قال الموسيقار المصري راجح داود إنه قام بتلحين النشيد الوطني الموريتاني الجديد في القاهرة بالتعاون أوركسترا القاهرة السيمفوني وكورال الأوبرا المصرية وهو العمل الذي استغرق منه بين أسبوعين وثلاثة أسابيع.
وأضاف داود في مقابلة أجرتها معه رويترز عبر الهاتف إنه أرسل النسخة المسجلة إلى موريتانيا حتى تتدرب عليها فرقة الموسيقات العسكرية هناك كما قام هو شخصيا بتدريب الفرقة على اللحن عندما سافر إلى نواكشوط قبل أيام قليلة لحضور تكريمه.
وقلدت موريتانيا الموسيقي المصري (وسام فارس) تكريما له لتلحينه النشيد الوطني الجديد للبلاد والذي وضعه بناء على تعاون دبلوماسي وثقافي بين القاهرة ونواكشوط.
وكانت موريتانيا عدلت دستورها في استفتاء أجري في أغسطس آب 2017 تم بموجبه اعتماد نشيد جديد للبلاد وكذلك أجرت تعديلات على العلم الوطني.
وقال داود (63 عاما) إنه ليس أول موسيقي مصري يضع ألحان النشيد الوطني لدولة أخرى إذا سبقه محمد فوزي الذي لحن النشيد الوطني الجزائري وسعد عبد الوهاب الذي لحن النشيد الوطني لدولة الإمارات وغيرهم.
وأضاف أنه على استعداد لتكرار التجربة مرة أخرى إذا طُلب منه ذلك لأي بلد عربي لأنه يعتبر الموسيقى “جسر تواصل بين الشعوب والدول”.
وعن تفاصيل تلحين النشيد الموريتاني الجديد قال داود “تم التواصل في البداية بين وزارة الخارجية الموريتانية ووزارتي الخارجية والثقافة المصريتين ووقع الاختيار علي للقيام بالمهمة”.
وأضاف “أرسلت لي موريتانيا كلمات النشيد الوطني واستغرق الأمر بين أسبوعين وثلاثة أسابيع لتلحينه قبل أن أسجله بالتعاون مع أوركسترا القاهرة السيمفوني وكورال الأوبرا”.
وتابع قائلا “من أجل إنجاز العمل على أكمل وجه قرأت عن تاريخ موريتانيا واطلعت على أنواع الموسيقى الشائعة هناك والفنون المختلفة لأني أصنع عملا سيعيش لزمن طويل ويرسخ في الوجدان”.
تخرج داود في المعهد العالي للموسيقى (الكونسرفتوار) عام 1977 وعمل بعد ذلك أستاذا بالمعهد كما أسس أوركسترا الهناجر للوتريات. وضع داود الموسيقى التصويرية لعشرات الأفلام السينمائية إضافة إلى المؤلفات الأوركسترالية التي قُدمت في مصر وخارجها.
وقال داود إن الموريتانيين استقبلوا النشيد الوطني الجديد بكل ترحاب وسعادة حتى أنه عندما زار المركز الثقافي المصري في نواكشوط وجد هناك مجموعة من الأطفال الموريتانيين الذين يتعلمون بعض الفنون بالمركز وفور علمهم بأنه ملحن النشيد الجديد سارعوا بترديد النشيد أمامه دون فرقة موسيقية أو آلات مما أكد له أن موسيقاه رسخت في وجدانهم خلال أسابيع قليلة.
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانا قالت فيه إن “العمل الجليل الذي قام به راجح داود سيخلد في وجدان كل مصري وموريتاني وستتناقله الأجيال ليبقى شاهدا على أسمى معاني التآخي والود بين شعبين وشقيقين”.
وقال داود “الجهد الذي بذلته في هذا العمل لا أستطيع أن أنسبه لنفسي فقط لأني شعرت أن مصر كلها كانت تقف خلفي في هذه المهمة الوطنية”.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ