحرية والمحبة والإحترام..وتقع الأعباء ذاتها على عاتق الإعلام فبدل من الإنكفاء والتقوقع علينا مواجهة الواقع لندرك بأن كل الخسائر مقدور عليها ولكننا إن خسرنا معركة الفن والأدب والفكر والثقافة ..فقد نخسر كل شيء..
- وحسبنا الإشارة هنا بأن أعمال الفنان المايسترو التشكيلي السوري سعد يكن..في سورية ولبنان كانتا من طبيعة تكاملية بإمتياز فصناعة الفن تقتضي لقاء الرواد والصالات وعشاق الفن التشكيلي وهو ما وجده في بيروت في ظروف محنة سورية الحالية..فقد وجد أرضاً خصبة أو القابلة للإخصاب والإبداع..وليس لأحد أن يماري في أن لقاء من هذا القبيل قد مكن سفير الفن العالمي سعد يكن من رفع راية الفن عالية خفاقة فوق ذرى جدران صالات العرض البيروتية التي أعطته بعداً وعمقاً وإنتشاراً نحو أوروبا وأمريكا بل نحو العالم أجمع عبر مواقع التواصل الإجتماعي وعبر الشبكة العنكبوتية..من هنا ندلف للقول بأن المبدع الفنان سعد يكن يستحق منا كل التقدير والإحترام لما قدمه من تجارب وأعمال فنية رائدة ومميزة ترفع لها القبعة.. وستظل أعماله منارة لطلبة العلم والفن ..وقبلة لكل عشاق التكوين والتشكيل من الشباب والشابات في سورية ولبنان والوطن العربي والعالم..
ــــــــــــــــــــــــــــــــ ملحق مقالة الفنان التشكيلي السوري سعد يكن ـــــــــــــــــــــــــــ
سعد يكن
Born in Aleppo in 1950, Saad Yagan studied at the Fine Arts Centre in Aleppo, then at the Faculty of Fine Arts, Damascus University in 1970. He established ‘The Point,’ an art and literature gallery in Aleppo. He presented several TV programmes on arts. Yagan held many solo exhibitions in Aleppo, Damascus, Homs, Hamburg, Los Angeles, and Kuwait. He focuses on capturing the relationship between humans and space, and the dynamics of static and moving objects. Yakan uses the human body as his subject, and follows techniques from several art traditions. He does not hesitate to create multiple surfaces within the space of the painting, or drawing the human body with geometric lines,
سعد يكن | |
---|---|
معلومات شخصية | |
سعد يكن فنان تشكيلي سوري، من مواليد 1950 ولد في حي الفرافرة في مدينة حلب في سوريا، وقد شارك بأكثر من مئة معرض جماعي في دول عربية وأجنبية، أعماله موزعة في مختلف أنحاء العالم.
حياته
تخرج من مركز الفنون التشكيلية بحلب سنة 1964، وفي سنة 1965 بدأ يشترك في معارض الدولة الرسمية، وقد انتسب إلى كلية الفنون الجميلة سنة 1970. في سنة 1981 قـام بدعوة من الحكومة الأمريكية بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ببرنامج خاص مع تسعة فنانين من العالم للإطلاع على الفن الأمريكي المعاصر وكان الفنان سعد يكن العربي الوحيد في هذا البرنامج. في سنة 1985 قام بزيارة خاصة لبلغاريا بناء على دعوة من اتحاد الفنانين البلغار للتحكيم في البنالي العالمي بمدينة كابروفو، كما قام في نفس السنة بإلقاء عدة محاضرات عن الفن المعاصر في جامعة حلب وفي جامعة دمشق. في 1986 عمل ولمدة خمسة سنوات مع الأطفال المعوقين في دار المبرة بحلب. في سنة 1996 بدأ يعد ويقدم مجموعة من البرامج التلفزيونية عن الفن للفضائية السورية. يعيش سعد ويعمل في حلب متفرغا للعمل الفني.
في عام 2012 صدر كتاب حول حياة و أعمال الفنان سعد يكن للأديب محمد جمعة حماده بعنوان سعد يكن مرايا الأزمنة الضائعة.
أعماله
- معرض في صالة المتحف الوطني بحلب سنة 1969.
- معرض (أسود وأبيض) في صالة المتحف الوطني بحلب 1970.
- معرض في صالة المتحف الوطني بحلب 1970.
- معرض في صالة المركز الثقافي السوفييتي بدمشق 1971.
- معرض في صالة المتحف الوطني بحلب، وصالة مركز الفنون التشكيلية في اللاذقية 1971.
- معرض بعنوان، الرفض، (أسود وأبيض) في صالة المتحف الوطني بحلب 1971.
- قدم مع الفنان لؤي كيالي ووحيد مغاربة، معرض ثلاث فنانين من حلب في صالة دار الفن والأدب في بيروت 1972.
- معرض في صالة نقابة المحامين بحلب 1973.
- معرض في المركز الثقافي العربي بدمشق وصالة المتحف الوطني بحلب 1974.
- قام بتصميم ديكورات موسم مسرح الشعب بحلب 1974.
- معرض مشترك بصالة الكونتاكت في بيروت 1974.
- معرض في المركز الثقافي العربي بدمشق والمتجول في محافظات القطر 1977.
- معرض في مؤسسة المعارض الكندية عبر البحار المحدودة في مونتريال بكندا 1979.
- معرض في صالة المركز الثقافي الفرنسي، وصالة المتحف الوطني بحلب 1981.
- معرض في صالة المركز الثقافي الأمريكي بدمشق 1981.
- معرض للأعمال المائية في صالة التجمع الثقافي – فرات – نيقوسيا – قبرص 1981.
- معرض في صالة المركز الثقافي العربي بدمشق وصالة المتحف الوطني بحلب 1983.
- اشترك في معرض الفن العربي المعاصر في مونتريال الذي نظم من قبل مركز الدراسات والأبحاث العربية بالتعاون مع مدينة مونتريال – كندا – في صالة دار الثقافة 1984.
- معرض في المركز الثقافي العربي بدمشق – وصالة المتحف الوطني بحلب 1985.
- معرض في صالة نادي الجلاء بحلب 1986.
- معرض في صالة أورنينا وصالة المركز الثقافي الفرنسي بدمشق 1987.
- معرض في صالة أورنينا – وصالة النقطة بحلب 1988.
- معرض في صالة عشتار – دمشق 1989.
- معرض في صالة الأتاسي بحمص 1990.
- أقيم له معرضاً في هامبورغ بصالة مونيكاباسك بدعوة من معهد غوته بألمانيا 1991.
- أقام معرضاً للأعمال المائية بصالة – النقطة – بحلب 1992.
- معرض في صالة عشتار – 2 – دمشق 1993.
- معرض للأعمال المائية في صالة ليفون شانت بحلب 1994.
- معرض في صالة 50 × 70 في بيروت – لبنان سنة 1995.
- معرض في صالة الخانجي بحلب 1995.
- معرض في صالة ((شورى)) في دمشق 1995.
- معرض حول ملحمة جلجامش بالألوان في صالة الجابري بحلب 1997.
- معرض حول ملحمة جلجامش – أسود وأبيض – في صالة قواف بحلب 1997.
- معرض جلجامش في صالة الأتاسي بدمشق 1997.
- معرض للأعمال المائية حول – الطوفان ونساء – في صالة شورى بدمشق 1998.
- معرض حول ملحمة جلجامش في صالة الفصول الأربعة في لوس انجلس – الولايات المتحدة الأمريكية 1998.
- معرض / نحو ايقونة حلبية / حديثة في صالة السيد دمشق – صالة قواف حلب 1999.
- معرض بعنوان / الطرب في حلب / في صالة عشتار بدمشق وصالة بلاد الشام بحلب 2000.
- شارك في مؤتمر ((تطلعات الثقافة والفنون لما بعد عام 2000)) العولمة والثقافة في قصر الأونيسكو – بيروت 2000.
- معرض في صالة عبد الله السالم في الكويت وذلك بدعوة من المجلس الوطني الكويتي 2001.
- معرض بعنوان التحرر – قضية العائلة الفلسطينية – اعمال جدارية في صالة الأتاسي – دمشق – وصالة بلاد الشام – حلب 2002.
- معرض في قصر اليونيسكو في بيروت بدعوة من المجلس الثقافي اللبناني الجنوبي 2003.
- معرض في صالة فاتح المدرس بدمشق بعنوان (الجدار) 2004.
- معرض اللوحة الصغيرة وحفل توقيع كتاب – نساء وطوفان – في صالة دار كلمات بحلب 2004.
- معرض بعنوان (يوميات سعد يكن 2005) في صالة عشتار بدمشق 2005.
- معرض مع الفنانة الكندية Bernice Sorge بمناسبة أيام الثقافة الكندية في سوريا – نقابة الفنون حلب – صالة فاتح المدرس دمشق 2006.
- معرض التحرر (وثيقة إنسانية لعام 2006) الحديقة العامة حلب – مكتبة الأسد دمشق 2006.
- معرض في صالة Arti Form في مونتريال – كندا 2007.
- معرض للفن السوري المعاصر في (Art Center At U.S University Museum) واشنطن – الولايات المتحدة 2007.
- معرض ألف ليلة وليلة في صالة Art House بدمشق – سوريا سنة 2008.
- معرض موسيقى في صالة Art House بدمشق – سوريا 2009.
- معرض 100 + 1 (صحن) تبرع لدعم جمعية أصدقاء حلب 2010.
جوائز
- الميدالية التقديرية لمعرض القطن سنة 1967.
- الجائزة الأولى لمعرض نقابة المهندسين بحلب حول موضوع تلوث البيئة سنة 1986.
- ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- أعمال الفنان التشكيلي سعد يكنالأزمنة 180 – 25/10/2009 – ريم الحمش
ألحان بصرية ترفد الإحساس باللون والحركةيقول الفنان التشكيلي سعد يكن : إن التفكير المجرد في العمل الفني أوسع من حالة تسجيلية بلوحة, أو رصده بشكل أو لون. لذلك كانت الأفكار دائماً أهم وأغنى من اللوحات التي يقدمها الفنان, لأن العمل الفني الذي يشترك فيه عناصر خارج دائرة (المنطق والوعي والثقافة) يكون على الغالب أبعد من الرغبة في تثبيت حالة واحدة, بعمل واحد من هنا نجد أن فكرة واحدة قد تشكل مئات التصورات الممزوجة بالخيال تجاه موضوع واحد, واختيار شكل للتعبير يكون على الغالب أقل من رغبة الفنان في كمال لوحته.هذا هو أحد أسباب الاستمرار في الرسم لأنه يحمل دائماً مفاجأة جديدة خارج الرغبة المسبقة في التعبير عن الشكل, أو أي مضمون آخر .الفنان سعد يكن من مواليد حلب /1950/ درس الفن في مركز الفنون التشكيلية في حلب, وانتسب إلى كلية الفنون الجميلة بدمشق عام /1970 / ,مُحكم في البينالي العالمي بمدينة كاروفو – بلغاريا دورة /1985/ عمل لمدة خمس سنوات مع الأطفال المعوقين في دار المبرة بحلب, قدم مجموعة من البرامج التلفزيونية عن الفن في الفضائية السورية, أسس صالة النقطة للآداب والفنون بحلب, قام بدعوة من الحكومة الأمريكية بزيارة الولايات المتحدة الأمريكية ببرنامج خاص مع تسعة فنانين من العالم للاطلاع على الفن الأمريكي المعاصر، وكان الفنان سعد يكن العربي الوحيد في هذا البرنامج عام /1981/، أقام العديد من المعارض الفردية والجماعية داخل سورية وخارجها, أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية / المتحف الوطني بدمشق / المتحف الوطني بحلب / متحف دمر / و ضمن مجموعات خاصة في جميع أنحاء العالم .الأزمنة زارته في معرضه الأحدث في صالة آرت هاوس بدمشق تحت عنوان موسيقا, وكان الحوار التالي:*ألوان لوحاتك يطغى عليها وبشكل واضح : الأحمر, الأسود والأبيض، ما سبب اختيارك لهذه الألوان الثلاثة ؟في أعمالي دائماً أستخدم الألوان بشكل تعبيري ونفسي فلا يمكن للون عندي إلا أن يكون موظفاً لخدمة تعبيرية داخل اللوحة, وبعيداً عن مفهوم الألوان، فالأحمر له دلالات والأسود والأبيض لهما دلالاتهما التعبيرية والنفسية من هنا أربط هذا المزيج ليقدم مقولة أسعى إليها من خلال أعمالي الأخيرة .*كيف تتعامل مع مسألة الدلالات التي يمكن أن تسهل للمشاهد تلقي لوحتك ؟
التــوازن جديد الـدكتــور نبـيـل طـعمـة
عن المدونة بقلم المهندس محمد طعمة
شخصية العدد على الأزمنة تاريا هالونين
سفير فنلندا في دمشق في لقاء خاص للأزمنة
كل عمل فني يحمل رموزه ودلالاته الخاصة من خلال مفردات اللوحة وتحوير الشكل الإنساني لتقديمه ضمن دراما مباشرة للعين وهو من أهم عناصر تشكيل اللوحة، فالدلالات والرموز متاحة في أعمالي للعين والمفهوم وليس من الصعوبة الوصول إلى قراءات أولية وانفعالية للوحاتي التي ترى وتسمع .
*ما هي الرسالة اتي تود أن تقولها للمتلقي من خلال معرضك هذا ؟
معرض موسيقا هو محاولة لربط الصوت من خلال الأذن مع الحركة والإيقاع من خلال العين فليست الموسيقا هي نغمات مجردة أو أصوات تبهج الروح والنفس وإنما يمكن للموسيقا أن تشكل إيقاعات حركية لها دلالات وإيحاءات وألوان ضمن تشكيلات ترتبط بالإيقاع الموسيقي، وكثير من النقاد كانوا يقولون إن إيقاع اللوحة موسيقي وليست الموسيقا للأذن وإنما قد تكون الإيقاعات الحركية موسيقا للعين أيضاً .
*كيف تنظر إلى الحياة برؤيتك الفنية ؟
استقبالي الأولي للحياة هو من خلال عملي وخصوصاً في السنوات الأخيرة هذا يعني أنني أستقبل العالم بدراما إنسانية وانفعالية لأن ذلك مرتبط باختيار الاشكال التي أقدمها في لوحتي، وليس هناك بعد درامي بين اللوحة والحياة، فكل حالة ترتبط بالأخرى بوشائج قوية يصعب فصلها عن بعضها في الواقع .
*كيف ترى النقد التشكيلي ؟
لا شك أن النقد التشكيلي مهم جداً للحركة الفنية التشكيلية , ولكن وخلال الحقبة الأخيرة انخفض منسوب النقد الفني عن سوية الإنتاج الفني السوري وهذا مع الأسف بحاجة لوجود نقاد جديين بعيديين عن المزاج الإنطباعي والعلاقات الشخصية مع الفنان , ويمكنني أن أقول وبشكل مجرد إن النقد التشكيلي دون مستوى العطاء التشكيلي السوري .
يقول جمال باروت عن أعمال الفنان التشكيلي سعد يكن : تتجاوز مخيلة سعد يكن حدود التصوير بمعناه التشكيلي المدرسي الذي يقوم على وجود ترابطات تصويرية ضرورية بين العالم الفني والعالم الواقعي إلى التخيل الرمزي الذي لا يبقى من العالم الواقعي إلا أطياف شحيحة متماوجة , وفي تجربة الفنان سعد هناك خيط خفي من التواصل والتداخل بين الخيال والواقع فهو شاعر اللغات البعيدة .
أما الدكتور سعد الدين كليب فيقول:
إن اللوحة لدى الفنان يكن مشروع جمالي, ولأنها كذلك فهي مشروع حياتي وجودي ينهض من ذاكرة العناصر وكيمياء الروح وماء المعرفة حيث يتخلق كل شيء ح, وحيث تشتبك العناصر والفنون, فتكون لوحة تصيح بأعلى صوتها: لا تصنيف لي.. لا تصنيف لي، جفت الأقلام ورفعت الصحف.
- الفنان التشكيلي السوري سعد يكن: “لا أشعر بضوء في نهاية النفق”
الفنان التشكيلي السوري سعد يكن
إعداد :كابي لطيف
تستضيف كابي لطيف الفنان التشكيلي السوري سعد يكن، أحد روّاد الحركة التشكيلية في سوريا والوطن العربي بمناسبة المعرض الذي يقدمه ضمن فعاليات مهرجان البستان الدولي للموسيقى الكلاسيكية في لبنان ويضم مروحة واسعة من الجداريات. تحدث عن تواجده في لبنان وعن الحركة التشكيلية السورية وعن مدينته حلب التي ولد وعاش فيها.حلب جزء من تكويني البيولوجيعن مدينته حلب، قال سعد يكن:” بالطبع سأرجع إلى حلب إذا حل الأمن والسلام، فأنا ابن هذه المدينة السورية وعلاقتي بها متأصّلة أكثر من علاقتي بالإنسان. أنا أفهم الحجر وأحسّ بالمدينة وما حلّ فيها وكأنها جزء من تكويني البيولوجي. أتمنى أن أكون أكثر تفاؤلا بالسلام والأمان للعالم العربي، ولكني للأسف لا أشعر بضوء في نهاية النفق”.ليس لدي أي شعور بالغربةعن إقامته في لبنان، قال التشكيلي السوري: “سقف الغربة بالنسبة لي هو بيروت ولبنان، وهو أحد الأسباب التي جعلتني أسكن في بيروت. في بداية السبعينات بدأت علاقتي الإنسانية مع بيروت والثقافة والمثقفين اللبنانيين، وهي حالة من الإلفة والتعاطف وليس لدي أي شعور بالغربة”.موقفي إيجابي من المرأةعن معارضه ولوحاته الأحبّ الى قلبه، قال الفنان التشكيلي سعد يكن:” رسمت عددا من اللوحات التي تعني لي الكثير، لأنها نُفذت في ظروف خاصة وجهد خاص، واحدة منها تمثل رؤيتي للحب وأخرى تتحدث عن القضية الفلسطينية. أهم لوحاتي تحاكي حالات الحب، وهذا يعود إلى موقفي الإيجابي من المرأة تاريخيا. كما أن موقفي من الأديان منفتح على العموم وضد التفرقة الدينية بغض النظر عن تأثيرها الاجتماعي”. - سعد يكن تشكيلي يمضي وحيداً في الصمت والعـ ــزلة
المصدر:فيصل خرتش
التاريخ: 18 نوفمبر 2012
لا أحد يعرف متى هندس سعد يكن نفسه، على هذا الشكل.. إنه فنان، لوحة، فضاء مكاني ودخان دائم، كأنه جزء من ألوان أعماله، دخان يرافقه أينما كان، بين وجوهه، أو على كرسيه في قهوة، أو حتى داخل جدرانه حيث البشرية الحالمة.تباينت أشكال الإبداع الحياتي في محطات ومراحل عيش سعد يكن، فكان بهذا معروفا لدى شريحة واسعة من جمهور الفن التشكيلي، ومن المثقفين عامة. وكنت قد عرفته شخصياً، منذ منتصف السبعينيات في القرن الفائت، كأحد أبرز المبدعين المهمومين برؤى التخليق والتجديد والابتكار المنفلت من جمود القيود.وتحددت أولى محطات معرفتي بيكن، عندما ولجت باب مقهى القصر للمرة الأولى، في تلك الآونة، بحذر ورهبة، إذ كان جزءاً من المقهى.. بل جـــزءاً من كراسيه، إذ استمر حينها، يرتّب بذهنه هؤلاء البشر، ليصوغهم في رؤى إبداع اللوحة وقوالبهــــا، فيجلسهم على الكراسي، ثم ينهضهم، ومن ثم يرتّبهـــم مرّة ثانية. وهم صامتون.. وعندما لا تعجبه أشكالهم يعريهم من ثيابهم، أو يجعلهـــم يخلعون أحذيتهــــم ويرتدون عواطفهم، فيأخذهم معه بعيداً، ليعيد تكوينهم كما يريد، ويشعل التبغ في غليونه، ويمضي مع حفيف الليل.شهادةعرف الروائي، وليد إخلاصي، سعد يكن، قبل معرفتي أنا به، إذ كان قد لفت انتباهه شاب لم يتجاوز العشرين من العمر، يتردّد على مسرح الشعب، مصطحباً أوراقاً عديدة وقلماً، ينزوي في ركن ويبدأ الرسم، يقول إخلاصي: .. وفي إحدى المرّات اقتربت منه في فترة الاستراحة، عرّف على نفسه بأنه سعد يكن، وهو يهوى الرسم، إنه يدرّب نفسه على رسم الشخصيات، وهذا المكان (المسرح) هو من أفضل الأماكن لمتابعة حركة الأشخاص وتثبيت اللحظة التي يراها من داخل النور والظل والعتمة… عوالم الموهبةبدأ سعد يكن الرسم سنة 1964، ولم يتجاوز حينها، الرابعة عشرة من عمره. وكان قد تخرج، حينها، من مركز الفنون التشكيلية في حلب. وكان يرسم بخط قوي وقاس غير خاضع للمنظــــور أو التشريــــح، خط خاص به. ومن ثــــم انتسب يكن إلى كلية الفنون الجميلة، وحصل على الترتيب الأول، كما يقول، في المسابقة التي تجريها الكليــة، ولكنه لم يتابع دراسته، وربمّا هي الأوضاع المادية السبب، أو لأنـــّه وجدهــــا لا تعلمــــه شيئاً .استدار سعـــد إلى داخله، والتمــــس فيه المأســــاة والفاجعــــة، وأقام معرضين بالأســـود والأبيض، بين عامي 1970 ــ 1971.ثم تابع تحصيله العلمي، وكـــان لا بدّ له من التعرف على حياة الفنانين ودارســـة سيرتهم الذاتيـــة، والتعرّف على الكتّاب والشعـــراء الذين يلامســـون موقفه الذاتي مـــن الأشيــــاء والعالم . وتطّور مفهـــوم القراءة لديه، فأصبح مرتبطاً بالموقف من الإنسان، وتعمــــّق في دراسة ابن عربــي والحلاج والسهروردي، وحـــوّل إشراقاتهــــم إلى أعمـــال تشكيلية، تمثّل أفكارهـــم وتلخــــص حيواتهــــم في عدّة لوحات.
معطى ثقافي لوني
يقول سعد يكن، عن توصيف مضامين إبداعه، وطبيعة رؤاه: عندما قدمت معرضاً عن جلجامش، عدت إلى قراءة الأساطير، ثم أعدت توظيف الملحمة بإحساسي الداخلي لأقدمها ضمن معطياتها الثقافية والفكرية، برؤيا ذاتية، وعندما رسمت البحر والصيادين وشباكهم، كنت أتلمس رواية (الشيخ والبحر) لهمنغواي .
ولي تجربة بالتعرف على عدة شعراء من خلال نتاجهم الشعري، وقدمتهم في لوحات عكست حالات شعرية، كنزيه أبو عفش وعلي الجندي. وشخصيات روائية، كوليد إخلاصي وعبد السلام العجيلي.
هكذا، ومع هذه البدايات راح الفنان ينتقل من المرحلة البسيطة في الشكل والإمكانات، إلى المرحلة المعقّدة من حيث الدوافع والرغبات، لخوض تجربة متميّزة عن الآخرين.
في قلب الصراع
لم يرد سعد يكن أن يبقى خارج حلقة النزاع الفكري. فاستقر بهذا، في عمق دواخل معركة الصراع وإثبات الوجود، وبذا شارك بزخم كبير، في شتـــى المعارض والندوات، وتعرّض للنقد والهجوم. لكنه ظل مستمراً وثابتاً ومتابعاً رسالته الفنية.
وفي لوحاته سنجد قــــرّاء الصحف بينمــــا أداروا ظهورهم إلى الطاولــة وهـــم يقــــرؤون. وكلك نرى السياسيين يتحدثون معــــاً بلغــــة واحـــدة، ولا يجـــدون لغة بينهم، سوى الصراخ وإلغاء الآخر، وكذا المغنـــي في وسط الحلبــة يغني لنفسه والجوقة في وادٍ آخر.. ونجد أن العشاق متنـــافـــرون والأصدقـــــاء يكيدون لبعضهم، وكل يغني على ليلاه ..
عشاق فاشلون، أزواج تعســـاء، رجال محرمــــون مــــن العاطفة الزوجيـــة، فيبغونهـــا عند بائعات الهوى.. وهكذا تمضي السهرة إلى آخرها، فيحمل المتعبون أثقالهم ونعاسهم، ويبقى سعد وحيداً مع الكراسي وما بقي من سهرة البارحة، ليملأ اللوحة في اليوم التالي، بهم.
«تحوير جسدي»
أيُّ شيء هذا الـــذي يحيط بالفنــان وهو يأخـــذ ذاكرتــــه معــــه، ذلك الذي يتجسد في أشباه البشر الذين دخلوا المدينة وصاروا من نسيجها:
بائع الخيطان وهـــو يلفّ نفـــسه بوحدته وخيطانه، بائع الصحف الذي يسحب رجليه على تعبه وشقاء يومه، العروس التي تحلم بقلب كبير أحمر، العريس الذي يحلم الحلم ذاته. ومع ليلة الزفاف تتكسّر الأحلام وتجهض الأمنيات، وكأنما كل شيء إلى هباء. وحتى عندما عاد إلى التاريخ والأسطورة والأيقونة، فإنه أكسبها معاصرة وحداثة، فإذا بها تحمل مشكلات الإنسان المعاصر.
وربما تكون لوحة صبري مدلّل، شيخ الطرب في حلب، من أعقد اللوحات وأكثرها حداثة، وذلك ربمّا لأن سعداً رأى فيه حلب المدينة العريقة بأصالتها، فخلّدها فيه وخلّده فيها. إنه يلجأ في أعماله إلى تحوير الأشخاص، وهذا يكون للتأكيد على دراما انفعالية معينة، وحين يتناول المرأة في عمل ما، فالأقرب أن تكون:
مستلبة وخانعة ومستكينة، تحت ظل رجل يشكل الواجهة الأولى .. إن الكلام النظري عن دور المرأة في المجتمع شيء، وتلّمس واقعها ومعاناتها شيء آخر، إنّه يقدمها في لوحات خاصة تعكس أزمتها، متراوحة بين الوحدة والعزلة، وبين انسجامها مع الرجل في لحظات متبادلة، تكون المرأة في وادٍ والرجل في آخر.. إنهما يجتمعان في المكان، ولكنهما منفصلان نفسياً بشكل نهائي.
وفي أعماله عن الطوفان نجد الطبيعة في حالة امتزاج الماء مع التراب. وهما يرمزان إلى بداية الخلق ونهايته، والمرأة كذلك.
مدرسة إبداعية وتجليات
يقول سعد يكن: إنّ الشخوص في كل أعمالي لا تنتعل أحذية، لأنني في عملية التحوير الجسدية، أستخدم الوجوه والأطراف كوسائل تعبير رئيسة عن الحدث الدرامي في اللوحة، الأطراف تعبّر عن الحركة والوجوه تعبّر عن البعد النفسي للدراما الإنسانية، هناك فرق كبير بين تحوير الشكل وتشويهه، فالتحوير يأخذ معنى إيجابياً، بينما كلمة التشويه تأخذ معنى سلبياً.
سعد يكن نسيج وحيد يطير خارج السرب، ليشكّل مدرسة فنية متكاملة، وبحسه الجمالي راح يعيد صياغة الإنسان، كما يحب أن نراه، إنه يسكن فوق الجدار، يراقبنا في حركتنا اليومية، يقدمنا في صور متلاحقة، كما الحقيقة في تجليها الأسمى والأعمق.
بطاقة
ولد الفنان التشكيلي السوري، سعد يكن في مدينة حلب، عام 1952م. ودرس الفن في مركز الفنون التشكيلية. ثم انتسب الى كلية الفنون الجميلة في عام 1970م. وهو محكم في البينالي العالمي في بلغاريا عام 1985م. شغل عدة مهام. وقدم العديد من البرامج الإعلامية المتخصصة في مجال الفنون. كذلك أسس صالة النقطة للآداب والفنون بحلب. كما أن أعماله مقتناة من قبل وزارة الثقافة السورية. ولديه مجموعة من المعارض الفنية، الفردية والجماعية. وقدم إسهامات فكرية فنية متنوعة.
داخل النور والعتمة
عرف الروائي، وليد إخلاصي، سعد يكن، مبكرا، إذ كان قد لفت انتباهه شاب لم يتجاوز العشرين من العمر، يتردّد على مسرح الشعب، مصطحباً أوراقاً عديدة وقلماً، ينزوي في ركن ويبدأ الرسم. ويقول إخلاصي:
.. في إحدى المرّات اقتربت منه.. إنه يدرّب نفسه على رسم الشخصيات.. (المسرح) هو من أفضل الأماكن لمتابعة حركة الأشخاص وتثبيت اللحظة التي يراها من داخل النور والظل والعتمة.
-
الفنان التشكيلي السوري. سعد يكن
بقلم الفنان والناقد التشكيلي. عبد القادر الخليل
لقد عاش الفنان سعد يكن في مرتفعات منابر الفن التشكيلي و ليس من حسن الهدايا بل لما انتجت يداه من الابداع, كان في الماضي نقطة اهتمام الجمهور وتبحث عنه العيون في كل مؤتمر وفي كل معرض. مرارة الايام والوضع الراهن في الوطن جعلته يغيب عن الشاشة وخاصة بعد ان تم اعتقاله من عناصر مجهولة اساؤوا الى الفنان وحطموا مرسمه الخاص. و ليس الاسر سهل ؟ لكن من واجبي ان لا انسى الفنان الذي انجب مئات من اللوحات وكان ممثل حلب في كل معرض سنوي في العاصمة وفي المعارض الرسمية.
الفنان يكن استخدم الحلم كدليل, كأمواج لشرع رؤيتة التصميمية امام النقد الذي استخدمه في الاشارة الى المجتمع والى التقاليد المجاورة, ومن هذا الخيال الواسع جعل لعمله مصدر اكبر من البحر يأخذ منه الى ساحات العرض.
الفنان سعد تعمق في خفايا الفن التشكيلي واختصل ثقافة بصرية ذاتية جعلته يخافظ على منهج الفن القديم ويأخذ منه لمحات لبناء اسلوبه بشكل فردي. وبرأيي الخاص له تأثير واضح في مسيرة الفنان الاسباني فرانسيسكو جويا وله صلة روحية في مغزى العمل وهدفه, كما له لقاء من الناحية الفكرية في الفنان الفرنسي داوميه والفنان ديغاس. , الفنان داوميه ايضا كان من المتأثرين في الفنان جويا وخاصة في المرحلة السوداء كما تأثر الفنان سعد يكن في فنان اسبانيا. لكن التاثير لم يكون كليأ حيث ان الفنان سعد تمكن من ان يجعل من اسلوبه اسلوب ذاتي, ومن منجزاته تغيير لوني وموسيقي. واستخدم الازرق والاسود والابيض مع الاحمر بمهارة تامة.
ترسي جذور لوحات الفنان سعد في عالم الاحلام كام رست احلام جويا, , وتمحورت منجزاته في الشكل الانساني , كلا الطرفين عشا مرارة الغربة, واجبروا على الهجرة, شاء القدر ان يعيش الفنان سعد آلام كانت تظهر في لوحاته وأصبحت حقيقية في حياته..ومنذ بداية مسيرته ظهرت في لوحاته خطوط الدراما الاجتماعية وهي خطوط لقاء اللحساس والخيال مع الواقع وممكن ان نقول هي ظاهرة مصطلحات الكابوسية تُعبر سلفآ عن واقع مظلم لم نعرف خطورته إلا بعد المأساة التي عاشتها حلب.. فنان المسارح والطرب, فنان الموسيقى والمرح, رسم اشكاله ليُعبر عن ساعات السعادة, ليُعبر عن مجتمع عُرفت عاداته في المرح والسرور, وفي استقبال الناس من ايأ كانوا.في لوحاته كان يُعبر عن شعب لم ينظر الى الولاية والحكم, ولم ينظر قط الى الظلم. بل هو مجتمع يعمل في الحر والبرد ولم تغادره قط بسمة السعادة وميوله الى الطرب.