يا صايد القارور لا تامن العمى
ولا تامن الفقر المقيم سنين
والقارور، أو القرقر اسم دارج (شعبي) في معظم مناطق المملكة لأنواع من الطيور المهاجرة تنتمي لفصيلة واحدة ليس بينها إلا اختلافات بسيطة في الألوان، وهي أصغر قليلا من حجم طيور اليمام، وتأتي غالبا على هيئة أسراب لها صوت مميز (قررر.. قررر)، ولها أسماء (شعبية) أخرى تختلف باختلاف مناطق المملكة، ومن الأسماء الصقرقع والشغاغة وطير المطر وأبو ورقة والقوراي. بالمناسبة ينزعج أصحاب مناحل العسل خصوصا هذه الأيام من أسراب هذا الطائر؛ المعروف في المصادر العلمية باسم طير الوروار، إذا يعتبر النحل غذاءه الرئيسي، وللقارور القدرة على أن يلتقط النحلة بمنقاره وهي طائرة في الجو، ولهذا ينصب النحالون الفزاعات في منطقة مرعى النحل لطرده. وأعرف أن الوروار لا يعتبر من طرائد الصيد في معظم مناطق المملكة عدا أجزاء من المنطقة الشمالية لدى السكان الذين يسمونه (القواري). أما معنى بيت الشعر السابق فلا يخرج عن مزاعم شعبية، منها أن الكبار كانوا يحذرون الصغار من صيد الطيور المحلية خلال فترة التفريخ في أواخر فصل الشتاء وأوائل فصل الربيع، فالصياد ربما قتل أمّاً ترعى صغارها فتلحقه- على حد زعمهم- العقوبة (وحوبة الفروخ) إما بكسر رجله أو إصابته بالعمى. ولعل التحذير من صيد القارور نشأ في بيئة البدو الذين كانوا يسمونه (طير المطر) ويتفاءلون بمشاهدة أسرابه (المهاجرة) محلقة حولهم لأن قدومها في رحلتي الهجرة والعودة يتزامن مع بدايات هطول أمطار الوسم وأمطار الربيع. ومن وصايا كبار الصيادين للصغار التحذير من طائر الغرنوق إذا صيد ولم يمت، والتحذير هنا من خطر حقيقي فإذا أصاب الصياد الغرنوق في جناحه وأتى ليمسكه حيّا فحينئذ يحاول الدفاع عن نفسه بواسطة الهجوم بمنقاره الطويل وربما أصاب عين الصياد. على أي حال الغرنوق لا يعتبر من طرائد الصيد المفضلة رغم شكله الجميل وهيئته المنتصبة، والأخيرة مع لونه الأبيض الناصع أكثر ما يشبه بها في انتصاب الشيء وبياض لونه. قال الشاعر محمد القاضي في وصف دلة القهوة:
ولقّم بدلة مولع كنها ساق
مصبوبة مربوبة تقل غرنوق
خله تفوح وراعي الكيف يشتاق
الى طفح له جوهر صح له ذوق
وقال آخر يدعو ركباً إلى ضيافته مما لديه من القهوة و(تتن) السّبِيل، والسبيل عظم أشبه بالغليون:
يا ركب عوجوهن بروس المصاليب
شربة سبيل وجمرته ما رماها
ومراكيات كنّهن الغرانيق
بيض وسود جنوبهن من سناها
غير أن الغرنوق في المفهوم الشعبي أكثر ما ينصرف في التشبيه والوصف إلى شدة بياض الشيء فيقال (أبيض مثل الغرنوق)، وعلى النقيض يقال (حالك كالغراب) للدلالة على شدة سواد الشيء، قال الشاعر دندن الفهيم في وصف شارب ممدوحه:
شواربه ما دنقن يم الادناس
لا باول الشيبة ولا بالشبابي
لا دنقن يا تقل يشربن من كاس
ولا عرضن يشدن جناح الغرابي
وفضلا عن السواد ارتبط الغراب بالشؤم والفراق فيقال (غراب البين)، والبَيْن- فصيحة- تعني البعد والفراق. قال عنترة بن شداد:
عركت نوائب الأيام حتى
رأيت كثيرها عندي قليلا
وعاداني غراب البَيْن حتى
كأنّي قد قتلْت له قتيلا
وفي الاثنين، أي سواد الغراب وبياض الغرنوق، تسمع من يقول (طار الغراب وحط بالوكر غرنوق) للدلالة على ذهاب (فتوة) الشباب إثر تقدم العمر بتغير لون الشعر من الأسود إلى الأبيض. أما إذا قيل في المثل الشعبي (غاق وغرناق) فالدلالة تذهب إلى الأشياء المتضاربة إذا اجتمعت ولا يوجد رابط بينها. وفي شرحه للمثل قال الأديب الأستاذ عبدالكريم الجهيمان في كتاب الأمثال الشعبية في قلب جزيرة العرب: (الغاق قد يكون صوت الغراب، وغرناق قد تكون أخذت من اسم الغرنوق). وصحيح أن الغرناق تعني الغرنوق لكن الأقرب في استخدام كلمة
الغاق في المثل أنه قُصد بها طير أسود اللون مختلف عن الغراب، ويعرف لدى سكان سواحل الخليج العربي باسم اللوهه، وهو طير من الطيور المائية واسمه الغاق ويشبه الغرانيق في القوام والوقفة المنتصبة، وأحيانا يندس مع أسرابها لكنه مختلف عنها حتى في الطباع والسلوك.
اليوسفي
حكاية شعبية من الجزائر
يُروى أن فتاة لم تخرج طوال حياتها للعمل خارج البيت، ذات يوم مرت جماعة من الفتيات ونادينها للذهاب معهنّ للاحتطاب، فلبّت الدعوة، وحين وصلت إلى الغابة وجدت عصا جميلة مزركشة التقطتها وقالت: «سآخذها لأخي الصغير ليلعب بها..» ثم جمعت قليلاً من الحطب، وحاولت أن تحزمه، غير أن الحزمة كانت سرعان ما تنفرط لوحدها. وظلت تكرر الحزم، وينفك الرباط من جديد حتى جاء المساء فقررت الفتيات المرافقات لها العودة إلى منازلهن، فبقيت الفتاة المسكينة لوحدها تحاول جمع حطبها لكنه سرعان ما يتبعثر! ولما أعياها الأمر رمت بالحطب جانباً واحتفظت بالعصا المزركشة، وفجأة نطقت العصا وقالت: «في يوم ممطر، سوف أرسل لك جمالاً محملة بالهدايا كمهر لك! وأتزوجك!».
رجعت الفتاة إلى البيت، وحكت لأمها ما جرى لها في الغابة! لما جاء اليوم الموعود تزوجها «عصفور المطر» وعاشت معه سعيدة. وفي يوم قالت له: «أريد أن أزور أهلي؟ «فسمح لها بالذهاب لزيارة أهلها، وقدم لها كبشاً وأوصاها بأن ترعاه وتحافظ عليه، وأن يظل ملازماً لها، لا يبتعد عنها طوال غيبتها عن البيت الزوجي.
في بيت أهلها سألتها أخواتها عن أحوالها وعن زوجها، فقالت: «إنني سعيدة. غير أني لم أر وجه زوجي أبدا، فهو ينهض في الصباح الباكر، ولا يعود إلا في آخر النهار.» فقلن لها: «قد يكون وحشاً!؟. أو قد يكون متزوجاً عليك بامرأة أخرى، ولا يريدك أن تعرفي ذلك!؟. يا أختنا العزيزة سوف نصنع لك سبعة مصابيح! قومي بإشعالها قبل أن يعود إلى البيت، أخفيها في قدر، ولما ينام أخرجيها وانظري في وجهه لتتعرفي على حقيقته!».
سمع الزوج كل شيء لأنه كان متخفياً في هيئة الكبش الذي يرافقها! وفي طريق العودة ظل يحذرها مكرراً قوله لها: «أيتها الشقية! سوف تكون مصابيح أهلك سبب شقائك!» فكانت كلما سمعت تحذيره ترمي بأحد المصابيح! ولما لم يبق معها سوى مصباح واحد، أقسمت أن تحتفظ به، وتحمله معها إلى البيت، وعندما وصلت إلى المنزل خبأته في القدر مشتعلا!
وحين جاء المساء عاد زوجها ونام، فتذكرت كلام أخواتها، فحملت المصباح، وتأملت في وجه زوجها النائم وفي جسده! فوجدته في غاية الجمال! نظرت إلى أصابع يديه العشرة فوجدتها تحمل جميعاً خواتم ذهبية سحرية تلمع! وجهت الحديث لكل خاتم قائلة: «لمن تعمل أنت؟!» أجابها كل خاتم قائلاً: «من أجلك ومن أجلي لو لم تكوني متهورة؟!» ولما أطفأت المصباح سقطت قطرة من زيته على شاربه. فاستيقظ وهرب! واختفى عن ناظريها، فمشت ببطء تتبع آثاره، غير أن الأثر اختفى، ولما وصلت إلى مرج نصفه أخضر ونصفه الآخر جاف! تعجبت وقالت: «سبحان الله! هذا مرج واحد. نصفه مخضر! ونصفه الآخر مصفر؟!» نطقت الجهة اليابسة من المرج قائلة: «تلك الجهة المخضرة وقع فيها عصفور المطر ليستريح!» فرحت لهذا الخبر لأنها تأكدت بأن زوجها مرّ من هنا. تابعت طريقها إلى أن وصلت عند شجرة نصفها مخضر ونصفها مصفر يابس! تعجبت من المنظر! قالت لها الجهة اليابسة:» لقد قطع عصفور المطر غصناً من تلك الجهة ليستعمله مروحة فاخضرت فرحت بهذا الخبر وتابعت طريقها إلى أن وجدت عينين من الماء، منبثقتين من نفس النبع. كانت إحداهما تتفجر ماء عذباً! بينما جفّت الأخرى! استغربت لما رأت فردت عليها العين الجافة قائلة: «لقد مر من هنا عصفور المطر ولما أحس بالعطش شرب من تلك العين التي ترينها ممتلئة ماء!» فرحت مرة أخرى وظلت تسير إلى أن شارفت على منزل أمه.
ترقبها زوجها عصفور المطر، ولما اقتربت اعترض طريقها وحذرها قائلاً: «إن أمي غولة! ستجدينها متربعة على الأرض تطحن الحبوب. وقد رمت بثدييها على ظهرها! خاتليها وارتمي على ظهرها وارضعي لبنها. عند ذلك لن تفترسك!» فعلت ذلك، فقالت لها الغولة: «آه. لو لم ترضعي مني لافترستك وافترست كل من يمشي على ثرى بلدك.» قال عصفور المطر لأمه:» إنها زوجتي يا أمي.» فرحبت بها.
وبعد مرور أيام غاب عصفور المطر عن المنزل. قالت الغولة للزوجة «سوف أخرج لقضاء حاجتي ولما أعود إلى المنزل أجدك وقد غسلت البيت جيداً. لو وجدت شيئاً قليلاً من الغبار سأفترسك في الحال!».
خافت المرأة على نفسها من الغولة وجلست تبكي فدخل عليها زوجها فجأة وسألها عما بها. ولما أخبرته: قال لها «هذا جزاؤك لأنك أطعت أخواتك ولم تعملي برأيي!». أردف قائلاً بعد ذلك: «اذهبي عند تلك الصخرة ونادي الأنهار قائلة «أيتها الأنهار تعالي لتغسلي بيت عصفور المطر، الذي تزوج ويريد أن يقيم عرساً!» ففعلت ما قال لها، ولما عادت الغولة تهيأت لتفترسها لأنها تعلم عجزها عن غسل البيت الكبير بمفردها! لكنها لما وجدت البيت نظيفاً يلمع هدأت شيئاً ما، لكنها ظلت تشك في قدرتها على القيام بمثل هذا الفعل لوحدها! في اليوم التالي أفرغت الغولة كل ما تحتويه أكياس المؤونة من حبوب: قمح وشعير وعدس ولوبيا إلخ. خلطتها، ثم طلبت منها أن تفصل كل نوع على حدة، وهددتها بالافتراس إن لم تفعل ذلك!
جلست الفتاة تبكي مرة أخرى، ولما جاء زوجها سألها عن سبب بكائها فأخبرته بما حصل، فأشفق لحالها وأشار عليها أن تقصد الربوة المجاورة، وأن تنادي: «تعال أيها النمل لتفرز الحبوب وتنظفيها من الشوائب. لأن عصفور المطر تزوج ويرغب في إقامة العرس!». جاء النمل أسراباً أسراباً وقام بفرز الحبوب وتنقيتها من الشوائب، ثم انصرف، لما عادت الغولة ووجدت أكياس الحبوب المفروزة والمنظفة شكت في الأمر، وقالت في نفسها:»لا شك أن كل هذا من حيل ولدي عصفور المطر؟!. وفي اليوم التالي لما استيقظت الغولة نادت على زوجة ابنها وقالت لها: «إني مريضة، وشفائي لن يحصل إلا إذا توسدت مخدة محشوة بريش الطيور! قومي بنزع ريش جميع الطيور، ولو تبقّى منها واحد بريشة واحدة سوف أفترسك؟!.
جلست المرأة تبكي وحين جاء عصفور المطر نصحها بأن تنادي على الطيور وأن تخبرها بأنه مريض، ففعلت ذلك فجاءت الطيور أسراباً وانتفضت حزناً على عصفور المطر، حينذاك سقط ريشها جميعاً، فقامت الفتاة بجمعه وحشت به المخدة. لما عادت الغولة ووجدت مخدة الريش كتمت غيظها، وعند الصباح قالت لها: «لا شك أن الطيور التي نزعت ريشها تعاني من البرد القارس، أريد منك أن تعيدي الريش إلى موضعه في أجسادها وإلا سوف أفترسك! لا أريد أن يبقى طير واحد بدون ريشة واحدة!..
دخل عليها عصفور المطر فوجدها تبكي. فذكرها بخطئها لما لم تعمل بنصيحته ووقعت ضحية توجيهات أخواتها الغيورات، ثم قال لها: «نادِ الطيور وترجِّ منها أن تسترد ريشها وقولي لها بأن عصفور المطر شفي من مرضه، وأنها بإمكانها الآن أن تسترجع ريشها». ففعلت ما أمرها به، وجاءت الطيور أسراباً أسراباً، فأخذت ريشها جميعاً!.
أحس عصفور المطر بأن أمه ستفترس زوجته في تلك الليلة! فجاء في المساء ورجاها أن تنام في غرفة في المنزل كانت منعزلة عن بقية الغرف ولما تأكد من نومها قام بإشعال النار في تلك الغرفة، فماتت الأم أما الزوجة فقد عاشت سعيدة مع زوجها عصفور المطر.
… … …
رسوم:
1 – دالين وليد مطالقه 11 سنة
2 – عبدالجابر عائد 10 سنوات
3 – محمد يوسف راضي 10 سنوات
4 – ورد عمار الخياط 9 سنوات
5 – زينة رائد اللحام 10 سنوات
6 – جوانا مازن سابا 8 سنوات
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاثار
وجد علم آثار علماء الآثار العديد من التصاميم لطائر المطر في القطع الفخار الفخارية التي عثر عليها في مناطق مختلفة من الأمريكيتين .
وقد استعارت شركة Rain Bird الاسم، وهي شركة مختصة الري بالري .
DEFAULTSORT Rain Bird (Legend)
تصنيف طيور أسطورية
تصنيف قوائم مخلوقات أسطورية
تصنيف علم الأساطير
طائر المطر ( الإنجليزية بالإنجليزية Rain Bird ) هو الطائر أسطورة الأسطوري الذي يجلب المطر في ثقافة الهنود الحمر في الولايات المتحدة في الامريكيتين .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
الاثار
وجد علم آثار علماء الآثار العديد من التصاميم لطائر المطر في القطع الفخار الفخارية التي عثر عليها في مناطق مختلفة من الأمريكيتين .
وقد استعارت شركة Rain Bird الاسم، وهي شركة مختصة الري بالري .
DEFAULTSORT Rain Bird (Legend)
تصنيف طيور أسطورية
تصنيف قوائم مخلوقات أسطورية
تصنيف علم الأساطير
طائر المطر ( الإنجليزية بالإنجليزية Rain Bird ) هو الطائر أسطورة الأسطوري الذي يجلب المطر في ثقافة الهنود الحمر في الولايات المتحدة في الامريكيتين .