احتضنت صالة عشتار في نشاطها الثالث بعد عودتها للعمل معرضا مشتركا للفنانين التشكيليين سوسن جلال وجورج عشي قدما خلاله مجموعة من أعمالهما المتنوعة بمواضيعها وتقنياتها في حالة تبرز خصوصية تجربتيهما المخضرمتين.
وضم المعرض 17 عملا لكل من الفنانين جاءت لوحات الفنانة سوسن بتقنية المائي التي صاغت من خلالها عوالم من الورود باسلوب تعبيري متمكن ومفعم بالإحساس الأنثوي الرومنسي في الوقت الذي جاءت أعمال الفنان عشي ما بين البورتريه التعبيري القوي بخطوطه وألوانه الزيتية مع لوحات قدم من خلالها مناظر طبيعية بتقنية تعبيرية مختلفة صاغ من خلالها تداخلات لونية مفعمة بالحيوية والأمل.
وعن المعرض قالت التشكيلية سوسن في تصريح لـ سانا: “أغلب أعمال المعرض جديدة وما دفعني للتركيز على رسم الورد هو الحالة النفسية التي عشتها خلال سنوات الحرب كما أن تجربتي في هذا الموضوع بتقنية الألوان المائية تمتد لسنوات رغم اشتغالي على مواضيع أخرى بتقنية الزيتي” معتبرة أن النشاط الواضح الذي يشهده الوسط التشكيلي السوري هو دليل تعاف ولكن الفنانون يرغبون بفسحات احتضان اكبر من قبل المؤسسات الثقافية الرسمية والخاصة ليقدموا فنهم للجمهور.
بدوره قال التشكيلي عشي: أردنا أن نقدم هذا المعرض المشترك كوننا صديقين منذ زمن طويل ويجمعنا جيل واحد و لكل منا تجربته الفنية الخاصة فالإنسان هو موضوعي الأساسي الذي اقدمه عبر البورتريه في لوحاتي كما أن الطبيعة راسخة في ذاكرتي منذ الطفولة خاصة في قريتي ضهر صفرا.
عشي متعدد المواهب ما بين التصوير الزيتي والفوتوغرافي والشعر أوضح أن مهمة الفنان الأساسية في كل الأوقات وخاصة عند الأزمات هي زرع الأمل والفرح في قلوب الناس عبر ما يقدم من فن لافتا إلى أن الفن التشكيلي السوري في وضع جيد حاليا والمستقبل يعد بالكثير مع اجتهاد الفنانين الشباب لتقديم الأفضل دائما.
من جهته أوضح التشكيلي عصام درويش مدير صالة عشتار أن المعرض يبرز التناقض الجميل بين العوالم الفنية لكل من الفنانين رغم الصداقة التي تجمعهما منذ زمن طويل مبينا أن صالة عشتار التي عادت للعمل بعد سبع سنوات لديها برنامج عمل جيد سيعيد لها دورها الثقافي الذي لعبته قبل الحرب على سورية حيث قدمت معرضين الأول كان بعنوان ضوء الجسد وعبر عن حرية التفكير التي لم تتبدل رغم الأزمة والثاني لاعمال الفنان الرائد محمود حماد للتعريف بفنه.
والتشكيلية سوسن جلال خريجة كلية الفنون الجميلة عام 1977 عملت في مجال الديكور وفي رسوم قصص الأطفال وأول معرض لها كان مع والدها الفنان الرائد محمود جلال وأخيها الفنان خالد جلال وشاركت في معارض جماعية وللتصوير الضوئي وأخرى فردية محلية وخارجية.
والتشكيلي جورج عشي من مواليد عام 1940 تخرج من المدرسة الدولية بلبنان قسم الديكور عام 1972 احترف التصوير الفوتوغرافي إلى جانب التصوير الزيتي وهو العضو المؤسس في نادي التصوير الضوئي وعضو في اتحادي التشكيليين السوريين والعرب وفي جمعية المؤلفين والملحنين والموزعين في باريس وصدرت له مجموعتان شعريتان بالمحكية ولديه أغنيات وأعمال درامية ودرامية موسيقية وبرامج منوعات في كل من تلفزيون وإذاعة دمشق وبيروت وحائز العديد من الجوائز وشهادات التقدير .
محمد سمير طحان