- الدبابة لا تقوى على هدم بيت الشعر
- كرست في سردياتي الكتابة عن الحرب
- القصة القصيرة الآن تعاني مرضاً خطيراً
- اليوم القصة القصيرة العراقية هي قضية حياة
- الأدب الخالي من الأخلاق هو أدب غير إنساني
- مشعلو الحروب يريدوننا: أن نأكل أنفسنا، وأن يأكلنا الندم حتى ننتهي تماماً
- لو جمعنا فتنة اللغة المجازية وقيمتها الجمالية سينتجان كائناً جديداَ سموه: (الأقصودة)
(1) فشلت الإيديولوجيات في استقطاب القراء وخاصة الجيل الجديد من الشباب العرب، وولّى معظمه وجهه شطر الرواية .. كيف ترى مستقبل القصة القصيرة في العراق خاصةً والعالم العربي عامةً؟
ج 1 / حياتنا الثقافية مضحكة مثل صحارانا التي تحتفل بعيد الشجرة، كيف يكون مستقبل القصة القصيرة رغم تميز هذا النوع الأدبي وصعوبته وكونها تكتب بحرفية عالية إلاَّ أنها لا تنال اهتماماً كبيراً كما تستحق، وما عاد الناس يقرأون، وليس لديهم الوقت للقراءة، والكثيرون من الكتاب باتوا في هجرة مستمرة إلى دنيا الرواية، بعد أن بدأوا بكتابة القصة، كأن القصة القصيرة ما هي إلاَّ عتبة وتمرين في رحلة لابد أن تنتهي قطعاً عند الرواية، كما أن معظم الكتاب يعتبرون أن الرواية هي التطور الطبيعي للقصة القصيرة، فبالتالي يضعونها في مرتبةٍ أقل من الرواية، وهذا خطأ كبير، لأن القصة القصيرة نوع أدبي، والرواية نوع أدبي آخر؟
القصة القصيرة الآن تعاني مرضاً خطيراً، لا أريد أن أبدو متشائماً جداً، ربما أن كل شيء يمر بحالة ركود، بحالة مد وجزر، أتمنى أن تكون هذه الفترة فترة ركود وليس موت القصة القصيرة.
***
(2) المتابع لتاريخ الأدب يشهد بأن ظهور الرواية في العراق تأخر مقارنة بالقصة القصيرة والشعر.. ما أهم سمات هذا التطور وكيف يمكن إعادة دوران عجلته بعد أن قفزت الرواية قفزات نوعية؟
ج 2 / القصة العراقية قدمت قصصاً رائعة جداً تحمل دالتها بتقانات حديثة في أعقاب الحرب العالمية الأولى بقصص محمود أحمد السيد التي شهدت بزوغ فجر القصة الحديثة في العراق حيث فتحت الطريق في تأسيس قالب القصة القصيرة بشكله المعاصر حتى خمسينيات القرن الماضي، وأشرقت شمس حقبة الخمسينيات في ولادة بنية قصية واعية لذاتها على يد عبد الملك نوري في مجموعته: ( نشيد الأرض )، وفؤاد التكرلي في: ( الوجه الآخر )، عندما طغت الشعارات السياسية في أعقاب 1958 م، والانقلابات العسكرية، تلتها الفترة الواقعة بين عامي 1964 م و 1970 م، ولد جيل الستينيات الأدبي المتمرد متأثراً بأفكار جان بول سارتر وألبير كامو الوجودية، وبأفكار تشي جيفارا الثورية، فالقصة القصيرة ولدت نتيجة ظروف مرَّ بها الإنسان العراقي الواعي لتعبر عن مشاعره، وهمومه، وخوفه، وتخبرنا عن هواجسه وأحاسيسه، ثم تلتها مرحلة المحنة حيث ينتقل النص القصصي العراقي إلى أبعاد أخرى في تأمل شأن الإنسان، وكانت فترة السبعينيات التي أهتزت بالخطابات الأيديولوجية المتصارعة، خاصة بين البعثيين والشيوعيين، بعدها الحرب العراقية الإيرانية، وصراع بين القصص التي تمجد الحرب والقصص في الجانب الآخر، قصص الحرب ذات اللغة البسيطة المنحازة أيديولوجياً للسلطة، والأخرى المعارضة، ليست بطريقة واضحة، لذا اعتمدت الأسطورة والرمزية، لم تعد هناك قصة الحرب لأنها استنفدت وأستنزف، وبمرحلة التسعينيات بدأ يتبلور تيار جديد بعد حروب وحصار وجوع وقمع، أعطت قصصاً مهمة، اليوم القصة القصيرة العراقية هي قضية حياة، هي الحرية الكاملة، هذا المخاض القصصي العراقي الثقافي والاجتماعي والسياسي، جعل القصة القصيرة تتأخر، حينما نتحدث عن الأجناس الأدبية بصورة عامة، نتحدث عن حدود مرسومة ومعروفة لا يمكننا أن نلغيها ألغاءً كاملاً.
***
(3) كان للحروب المتوالية التي دخلها العراق ولم يخرج من دائرتها حتى الآن أثر كبير على محتوى الأدب العراقي.. هل نجحت القصة في الانفلات من ضغوطات الأدب السلطوي والمؤدلج الذي يُمجّد الحرب ويحتفي بآلة القتل؟
ج 3 / بدءاً أدوّن ما قاله الحكيم لاوتزو في كتاب ( الطاو ):- ( أعرف الأبيض، وعليك بالأسود، كن أمثولة الدنيا، حقيقياً غير متعرج، تبلغ الأبدية ). إبّان تلك الحروب التي عشتها شاباً، كانت الثقافة العراقية تتعفن، وكان الجميع يعي ذلك ويراه، وكان مطلوباً من الكل أن يصفق لكل محرقة جديدة، يصفق لكل مهزلة تقع، ونحن تربينا على ما أخبرنا به إلبير كامو:- ( أن الثقافةَ هي: صرخة الإنسان في وجه القدر)، حاولت بأضعف الإيمان أن أخبر العالم إنني بريء من حروبهم التي ترتكب بأسمائنا، فعلت ذلك بفضل توجيه أبي لي، وحرصه عليَّ، كان يهمس في روحي:- ” بني علي! الدبابة لا تقوى على هدم بيت الشعر “. هشمت كلمات والدي داخلي صلابة الخوف، بعثرت فيزيائيته في روحي الصغيرة، قبل نصحه لي كنت مرتبكاً لأنني أشعر ان ثمة فارقاً كبيراً بين عالمين مختلفين تماماً، عالمي وذاك العالم آخر، عالم يقول عنه الكاتب البرازيلي( جورج أمادو ): ” هم الأبطال الفارغون، الذين يكذبون يدّعون أنهم يتكلمون بأسم الشعب، فالراية التي يحملون هي راية الموت، يطالبون بالطاعة وعبادة الشخصية، ولا يستطيعون تحمل الحرية والإبداع، ويخيفهم الحلم، الفرد يرعبهم، ويشيّدون عالماً حزيناً رديئاً وبائساً “، وقرأت ذات حرب مرت بنا كتاباً لكاتب قديم، أسمه ( لوقيانوس)، كان يقول باعتزاز:- ” هؤلاء المهرّجون والدّجالون الجهال الذين خُلقوا ليزحفوا على بطونهم، وولدوا للذل، وعاشوا للهوان، وفطموا على المسكنة، إذ أستطاع هؤلاء أن يتخلصوا من هذا العمل المشين، فلن يجدوا لأنفسهم أي عمل آخر، لأنهم لن يصلحوا لسواه، وبذلك يصبحون عاطلين مدى العمر “، وصديقي عدنان فرزات يخبرني:- ” المتحزبون أناس فشلوا في صناعة أفكارهم الخاصة، فتطفلوا على أفكار جاهزة “. من كل ذلك أيقنت أنني كنتُ على صوابٍ كبير، إمَّا أن أصمدَ أو أن أسقط. لكن! يشمخ بداخلي نداء أبي علياً عالياً عاتياً، كان صوت نصحه يشبه الطوفان: الإنسان لحظة. . . كم في الإنسان يا بني من قوى غير قابلة للكسر أو للإلغاء؟ لأكتب بعدها قصصاً غاية في الألم عن حيوات الجنود المضطربة، اخترت بفضل رعاية والدي لي الكتابة عن صلابة الواقع المفزع في وقائعه، وقائع الحرب المفزعة، فكان السؤال الأهم في حياتي وأنا أكتب: كيف تكتب قصة عن جنود ببدلاتهم العسكرية المهلهلة المضمخة بعرقهم، المعفرة بتراب الوطن، يحملون بنادقهم فوق أكتافهم يتقدمون بصمتٍ إلى حتفهم مطرقي الرؤوس مهزومين صوب الموت؟
الكتابة غاية جمالية، فكتبت عن جانب من حياة أولئك المهشمين الذين عاشوها حتّى الجنون، وأن لحظة الجنون هذه هيّ هروب من تلك الحياة أو مقاومتها، وربما السخرية منها عن طريق العبث، لم يكن عبثاً أن أكتب من هشاشتهم ما يرمم ما تصدع من الغائر من نفوسهم المهدمة بمعاول الحروب، أنتجت نصوصاً تقوم سلوكهم المضطرب وتلملم ما هدمته الحرب وما شظاه الزمن، كتبت حكاياتهم التي تختزن الحزن والدفء العتيقين، استحضرتهما من زواياهم المعتمة حيث نسيج نفوسهم التي كابدت الحروب متهرئة تكشف عما يشف من تصدعات عاطفية متوهجة طاغية بحديثي معهم صارت تستجيب لهاجس الأنعتاق من مكبوتات الماضي، ذلك الماضي الذي لا زال طاغياً، مثلي قصاصون كثر نجحوا بالانفلات من ضغوطات الأدب السلطوي المؤدلج الذي يمجد الحرب ويحتفي بها، بعد أن آمنوا بأن عالمنا الرديء لا تغيره إلاَّ الكلمات التي تأتي بالأفكار، وبالمقابل فإنَّ ملايين الرصاصات التي يطلقها الآخر قائد تلك الحروب تملأ الدنيا صخباً ودوياً أنتى إلى صمت مطبق، مع موت مطلقها، دون أن تستطيع تغيير شيء، هكذا وجدنا أنفسنا وسط نسيج متشابك من الآخر الذي يقود الحرب، والآخرين ذوي الذوات المنهكة، المحبطة، المهشمة، والمهمشة من الناس والجنود على حد سواء، فكانت مشكلة الكتابة ليست في الصعوبات، فلكل حرب صعوباتها وتعقيداتها وضحاياها، ولكن المشكلة كما عايشها زملائي القصصيون وعايشتها هي في أانعدام اليقين، في الهزيمة الداخلية التي نعيشها ويعيشها الجنود والناس، مما يجعل الكثيرين منا حائرين ثم يائسين، وهذا ما يريده مشعلو تلك الحروب: أن نأكل أنفسنا، وأن يأكلنا الندم حتى ننتهي تماماً.
***
(4) لماذا تذكر الحرب في قصصك؟
ج 4 / حتى لا تتكررّ.
***
(5) لكن تكرارك للحرب أفهمه عدم نسيانها. إلا يحقّ للذين عانوا ويلاتها نسيانها؟
ج 5 / مؤكد يا صديقي لهم كل الحق في أن ينسوا هباءاتها شريطة إلا يفقدوا الذاكرة. كان للعراق أكثر من حربٍ مدمرة، وكل حرب حملت ويلاتها التي وقعت على رؤوس العراقيين، لذا كرست في سردياتي الكتابة عن الحرب ، وعن تكرار مآسيها كتبت، وأفكار من جرح فيها، والوقوف عند ضفاف جراحاتهم التي لم تندمل حتى الآن، وقص أحلامهم، وسر خيباتهم، وتدوين أفكارهم الكبيرة قبل اندلاعها وأثناء وقوعها، هذا ما أحرص على كتابته، لأنني وجدت ضحاياه وكل من خرج منها سالماً يعيشون بذاكرة شبه مدمرة، ذاكرة تحتاج إلى النهوض بها بإعادة ترميمها حتى لا يفقدوا الذاكرة نهائياً، فالنسيان أمر، وفقدان الذاكرة أمر آخر. النسيان ضرورة إنسانية للعيش في قسوة هذه الحياة وهي نعمة من الخالق العظيم، أما فقدان الذاكرة فيجعل الناس عرضة للوقوع في الأخطاء عينها التي وقع فيها أسلافهم: الحرب.
***
(6) يعتقد الناقد عبد الغفار العطوي أن القصة القصيرة عامة، والنسوية خاصة، في خطر ومأزق كبيرين، من ناحية المتغيرات التي أرستها التحولات النصية وذهبت بها إلى نهايات مفتوحة ما أهم هذه التحولات، وكيف وضعت القصة النسوية في طريق الخطورة؟
ج 6 / هناك عدة تحولات أذكر منها اثنين، بروز السرديات ما بعد الحداثة، اجتماع الأجناس الأدبية مع بعض، وتنافذ الحدود، القصة في الشعر، والرواية بالقصة، وكذلك زحف النصوص المجاورة عليها، ومواجهاتها معاً، فلم تعد القصة قصة خالصة إنما دخلت التقنيات، والسينما، والوثائق.
القصة النسوية كانت أمام خطر إرساء الهوية الأنثوية و استقلالها من أبوية المجتمع و قهر الرجل.
***
(7) الحديث عن تجربتك في كتابة القصة القصيرة يحتاج إلى وقفة متأملة متعمقة خاصةً أنك غزير الإنتاج بالمقارنة مع بقية أفراد جيلك.. ما هي الخطوط العريضة لمشروعك القصصي والإبداعي؟
ج 7 / أشراقتك أضاءت عميقاً في نفسي حول القصة القصيرة عشقي الأول والأخير، القصة القصيرة التي أحبها من الأعماق، شكراً لأنك أشعلتني، آهٍ. من الخطوط العريضة لطريقي الطويل صوب الآخرين، أجدني بعد خمسين عاماً مليئاً بالحزن والانكسارات والخيبات وحافلاً بالدهشة والمتناقضات، ولكي أحافظ على السير فوق الطريق لابدَ أن أستمّرَ في كتابةِ القصةِ القصيرة، دفعت نفسي في القصةِ القصيرةِ إلى أقصاها، أقصى القصة، وكتابتها طريقة حياتي، والقصة القصيرة تبريراً لحياتي، وظل عطش كتابتها يلاحقني، لأكتب قصص الناس دون ارتواء، وأنسى الكتابة عني في زحمتها، كتابتها عطش وارتواء، ارتواء وعطش، كتابتها عذاب، وأن أكون مغامراً في كتابتها، وأن أكون كاتب قصة قصيرة معاصراً صبوراً خلوقاً، لأن الأدب الخالي من الأخلاق هو أدب غير إنساني، وملهمي حب الناس، ووطني الحلم، أجيء بحكاياتي من الشوارع الخلفية لوطني، وأن أحلم بين عالمين: الماضي والمستقبل، والحاضر لا يعنيني لأنه يحزنني، لأنَّي أرى فيه احتراق وطني ودماره، وهذا ما يهيب بكاتب القصة علي السباعي أن يكتب بلغة واصفة، وساردة، ومؤثرة، وخاضعة إلى المؤثر النفسي، ومتعلقة بالفعل ورد الفعل، لتخرج نصوصي القصصية بأشكال وبنيات جديدة، وبشخصيات طموحه كل ذلك ضمن نسيج السرد، وبحوارات أحلم بها تغير العالم من حولي، لأن الأدب يجعلنا ندرك قيمة الحرية، وتلك الحرية تجعلنا أحراراً، لذا ما يهمني المستقبل فيما أكتبه، مستقبل الناس الذين يذرفون الدموع الغزيرة لعدم رؤيتهم المستقبل واضحاً، فالحياة تستحق أن تعاش، وحده الأدب قادر أن يرمي الناس في أحضان الحلم.
***
(8) متى تمتلئ قصصك فرحاً؟
ج 8 / عندما تمتلئ حياتي فرحاً.
***
(9) “ألواحٌ من وصايا الجد” مجموعة قصصية صدرت لك ضمّت 99 قصة قصيرة جداً، ما الفارق بين القصة القصيرة جدا وقصيدة الومضة الشعرية أو قصائد الهايكو.. وهل يمكن إزالة الحدود بينهما في كتابة جديدة عابرة للنوعية؟
ج 9 / بداية أحدد التماثل بين القصة القصيرة جداً وقصيدة الومضة بالتكثيف، ومتانة الجملة، والإيحاء، والخيال، ورشاقة العبارة. بينما التباين يتحدد بالسردي في القصة القصيرة جداً، والشعري في قصيدة الومضة الشعرية وحتى في قصيدة النثر.
القصة القصيرة جداً هي القصة القصيرة جداً، وقصيدة الومضة هي قصيدة الومضة، وكل واحدة منهما تختلف عن الأخرى طرائقها، رغم كونهما ينبثقان من سراج واحد، فما يميز السرد هو مقدار السردية التي تجعل السرد سراً، وأقصد هنا مكوناتها السردية التي تجعل من القص سرداً، الذي يحدد العناصر الأساسية للقص: ( الشخصية، والحدث، والزمان، والمكان )، الفارق الأساسي في كشف هويته، إذ بدونها لن يكون سوى شعر، وما يفرز الشعر في قصيدة الومضة الشعرية هو الشاعرية، لكن! عندما تختلف تلك الطرائق سيولد لدينا جنس مختلف عن كليهما، له طبيعته، وله شكله.
أزالة الحدود بينهما تتوقف على التلاعب اللغوي بوصفه عنصراً فاعلاً ومهماً في كتابتهما، لو جمعنا فتنة اللغة المجازية وقيمتها الجمالية سينتجان كائناً جديداَ سموه: ( الأقصودة ).
***
(10) هل يرى علي السباعي أنها الشكل المختصر للقصة القصيرة جداً؟
ج 10 / لا. هي شكل من أشكال القصة فقط.
***
(11) لِمَ كرس علي السباعي حياته؟
ج 11 / كرست حياتي للقصة لأن بداخلي نوراً.
***
علي السباعي السيرة والمسيرة
كتب أول قصة له في 24/4/1984، كانت بعنوان:- (عربدة عقب سيجارة الضابط العراقي)
ونشر أول قصة له في مجلة (الإتحاف)التونسية عام 1997 م ،وكانت القصة بعنوان:- (عرس في مقبرة)
من أهم مجموعاته القصصية :
(إيقاعات الزمن الراقص) صدرت عن :
– اتحاد الأدباء والكتاب العرب – سوريا سنة 2002 م.
و(صرخة قبل البكم) والتي حصدت الجائزة الثالثة في الدورة الثالثة لمسابقة دبي الثقافية عام 2003/2004 م.
ثم نشر (زُليخاتُ يُوسف) عن:- دار الشؤون الثقافية العامة في العراق 2005 م،
و (احتراق مملكة الزاماما) عام 2006 م وحصدت جائزة ناجي نعمان في لبنان
وصدرت عن دار الينابيع للنشر بسوريا سنة 2009م.
ثم صدرت له (بنات الخائبات) عن دار :- ميزوبوتاميا بالعراق عام 2014 م
و(مدونات أرملة جندي مجهول) وهي قصص قصيرة جداً
وصدرت أيضا عن دار ميزوبوتاميا بالعراق عام 2014 م ، وتلتها (شهرزاد: قدري) عن دار :- صافي للنشر ولتوزيع بالولايات المتحدة الأمريكية عام 2017 م وشارك في مجموعة (قصص لا تستحق النشر) مع مجموعه مؤلفين
وصدرت عن دار قناديل بالعراق عام 2017م ،
وذلك بقصة قصيرة: (رحلة الشاطر كلكامش في دار السلام ) تبعها بـالمشاركة بكتاب (على حافة السرد) مع مجموعة أدباء صدر عن دار جولدن بوك للنشر والتوزيع بمصر عام 2017 م . ثم شارك بـ(جداريات.. منتخبات من القصة العراقية الحديثة) عن منشورات أحمد المالكي بالعراق عام 2017 م ، وذلك بقصة قصيرة:
– ( وساخات آدم) وفي عام 2018 صدرت له : (مَسلّة الأحزان السومرية) عن دار الدراويش للنشر والترجمة في بلغاريا
ومن أهم الجوائز التي حصل عليها:
الجائزة الأولى في مسابقة [بيت الشعر العربي] للأعوام (1998،1997،1996) على التوالي ، عن القصص :
– ( مدينة حلمت بحكاياتها /1996 م ( إيقاعات الزمن الراقص) /1997 و(عرسُ في مقبرة) 1998 م.
ونال الجائزة الثالثة لمسابقة مجلة /أور الإبداعية / لعام 1999 م بالعراق ،عن قصة :- [ مومياء البهلول ]
وحصد الجائزة الثالثة في مسابقة دبي الثقافية 2003/2004 م ، عن مجموعته القصصية الموسومة [ صرخةُ قبل البكم ] ثم جائزة ( ناجي نعمان )، في لبنان عام 2006 م، عن مجموعته القصصية الموسومة [ احتراق مملكة الزاماما ] وقد ترجمت النصوص إلى خمس لغات حية .
ثم حقق الجائزة الأولى في مسابقة أور الإبداعية عام 2006م بالعراق عن قصة [ فرائس بثياب الفرح ]
وتوّج بالجائزة الأولى في مسابقة برنامج (سحر البيان)، الذي أطلقته الفضائية العراقية عام 2006 م ، حصل فيها علي السباعي على درع الإبداع الذهبي في القصة، وسميَّ بقاص العراقية.
كما نال درع الدولة العراقية ، درع (إبداع خارج الوطن)، لما حققته للعراق من إنجازات وجوائز أدبية ، عام 2011 م
وسلّم الدرع والشهادات التقديرية من قبل وكيل وزير الثقافة العراقية فوزي الاتروشي .
وحصد الجائزة الأولى(مناصفة) في مسابقة أور الإبداعية عام 2007م بالعراق ، عن قصته الموسومة بعنوان [ مزاد الرؤوس العلني ] وحقق المركز الثاني في مسابقة ((أيلو )) للقصة القصيرة عام 2016 م ، ببغداد ،
عن قصته الموسومة (رحلة الشاطر كلكامش إلى دار السلام) . كما نال الجائزة التقديرية في مسابقة القاص زمن عبد زيد للقصة القصيرة جداً عام 2017 م ,
وذلك عن عشر قصص قصار جداً ونال الجائزة الثالثة مناصفة في مسابقة الثقافة هي الحل للقصة القصيرة عام 2017 م، ببغداد، عن قصته (( كلكامش يغني لسليمة مراد )) وأخذ جائزة مسابقة (كولدن بوك ) للقصة القصيرة في القاهرة – مصر ، عام 2017 م ،
متبوعة بجائزة (ريشة الإبداع) من صالون مي زيادة الأدبي وبالتعاون مع دار النقد الإبداعي في القاهرة – مصر ، عام 2017 م وحصد المركز الثالث مكرر في مسابقة شاعر – أديب النيل والفرات بدورتها الثانية بالقاهرة في آذار – مارس 2018 م ، وعن مجموعته القصصية والموسومة تحت عنوان :- (( نخلات عاشقات يأكل رؤوسهن الطير)) ، حيث منح لأثرها وسام ولقب : – ” أديب النيل والفرات ” .
وتوشح بدرع الإبداع من الدرجة الأولى منحته مؤسسة الولاية الثقافية لمنجزه القصصي المتميز عام 2018 م . كما عكف العديد من طلاب الدراسات العليا في الجامعات العربية على دراسة قصصه وترجمت بعض قصصه إلى الانكليزية والهولندية ونشر في العديد من الدوريات والمجلات والصحف والملاحق الأدبية العربية والعراقية.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
حوار مع القاص العراقي علي السباعي
علي السباعي
قاص عراقيٌّ له بصمتهُ الخاصة على خريطة القصة الحديثة في الوطن العربي، يكتب قصصه بصدق الإحساس وخفة الحلم، ينصتُ لصمت الموت، لنبض الحياة…، بنزعة إنسانية صادقة بداخله، قصصهُ تعلن الثورة والتمرّد على سائد الأنماط والأشكال، الكتابة لديه فعلُ وجودٍ، الحدث والمكان بطلان لنصه القصصي، والسخرية المرّة سيدة الموقف، ،ترجمت أعمالهُ القصصية إلى لغات عدة منها (الإنكليزية والفرنسية والألمانيا… ) يتميز بنزوعه نحو الأسطورة واقتباسه من الموروث الشعبي مطعماً ذلك آماد الواقع ، يتدفق السرد بعناقيد من رموز أسطورية ودينيه… تعانق تدفقات من واقع شرسٍ، لقد جمعت تلك الرموز الأسطورية والدينية والشعبية وشائج تمتح من عمق واقع مسفوح على وهج من التشظي.. والغرابة.. والعزلة.
ثمة أنفاس من أرواح قابعة في رحم الغيب.. وأخرى متدلية من غيوم القهر.. يصهرها جوع ولوعة واشتياق إلى آفاق تشرق منها لؤلؤة الأمل. ما تحسه في نصوصه القصصية مثل تدفق مياه عاصفة تحت أرض رخوة.. توشك بالانفجار إلا أنها تنثني نحو مجاري تصب في بؤرة يتجمع فيه التوق لزحزحة جدار شاهق من العنت والأسى.. كما أحرز القاص على الجائزة الأولى في مسابقة [بيت الشعر العربي] للأعوام (1998، 1997، 1996) على التوالي، عن القصص: مدينة حلمت بحكاياتها/ 1996، إيقاعات الزمن الراقص/ 1997، عرسُ في مقبرة/ 1998 والجائزة الثالثة لمسابقة مجلة/ أور الإبداعية/ لعام 1999 عن قصة [مومياء البهلول] وجائزة (ناجي نعمان)، في لبنان/ بيروت عام 2006، عن مجموعته القصصية الموسومة [احتراق مملكة الزاماما]. والجائزة الأولى في مسابقة أور الإبداعية عام 2006م ، عن قصة [فرائس بثياب الفرح].
كان لنا معه هذا الحوار:
1- علي السباعي كاتب وقاص عراقي تكتب القصة القصيرة فمن هو علي السباعي ككاتب ومن أين يستوحي مواضيعه ؟؟
ج- الفقير لله علي السباعي : كاتب قصة قصيرة ؛ نذرت حياتي ونفسي لهذا الفن الأحب، استوحيت وأستوحي قصصي أجمعها من نيران أتون الواقع العراقي المتفجر عن براكين حياتيه هائلة ومؤلمة .
2- حدثنا عن بداياتك ومسيرتك ؟؟
ج – درس الإنشاء، والمكتبة المدرسية والمرسم المدرسي ، مسيرتي لم تبدأ بعد مازلت أسير حثيثاً على بلاط عتبتها ولحد اللحظة لم ألج بابها الكبير المشرع على حياتنا العراقية الشاسعة الواسعة الدامية المؤلمة .
3- لماذا لا يكتب القاص علي السباعي الأجناس الأدبية الأخرى كالشعر والرواية ؟؟
ج أحببت القصة القصيرة ، فأخلصت لها وحدها . هي حبي الأوحد في حياتي ، بدورها منحتني أسرارها رغم كونها تؤمن بالشراكة . .
4- كتابة القصة بحد ذاتها كيف تبدأ وهل يطرق القاص علي السباعي باب الكتابة ؟؟
ج – لا طقس، والقصة القصيرة : أنثى ؛ والأنثى لا تمنحك نفسها إلاّ إذا أخلصت لها وحدها . أحببتها ، وهي التي تختار فارسها ، فتطرق باب قلبه النابض بكتابتها .
5- متى كتبت أول قصة قصيرة ؟؟
ج – 24 نيسان 1984 م .
6- تميزت بأسلوب جميل جدا في كتابة وتنسيق سرد قصصك, فما هي المؤثرات والأسرار التي كانت سببا في هذه الجمالية في كتاباتك وقصصك؟
ج – ولدت في مدينة الناصرية يوم خميس 10 حزيران 1970 م ، الساعة التاسعة والنصف صباحاً ، أشرقت عليَّ شمس تاريخ عريق وطويل وحافل بالعطاءات كانت جذور الشمس التي سطعت في روحي تمتد إلى تراب حضارة أور، حيث صنع أجدادي السومريين ألواحهم الطينية المعمدة بماء الفرات وعلموا البشرية الكتابة ، وما تراكم من ألواح وكتب وسطور وحروف ومعارف وحزن وغناء يفطر القلب كلها فتقت برعمي الأخضر السومري الفتي .
7- كيف ترى واقع الثقافة في ظل ما تعنيه بلاد الرافدين ؟؟
ج- كتب على أديم أرض الرافدين الشقاء والعذاب والحزن ، وهن منتجات للثقافة الحقيقية الصادقة في هذا البلد الطيب وادي الرافدين على مر عصور حياته الحافلة بالمآسي والإبداعات الفذة .
8- ما هي آخر نتاجاتك أو كتاباتك الأدبية ؟
ج – مجموعة قصصية ، وسمتها تحت عنوان (مسلة الأحزان العراقية).
9- ما هي الرسالة التي تود إرسالها من خلال قصصك , وأيضا ما هي رسالتك للذين يحاولون الكتابة , وهل للكتابة اختصاص وسن معين ؟؟
ج- تغيير حياة الناس ، أن يكتبوا ليغيروا طريقة تفكير الناس . الكتابة حالة عشق ، توله حد الجنون ، وكلاهما العشق والجنون لايعرفان العمر إن حضرا .
10- بعد سنوات من الكتابة هل ولد في داخلك أحساس أنك حققت ما تصبوا إليه ؟؟
ج – لا . والله . قط . لكنت نسياً منسياً .
11- عبارات في قصصيك تتكرر (المقبرة، الموتى، الحصار، البندقية) فما سرّ ذلك ؟؟
ج – حياتنا العراقية .
12- الأديب أو الكاتب يكون في الواجهة و أكثر عرضة للنقد ,فكيف تقبل القاص علي السباعي النقد وإلى أي مدى تتأثر بالنقد سواء إن كان سلبيا أو أجابيا ؟؟
ج – صنع مني الإنسان علي السباعي .
13- في الأخير وليس أخيرا أترك للقاص (علي السباعي) بأن يمنح لنا الخاتمة فما عساك تقول؟
ج- حلم أن تغير الكتابة حياة الناس على كوكب النفط. زلزلت الكتابة حياتي، القصة زلزلتني، وأصبح التوقف عن كتابتها والمضيّ في حياتي العادية الآمنة أمراً مستحيلاً، لأنني أشعر بالخواء الروحي عندما أكون عاجزاً عن كتابتها، أجدني في أسوأ حالاتي وأكثرها اضطراباً”