المتألقة المصرية #يسرية_ الشبكشي ..
شذى عطر شعرها المحكي.. يبوح بقصائد فوتوغرافية للمستقبل..
— بقلم المصور: فريد ظفور..
- هذا نجيعك..تحت ضياء إنعكاس المرايا..وهذه إبداعاتك..تحت دوار بحور الشعر ..فماذا تقول فوانيس عشقك للفنانين للمبدعين للمصورين..وماذا تقول فراشات ربيع عيد شم النسيم..عند إحتراق الشرانق ..قبل العبور ..وماذا عن ربيعك الآت ..فإن سماء الفن إذا رجها طفلك الشعري إنتعشت وذابت على قدميه السحب المعرفية..يبوح الشذا وتحاور أفراحه القادمات مع القبرات المضيئة..والخضرة التي إنتعش لونها بأهازيج ترفض الليل والدموع..لأنه تورق في نبضها قطرات الندى وتفوح رائحة النرجس والياسمين الشامي..كلما كتبت عاشقة الحرف إرهاصات عاشقة الفن الضوئي وتمازج في عشقها الفني البصري والأدبي الشعبي ..أغنية ثقافية معرفية تطربنا بحورها اللازوردية بتدرجاتها الرمادية واللونية..رحبوا معنا بالأستاذة والشاعرة الضوئية التي تسكرنا بخمرتها وببوحها وبنبض إحساسها المرهف..فأهلاً بالضيفة الكبيرة..يسرية الشبكشي..
- الشعر المحكي هو تطور للشعر الشعبي..والزمن نجح في كسر قواعد تلك الأوزان وتحول الشعر إلى ملحون شعري يغنى بالمناسبات كالمولد النبوي والأعراس وحتى في الأتراح..وإندرج تحت مسمى الأغنية الشعبية وكان للشعر الشعبي مضامين ومواضيع مختلفة عن الشعر المحكي..والذي نتج عن فن الحكي لأن القصيدة المحكية التي تبنيها الأديبة يسرية الشبكشي على قصة أساساً لها إلقاء معين والفرق عن غيرها من فنون الأدب هو فقط العامية أو لنقل الفصحى الدارجة..وهي دلالة على إستخدامها لغة العوام من الشعب..وقد ظهر الشعر المحكي على أنقاض فن الزجل..ولا بد من الرمزية في الشعر والعامية تخدم الرمز أكثر من الفصحى..والشعر المحكي هو القيامة أو المخلص لبعض الشعراء ولحاجتهم للتعبير عن الكثير من الأدب الموجود بداخلهم..
- عندما نتحدث عن علاقة النص الشعري بصاحب الصورة الفوتوغرافية ..فإننا نتحدث في واحدة من أهم الأطروحات النقدية الحديثة وهذا تابع لأهمية ما تعالجه أو ما يتشكل منه الكادر أو الصورة..فهي ذات أركان ثلاثة ..المبدع وهو المصور صاحب الكادر والتكوين الضوئي والنص التي تقدمه الشاعرة ..وبين المتلقي أو الجمهور المتابع للأعمال الفنية والأدبية..وإن المتتبع لتطور الخطاب الشعري عند الأستاذة يسرية الشبكشي. المتعلق بقضايا التصوير الضوئي وكنموذج كانت أعمال الفنان المصري الأستاذ جلال المسري هي إحدى الأهداف التي رصدتها حروف بوحها الفني الأدبي ..سيلاحظ لا محالة ذلك التقارب الحديث العهد والغريب بين مرتكزاته الأساسية وذلك رغم إختلاف المذاهب والأنظمة..ومن أهم المباديء التي إستحوذت على ألباب الجميع ..يلاحظ بصفة خاصة الإلحاح على ضرورة رفع الثقافة البصرية التشكيلية كمفتاح لحل كل المشاكل التي تعاني منها أمية الصورة ..ولعمري نحن بأمس الحاجة لفلسفة الصورة ولقراءة الفن الضوئي عبر كلمات وتعليقات الأستاذة يسرية الشبكشي..وهذا تحول جذري في تصورنا لقضايا الفن وعلاقته بالأدب..ونتيجة تطور التكنلوجيا والعصر الرقمي الذي باتت الصورة هي عنوانه الرئيس..فقد أضحى عصرنا عصر الصورة الثابتة والمتحركة الإحادية اللون أوذات ألوان الطيف السبعة..وسبق لنا وشاهدنا الكثير من التجارب الشعرو ضوئية..أي تزاوج فن الشعر مع الفن الضوئي..فقد سبق وأن قد لنا الزميل الدكتور المصور السوري الأمريكي جميل ضاهر ديوان للشعر مترافقة ومتضمن لوحة فوتوغرافية..وكذلك في المغرب العربي قدم لنا الشاعر الحسن الكامح سمفونياته الشعرية المترافقة مع لوحات ضوئية للفنان المغربي يونس العلوي..وغيرهم الكثير..ولكن ما يهمنا في تجربة الأستاذة يسرية الشبكشي وعلاقة بوحها الشعري مع أعمال الفنان المصري جلال المسري..له نكهة خاصة ولون مضرج بألوان الربيع يمزج السرد والقص الشعبي مع اللوحة التي ترصد حركة الغلابة والفقراء والفلاحين ..وأخذت الكلمة ترفع من سوية بوحها لتتواصل بالسمو مع سوية الصورة التي تتحدث بألف كلمة..وهكذا أصبح تلازماً بين الفوتوغرافيا والشعر المحكي في سمونية فريدة وإبداعية أضحت تشكل وجهان لعملة الفن والأدب..والمصور جلال المسري الفنان المتألق المجتهد إستطاع أن يتفرد برسم خطه الخاص فعالج اللون والكادر والتكوين والتشكيل البصري بدراسة جادة إنساب منها البعد الفلسفي والجمالي بجدارة حضور الأستاذة يسرية الشبكشي..الباحثة في لوحاته الضوئية.و النشيطة في حضورها ونسجها للحروف العربية لتشكل مع اللوحة أيقونة بصرية فنية شعرية.وأضحت ثنائية جلال ويسرية تحتل مكانة متميزة بين صناع الفن الضوئي والشعري..وتأتي أهمية عملهما المشترك كونه يمثل الفوتوغرافيا البصرية وفن قراءة فلسفة الصورة وترجمتها إلى أحاسيس مرسومة بأنامل وبوح شعري متميز يترجم فنياً وأدبياً الإنسان البسيط في مجتمعات العالم الثالث..الذي لا يزال مثار إهتمام المصور جلال والأديبة يسرية..وأصبحت اللغة الضوئية والبوح الشعري فاعلة لا مفعوله..لأن الصورة أضحت ضرورة والشعر ضروري جداً ..والشعر لن يموت لأنه ضروري للحياة وللصورة..ويبقى هذا الثنائي تاج الفوتوغرافيا العربية وجذوتها التي نأمل بأن نشاهد ظواهر أخرى غيرها..لأنه لا تقدم ولا حضارة بدون فكر ونقد وفكر فلسفي ضوئي لا يكتفي بتوصيف الواقع ..بل يعمل على نقده وتثويره ليبني قواعد فلسفة الصورة..
- – تعتبر الأديبة يسرية الشبكشي..التي رضعت لبنات الثقافة والأدب من بيت كان عامراً بالفن والأدب والثقافة فمنذ نعومة أظفارها تشربي حب القراءة والمطالعة من جدها وبعدها مكن والدها ومن ثم من والدتها التي تكتب الشعر المحكي ولها تجارب كثيرة نأمل أن تجد النور ليستفاد القراء من تجاربها الشعرية..وكذلك عاشت في كنف زوجها المهندس الذي شكلا معاً أسرة صغيرة عاشت وتعيش لتقدم لنا وجبات طعام ثقافي قلما نجد له نظيراً في مجمعنا العربي..وهي بحق فنانة ضوئية عدستها قلمها و كاميرتها لوحة مفاتيح الكي بورد والجهاز الخليوي..وهي من الرعيل الأول الذي ساهم في تأسيس فلسفة وقراءة للصورة الفوتوغرافية..فقد كانت تعليقاتها وأشعارها باللغة المحكية المصرية عملاً مفرداً من إبداع العملة الفنية الأدبية المشتركة والتي تشكل هي وجهها الثاني وأما وجهها الأول فيعود لإرهاصات وإبداعات عدسة كاميرا الفنان جلال المسري..ونأمل أن يتكرر مثل هذا الثنائي الإبداعي وقد أضيفت إلى الأعمال الكلاسيكية أي الأعمال التي تمتلك شحنة إيجابية لاتستنفذ ..لأن الإنتماء إلى مصر ليس كلمة او أغنية نرددها في المناسبات الوطنية وفي المحافل الدولية ..إنها سلوك وتاريخ لكل إنسان ينتمي إلى هذا الوطن ويدين بمبادئه وتقاليدة وعاداته وجذوره العربية والإسلامية والفرعونية الضاربة في عمق التاريخ..وبذلك مقياس الولاء هو هذه الأرض..كم أعطيناها وكم تستحق من العطاء المزيد ليكون المواطن جدير بومواطنيته.. ويكون في العمل التطوعي يجد هذا المفهوم أرضه الرحبة ليثمر الغراس الصالحه والورود والرياحين الفواحه لتصب كلها في حديقة مصر أم الدنيا..ليقطف منها الجميع زرع المحبة والأمل والولاء ويقطف صاحب العطاء زهور العرفان بإنتمائه ومكانته في دنيا الأدب والفن وعالم الثقافة..وطوبى لمن أعطى بسخاء للفن والأدب من أجل بناء ثقافة بصرية تشكيلية للأجيال القادمة..
- من هنا ندلف للقول أخيراً بأن الأستاذة يسرية الشبكشي تستحق منا كل تقدير وإحترام ..وترفع لجهودها القبعة لما قدمته لبناء صرح الحضارة الفنية والثقافة التشكيلية البصرية بلغة إنتشر شذى عطر شعرها المحكي.. والذي يبوح بقصائد فوتوغرافية ستكون منارة للأجيال في المستقبل..
ــــــــــــــــــــــــــــــــملحق مقالة الأستاذة يسرية الشبكشي ــــــــــــــــــــــ
بعض المعلومات عنها :
١- هي من مواليد القاهره والإبنه الكبرى لأبوين رائعين ويصغرنى أربعة أخوات وأخ واحد ..
ومنذ نعومة أظافرى غرس والداىّ فى نفسي حب القراءه والإطلاع وكانا من آن لآخر يهدوننى بمجموعه من القصص الجميله الملونه باللغتين العربيه والإنجليزيه وشجعنى والدى وأنا فى المرحله الثانويه للإشتراك فى دار الكتب التى تحتوى على أمهات الكتب فى الأدب وتفسير القرآن والعهد القديم والإنجيل والتاريخ والروايات العالميه وأدب الرحلات والسير الذاتيه .. واقتنيت الكثير من هذه الكتب حتى أصبح عندى مكتبه عامره سوى ما ورثته من المكتبة المنزليه لجدى لأبى ..
وكانت أجمل أوقاتى حين أتناقش مع أبى فى محتوى بعض هذه الكتب وأستزيد من ثقافته الواسعه ..
٢- تخرجت فى كلية الهندسه جامعة عين شمس قسم الهندسيه المدنيه وبدأت حياتى العمليه فى قسم تصميمات أبراج خطوط نقل الكهرباء التابع لوزارة الكهرباء وبعد زواجى إنتقلت مع زوجى ( مصرى )وهو مهندس مدنى أيضاً متخرج من جامعة القاهره إلى دبى بدولة الإمارات حيث عملت فى مكتب إستشارى هندسي كبير .. وهناك رزقنى الله بتوأم بنتاً وولد هم أجمل هدايا الله لى والحمدلله ..
تفرغت لتربيتهما والعنايه بهما .. ثم كانت عودتنا النهائيه للقاهره منذ بضع سنوات .
٣- ورثت كتابة الشعر والزجل من والدتى ولها كتابات رائعه ولكن مع الأسف لم تُجمع فى مذكرات أو دواوين بسبب انشغالها فى العمل الإجتماعى التطوعى .
٤- أحب الفنون التشكيليه والتصوير الفوتوغرافى وفن الباليه وقراءة الشعر وسماع الموسيقى خاصةً الكلاسيك والألحان الشرقيه والغناء الأصيل لفنانين الزمن الجميل فى كافة البلاد العربيه ..