شارع فؤاد بالإسكندرية في مصر.. ماذا يميز أحد أقدم الشوارع في العالم؟
-
نورهان الكلاوي
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — يعد شارع فؤاد أحد أهم شوارع مدينة الإسكندرية، كما يعد من أقدم شوارع العالم، ويحتفي بوجود العديد من المباني الأثرية والمسارح ودور السينما. وفي هذا المشروع، يوثق المصور وصانع الأفلام الوثائقية المصري حازم العطار أبرز جوانب شارع فؤاد باستخدام تقنيات تصوير وتعديل متعددة.
ويقول العطار إن مشروع توثيق شارع فؤاد يأتي ضمن مشروع واسع النطاق يهدف لتوثيق مدينة الإسكندرية، ويحمل عنوان “الأرض إسكندرية”، وقد بدأ بتنفيذ المشروع منذ أكثر من 3 سنوات، وخطرت له تلك الفكرة عام 2017، عقب مشاركته بمعرض “شوارع منذ 2300 عام”، عندما لاحظ الاختلاف الذي طرأ على المباني التي التقط لها الصور بشارعي فؤاد والنبي دانيال مع لقطات قديمة تعود إلى فترة العشرينيات والثلاثينيات.
وقد حصل الشارع على اسمه نسبةً إلى الملك فؤاد، ويقع بمنطقة وسط البلد بمدينة الإسكندرية، ويعود تاريخه للعصر البطلمي، من القرن الثالث قبل الميلاد، حيث كان يسمى آنذاك بـ”الطريق الكانوبي”.
ولا يختلف أسلوب العمارة في شارع فؤاد كثيراً عن باقي أحياء الإسكندرية القديمة، بحسب ما ذكره العطار.
وتتميز مباني شارع فؤاد بطراز العمارة اليوناني أو الفن الإيطالي المعماري “الفلورنسي”، ومن أبرزها دار أوبرا الإسكندرية التي بناها المعماري الفرنسي جورج بارك، بحسب موقع أرشيف مصر.
وقد تأثرت مدينة الإسكندرية بشكل عام بالفنون والثقافة والعمارة الإيطالية، ولا يزال شارع فؤاد يحتفظ بطرازه المعماري الفريد، إذ يشعر كل من يدخل إليه وكأنه في أحد الأحياء أو الشوارع الأوروبية، بحسب ما قاله العطار.
وأراد العطار توثيق الأماكن المهمة بالإسكندرية بطريقة مختلفة. لذا، لم يقتصر المشروع على التقاط الصور الفوتوغرافية بل استعان بتقنية الفيديو حتى يبرز كل تفاصيل المكان، كما عمل على إضافة لمسة فنية على الصور الفوتوغرافية، حتى تبدو وكأنها لوحات مرسومة.
ويأمل العطار أن يكون المشروع مرجعاً لما تبقى تاريخياً وتراثياً وثقافياً وفنياً لمدينة هي من أقدم مدن العالم.
ويتضمن المشروع الكثير من معالم شارع فؤاد المهمة، فعلى سبيل المثال هناك مبنى دار الأوبرا – مسرح سيد درويش، ومبنى “L passage”، ومبنى المركز الثقافي اليوناني، ومبنى مكتبة الأهرام، ومركز الحرية للإبداع والذي كان يُعرف سابقاً بـ”كلوب محمد علي”.
كما يوجد أيضاً المتحف اليوناني الروماني، والمبني على الطراز الإيطالي الحديث، ويضم مجموعة رائعة من الآثار الغارقة التي تم انتشالها من مياه البحر المتوسط، كما يشمل قطع أثرية من جميع العصور بدءاً من الدولة القديمة وحتى العصر الحديث.
ويعد شارع فؤاد مركزاً للأدب والفنون في الإسكندرية، حيث سكن فيه الشاعر اليوناني كفافيس، كما كان محور أهم روايات الأدب العالمي وهي “رباعية الإسكندرية”، والتي كتب فصولها الروائي الإنجليزي لورانس داريل، والذي كان يعمل بالقرب منه.