Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
الصورة .. كطبيبٍ نفسيّ
إذا كنتَ من ذلك النوع من المصورين الذين يعتقدون أن كل الألوان في الطبيعة تم اكتشافها .. فهذا يعني أن عقليتك تُلزِمك بوضع خطٍ للنهاية في كل حقلٍ من حقول المعرفة. قد تُنتج أعمالاً مميزة لكنها بالتأكيد ستخلو من بهارات الإبداع وإشعاعات الابتكار والتجديد.
المبدعون المتدفّقون هم من يعتقدون بأنهم يعيشون على كوكبٍ لا تنتهي مفاجآته ولا اكتشافاته، هم يجزمون أن هناك بعض الألوان التي لم تُكتشف بعد، لذا فهم في رحلة اكتشافٍ لا تنتهي من البحث عن الإدهاش والروعة.
في فترة الصيف وخلال إجازته من عمله، شَعَرَ بفراغٍ مُزعجٍ ممتزجٍ مع رغبته في مساعدة الناس بشكلٍ أو بآخر، وممارسة هوايته القديمة في التصوير، لكن بشكلٍ لم يجرِّبه من قبل، وخلال استغراقه في التفكير تذكَّر مرحلةً سابقةً من حياته في إحدى دور رعاية الأطفال الذين تعرَّضوا للعنف الأسري، وهنا لَمَعَت الفكرة في رأسه.
قام بزيارةٍ لنفس الدار التي قضى فيها أياماً لا تُنسى، وتحدَّث مع الإدارة وأقنعهم بفكرته، التقى بعددٍ من أطفال الدار وبدأ بتعليمهم التصوير بطرقٍ مُبسَّطةٍ ومَرِحة، وطباعة أعمالهم المميزة وتعليقها على جدران الدار، خلال ذلك لاحظ أن طفلةً من روّاد الدار لم تشارك في النشاط، فتحدَّث معها بلطف ثم سألها عن السبب، وعندما عرفه تألَّم كثيراً، فقد كانت والدة الطفلة تُخبرها دوماً أنها ليست جميلة !! تحدَّث فوراً مع مديرة الدار التي لم تتأخر عن المساعدة، فقد عَرَفَت من الطفلة شخصيتها الكرتونية المفضلة فقامت من خلال بعض الروتش بجعلها شبيهةً بها، ثم التقط لها عدداً من الصور لها وهي مبتسمة وأضاف عليها بعض المؤثرات الجميلة وقام بتكبيرها وتعليقها، الجميع أشاد بالصور وانهمرت عليها الإطراءات، لقد اقتنعت أنها جميلة حقاً.
فلاش
مالذي يمكنك فعله من خلال عدستك؟ الإجابات لا شواطئ لها
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae