فوتوغرافيا – عدسة الأزمات – الجزء الثالث

فوتوغرافيا ✨

عدسة الأزمات – الجزء الثالث
نَقَلَت لنا صور صمامات التنفس المُنتجة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد شعوراً رائعاً، إن تصميم وإنتاج 100 صمام تنفس يُستخدم لإسعاف الحالات الحرجة، في 24 ساعة فقط لصالح مستشفى في مدينة بريشا الإيطالية بعد نفاذ مخزونها من هذه الأدوات الطبية، أمرٌ رائع. هناك 250 مصاب بفيروس كورونا داخل غرف الرعاية المركزة في هذه المستشفى. وصُممت هذه الصمامات ليستخدم الواحد منها ثماني ساعات فقط، ولا تتجاوز تكلفة إنتاج الصمام يورو واحد بينما استغرق تصميم النسخة التجريبية منه ثلاث ساعات. أيضاً بدأت مستشفيات أخرى التواصل مع منتجي صمامات التنفس لطلب المزيد من هذا المنتج. اللافت في الأمر تلك العبارة التي رافقت صورة الصمامات على لسان أحد مسؤولي المشروع “لم ننم منذ يومين، فنحن نحاول إنقاذ حياة الناس”.
هذا النوع من الإنجازات البصرية يُلهم الآلاف حول العالم في ابتكار حلولٍ مشابهة أو مستوحاةٍ منه، كما أنه يعمل على مقاومة حالات الهلع المتصاعدة بسبب ضغط الأخبار العاجلة المُثخنة بالحزن والأسى والقلق ! إن بثَّ روح الأمل والتفاؤل ونشر قصص الحلول الناجحة من أصعب مهام العدسة في أوقات الأزمات، فهي بجانب قصص التعافي والشفاء وقصص الاحتواء والسيطرة، تُعيد الحياة لشعور الأمان والاطمئنان.
نوع الوعي الذي يتحلَّى به أغلب المصورين الصحافيين، يعملُ على أبعادٍ أخرى غاية في الأهمية، منها نشر الوعي وكشف الزيف والتلاعب الفوتوغرافيّ، فتجد المصور يوظِّف ذخيرته المعرفية والثقافية في تحسين وعي الشارع بحقائق الأمور وحشد الحسّ الجماعيّ والتآزر بين الجماعات لمواجهة الأزمة. هو ليس طبيباً لكنه قريبٌ من الأطباء ويتقن نقل تعليماتهم من خلال فنون عدسته.
المعرفة الإنسانية تتطوَّرُ كل يوم وتُجدِّد أدواتها، الصورة تدعم المعرفة الموثوقة، فيقين المعرفة قادر على تبديد جراثيم الشائعات، وقطع نصف الطريق نحو حالة التعافي والطمأنينة.
فلاش
العدسة ليست ضمن جنود التعبئة .. بل في الجبهة الأمامية
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae

من فريد ظفور

مصور محترف حائز على العديد من الجوائز العالمية و المحلية في مجال التصوير الفوتوغرافي.