ماهي قصة نجاح لينكد ان وكيف نشأت؟
بدأت قصة نجاح لينكد ان عام 2002 حيث قررت مجموعة من الزملاء على رأسهم “ريد هوفمان” خوض هذه المغامرة، فريد هوفمان الشغوف بعالم الحاسوب والاتصالات، والذي أثبت جدارته عبر السنوات الطوال التي عمل فيها ضمن مناصب وظيفية مختلفة بين شركات الاتصالات مثل آبل، وجد من خلال أعماله هذه ومناصبه التي عُيّنَ بها أن المستقبل في عالم الاستثمار هو باتجاه عالم الإنترنت وعالم المعلومات، فأنشأ هوفمان شبكة تواصل اجتماعية سنة 1997 سماها SocialNet، كان هدفها الجمع بين الناس، وأن يناقشوا فيما بينهم ما يهمهم من أمور متشابهة بحكم أن طبيعة البشر تواقة لمعرفة المزيد، واعتبرت هذه الشبكة كنواة أو أساس لـ قصة نجاح لينكد ان .
ظل ريد هوفمان يخوض غمار التجاذب والتنافر عبر شبكته هذه، ولكنه لم يستطع أن يحقق ذلك النجاح الذي رسمه في مخيلته والذي يناسب طموحاته الجامحة، وفي الأحوال العادية وفي ظروف كهذه قد ينسحب البعض من متابعة المشوار الذي بدأه، ولكن ريد استمر في شبكته هذه، لكن بعد أن حولها لشبكة تجمع رجال الأعمال، وما أجملها من فكرة استثنائية.
فبدأت لينكد ان تجريبا في سنة 2002 مع ريد هوفمان وأصدقائه، وهنا بدأت الدعوات تكبر وتكبر بين الأصدقاء حتى انتشر الموقع بشكل كبير في أمريكا، وبدأت قصة نجاح لينكد ان الحقيقة عندها، وكل ذلك حدث في أقل من سنة، حتى أعلن رسميا عن انطلاق موقع لينكد ان للتواصل بين رجال الأعمال في أيار سنة 2003.
كانت انطلاقة موقع لينكد ان جيدة وقد حققت أرباحاً مقبولة نوعا ما من خلال بعض الإعلانات التجارية عبر الموقع، لكن ما يميز قصة نجاح لينكد ان أنها مختلفة عن نظيراتها من مواقع التواصل، فأكثر المشاركين في هذه المواقع كانوا من رجال الأعمال الصغار والكثير منهم كانوا في درجات وظيفية متدنية، حتى أن البعض منهم كان مشارك في هذا الموقع فقط ليبرز نفسه أمام العالم على أنه ذلك الشخص الأنيق ذو الوظيفة المثالية، ومن ملاحظة ريد هوفمان لذلك، قرر أن يزيد من دخل وأرباح موقعه عبر إطلاقه خدمة تسمح فيها أن ترسل سيرتك الذاتية للموقع والموقع بدوره يقوم بنشرها لقاء مبلغ رمزي، هذه الفكرة جعلت عدد متابعي الموقع يزداد كثيرا، فالكل بحاجة إلى عمل، ومن لديه العمل بحاجة إلى أن يطور عمله، ولا يوجد أسهل من أن تبرز نفسك عبر إرسال سيرتك الذاتية فكيف إذا أوكلت هذه المهمة لشبكة مثل لينكد ان، فتخيل معي عزيزي القارئ كم استطاعت الشبكة جذب العالم إليها وكم حققت من أرباح بعد ذلك.
إن قصة نجاح لينكد ان أتت من قصة نجاح مؤسسها، فلم يكتفي هوفمان بموضوع الإعلانات والسير الذاتية، فأطلق عدة خدمات أخرى، بالإضافة إلى تغييره طريقة العمل، فعمد على جذب الخبرات التجارية والعلمية إلى شبكته، ووظف فيها مبرمجين استثنائيين كان لهم الفضل في تحسين شبكة لينكد ان أمثال “ديب نيشار” الموظف الشهير في جوجل سابقاً و “دان ناي” الذي كان له الفضل الكبير في زيادة أرباح لينكد ان حوالي 900% ومن ثم توسعت الشبكة حتى تم افتتاح فروع لها في لندن ودبلن.
وهكذا نرى أن قصة نجاح لينكد ان بدأت بفكرة بسيطة من ريد هوفمان وهي أنه كيف تستطيع أن تجمع مليون متابع، وذلك من خلال إحساسه بأن المستقبل للشبكة وما تحتويه ضمنها، وفعلاً كانت النتيجة بوجود أكثر من 40 مليون مشترك في لينكد ان بعوائد أكثر من 20 مليون دولار سنويا.