تابعوا معنا تتمة اللقاء مع الفنان الكبير (( سعد بشير فنصة )) -ج3 – الذي عمل مدرسا للتصوير و مديراً للآثار والمتاحف خلفاً للفنان الراحل الدكتور مروان مسلماني ومدرساً ومدرساً بمعهد الآثار خلفاً للمصور عمر البحرة ..ويعد دراسة عن تاريخ التصوير في سورية لينصف بعض الفنانين ومنهم عادل مرعي مهنا ..
في العام 1912 انتهى النحات الفرنسي الأشهر أوغست رودان من صناعة مجسم نحتي من الرخام الابيض للأديب والشاعر الفرنسي بلزاك ..
اتصل رودان من فوره بصديقه المصور الألماني ادوارد شتايغن ليرجوه توثيق النحت المثير لشخصية بلزاك كما صممها إزميله وفلسفته الخاصة في حفر ملامح بلزاك في الصلد الرخامي.
حمل شتايغن معداته الفوتوغرافية ويمم وجهه شطر باريس ليصور عبقرية رودان في ملامح بلزاك ..
لأول مرة في تاريخ التصوير يقوم شتايغن بتجربة تصوير تمثال بلزاك على ضوء القمر .. في فضاء غامض وحالك من السواد، بعد ان قضى ليلة كاملة في العراء، ليسجل عبر نظرته الخاصة المتفردة تمثال بلزاك برؤية مغايرة تماما عن أي مصور معاصر … راصدًا خيوط ضوء القمر شعاعا بعد الآخر ، بكون ألواح حبيبات أملاح الفضة التي تمتص تفاصيل انعكاس ضوء المرتدة على (النيغاتيف) لم تكن بدرجة الحساسية المرتفعة كي تسجل الصورة بأجزاء الثانية كما تطورت تقنياتها في العقود اللاحقة.
عندما ظَهَرَ شتايغن صورته المكبرة على الورق … وقف رودان طويلًا أمامها متأملاً .. وقال :
(نحات عظيم مثلي .. يصنع تمثالا لأديب وروائي مبدع مثل بلزاك.. بحاجة الى مصور عبقري مثلك … كي يُحَلق بلزاك بعدستك ويبدو كشهب نازل من السماء) …
الصورة : رودان في صورة نادرة بمشغله في باريس، بجانب تمثال بلزاك غير المكتمل …. 1912 .