هكذا أسمها ،،، وقد توارثته الأجيال ، جيلا بعد جيل ،،،،
على قمة جبل يفصل بين الصهرية وميدان الغزال والخالدية والمستريحة من جبال شحشبو ، تقف شامخة منذ أجيال ، ترقب الفيافي والقفار ، وتحملق بالطريق القادم من مدينة أفامية ، في أسفل الجبل ، حيث يتلوى شمالا بإتجاه حاضرتها ( حورتة ) مشتى أفامية الرائع والجميل ،
ثم ينهد متلويا بين التلال والكروم بإتجاه بلدة البارة شمالا ، ويتابع حتى مدينة أنطاكية الخالدة ،
إنها ترقب حركة المارين تحتها من قوافل ومواكب جنائزية وقطعان الفيلة ومواكب الخيول ، وركوب المسافرين إلى بطاح الأرض الواسعة على هذه الطريق ( طريق الحرير ) فقد قال عنها الاستاذ أحمد الشعبي :
( تقف شامخة أم داوود ، ترقب قوافل التجار، وتنتظر أن تفصل العير ، وتعود ببضاعة مسجاة ، لعل أحدهم يعود بقميص فيه ريح أحبتها ، لكن طريق الحرير حمل هذه المرة قوافل النازحين ، وجراح المقهورين ، وتحولت أهازيج حداة العير إلى صرخات وجع ، وما عاد يمر بها أحد ،،،،،) ،،،
أستشهدت شجرة أم داوود ،،?!!?!!
وما عادت تنتظر أحد ، ولا ترقب العير الغادية والرائحة على دروب الحرير والقوافل التجارية والتاريخية ،،،
لقد أقتلعت من جذورها بفعل فاعل ، ليقتلع معها شيئ من ذكرياتنا المشرقة الجميلة ، وذاكرتنا التي أوقدتها على مر الأيام والسنين ،،،
لماذا ???!!! ،،،
تساؤل لا أجد له جوابا ،،،
لماذا تموت الأشجار الواقفة ، وتقتل الخيول الأصيلة ،?! ،
أما آن لهذا الصخب أن ينتهي ، وتعود الطيور إلى وكناتها ، سالمة آمنة مطمأنة وتعود المواضع إلى سابق عهدها بكل سلامة وأمان ،،
فسورية جميلة وأصيلة ورائعة وطيبة وعريقة ، وتتسع لجميع أبنائها بإختلاف أطيافهم ونحلهم وتعدديتهم ، كأزهار متنوعة الألوان في حديقة واحدة ،،،،
تتسع لكل الطمأنينة و الحب والسلام والحياة الآمنة ،،،
مصطفى رعدون ،
شجرة أم داوود ،،،