انتقل سليمان العليان بعد ذلك إلى ميناء سترة، حيث تابع عمله كمراقب للزيت، لكن في ضخه ضمن ناقلات النفط، كان الأجر الذي يتقاضاه عن عمله قليلًا جدًا، لا يتجاوز الأربعين سنتًا في اليوم!
تابع سليمان العليان عمله لأربعة عشر شهرًا أخرى، ثم عاد إلى المملكة العربية السعودية، وفي الظهران عمل في شركة نفط السعودية، بأجر أقل مما كان يتقاضاه في البحرين!
مجموعة العليان… البداية من مستودع!
أظهر مؤسس مجموعة العليان قدرة رهيبة على حفظ الأشياء والقطع، مما جعل الشركة تقوم بنقله للعمل على مستودعها، وهناك كانت البداية، حيث كان سليمان العليان يرى عالمه بالكامل في ذلك المستودع، وحفظ القطع الموجودة فيه جميعًا عن ظهر قلب، وكانت تزيد عن ثمانمائة قطعة، مع أساليب استخدامها، حتى كان يستطيع استبدال القطعة الغير موجودة في المستودع في حال الحاجة إليها، بقطعة أخرى مشابهة لها في الاستخدام!
يذكر سليمان العليان بعد تأسيسه لمجموعته، مجموعة العليان، أن المستودع كان هو الجامعة الحقيقية التي تخرّج منها، حيث كان يراقب طريقة عمل الأمريكان ويعجب بها، ويرى ملاحظتهم لأدق التفاصيل، ويراقب طريقتهم بالتعاون وتشكيل فرق العمل، فانفتح ذهنه على الرأسمالية وطريقة عملها بشكلها المجرّد، وبدأ يفكّر كيف يستطيع أن يكون لديه مستودعه الخاص، وكيف يجب أن يضع خطة عمل واضحة وخطوات محددة من أجل تنفيذ هذا الهدف.
بدأ مؤسس مجموعة العليان بشراء البضائع الصغيرة وبيعها للأمريكيين الموجودين في الشركة، ومن هذه البضائع كانت الملابس التقليدية السعودية، التي كان الأمريكيون يرسلونها لأهلهم كهدايا!
بدأ العمل الدؤوب والخطوات الواضحة تجاه تأسيس مجموعة العليان تتضح، وبدأ سليمان العليان يفكّر بشكل جدي بالاستقلال المادي، ولم يكن من قبيل الصدفة، أن يصبح بهذا الفكر، من أهم رجال الأعمال السعوديين والخليجيين بل وعلى مستوى العالم، ويؤسس مجموعته الاستثمارية الضخمة، مجموعة العليان.