لكل منهما حكاية، رواها في أشعاره، وحكت عنها كلمات فنه، أحدهما صعيدي اللهجة بعيون طموحة، جاء من بلده ساعيًا نحو الشهرة، والآخر شاعرًا متمكننًا، تفرغ للفن وصناعة النجوم، حتى جمعهما الإبداع والنجومية، ليصبح عبدالرجمن الأبنودي وصلاح جاهين، رفقاء الفن والموت.
لم يكن الفن فقط هو من جمع الشاعران الكبيران، ولكن الموت أيضًا، حيث توفى “جاهين” في 21 إبريل من عام 1986، ليعود الخال “الأبنودي”، ويشاركه الوفاة بعد 29 عاما في اليوم ذاته، لتحل ذكرى وفاتهما أمس.
في بداية مشوار الأبنودي الفني، كان “فيلسوف الفقراء”، هو أول من قدمه، وذلك من خلال المكان المخصص للأخير في الأهرام، الذي عرض فيه أحد أعماله، وذات يوم طلب جاهين من “الخال”، أن يعطيه شعر غنائي له، لأنه لا يريد أن يرسم ويجب أن يملأ المساحة المخصصة له.
“الثلاثية”.. حققت لنجيب محفوظ الشهرة
ويروي “الأبنودي” خلال برنامج “معكم”، للإعلامية منى الشاذلي، حكاية دخوله عالم التأليف الغنائي منذ تلك اللحظة، حينما عرض عليه أغنية من تأليفه تحكي عن “الدودة”، “لما جيت القاهرة مكانش في دماغي حكاية الأغاني دي، أنا كنت ناشر عند صلاح جاهين في المربع بتاعه أغنية، وقاللي أنا مش عايز أرسم النهاردة، معندكش حاجة أحطها في المربع بتاعي، وأنا كنت كاتب حاجة للدودة لما كلت القطن”.