نظمت صالة عرض التصوير الفوتوغرافي بالتعاون مع مكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة بالجامعة الأميركية بالقاهرة معرضاً فوتوغرافياً بعنوان “إميل بيشارد: مستشرق في قاهرة القرن التاسع عشر.” ضم المجموعة، التي تم اقتراضها من عضو مجلس أوصياء الجامعة الأميركية بالقاهرة فيليب ماريتز، 53 صورة داكنة تعود إلى القرن التاسع عشر من مجموعة الدراسات الاستشراقية للمصور إميل بيشارد والتي تضم مشاهد الحياة اليومية للحياة في شوارع القاهرة في القرن التاسع عشر والحياة العائلية وأنشطة الأسواق والدراويش الصوفية والنساء ومجموعة متنوعة من البورتريهات الخاصة بالشيخ السادات، أحد الشخصيات المهمة في المجتمع في هذا الوقت.إميل بيشارد مصور فرنسي تواجد في مصر سنة 1869، وكان الاستوديو الخاص به في حديقة الأزبكية وكان من ضمن مهامه توثيق الآثار في المتحف المصري. ومن الصعب والنادر جدا العثور علي مجموعة متكاملة من أعماله، ولذلك تعتبر هذه المجموعة المعروضة قيمة جدا. وهي تعرض لأول مرة في مصر وربما في العالم. ففي فرنسا أقيم معرض أو اثنان له، لكن الصور المعروض كانت من مجموعات مختلفة. أما هذه المجموعة فهي متكاملة بحسب ترتيب وانتقاء المصور وكل صورة لها رقم تسلسلي.وقد عاش بيشارد في القاهرة بين 1869 وسبعينيات القرن التاسع عشر وكان في ذلك الوقت المصور الرسمي للمتحف المصري بالشراكة مع مصور فرنسي مرموق آخر وهو هيبوليت ديلييه والذي كان يدير معه استديو للتصوير الفوتوغرافي (كشك في الأغلب) في حديقة الأزبكية.قام المصوران بيشارد وديلييه بنشر ألبوم لمتحف بولاق. وعند عودته لفرنسا، شارك بيشارد في معرض التصوير الدولي بباريس عام 1878 حيث حصل على جائزة ذهبية. وبخلاف ألبومات الصور التي كلفه بها الخديوي إسماعيل، قامت بالميير بنشر صور أسفاره ورحلاته تحت عنوان “مصر والنوبة”، وهذه الأخيرة متاحة بمكتبة الكتب النادرة والمجموعات الخاصة. وقد حصلت مكتبة الجامعة على هذه المجموعة من خلال أحد أوصيائها الذي قام بشراء الألبوم من مزاد بلندن، وحيث إنه يعرف الدور الذي تقوم به مكتبة الكتب النادرة في التعاون مع هيئة التدريس لنشر الثقافة واستخدام آليات مثل الصور وغيره كأداة تعليمية ومادة يبني عليها دراسات أكاديمية قام بإعارة هذا الألبوم لفترة لمكتبة الجامعة.وعلى الرغم من أن جميع الصور متاحة على الانترنت تم تنظيم المعرض للصور الفعلية، حيث تم انتقاء 55 صورة من الألبوم. وأغلبها يدور حسب المواضيع التالية:1ـ الماء فى المدينة.2 ـ المرأة وملابسها والمجوهرات والزينة.3 ـ الشيخ السادات في بيته الموجود حتى الآن بدرب الجماميز.4 ـ الصوفي والأناشيد والموسيقي التي كانت تعزف في لقاءات الدراويش.5 ـ الأسواق التجارية والباعة الجائلين.ولكن الجديد فى الموضوع أن أسلوب العرض يكاد يكون ثلاثي الأبعاد، فالكثير من العناصر التي في الصور معروضة أيضا كقطع متحفية قام الفريق المنظم للمعرض بإحضارها سواء من بيوتهم سواء أو من أسواق خان الخليلي أو من منطقة تحت الربع. ورغم أن الصور أبيض وأسود، فإن المعرض يعكس ألوان الشرق ورحيقه بسبب القطع المتحفية التي تعكس هذا الجو الشرقي وتسمح للمتفرج بالغوص في الصور وفهمها بسهولة يذكر أن المعرض الذي افتتح اليوم 14 فبراير/شباط يستمر حتى 22 مارس/آذار بصالة عرض التصوير الفوتوغرافي، مبنى عبداللطيف جميل، حرم الجامعة الأميركية بالقاهرة الجديدة