بعيداً عن ناطحات السحاب.. اكتشف “دبي وراء الكواليس” والحياة اليومية في الأحياء القديمة
-
ياسمين عواجه
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN) — انتقل المصور والفنان، جلال أبوذينة، إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة، مع عائلته منذ عام 1993. ومع أنه شهد بدايات المدينة البسيطة قبل أن تتحول إلى وجهة أيقونية وعالمية، إلا أنه رأى أن العديد من الأشخاص ليس لديهم أي علم عن حقائق الحياة اليومية فيها. ولذلك، قرر المصور جمع صوره التي التقطها لأحياء المدينة القديمة، وبعيداً ناطحات السحاب اللامعة، وإطلاق سلسلة الكتب الخاصة به التي تعكس جوهر المدينة!
ويتمحور الكتاب الثاني بعنوان “ذكريات من السطوة”(Memories of Satwa)، حول حي السطوة. ويتضمن الكتاب أيضاً قسماً مخصصاً لحيين قديمين كانا بجوار السطوة. ولكن، تم هدمهما.
وأما الكتاب الأخير، “The Best of Dubai Shop Names”، فهو يوثق اللافتات التي اعتبرها المصور مضحكة بسبب احتوائها على أخطاء مطبعية.
وخلال صوره، التي تبين جانباً أقل شهرة لدبي، أراد المصور “القيام بشيء يعكس وقائع المدينة اليومية”، وفقاً لما قاله في مقابلةٍ مع موقع CNN بالعربية.
وأتت تلك الرغبة نتيجة مزيج من العوامل المختلفة، ومنها حبه للمدينة التي يعتبرها موطناً له، حيث أنه انتقل إليها مع عائلته منذ عام 1993. وذلك بالإضافة إلى اكتشافه خلال العمل كمرشد سياحي خاص أن العديد من الأشخاص لا يعلمون عن هذا الجانب المختلف لدبي.
ولذلك، قرر المصور العمل على سلسلة كتبه الخاصة ليجمع فيها كل الصور التي التقطها للمدينة منذ عام 2009 تقريباً، بعد عودته من الدراسة خارج البلاد. وخصوصاً بعد عجز المصور اقتراح أي كتب تُعرّف أولئك السياح لهذا الجانب من دبي، بعد أن كانوا يطلبونها منه باستمرار.
ومع وجود العديد من الكتب الرائعة عن دبي، يرى أبوذينة أن الكتب الفوتوغرافية تركز على جانبين للمدينة فقط، ومنها الجانب التاريخي بصورها ذات اللون الأبيض والأسود. ولكنها لا تبين الجانب الحديث للمدينة، وفقاً للمصور. وأما الجانب الثاني، فهو يركز على الجانب المعماري، والمشاريع التطويرية الرئيسية.
وقال المصور: “لم يكن هناك شيء يتمحور حول قلب الحياة اليومية في الجانب الأقدم من المدينة، والمقاطعات الأقدم للمدينة. والأهم من كل شيء، الأشخاص الذين يعيشون في هذه الأماكن”.
وشكّل التطور السريع الذي تشهده دبي عاملاً إضافياً، شجع المصور على توثيق الأحياء القديمة لدبي، حيث أن الكثير منها تتغير على مر الأعوام، أو يتم هدمها. ولذلك، يرى المصور أن أهمية التصوير في مشروعه تكمن في التواصل المرئي، والتوثيق المرئي.
وخلال كتبه، يتمكن المشاهد من رؤية الاختلافات بين دبي القديمة، ودبي الحديثة التي نشأت بعد عام 2004، وفقاً للمصور.
وذكر أبوذينة أن الاختلافات لا تقتصر على الجانب المعماري فقط، بل على احتضان الجانب القديم للأعمال التجارية العائلية بشكل أكبر، إضافةً إلى كون الأشخاص في المساحات العامة مترابطين بشكل أكبر.
وتعد الكتب في مشروع أبوذينة كتباً منشورة ذاتياً. ومع أن المصور لا يخطط لإضافة كتاب رابع إلى السلسلة، إلا أنه يبحث حالياً عن ناشرين لمساعدته في توزيع كتبه وطباعتها.