قصيدة الفراق
يا ساعة الحسرات والعبرات أعصفت أم عصف الهوى بحياتي
ما مهربي ملأ الجحيم مسالكي وطغى على سُبُلي وسد جهاتي
من أي حصن قد نزعت كوامنا من أدمعي استعصمن خلف ثباتي
حطمت من جبروتهن فقلن لي أزف الفراق فقلت ويحك هاتي
أأموت ظمآناً وثغرك جدولي وأبيت أشرب لهفتي وولوعي
جفت على شفتي الحياة وحلمها وخيالها من ذلك الينبوع
قد هدني جزعي عليك وادعي أني غداة البين غير جزوع
وأريد أشبع ناظري فأنثني كي أستبينك من خلال دموعي
هان الردى لو أن قلبك دار أموت مغترباً وصدرك داري
يامن رفعت بناء نفسي شاهقاً متهلل الجنبات بالأنوار
اليوم لي روح كظل شاحب في هيكل متخاذل الأسوار
لو في الضلوع أجلت عينك أبصرت منهارة تبكي على منهار
لا تسألي عن ليل أمس وخطبه وخذي جوابك من شقي واجم
طالت مسافته علي كأنها أبد غليظ القلب ليس براحم
وكأنني طفل بها وخواطري أرجوحة في لجها المتلاطم
عانيتها والليل لعنة كافر وطويتها والصبح دمعة نادم
قصيدة عتاب
هجرت فلم نجد ظلاً يقينا أحلماً كان عطفك أم يقينا
أهجراً في الصبابة بعد هجرأرى أيامه لا ينتهينا
لقد أسرفت فيه وجرت حتى على الرمق الذي أبقيت فينا
كأن قلوبنا خلقت لأمر فمذ أبصرن من نهوى نسينا
شغلن عن الحياة ونمن عنها وبتن بمن نحب موكلينا
فإن ملئت عروق من دماءٍ فإنَّا قد ملأناها حنينا.
تحليل قبلة
ولما ألتقينا بعد نأي وغربة شجيين فاضا من أسى وحنين
تسائلني عيناك عن سالف الهوى بقلبي وتستقضي قديم ديون
فقمت وقد ضج الهوى في جوانحي وأن من الكتمان أيّ أنين
يبث فمي سرّ الهوى لمقبّل أجود له بالروح غيرَ ضنين
إذا كنت في شك سلي القبلة التي أذاعت من الأسرار كل دفين
مناجاة أشواق وتجديد موثق وتبديد أوهام وفض ظنون
وشكوى جوى قاسٍ وسقم مبرح وتسهيد أجفان وصبر سنين.
موضوعات متعلقة
كتب الشاعر إبراهيم ناجى قصيدة الأطلال بعدما عام من دراسته للطب عام 1922، وعلم أن حبيبته تزوجت من رجل أخر، وفى أحد الأيام طرق بابه رجلا يطلب المساعدة لأن زوجته فى حالة ولادة متعسرة، فاخذ ناجى حقيبته وذهب مع الرجل إلى بيته حيث فؤجى بانها حبيبته، وعالجها ناجى واطمأن عليها وعلى مولودها ثم كتب قصيدة الأطلال بعد هذه الواقعة الغريبة، التى سوف نعرضها لكم من خلال السطور التالية.
قصيدة الأطلال:
يَـا فُؤَادِي لَا تَسَلْ أَيْنَ ٱلْهَوَى ……. كَانَ صَرْحًا مِنْ خَيَالٍ فَهَوَى
اِسْقِنِي وَٱشْرَبْ عَلَى أَطْلَالِهِ …….. وَٱرْوِ عَنِّي طَالَمَا ٱلدَّمْعُ رَوَى
كَيْفَ ذَاكَ ٱلْحُبُّ أَمْسَى خَبَرًا …….. وَحَدِيثًا مِنْ أَحَادِيثِ ٱلْجَوَى
لَسْتُ أَنْسَاكِ وَقَدْ أَغْرَيْتِنِي ……….. بِفَمٍ عَذْبِ ٱلْمُنَادَاةِ رَقِيقْ
وَيَدٍ تَمْتَدُّ نَحْوِي كَيَدٍ …………… مِنْ خِلَالِ ٱلْمَوْجِ مُدَّتْ لِغَرِيقْ
وَبَرِيقٍ يَظْمَأُ ٱلسَّارِي لَهُ ………… أَيْنَ فِي عَيْنَيْكِ ذَيَّاكَ ٱلْبَرِيقْ
يَا حَبِيبًا زُرْتُ يَوْمًا أَيْكَهُ ………… طَائِرَ ٱلشَّوْقِ أُغَنِّي أَلَمِي
لَكَ إِبْطَاءُ ٱلْمُذِلِّ ٱلْمُنْعِمِ ………… وَتَجَنِّي ٱلْقَادِرِ ٱلْمُحْتَكِمِ
وَحَنِينِي لَكَ يَكْوِي أَضْلُعِي ……… وَٱلثَّوَانِي جَمَرَاتٌ فِي دَمِي
أَعْطِنِي حُرِّيَّتِي أَطْلِقْ يَدَيَّا ……….. إِنَّنِي أَعْطَيْتُ مَا ٱسْتَبْقَيْتُ شَيَّا
آهِ مِنْ قَيْدِكَ أَدْمَى مِعْصَمِي ………….. لِمَ أُبْقِيهِ وَمَا أَبْقَى عَلَيَّا
مَا ٱحْتِفَاظِي بِعُهُودٍ لَمْ تَصُنْهَا ………….. وَإِلاَمَ ٱلْأَسْرُ وَٱلدُّنْيَا لَدَيَّا
أَيْنَ مِنْ عَيْنِي حَبِيبٌ سَاحِرٌ …………… فِيهِ عِزٌّ وَجَلَالٌ وَحَيَاءْ
وَاثِقُ ٱلْخُطْوَةِ يَمْشِي مَلَكًا ………….. ظَالِمُ ٱلْحُسْنِ شَجىِ ٱلْكِبْرِيَاءْ
عَبِقُ ٱلسِّحْرِ كَأَنْفَاسِ ٱلرُّبَى ………….سَاهِمُ ٱلطَّرْفِ كَأَحْلَامِ ٱلْمَسَاءْ
أَيْنَ مِنِّي مَجْلِسٌ أَنْتَ بِهِ ………… فِتْنَةٌ تَمَّتْ سَنَاءٌ وَسَنَى
وَأَنَاْ حُبٌّ وَقَلْبٌ هَائِمٌ …………. وَفَرَاشٌ حَائِرٌ مِنْكَ دَنَا
وَمِنَ ٱلشَّوْقِ رَسُولٌ بَيْنَنَا ………… وَنَدِيمٌ قَدَّمَ ٱلْكَاسَ لَنَا
هَل رَأَى ٱلْحُبُّ سُكَارَى مِثْلَنَا ………… كَمْ بَنَيْنَا مِنْ خَيَالٍ حَوْلَنَا
ومَشَيْنَا فِي طَرِيقٍ مُقْمِرٍ ………… تَثِبُ ٱلْفَرْحَةُ فِيهِ قَبْلَنَا
وضَحِكْنَا ضِحْكَ طِفْلَيْنِ مَعًا …………. وَعَدَوْنَا فَسَبَقْنَا ظِلَّنَا
وَٱنْتَبَهْنَا بَعْدَمَا زَالَ ٱلرَّحِيقْ …………. وأَفَقْنَا لَيْتَ أنَّا لَا نُفِيقْ
يَقْظَةٌ طَاحَتْ بِأَحْلَامِ ٱلْكَرَى …………وَتَوَلَّى ٱللَّيْلُ وَٱللَّيْلُ صَدِيقْ
وَإِذَا ٱلنُّورُ نَذِيرٌ طَالِعٌ …………. وَإِذَا ٱلْفَجْرُ مُطِلٌّ كَٱلْحَرِيقْ
وَإِذَا ٱلدُّنْيَا كَمَا نَعْرِفُهَا …………. وَإِذَا ٱلْأَحْبَابُ كُلٌ فِي طَرِيقْ
أَيُّهَا ٱلسَّاهِرُ تَغْفُو …………. تَذْكُرُ ٱلْعَهْدَ وَتَصْحُو
وَإِذَا مَا ٱلْتَامَ جُرْحٌ …………. جَدَّ بِٱلتِّذْكَارِ جُرْحٌ
فَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَنْسَى …………. وَتَعَلَّمْ كَيْفَ تَمْحُو
يَا حَبِيبِي كُلُّ شَيْءٍ بِقَضَاء ……… مَا بِأَيْدِينَا خُلِقْنَا تُعَسَاءْ
رُبَّمَا تَجْمَعُنَا أَقْدَارُنَا ……………. ذَاتَ يَوْمٍ بَعْدَمَا عَزَّ ٱللِّقَاءْ
فَإِذَا أَنْكَرَ خِلٌّ خِلَّهُ ………………. وَتَلَاقَيْنَا لِقَاءَ ٱلْغُرَبَاءْ
وَمَضَى كُلٌّ إِلَى غَايَتِهِ ………….. لَا تَقُلْ شِئْنَا! فَإِن الحظ شاء