ازدادت شعبية التصوير الفوتوغرافي مؤخراً في مجتمعنا في الشرق الأوسط بشكل لم يسبق له مثيل. ومع انتشار الكاميرات الرقمية سواء في الهواتف المحمولة أو الكاميرات الصغيرة سهلة الاستخدام وحتى الاحترافية منها، أصبح التقاط صور عالية الجودة في أي مكان وأي وقت أمراً سهلاً. وانطلاقاً من ذلك، وضعنا مع بداية العام الجديد (2020) أهم النصائح والأفكار التي من شأنها أن تساعد محبيّ التصوير على التقاط صور استثنائية.
#1- لا يكفي المحتوى الجيد للصورة لتكون مميزة يجب أن يدرك المصور الجديد أن من غير الكافي أن يكون محتوى الصورة جميلاً لتكون الصورة ذاتها مميزة، ويكفي أن نعطي مثالاً بسيطاً، حيث أن معلماً جميلاً مثل برج خليفة في دبي سيكون بلا شك موضوعاً جميلاً لصورة رائعة، ولكن عدد الصور غير الجيدة للبرج أكبر بكثير من عدد الصور الجيدة. فالصورة الجميلة تعتمد على المحتوى المميز، ولكنه مجرد البداية، وتقنيات التقاط الصورة وتكوينها وضبط الإضاءة وتحقيق الانسجام بين خلفية الصورة وموضعها الرئيسي، كلها تلعب دوراً أساسياً لتكون الصورة ناجحة. تذكر: لا يكفي التقاط صورة لشيء جميل لتكون الصورة ذاتها جميلة!
#2- لا تلتقط صورة واحدة فقط عندما نلتقط صورة ما، يكون في ذهننا تخيل للشكل النهائي الذي ستكون عليه الصورة، ولكن من الصعب أن نحقق هذه النتيجة من صورة واحدة. لذلك يجب التقاط عدة صور لنفس المشهد، من زوايا مختلفة وبتكوينات مختلفة، وأحياناً بإعدادات إضاءة مختلفة أيضاً، لنختار في النهاية المشهد المثالي الذي نبحث عنه. طبعاً هذا لا يعني مجرد التقاط عشرات الصور في نفس المكان، بل يجب أن يكون لتعدد اللقطات هدف وغاية، وأن نسعى للوصول إلى المشهد المثالي الذي نبحث عنه في كل صورة. على سبيل المثال، من المفيد تصوير لقطة عمودية وأخرى أفقية في بعض الأحيان، ومن المفيد أيضاً تجريب عدة إعدادات إضاءة عندما تكون الشمس في خلفية الصورة لضمان الوصول إلى الألوان المثالية. أيضاً من المفيد تجريب عدة إعدادات لتوازن الأبيض، والأهم، من المفيد تغيري زاوية التصوير وتركيب الصورة.
#3- انتبه إلى الحدود الفاصلة بين المساحات تعد أماكن التقاء المساحات المختلفة من أجمل ما يمكن تصويره في المناظر الطبيعية، مثل نقطة التقاء البحر مع الشاطئ، أو الصحراء مع نهر، أو صخور الشاطئ مع الأعشاب الخضراء. ركز على حدود الالتقاء بين المساحات في تركيب صورتك.
#4- التركيز على العنصر الرئيسي في الصورة يجب على المصور عند رؤيته شيئاً مميزاً يدفعه لاستخدام كاميرته أن يعرف أي المحتويات يثير اهتمامه على وجه الخصوص. هل هو اللون؟ أم التناظر؟ أم القباحة؟ أم الجمال؟ هل هي نعومة الهرة؟ أو روعة البحر؟ أو سرعة سيارة السباق؟ ثم عليه تسليط الضوء على هذا العنصر من خلال اختيار العدسة المناسبة، وسرعة التصوير الملائمة، والمسافة المثالية لأخذ الصورة. باختصار عليه القيام بكل ما بوسعه وبمختلف الطرق لإبراز هذا العنصر الذي جذب اهتمامه؛ حيث ينبغي أن يكون كل جزء من الصورة موجوداً لخدمة التركيز على العنصر الرئيسي.
#5- اختيار الوضعية الأنسب للتصوير تشكل وضعية التصوير عنصراً جوهرياً للصور الفوتوغرافية، مايفرض على المصور اختيار الوضعية الأكثر تلاؤماً مع محتوى وفكرة الصورة؛ حيث من الخطأ اتباع القواعد التقليدية القائلة أن الوضعية العمودية هي الأفضل لصور ’البورتريه‘ والوضعية الأفقية هي المناسبة لصور الطبيعة، فرغم أنها صحيحة في كثير من الأحيان لكنها لا تنطبق في جميع الحالات. فلا يوجد مانع من تجربة كلتا الوضعيتين، أو حتى حصر الصورة في إطار مربع الشكل. بالنتيجة يجب على المصور تحليل المشهد وموضوع الصورة، وتقييم كل الوضعيات، ثم اختيار النتيجة الأفضل.
#6- دراسة تكوين الصورة وإتقانه تكوين الصورة باختصار هو تطبيق قواعد التصوير الفوتوغرافي المعروفة لدى عامة المصورين. هنالك العديد من القواعد التي ستسمعون عنها، وننصحكم بدراستها والتمكن منها، مثل “قاعدة الأثلاث – Rule of thirds” وغيرها مثل التناسق الأفقي، والتناسق الشعاعي، والأنماط، والخطوط الدالة، وتأطير الصورة، والمساحة السلبية، وتباين اللون، والخلفية/الواجهة، وغيرها الكثير. إلا أن الأهم هو وجهة نظرك الإبداعية بالصورة وكيفية تكوينها وتركيبها كما ترغب بأن تكون عليه.
#7- تعلم تقنيات الإضاءة الإضاءة هي بدون شك جوهر التصوير الفوتوغرافي. من الأفضل للمصور عدم التقاط الصور على التقاطها في ظروف الإضاءة السيئة، فبدون الضوء لا فائدة لعدسة الكاميرا أو الحساس مهما كانا رائعين. يجب ألا يخاف المصور من تغيير وضعيته لتصبح الإضاءة أفضل أو إضافة إضاءة خارجية إذا احتاج لذلك. ولا تنسوا قاعدة الساعة الذهبية، فأجمل وقت للتصوير هو الساعة الأولى من شروق الشمس أو الساعة الأخيرة قبل غروبها. في واقع الأمر، لن تصبح مصوراً جيداً قبل أن تتقن تقنيات الإضاءة وفنونها.
#8- أهمية الخلفية قد تضيف الخلفية الكثير من المعاني على الصورة، يتعين على المصور أثناء تصوير مشاهد ’البورتريه‘، وخصوصاً العمودية منها، أن يجيب على عدة أسئلة قبل وضع الرأس في منتصف الصورة: هل يستفيد حقاً من هذه المساحة الفارغة (السلبية) فوق رأس الهدف؟ هل تساهم بفكرة الصورة؟ هل يوجد ارتباط بين الهدف والخلفية؟ هل تروي الخلفية قصة الهدف (وجود أدوات عملهم، وجودهم في سكن جامعي)؟ ويختلف رأي المصورين حول حجم الخلفية الملائم، وقد تختلف بين صورة وأخرى أيضاً، إلا أن الثابت هو ـأن الخلفية تلعب دوراً كبيراً ويجب أن تفكر في هذا الدور عند التقاط الصور.
#9- لا تستهتر بالأساسيات يعد مثلث الإضاءة (فتحة العدسة وسرعة التصوير وحساسية ISO) الأبجدية الأساسية للتصوير، وأنصح جميع المصورين بفهم دور هذه الإعدادات الثلاثية وعلاقتها مع بعضها البعض، حتى وإن كانت الكاميرات الحديثة تساعد على ضبط الإعدادات دون فهم كامل لها. لن تتمكن من إتقان التصوير بشكل كامل دون أن تكون هذه المبادئ واضحة لك تماماً. (من السهل إيجاد دروس تتعلق بكل عنصر من هذه العناصر باستخدام محرك البحث ’جوجل‘؛ حيث لا يسعنا ذكر كل التفاصيل في هذا المقال لكن وجب ذكرها نظراً لأهميتها).
#10- لا نجاح دون التدريب المستمر لا يكفي تعلم كل شيء يخص التصوير الفوتوغرافي بشكل نظري، فيجب على المصور التدرب عملياً على استخدام الكاميرا، مثلما يحتاج عازف البيانو أو المحرر إلى معرفة استخدام لوحة مفاتيحه بشكل عفوي. لكن ليس الهدف هو القدرة على استخدام الكاميرا بسهولة، بل هو التقاط صور استثنائية بسلاسة دون أن تقف الكاميرا عقبة بوجه ذلك. وبالتالي يجب على المصور المبتدئ التدرب باستمرار أينما كان وعلى أي كان، ولا توجد مشكلة في حال كانت الصور سيئة؛ فليس من الضروري الاحتفاظ بها، أو أن يراها أحد.
#11- جوهر الصورة لا يتعلق جمال الصورة بالخبرة التقنية فقط؛ فكما لا يكفي الأديب إثراء روايته بالكلمات المميزة لتصبح قطعة فنية، فكذلك لا يكفي الصورة أن تلتقط بشكل جيد لتكون مذهلة فهي تحتاج لرواية قصة ما أو أن تشعل عاطفة ما أو أن تمكن المشاهد من رؤية شيء ما بمنظور جديد.
#12- الصور الرائعة هي التي تجذب النقد لن يبذل أي كان جهداً لتوجيه النقد إلى صورك إلا إذا كان يا ما يجذب اهتمامهم، فكن متقبلاً للنقد ومتواضعاً لسماعه.
#13- دراسة حرفة التصوير من المفيد أن يقوم المصور أثناء وقت فراغه بالبحث عن نصائح، أو مشاهدة دروس، أو قراءة كتب تتعلق بالتصوير الفوتوغرافي، أو حتى الاشتراك بنادي محبي التصوير في مدينته. كما يمكن الاشتراك بورشات أو دروس لتعليم فن التصوير، وذلك بعد فهم الأساسيات في استخدام الكاميرا (كيفية ضبط عناصر ’مثلث التعريض الضوئي‘، وكيف ترتبط ببعضها)؛ حيث تعلمت أهم الخبرات في التصوير من جلسات تصوير حيّة شاركت فيها مع مصورين أكثر تمرساً.
#14- استطلاع الفنون القريبة من التصوير أعتقد أن فن الرسم نموذج مثير للاهتمام، لإن الرسام يتحكم بجميع عناصر لوحته بوضوح، وهذا لا يختلف كثيراً عن التصوير الفوتوغرافي. ومن خلال الذهاب إلى المعارض والمتاحف يمكن للمصور المبتدئ أن يتعلم مهارات لم يكن ليتعلمها من مشاهدة دروس التصوير أبداً.
#15- الاستعداد والتجهيز يمكن للمصور التقاط صورة جيدة بشكل عفوي، لكن عادة ما تنتج الصور الرائعة نتيجة القرارات المتخذة قبل التصوير، وخلاله، وبعده؛ حيث تشكل النية والاستعداد عاملاً فارقاً. وبالتالي يجب على المصور التحكم بكل العوامل المتغيرة قدر استطاعته كالتاريخ، والساعة، وحتى اللحظة التي يتم بها التصوير. بالإضافة إلى اختيار المكان الذي يقف فيه وأي معدات يستخدمها لتعديل المشهد، وما إلى ذلك. باختصار عليه صنع المشهد بنفسه.
#16- لا تبالغ في تعديل الصور على الكمبيوتر لا تستعجل لتقوم بتعديل صورك على برنامج أدوبي لايتروم أو غيره لتبدو كالصورة التي تخيلتها في ذهنك. ننصحك أولأً بتعلم التعديل الأساسي لمنح الصورة حيوية الحياة وشكلها الحقيقي، ومن ثم يمكن تعلم التقنيات الأخرى لتعديل الصور كما تحب.
#17- لا إبداع دون جرأة على الرغم من أنني أنصح بتعلم الخطوات تدريجياً، إلا أنني أيضاً أنصح بالجرأة والمغامرة في التصوير. لا تنتظر إتقان كل شيء قبل أن تبدأ، عليك إتقان المهارات من خلال العمل، ولا بأس إن كانت نسبة الصور التي تحتفظ بها في نهاية المطاف أقل بكير من عدد الصور التي تلتقطها. تعلم من خلال التجربة، جرب إعدادات الكاميرا، وتقنيات التصوير، ومختلف العدسات، ومن ثم سيمكن لك اختيار طريقتك الخاصة وأسلوبك المميز. نتمنى لكم جميعاً التوفيق في هذه الهواية الرائعة!