دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– في أعمال الفنانة جولي بلاكمون، يتحول حيّها الهادئ في مدينة سبرينغفيلد في ولاية ميسوري الأمريكية إلى مسرح تطغى عليه أجواء الأطفال.
وعاشت جولي بلاكمون في سبرينغفيلد طوال حياتها، وعند وصفها للمدينة، قالت الفنانة إنها عبارة عن “مدينة أمريكية عادية”.
ولكن، من خلال عدستها، تتحول المدينة إلى مكان للسحر، والفوضى، والاستكشاف.
وتأثرت أعمال الفنانة باللوحات الهولندية من القرن السابع عشر، حيث يكون للمنزل القدرة على أن يتحوّل إلى مكان للحظات الهدوء، والسلوك الصاخب في الوقت ذاته، والذي يتم تنظيمه بعناية عبر تفاصيل رمزية، وإضاءة أنيقة.
“قل الحقيقة، ولكن قلها محرّفة”
واستلهمت بلاكمون صورها أيضاً من أعمال المصورة الأمريكية سالي مان، والذي تلاعب كتابها المهم “Immediate Family” من عام 1992 بطريقة مشابهة بالحقيقة والخيال في مشاهد مثيرة للجدل تضمنت أطفالها.
وقامت مان ببناء عملها ضمن إطار قصيدة لإيميلي ديكنسون عنوانها “قل الحقيقة، ولكن قلها محرّفة”.
وقد تكون بلاكمون متأثرة من نشأتها أيضاً، إذ أنها نشأت في عائلة مكونة من 9 أطفال، مع والدة شجعتهم على الركض بحريّة.
ولكنها أكّدت أن عملها ليس سيرة ذاتية، إذ قالت في مقابلة عبر الهاتف: “لا أريد قط أن يكون العمل عن حياتي فقط”، ثم أضافت: “رغم كون الصور خيالية، إلا أن ما يجب أن أرسمه من هنا لا نهاية له”.
وعندما بدأت بلاكمون في التصوير، باشرت المصورة الأمر عن طريق التقاط صور “بورتريه” لأطفالها، ولكن اليوم، تطور عملها إلى تركيبات أكثر تعقيداً وُلدت من مخيلتها.
وبما أن أطفالها انتقلوا من منزلها، لجأت المصورة إلى الأطفال من عائلتها الممتدة، أو الأطفال الذين يتواجدون في الحيّ ذاته، ليشاركوا في أعمالها، وللاستفادة من سحر مسقط رأسها.
وفي صورة جديدة لها تُدعى “New Neighbors”، تقف شقيقتان بفستانين بلون أحمر مطابقة في مشهد يُذكّر المرء بالتوأم المُقلق من فيلم “The Shining” للمخرج ستانلي كوبريك.
تفسيرات جديدة
ومع ممارسة الولايات المتحدة والعديد من البلدان حول العالم التباعد الاجتماعي، ومع بقاء العديد من الأشخاص محصورين في منازلهم إلى حد كبير لوقف تفشّي فيروس كورونا المستجد “كوفيد-19″، أصبحت بلاكمون تنظر إلى صورها من خلال عدسة جديدة.
وقالت الفنانة: “من إحدى الأشياء التي ألهمتني عندما بدأت (التصوير) عندما كان أطفالي صغاراً هي الرغبة المُتعارضة في التواصل والانفصال”.
ويمكن رؤية الحاجة إلى قضاء المرء لوقت بمفرده في المساحات المغلقة في الصورة التي تحمل عنوان “Power of Now”، حيث يقوم كل فرد من العائلة بنشاطاتهم الخاصة على بعد بضعة أقدام من بعضهم البعض.
ويمكن رؤية ذلك في صورة “Birds at Hom” أيضاً، والتي التقطتها الفنانة خلال فترة حجز العائلة لنفسها في المنزل خلال عاصفة ثلجية شديدة.
ومع ذلك، لا تقتصر أعمال بلاكمون على حياة الأطفال المشاغبين، والآباء والأمهات الذين يجب أن يجدوا التوازن، فهي عبارة عن استعارة للشعور بالارتباك، وشرحت قائلةً: “في أي عمر، نحن نحاول أن نعيش هذه الحياة المبهجة، وتقدير كل شيء من حولنا”، ومع ذلك، يمكن للفوضى أن تحدث.
وتُعد مواضيع بلاكمون كونيّة، فهي تتمحور حول رغبة المرء في إدارة حياته، واستحالة القيام بذلك.
وأشارت الفنانة إلى أنه حتى لو كان كل شيء تحت السيطرة، لا يمنعها ذلك من الشعور بأنها خارجة عن السيطرة، وأضافت: “ربما هذا العمل هو طريق لفهم ذلك”.