لكن هل سألت نفسك يوما كيف بدأت قصة شركة نوتيلا ؟
قصة نجاح نوتيلا ابتدأت تقريبا قبل نهاية الحرب العالمية بقليل، ففي عام 1944 عندما بدأت قوات المحور بالتراجع والخسارة بما فيها إيطاليا، وقد نال التجار هناك ما نالهم من خسارة فادحة، فمثلا بطل مقالتنا هذه عمد إلى القيام بتجربة جديدة وخلط مكونات الشوكولا مع مكونات البندق المتوفرة بكثرة في إيطاليا، وحصل بنتيجتها على ما يدعى اليوم بشوكولا نوتيلا، يدعى هذا الشخص “بيترو فيريرو” ويُعتبر الأب الروحي لشركة فيريرو الذي توفي بعد ذلك بعدة أعوام واضعاً بذلك أسس ومبادئ تطوير منتجه.
ظلت نوتيلا تنتج من قبل شركة فيريرو على شكل شرائح للشوكولا ملفوفة بعجينة المعكرونة، أكثر شبها اليوم “بالكروسان” الفرنسي، ولكن ما لاحظه القائمين على منتج النوتيلا أن الناس وخاصة الأطفال منهم كانوا يستمتعون بأكل شوكولا نوتيلا فقط، مما دعت الحاجة إلى ابتكار فكر تسويقي جديد، وهكذا حتى تم الإعلان رسمياً سنة 1964 عن إنتاج شوكولا نوتيلا المحضرة بأحدث التقنيات والموضوعة ضمن العبوات، التي تدهن على الخبز أو الخبز المحمص عند الرغبة في ذلك.
أصبحت نوتيلا بعد ذلك أكثر شوكولا شعبية حول العالم، ولمدة 40 عاما استمر القائمين عليها من عائلة فيريرو بالتطوير فيها، فقوة نوتيلا أتت من قوة الشركة المصنعة لها، والتي سعت دوما إلى ابتكار الجديد في منتجاتها، فمثلا بجانب عبوات نوتيلا ابتكرت الشركة شوكولا على شكل بيضة تحتوي بداخلها على ألعاب صغيرة جدا مناسبة للطفل أسمته “كيندر”، كذلك السرية التامة في عمل الشركة لدرجة أنه من النادر أن تلقى مؤتمراً صحفياً حول شركة فيريرو، ولكن الجميع يعلم أن منتجات فريرو مثل نوتيلا طبيعية 100% ولكن لا أحد يعلم ما الذي يجري في الداخل .
دعونا نتخيل سوية لو أن بيترو فيريرو قرر أن يهاجر أثناء الحرب أو أن يكتفي بما لديه، ويندب حظه، ولم يفكر باختراع نوتيلا (زبدة البندق بالشوكولا) وسمع كلام من حوله بأنه شخص مجنون لتفكيره في بطون العالم والحرب قد دمرت ما دمرته، وخاصة في منتج كالشوكولا!! فقد آمن بيترو أنه لا يوجد شيئا مستحيل، ولكل دوره، وكان على صواب، لأن نوتيلا ظلت محافظة على شعبيتها وجودة تصنيعها وسمعتها والتي أكسبتها أرباحا هائلة.