**كان الاحتفال بعيد الربيع و السنة الجديدة حسب التقويم السوري القديم منذ مايقارب 3000 قبل الميلاد بمثابة احتفال بزواج أو إقتران السماء بالأرض و بالتالي ما هو إلهي بما هو إنساني حيث تتم ولادة جديدة للإنسان و للطبيعة و يتم تجدد الطبيعة و الحياة في محبة سماوية إنسانية .. يولد منها إبن الانسان المتجدد و أيضا و في نفس الوقت إبن الله بالمعنى المجازي في إتحاد ارضي سماوي عز نظيره في التاريخ .. تمثله النظرية الهندسية المعمارية السومرية السورية القديمة و القائلة إن كل ما هو تحت ( على الأرض ) له ما يماثله فوق ( في السماء ) ..أما في اللغة البابلية القديمة فالعيد يأتي في صيغة/ اسننو/ و واضح ايضا أنه دخل العربية في صيغة / سنة-سنين. و كان الاحتفال بعيد رأس السنة/ أكيتو /يتم في أواخر شهر آذار/مارس و أوائل شهر نيسان /اإريل..في مطلع الربيع حيث تتجدد الطبيعة و تزدهر الحقول و تكثر المياه و تتوالد المواشي و يعم رغد العيش و يزول شبح المجاعة ومرض الكورونا. و قد كانت الكاهنات المقدسات المنذورات ( الراهبات ) يقمن بترتيل الأناشيد الخاصة بالعيد و بلغة سهلة و غنائية تدعى بالسومرية /إيميسال/ يعني اللغة الرقيقة الناعمة الخاصة بالغناء الأنثوي .و في كونها وكأنها السيدة /عنات/ كما تسميها نصوص اوغاريت بالكنعانية / رحم و رحمة/ العالم من حيث أكانت دائما سيدة ينابيع المعرفة و ينابيع الحب و في كل أرجاء العالم . و هو لقب ورثته مريم أي سيده المياه /و سوريا العظمى لم تبخل على العالم لا بإبنها قدموس الذي حمل المعرفة إلى العالم و لا بإبنتها أوروبا التي اعطت إسمها لقارة كامله و لا بالأميرة إليسار التي افتتحت ماهو مجهول من البحار و اسست قرطاجة. و لا بخلت بابنتها اننانا أو عشتار او عشتروت أو عنات على اليونان او روما حيث حملن اسم أفروديت و من ثم فينوس كما علم حمورابي طقوس القوانين و العدالة و كما أسس سرجون الكبير الوحدة الجغرافية السياسية و كما كاد هاني بعل أن يدخل روما و كأنه يبحث عن جوليا دومنا و زنوبيا و كما أن /يسوع السوري /لم يبخل بدمه على أمه سوريا و العالم ماشيا على طريق أسلافه من دموزي السومري إلى تموزي البابلي إلى البعل حدد الكنعاني إلى أدونيس العهد الفينيقي..و لقد إستمر الأحتفال بهذ العيد / أكيتو/ دائماً في أرجاء سوريا و إن كان إتخذ أسماء مختلفة بعد ذلك.. كعيد النيروز عند الفرس و عند الاكراد السوريين و عيد شم النسيم في مصر ..حيث كان المصريون القدماء يحتفلون فيه بعودة أزوريس إلى الحياة بفضل السيدة الأم و العاشقة إيزيس ثم تغير تاريخ الإحتفال بهذا العيد فصار في أول يوم من كانون الثاني/ ينياير..وإخترعوا كذبة نيسان لكي تنسى الدنيا عيد رأس السنة السورية أكيتو..**
– وهكذا ندلف للقول بأن طفلة التصوير تدخل عتبة عامها السادس وتتحضر للذهاب إلى مدرسة الفن الضوئي.. يصادف تاريخ الرابع من نيسان من كل عام عيد ميلاد مجلة فن التصوير..التي ولدت في -4-4-2014م..وقبلها ولد موقع و منتديات و مجلة المفتاح بتاريخ -4-4-2004م.
- فها هي ثمار جهود الكادر الإداري والفني والمراسلين والمندوبين والأصدقاء والصديقات المصورين والصحفيين والفنانين والأدباء وكل من قدم صورة أو مقالة في مجلة فن التصوير..نقطفها دانية يانعة وها هو المستقبل المشرق يفتح أبوابه لكم جميعاً لكي تدخول من أيها شئتم..فإلى الأمام وليباركم الله وليسدد خطاكم لما فيه خير الثقافة البصرية وخير الفن الضوئي العربي والعالمي..وكل الشكر والإحترام والتقدير لجميع المصورين والمصورات في ذكرى ميلاد مجلة فن التصوير السادس..ودمتم أكثر تألقاً وإبداعاً لما فيه خير وصحة المواطنين والأوطان..
في عيد صبيتك شكرا فريد ظفور على كل ما قدمت وتقدم في سبيل مجتمع افضل وارقى للفن الفوتوغرافي… مجتمع تسوده الثقافة والمعرفة والتطور .
التاريخ يا صديقي سينصفنا يوما …