تكاد تجدها بعد زحف المباني حولها ولكن التاريخ مازال يذكرها للأهمية المعمارية، بشارع سويقة العزى وحاليا شارع سوق السلاح بالدرب الأحمر بالقاهرة، والتى تم تسجيلها كأثر يحمل رقم ٥١٠.
فمنشئ هذه القبة هو الوالى العثمانى المحب للعمائر والخيرات سليمان باشا الخادم عام 941هـ / 1534م للشيخ سعود أحد أشهر المجاذيب فى زمانه الذى كان للوالى سليمان فيه اعتقاد كبير “آثر رقم 510″ . والقبة هى اخر ماتبقى من زاوية كبيرة اوقفها سليمان باشا الخادم تضمنت ” مسجدا لله تعالى تقام فيها الصلوات ويعتكف فيها للعبادات كسائر مساجد المسلمين “. وخصص بالزاوية سكنا للشيخ سعود ينتفع به حال حياته وقبة ضريحية ليدفن بها حين يأتى الأجل المحتوم بنص الوقفية (والفسقية المبنية فى تخوم ارض الزاوية معدة لدفن سيدنا العارف بالله تعالى الشيخ سعود خاصة دون غيره ). يذكر الشعرانى فى الطبقات الكبرى ( كان رضى الله عنه من أهل الكشف التام وكان له كلب قدر الحمار لم يزل واضعا بوزه على كتفه وكان يرسل لى السلام مرات وترددت اليه كثيرا فكنت كلما ازور القرافة اطلع له .مات رضى الله عنه سنة احدى واربعين وتسعمائة ودفن بزاويته وله قبة خضراء بناها له الوالى سليمان باشا رحمه الله ). ومن كراماته – والحديث للمناوى فى الكواكب الدرية – انه كان يخبر عن وقائع الأقاليم كلها فيقول : عزل اليوم فلان ،ومات فلان وولى فلان فلا يخطئ فى واحدة . وفى الخطط التوفيقية يذكر على مبارك (زاوية الشيخ سعود المجذوب هى زاوية صغيرة بداخلها ضريحه عليه قبة خضراء بناها له سليمان باشا وفى شعائرها بعض تعطيل ويعمل له مولد كل عام ). ولعل الصورة خير شاهد على ماعانته زاوية الشيخ سعود من عوادى الزمان والأستيلاء على الزاوية ومايتبعها من منافع وحقوق وحوانيت اوقفها الوالى سليمان باشا على مصلحة الزاوية وصار لم يتبق منها سوى ” قبة معقودة بالطوب الآجر ويكسو ظاهرها قاشانى اخضر ” . ونظرا لمحاصرة القبة بالمبانى الحديثة قامت لجنة حفظ الآثار العربية عام 1911م بعمل مدخل مستقل للقبة وعزل الضريح عن المنازل الملاصقة له من الجوانب الثلاثة . وتعد قبة الشيخ سعود المجذوب من أهم القباب التى ترجع للعصر العثمانى لكسوة القبة من الخارج بالبلاطات الخزفية وهى نادرة المثال وصنعت وفقا للأساليب المملوكية . وعن وصف هذه البلاطات الخزفية فهي تأخذ الشكل المربع وهى ذات لون واحد وهو اللون الأخضر وذلك فى ستة صفوف متتالية وهناك احتمال قائم فى ان تكون المساحة المتبقية من القبة كانت مكسوة بالبلاطات الخزفية ايضا وقد ثبتت هذه البلاطات بواسطة مسامير مدقوقة فى منتصف كل بلاطة وقد استعمل هذا الأسلوب فى تثبيت البلاطات الخزفية منذ العهد المملوكى كما هو الحال فى قبة الأمام الشافعى.