دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– طوابق لا نهائية مغطاة بالزجاج، وواجهات كريستالية متكررة ومثيرة للإعجاب، هذه هي الصور التي يتخيلها المرء في ذهنه عند التفكير بناطحات السحاب في دبي. ومع ذلك، فهي لن تكون الصور التي ستجدها في ملفات المصور الإسباني مانويل ألفاريز ديسترو.
ويركز المصور وصانع الأفلام مانويل ألفاريز ديسترو بشكل خاص على توثيق المدن العصرية أثناء سفره حول العالم، ومن خلال الصور التي وثقها دبي، يقوم المصور بعرض تفسيره الشخصيّ للهندسة المعمارية في دبي، وارتباطها بالصحراء التي تتواجد فيها، وفقاً لما قاله في مقابلة مع موقع CNN بالعربية.
ناطحات سحاب دبي مغمورة بلمسات من اللون الذهبي
ومن خلال مجموع صور بدأ بالتقاطها منذ عام 2015، يُعيد المصور استكشاف جمال ناطحات السحب التي تشتهر بها مدينة دبي في دولة الإمارات.
وعلى عكس صور الواجهات اللامعة التي نراها للمدينة، والتي يطغى عليها اللون الأزرق، تحتضن صور ديسترو مختلف درجات اللون الذهبي الدافئ، ما يعطي وجهة نظر مختلفة للهياكل المعمارية.
وقال الإسباني: “أردت أن أسلط الضوء على ألوان الصحراء، وخصوصاً عند غروب الشمس”، مضيفاً أنه أراد التقاط “جوهر دبي” عن طريق توثيق الألوان الترابية التي تتميز بها الصحراء.
وأثناء العمل على سلسلته الفوتوغرافية، فضّل المصور التصوير أثناء غروب الشمس، وهي الفترة التي يكون فيها الضوء أقوى، وخصوصاً عندما ينعكس على الزجاج، وفقاً لما قاله.
وتشجّع ديسترو على تصوير ناطحات سحاب المدينة لأنه اندهش من جرأة هياكلها، وخصائصها المعمارية الفريدة.
ومن هياكل فندق “The Opus” الجديد من تصميم المعمارية الراحلة زها حديد، إلى برج “كيان” اللولبي، قال ديسترو: ” أجد نفسي دائماً في حالة من التأمل عند النظر إليهما”.
تحية للمصور الراحل مايكل وولف
ومن خلال صور ديسترو، سيلاحظ المرء أنه أخذ صوراً مُقرّبة للأبراج. وأوضح المصور أنه أراد عزل الأبراج عن المشاهد التي تحيط بها.
وأشار المصور أيضاً إلى أن الطريقة التي التقط فيها الصور هي مثابة تكريم للمصور الراحل المولود في ألمانيا، مايكل وولف، الذي كان يُعرف بتوثيقه الحياة في أكبر مدن العالم.
وقال المصور إن وولف “ابتكر عملاً استثنائياً للأبراج السكنية في هونغ كونغ”.
ومع ذلك، لا تركز صور ديسترو على كثافة السكان الذين يتعايشون معاً، كما يرى المرء في أعمال وولف، وبدلاً من ذلك، فهي تركز على “قدرة دبي على توليد الضوء خلال الطبيعة العاكسة لهياكلها”.
وبمساعدة معهد “TAI” للفنون في مدريد، تمكن المصور من دمج الأجواء الترابية اللازمة لابتكار صلة بين المباني الي وثّقها وتضاريس دبي في مرحلة ما بعد الإنتاج.
وبالنسبة لديسترو، أصبحت واجهات دبي اللامعة بمثابة لوحة رسم لإعادة تفسير ما يراه المرء بطرق جديدة، وذلك بدلاً من كونها مجرد وصف واقعي للأبراج ذات الواجهات الزرقاء.