السينما الناطقة بالإسبانية … الخط الاخر للصوت والصورة
صعود نجم هوليوود السريع والغريب في صالات السينما مع بدايات ظهور العدسة السينمائية وما بعد خروجها من دائرة الأمركة الى كافة جهات العالم حمل موجة ساخنة طويلة الامد اخترقت حدود الاحتكار رغم ان هذا التصور واقعي وله اثار الا ان طوابير البشر الحالمة بالصوت والصورة الواقفة امام اللوحات الاعلانية الضخمة لجديد هوليوود تجعل من هذا التصور مجرد معطيات قابلة للبحث السينمائي لا لتحويلها لمادة تطبيقية بغرض كسر الخط الأحادي لشباك التذاكر …
المقصود هو ان عين الجمهور لا يرى سوى هوليوود مع ان هنالك مدارس سينمائية عالمية تضاهي قيمة وقامة المركز التاريخي للسينما رغم التفاوت الكبير في الامكانيات الميكانيكية والواردات النقدية الا ان لها مكانة ومرتبة فالسينما الناطقة بالاسبانية تمثل الخط الاخر الذي يصنع الاثارة والجريمة والغموض والدراما فهوليوود تعتمد على التكنولوجيا الرقمية وتعطي هالة خارقة للمواضيع الخيالية على عكس الصناعة السينمائية الاسبانية والارجنتينية التي تتمحور فكرتها حول الطرح الخام من خلال النص المأخوذ من الواقع الذي يزيل بصمات الخيال …
فالفن السابع الاسباني والارجنتيني ناضج وخصب وهذا يظهر جليا في اللغة والتعابير الانيقة ترافقها فواصل موسيقية مرنة حيث تبرز الزوايا من الفراغ وتتغير تدرجات الالوان اضافة الى احتواء اي عمل سينمائي ناطق بالاسبانية على عناصر حسية ملموسة بداية بحركة الشخصية نهاية بكلمات تصدر من خلف العدسة ..
هوليوود رغم تفوقها في خانة التذاكر الا ان اعمالها صاخبة مزدحمة بالاضواء عناوين كثيرة تطفو على سطح نصوصها الخيالية اما الاسبانية والارجنتينية فهي انعكاس لقصص وحكايا حياتية كل مشهد كل حدث هو اثراء لثقافة السينما …
ايفان علي عثمان – شاعر وكاتب