دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)– على خلاف ما تعتقده، لا تتمحور قصة دخول أجهزة الكمبيوتر إلى منازلنا حول التكنولوجيا، بل تتمحور حول التسويق والتصميم، وفقاً لما قاله الكاتب والصحفي أليكس ويلتشير.
وخلال كتابه “Home Computers: 100 Icons that Defined a Digital Generation”، يُحدّثنا ويلتشير عن التاريخ المبكر لصناعة الحواسيب من خلال عرض نماذجه الأكثر تأثيراً.
وقال ويلتشير في مقابلة هاتفية: “التكنولوجيا كانت موجودة بالفعل، ولكن، ما كان مهماً هو فكرة وضعها في شكل يمكن أن يُشترى ويُستخدم بسهولة”.
وكانت النماذج الأولى في كتاب ويلتشير تستهدف الهواة والمطّلعين على هذه الصناعة، وقامت حواسيب “kit” على سبيل المثال بوظائف أساسية فقط مثل الحساب الثنائي.
ولكن، كان وصول أجهزة سهلة الاستخدام مثل “Commodore PET 2001″ و”Apple II” في عام 1977 بمثابة نقطة تحول في هذه الصناعة، وقال ويلتشير: “كانت تلك هي اللحظة التي ولدت فيها فكرة الحاسوب المنزلي، وكانت تتمحور حول التصميم بشكل مطلق”.
عالم جديد وشجاع
وكان التحدي الكبير أمام أجهزة الحاسوب هي ألا تكون “مخيفة”، بحسب ما قاله ويلتشير.
ورغم أن العديد من النماذج المبكرة تفاخرت بقدراتها من خلال أسماء مثل “Intertec Superbrain”، تم تسويق نماذج أخرى بأسماء أكثر ترحيباً، مثل “Genie”، و”Acorn”، و”Rainbow”، وتم تعزيز تلك الفكرة بلوحات مفاتيح ملونة.
ومع ذلك، لم يكن هناك أي اتفاق موحد على ما تبدو عليه أجهزة الحاسوب.
وتضمنت بعض الأجهزة شاشات صغيرة، بينما تم توصيل أجهزة أخرى بالتلفاز.
حالة اضطراب
ومع ذلك، كانت البساطة الظاهرة لهذه الحواسيب المنزلية المبكرة بمثابة وهم، فكانت لا تزال تتطلب من المستخدمين إدخال سطور من التعليمات البرمجية والنصية لفتح وتشغيل البرامج.
وأشار ويلتشير إلى أن صناعة الحاسوب لم تكن لها تقريباً أي علاقة بعالم التصميم الأكبر، وكانت اختيارات التصميم بين يدي الإدارة العليا وقسم التسويق في الشركات.
وإلى جانب مظاهرها الأنيقة “الخادعة”، كانت التكاليف خادعة أيضاً، إذ جلبت مختلف الإضافات مثل الأقراص، والأجهزة الخارجية تكاليف إضافية على عاتق المشتري.
نهاية عصر
وبحلول التسعينيات، كانت عمليات التوحيد تجري بشكل جيّد بوجود أنظمة تشغيل “Windows” الخاصة بـ”مايكروسوفت”، والتي لم تكن مرتبطة بنوع واحد من أجهزة الكمبيوتر.
وأصبح هناك إجماع أيضاً على ما يجب أن تبدو عليه هذه الأجهزة.
وأّدى ذلك إلى معرفة الأشخاص لما يتوقعونه، ومعرفة المسوقين لكيفية بيع تلك الأجهزة، بحسب ما قاله ويلتشير.
وبعد ذلك، ظهر جهاز “iMac G3” الأيقوني لشركة “أبل” الذي صُمم بمجموعة مختلفة من الألوان الزاهية.
وكان “iMac G3” آخر جهاز يعرضه ويلتشير في كتابه، ويشير ذلك إلى نهاية حقبة، وبداية حقبة جديدة أصبحت فيها أجهزة الحاسوب الشخصية مرغوب بها.
وعندما بدأ الأشخاص تقبل حقيقة أن هذه الأجهزة ذات اللون البني الفاتح ستجلس على مكاتبهم، أتت شركة “أبل” لتقول إن أجهزة الحاسوب يمكن أن تكون “جميلة” و”أنيقة”، وأنها ستكون جزءاً من الحياة اليومية، وليست أداة للقيام بعملك عليها فقط، بحسب ما قاله ويلتشير.
وأضاف الكاتب: “كان ذلك بداية العالم الذي نعيش فيه الآن”.