هناك عدد من الصور التي تعودنا رؤيتها في أكثر من مناسبة، بعضها عن مشاهير، وبعضها عن أناس بسببها أصبحوا مشاهير، كيف التقطت هذه الصور؟ ومن التقطها؟ وما حكايتها؟
1) ألبرت أينشتاين (1879- 1955)
التُقطت هذه الصورة لعالم الفيزياء الألماني “ألبرت أينشتاين” (صاحب نظرية
النسبية في الفيزياء) في 14 مارس 1951 بواسطة “أرثر ساسي” أحد
المصورين بوكالة الأنباء الأميركية “UPI”، وذلك أثناء عودة أينشتاين بسيارته
من حفل أقامته جامعة “برنستون” بولاية نيو جيرسي الأميركية احتفالاً بميلاده
الـ 72، ولأن أينشتاين كان يشعر بالتعب الشديد بعد هذا الاحتفال، فلم تكن لديه أية
رغبة في التقاط صور أو الابتسام، لذا لم يكن لديه سوى هذا التعبير تجاه المصورين
بعد أن أطلق جملته الاعتراضية “هذا يكفي، هذا يكفي”، المدهش في قصة هذه
الصورة أنها نالت إعجاب أينشتاين نفسه لدرجة أنه طبع منها نسخاً عديدة وقام
بإلحاقها بكروت المعايدة التي كان يرسلها إلى أصدقائه.
2) الفتاة الأميركية في إيطاليا
التقطتها المصورة الأميركية الراحلة “روث أوركين” عام 1951 بعد مشاهدتها
لصاحبة الصورة “جينكس ألن” (إحدى الفنانات الأميركيات آنذاك والتي تُعرف
حالياً بـ “نينالي كريغ”) أثناء سيرها بالمدينة الإيطالية “فلورنسا”، ثم بعد ذلك
عقدت أوركين اتفاق مع نينالي على اتخاذ مجموعة أخرى من الصور أثناء
قيام الأخيرة بالعديد من الأنشطة الاعتيادية (مثل التسوق، وعبور الشارع،
وركوب العربات) بهذه المدينة لتعكس فكرة الشعور بالغربة، وأطلقت على هذه
المجموعة عنوان “لا تشعر بالخوف من السفر وحدك”، الحقيقة المدهشة وراء
هذه الصورة، أن نينالي علقت عليها في حينها بجملة شهيرة: “لقد أحكمت
إمساك شالي لكي أغطي به جسدي، فقد كان حمايتي ودرعي، حيث كنت أسير
خلال بحر من الرجال”، أما اليوم فتعترف نينالي (صاحبة الستين عاماً): ” كنت
أستمتع بكل دقيقة منها، فقد كانوا إيطاليين وأنا أحب الإيطاليين”.
3) قبلة من أمام فندق دي فيل
التقط هذه الصورة “روبرت دواسنو” أحد المصورين الفرنسيين بمجلة “لايف”
الأميركية عام 1050 عندما شاهد زوجين يقومان بتبادل القبلات في الشارع،
أُهملت هذه الصورة لمدة 30 عاماً ثم انتشرت مرة أخرى وحققت أفضل
المبيعات، وفي عام 1993 قام الثنائي “فرانسوا دلبارت” و”جاك كارتود”
صاحبي الصور بمقاضاة المصور دوانسو أمام المحكمة طالبين منه تعويضاً
بحجة أنه قام بالتقاط الصورة دون علمهما، لكن الدعوى تسقط باعتراف دوانسو
بأن الصورة ليست عفوية، الحقيقة المثيرة للدهشة وراء هذه الصورة أن هذا
الثنائي قد انفصل بعد عام فقط من التقاطها، حيث تزوجت فرانسوا من مخرج
الأفلام الوثائقية “ألين بورنيت” وذهب جاك إلى جنوب فرنسا حتى وفاته،
وفي عام 2005 عرضت فرانسوا ـ البالغة من العمر 82 عاماً ـ النسخة الأصلية
للصورة للبيع بمبلغ قدره 25 ألف دولار، أي ما يعادل 93 ألف ريال
سعودي، لكنها بيعت بمبلغ قدره 200 ألف دولار، أي ما يعادل 750 ألف ريال
سعودي.
4) تشي جيفارا ( 1928- 1967)
التقط هذه الصورة، لقائد الثورة الكوبي جيفارا، المصور الكوبي “ألبرتو كوردا”
عام 1960 عندما ظهر جيفارا على المسرح بكوبا في لحظة خاطفة أثناء إلقاء
“فيدل كاسترو” كلمة ينعي فيها ضحايا انفجار “كوبر الإسباني”، وفي
عام 1968 قام الرسام الأيرلندي “جيم فيتسباتريك” بإعادة رسم هذه الصورة
الشهيرة التي صُنفت كواحدة من أكثر عشر صور رمزية في العالم، جنباً إلى
جنب مع صورة الموناليزا، وقد انتشرت هذه الصورة انتشاراً واسعاً وأصبحت
رمزاً للتمرد والثورة، حيث تم طباعتها على كل شيء حتى التي شيرت.
5) محمد علي – سوني ليستون
قام بالتقاط هذه الصورة واحد من أعظم المصورين الرياضيين هو “نيل ليفر”،
أتت هذه الصورة على رأس هذه القائمة لما تحظى به من اهتمام، ففي يوم
25 مايو 1965 التقى الملاكمان “محمد علي كلاي” و”سوني ليستون” في
مباراة هي الأشهر في تاريخ الملاكمة والأكثر إثارة للجدل، حيث قام كلاي في
نهاية الجولة الثانية بتوجيه ضربة لغريمه أسقطته أرضاً، وقد اعتبر الجمهور
أن هذه ليست ضربة قاضية شرعية، بالإضافة إلى ذلك فقد رفض كلاي الوقوف
بالركن المحايد من الحلبة، وبدلاً من ذلك وقف على ليستون وأخذ يصرخ فيه
قائلاً: “قم وقاتل أيها المنافس الرياضي”. يقول المصور “ليفر”: “لقد كنت
محظوظاً في الحصول على اللقطة لأنني كنت في المكان المناسب”.