تلقى عالم صناعة الأفلام الأعلى من حيث الإيرادات في بوليوود الذي يسيطر عليه رجال صدمة عندما حقق فيلم أخرجته امرأة إيرادات قياسية في اليوم الأول لعرضه.
وفيلم “هابي نيو يير”Happy New Year” من إخراج فرح خان هو فيلم يمتزج فيه التشويق بالغناء والرقص وهو نوع من الأفلام التي نادرا ما تخرجه امرأة في عالم صناعة السينما الهندية الأكبر في العالم من حيث مبيعات التذاكر، وحقق اثنان من أفلامها السابقة نجاحا كبيرا لكن ليس مثل هذا الفيلم.
وقالت خان التي تجتذب أفلامها الترفيهية الخفيفة الكبار والصغار لكنها تقابل بنقد سيء من النقاد “لا أحد يتوقع أن تحقق مخرجة 200 كرور (33 مليون دولار) وهو أمر محزن وينطوي على وصاية في حد ذاته”.
وتابعت “أتمنى أن تكسر مزيد من النساء هذه الأرقام القياسية. أعتقد أن هذا سيساعد الكثير من النساء للخروج وصناعة الأفلام إذا حققت أفلامنا الأرباح ذاتها التي يحققها المخرجون”.
وبوليوود تتمتع الان بوضع تحسد عليه فقد انتجت الهند العام الماضي 1500 فيلم ويفترض ان يصل حجم الصناعة السينمائية الى 3,6 مليارات دولار في غضون خمس سنوات في مقابل مليارين راهنا على ما تفيد شركة الاستشارات “كاي بي ام جي”.
وبوليوود في الاساس سينما شعبية باللغة الهندية غالبيتة انتاجها من الافلام الاستعراضية مع غناء ورقص وسط ديكور منمق بوتيرة سريعة.
لكن النقاد المنتمين الى الطبقة الوسطى يعتبرون ان بوليوود تتجاهل كليا تطورات المجتمع الكبيرة التي طبعت ولا تزال تطبع دخول الهند في الالفية الثالثة.
ويقول المخرج والمنتج ماهيش بات “هناك ميل الى افراغ المضمون. اظن اننا نعاني من ازمة سردية”.
ولدت بوليوود في الثالث من ايار/مايو 1913 عندما كانت السينما صامتة. مؤسسها دودنيراج غوفيند فالكه اقتبس يومها “ماهاباراتنا” وهي ملمحة سانسكريتية من الميثولوجيا الهندوسية.
وحلت بوليوود ضيفة شرف على مهرجان كان هذه السنة بمناسبة مرور مئة عام على بدايات هذه السينما في بومباي وهي لا تزال في ريعان الشباب مع ان البعض في الهند يتهمها بتجاهل الواقع الاجتماعي في البلاد.
وحطت السينما الهندية رحالها اذا كضيفة شرف في فرنسا بمناسبة الدورة السادسة والستين لمهرجان كان مع عرض “بومباي توكيز” وهو سلسلة من اربعة افلام قصيرة و”بوليوود ذي غرايتيست لوف ستوري ايفر تولد” (بوليوود اجمل قصة حب تروى).
وقبل كان تشرع نيودلهي ابواب قاعات السينما والمتاحف للاحتفاء “بهذه السينما التي ساهمت في ارساء هوية الهند في العالم وجعلت من بومباي احدى العواصم العالمية للصناعة السينمائية” على ما يفيد منظمو المهرجان.
ويؤكد المنتج سخيخار كابور “يقال عندنا انها الثقافة الوحيدة القادرة على توحيد كل الهنود اكانت تعتبر رجعية او حديثة”.
ويعتبر كثيرون ان الخمسينات شكلت “العصر الذهبي” للسينما الهندية مع بروز سينمائيين كبار اهمهم واكثرهم شهرة ساتياجيت راي الذي لم يأت من بومباي بل من استديوهات البنغال الغربي المنافسة.
وكانت الهند المستقلة حديثا (1948) تفتش عن لبنة وعن هوية في مرحلة ما بعد الاستعمار.
في السبعينات والثمانينات زاد الطابع الاحترافي لهذا القطاع وكذلك الانتاجات التجارية. وحل زمن “الماسالا” هذه الافلام الخفيفة التي تجمع بين الرومانسية والحركة والاغاني والميلودراما وصولا الى “النهاية السعيدة” التي لا مفر منها.
وعلى هامش ذلك برزت اسماء تنادي بسينما الواقع مثل ماهيش بات (1982) مع فيلمه “ارث” الذي تناول علاقة زنا وتضمن ادوارا نسائية قوية