سرعة الشتر هي المدة التي يبقى فيها مصراع الكاميرا (الشتر) مفتوحًا، هكذا يمكننا تعريف هذه الخاصية الهامة باختصار. أما عن عملها أو عن وظيفتها، فهي تتحكم في المدة التي يتعرض لها مستشعر الكاميرا للضوء. إذًا سرعة الشاتر هي ذاتها مدة التعرض للضوء، مع اختلاف التعبير عنهما طبقًا لظروف التصوير المختلفة.
عندما نقوم بالتقاط الصور تتعرض الكاميرا لمختلف ظروف الإضاءة، ولكن مستشعر الكاميرا يحتاج إلى كم محدد من الضوء لإنتاج الصورة الملائمة، ففي حالة الإضاءة الساطعة، يحتاج المستشعر إلى تعرض للضوء قليل، على عكس ظروف الإضاءة الضعيفة التي يحتاج فيها المستشعر إلى تعرض أعلى.
تعرف على أهمية التركيز اليدوي في الكاميرات الاحترافية وكيفية اتقانه
ومثله مثل باقي إعدادات التعرض للضوء، يتم حساب سرعة الشتر بحيث تقوم كل درجة منها إما بمضاعفة أو تقليل التعرض للنصف. على سبيل المثال، تغيير سرعة الشاتر من 1/30 ثانية إلى 1/60 ثانية سيقلل نسبة التعرض إلى النصف، وهكذا.
إذًا كلما زادت السرعة كلما قصرت مدة تعرض المستشعر للضوء، مما يعني تلقي المستشعر لنسبة أقل من الضوء، والعكس بالعكس حين تقل سرعة الشاتر حيث تنتج الكاميرا تعرض أعلى للضوء بمعني تلقي المستشعر لنسبة أكبر من الضوء. كل هذا يعني أنه في حالة التصوير في الإضاءة الساطعة ستجد نفسك مضطرًا لاستخدام سرعة شاتر عالية، والعكس بالعكس في حالة الإضاءة المحيطة المنخفضة.
هذا فيما يتعلق بالتحكم في مدى التعرض في الضوء مع التكم في سرعة الشاتر، ولكن هل هذه هي الوظيفة الوحيدة؟ لا، فلسرعة الشاتر تأثير عن شكل الصورة أيضًا.
تأثيرات سرعة الشتر على الصورة
تجميد الحركة
سرعة الشاتر المنخفضة تعني أن إمكانية تأثير الحركة خلال التقاط المستشعر للصورة أكبر، قد تكون هذه الحركة هي حركة الكاميرا أو العناصر المراد تصويرها أو كلاهما، وهو أمر على الأغلب تود تفاديه.
حالة تسبب الكاميرا في الحركة تسمى اهتزاز الكاميرا Camera Shake. وهو ما يؤدي لاهتزاز الصورة والتسبب في تمويه غير مرغوب في جميع الأحوال. ولهذا يفضل ألا تقل سرعة الشاتر عن 1/30 ثانية في حالة التصوير بحمل الكاميرا باليد، وهو ما يعتمد أيضًا على البعد البؤري للعدسة وما إن كانت العدسة تشمل مثبت صورة بصري أم لا.
البعد البؤري … مفهومه وطبيعته وأنواعه ومدى تأثيره على الصورة المُلتقطة بالكاميرات الاحترافية
من ناحية أخرى وحتى في حالة استخدام سرعة شاتر عالية، قد يؤدي اهتزاز أو تحرك العناصر التي تريد تصويرها إلى التسبب في تشويه للصورة، لهذا ستحتاج إلى سرعة شاتر أعلى لتتمكن من تجميد حركة العنصر، وهو ما يعني التصوير أحيانًا بسرعة تصل إلى 1/500 ثانية أو 1/1000 ثانية وربما أكثر في بعض الحالات، وهو ما قد تحتاجه على الأغلب في حالة تصوير الأحداث الرياضية.
إنتاج تأثير التمويه
في بعض الحالات قد ترغب في استغلال تأثير التمويه الناجم عن حركة العناصر المراد تصويرها. فبعض مصوري الأحداث الرياضية يختارون سرعة الشتر المناسبة للاحتفاظ بمدى وضوح وحدة جسم الرياضي الذي يمثل عنصر رئيسي في الصورة مع البقاء على تمويه خلفيتها لإنتاج تأثير يوحي بالسرعة التي يتسم بها الحدث موضوع الصورة.
في حالة تصوير المناظر الطبيعية تعمل سرعة الشاتر البطيئة نسبيًا إلى تحويل الشلالات والأنهار إلى شكل مموه كما يتضح في الصورة السابقة. كما يؤدي التعرض الطويل للضوء في حالة التصوير الليلي الخارجي إلى تمويه السحب وتحويل إضاءة السيارات إلى خطوط متصلة من الضوء على سبيل المثال.
كيف يمكنك القضاء على تشويش الصورة الناجم عن الاستخدام الخاطئ للكاميرا الاحترافية
سرعة الشتر في الفيديو
يمكن أيضًا استخدام التعديل على سرعة الشتر في تصوير الفيديو، ولكن ليس للتحكم في حركة الكاميرا أو عناصر الصورة. بل يتم استخدام سرعة الشاتر للتأكد من سلاسة الحركة بين إطارات الصورة وهو التأثير المعروف باسم استمرارية الرؤية Persistence of Vision.
ويعتمد اختيار سرعة الشاتر في هذه الحالة على معدل الإطارات لكل ثانية للفيديو. بمعنى أنه مع معدل إطارات لكل ثانية يبلغ 30 إطار/ثانية، يجب استخدام سرعة شتر تقل عن 1/30 ثانية، حيث ستنتج أي سرعة أعلى من تلك إلى إنتاج تأثير غير مرغوب فيه عند التنقل بين الإطارات.