خاص – || Midline-news || – الوسط ..
من ريف مفعمٍ بالسحر والجمال ومثقلٍ بالوجع ، وصحارى مليئة بالأحلام والتكوينات والسراب غادر الفنان إياد بلال قريته الشعيرات في ريف محافظة حمص السورية لينضم إلى قسم النحت في كلية الفنون الجميلة في دمشق ، الذي اعتبره المكان الطبيعي الذي سيحتضن موهبته ويصقلها ويطورها ، ولتبدأ رحلته نحو الاحتراف ، ويتعرف إليه جمهور الفن التشكيلي كواحدٍ من مبدعي هذا الفن .
تخرج بلال من كلية الفنون الجميلة عام 1997 ، وأصبح عضواً في إتحاد الفنانين التشكيليين في سورية ، كما عمل مدرساً في معهد الفنون التطبيقية ، قسم النحت بين عامي 2000 و 2009 ، وهو متفرغ حالياً في مركز الفنون التشكيلية والتطبيقية في المجمع الثقافي في مدينته حمص .
- كان للموقع فرصة اللقاء مع الفنان بلال ، وبدأ الحديث عن البدايات والتجربة الفنية فقال :
مشروع التخرج من كلية الفنون الجميلة كان عن ملحمة جلجامش كخلاصة لدراسة الأسطورة والتاريخ السوري القديم ، أما في الدبلوم فذهب الموضوع باتجاه الواقعية التعبيرية ، نحو الإنسان الخارج من آلامه وعذاباته ، والمعبر عن الطبيعة والهم والحلم ، لاحقا” تأكد الموضوع باعتبار الإنسان هو الحامل التعبيري بالفن وفي الحياة ، فكان التركيز مُنْصَب على الإنسان بتبدياته المختلفة ، وتنوعت المواضيع من الحب إلى الموت إلى الولادة إلى هموم الإنسان المعاصر .
- عن انطلاقته وبداياته و مشاركاته في ملتقيات النحت المحلية والدولية وذكرياته مع الحجر والرخام تحدث الفنان بلال :
منذ التخرج كان لقائي الأول مع الرخام عبر ملتقى للنحت جرى في العاصمة السورية دمشق ، ثم في مدينة عاليه في لبنان ، بعدها تجولت في معظم المدن السورية ، إضافةً إلى دبي في الإمارات العربية المتحدة ، واسبانيا ، ومرة أخرى في لبنان ( ظهر الشوير – عمشيت ) ومؤخرا” ملتقى النحت في طرطوس منطقتي النقيب ومشتى الحلو .
- وتابع الفنان بلال حديثه وهو يجول بنظراته بين مجموعة من أعماله الفنية على الخشب او الحجر :
ما يثيرك في ملتقيات النحت هو التعامل مع الرخام كمادة عمل ، فهي بنظري من المواد النبيلة في النحت ، ولها حضورها القوي عبر التاريخ وبمختلف الحضارات ، وهي تستوعب فيضك وتجعلك أكثر إصرارا” على قول مقولتك الفنية ، بالإضافة إلى القيم الفنية التي يحملها الرخام ، لقد أنجزت أكثر من 15 كتلة رخامية اقلها 2 متر وأكبرها 4 متر .
نفذت في سورية عدة نصب تذكارية في ساحات رئيسية وكان فاتحتها تمثال من البرونز للمجاهد الشيخ صالح العلي في مدينة طرطوس ،ـ ثم تمثال الشهيد احمد مريود في القنيطرة ، وأعمل حالياً على إنجاز تمثال ” الجولان عائد ” في مدينة القنيطرة ، وبعد أن ضرب الإرهاب سورية ، قمت بتنفيذ نصب للشهداء الأطفال في مدرسة عكرمة بحمص ، ودوار الحمراء بحمص .
العمل بالشخصيات دفعني للتفكير باتجاه أرشفة الشخصيات السورية التي كان لها تأثير عبر التاريخ السوري فأنجزت منحوتة للروائي حيدر حيدر ، ثم لعازف البزق محمد عبد الكريم وللشاعر سليمان العيسى وللملكة زنوبيا .
- أما عن المشاركات و المعارض الفنية والعمل في مجال البحث الفني فيقول بلال :
كان لي مشاركات ثنائية وجماعية في سورية واليونان واسبانيا ودبي وعدة أماكن من العالم إضافةً إلى معارض فردية ، أخرها كان معرضي ضمن فعاليات مهرجان “راية وطن ” في منطقة مرمريتا ، بالتوازي وبالتشارك مع المعرض الدولي للأطفال والذي تم تنظيمه تحت عنوان ” الحرب والسلم في عيون الأطفال ” في موسكو منذ عدة أشهر .
- عن مشاريعه المستقبلية التي يعمل عليها تحدث الفنان بلال قائلاً :
أحضر حاليا” للمعرض الأهم وهو عن الحب والحرب ، وهو استمرار في البحث الفني عن الإنسان والقيم التشكيلية المعاصرة بقراءة مختلفة للتاريخ السوري القديم ، وإعادة إنتاجه بشكل معاصر كهوية محلية تؤسس لغد سوري معاصر نفتقده في زمن ضياع الهويات وفي زمن العولمة ومن ضمنها العولمة الثقافية .
في ختام اللقاء قال الفنان إياد بلال أنه لابد أن يكون لكل فرد منا دور في هذ المرحلة الصعبة من حياة الوطن ، فالدفاع عنه وعن شعبه وحضارته وثقافته وهويته واجب علينا جميعاً ، وكل منا من مكان عمله يمكن أن يُشكل جبهة منيعة وحصينة لمواجهة الغزو الثقافي الخارجي الذي يريد أن يطمس هويتنا ويقتل تاريخنا وثقافتنا ، لافتاً إلى أن على الجميع أن يشكل جبهة واحدة في سبيل الدفاع عن الوطن بالكلمة والصورة والعمل الفني وبشتى الوسائل المتاحة لكل فرد منا .
شارك الفنان إياد بلال في الكثير من المعارض داخل سوريا وخارجها ، وكان لمشاركاته صدى كبير في وسط الفن التشكيلي ، وفي الوسط الثقافي ، كما حصل الفنان بلال على العديد من الجوائز نذكر منها :
- الجائزة الأولى للنحت معرض الشباب الثاني دمشق 2001 .
- الجائزة الأولى في مسابقة النصب التذكاري للمجاهد الشيخ صالح العلي –مدخل مدينة طرطوس 2002.
- الجائزة الأولى للنحت في مسابقة “المرأة في عيون أبناء الوطن” مكتب صندوق الأأمم المتحدة للسكان في سورية – عام 2003 .
- الجائزة الأولى للنحت في مسابقة النصب التذكاري للشهيد أحمد مريود – مدخل مدينة القنيطرة .
د. نواف إبراهيم ..