هي شركة عالمية رائدة في مجال تصنيع الأدوات الكهربائية المنزلية وفي عدة مجالات أخرى وصلت إيراداتها عام 2009 إلى 99 مليار دولار أمريكي محققةً نجاحاً ساحقاً على منافسيها، تشغل شركة هيتاشي حوالي 400 ألف موظف في جميع فروعها ومصانعها حول العالم، واشتهرت شركة هيتاشي بتصنيع الأدوات الكهربائية المنزلية ولكنها تنتج عدد من المنتجات الأخرى مثل “مكيفات هوائية، أجهزة تلفاز، بطاريات، أقراص صلبة للحواسيب” حيث تعد شركة هيتاشي إمبراطورية صناعية في مجال عملها حيث أصبح كل بيت لايخلو من منتجات شركة هيتاشي، واجهت بعض الصعوبات والعقبات ولكنها استطاعت أن تتخطاها وتعود إلى مسيرة نجاحها، لنتكلم اليوم عن مسيرة شركة هيتاشي ونجاحاتها المستمرة.
تأسيس شركة هيتاشي وتطورها:
يعتبر مؤسس الشركة “ناميهاي اوديرا” رجلاً ثورياً محباً لوطنه وكان يعتقد أن اليابان يستطيع أن يعتمد على أولاده في رفع مستواه الاقتصادي وإيقاف الاستيراد من الدول الغربية وبهذه العزيمة وهذا الطموح بدأ أوديرا بتأسيس شركته عام 1910 وبدأ بتصنيع المحركات الكهربائية المطلوبة في اليابان بشكل كبير وقد توقف استيرادها من الدول الأوربية بسبب الحرب العالمية الأولى واستطاع أوديرا بأن يتوسع في كل السوق المحلية ولاقت منتجاته نجاحاً كبيراً، وكان يدرس أوديرا طريقة لتصنيع أجهزة أخرى غير المحركات الكهربائية وفكر بتصنيع الرادارات ولكن طموحاته تلاشت بعد أن احتُلت اليابان وتم اغلاق أكثر من 19 مصنعاً لشركة هيتاشي ووُضعت الشركة بموقف محرج وتكبدت خسارات كثيرة وقتها وكادت أن تفلس شركة هيتاشي وأنقذت من خلال العقود الأميركية في الحرب الكورية، وقد ركز أوديرا على فترة مابعد الحرب وبدأ بتصنيع الأجهزة الكهربائية و الهواتف وأجهزة الإذاعة والاتصال، وفي عام 1956 تم إنشاء شركتي هيتاشي للمعادن وهيتاشي للكابلات ومن ثم تم اتباعهما بشركة هيتاشي للكيماويات عام 1963 وعادت شركة هيتاشي للنهوض بعد تلك الخسائر الفادحة، واستطاعت أن تعود إلى السوق بقوة، وقد تساعدت شركة NTT وشركة هيتاشي مع بعضهما واستطاعوا إنتاج أول كومبيوتر لهما عام 1965 ونشرت شركة هيتاشي مصانعها في جنوب وغرب آسيا، وفي عام 1974 أنتجت شركة هيتاشي كومبيوترها المتوافق مع IBM وباعت العديد منه وحققت نجاحاً كبيراً حينها، ولكن شركة هيتاشي واجهت أزمة أخرى كبرى كادت أن تودي بالشركة حيث اكتشفت المخابرات الفيدرالية الأميركية في عام 1982 أن شركة هيتاشي سوقت لأسرار برنامج IBM ورفعت قضية ضد الشركة وقد ربحت المخابرات الأميركية القضية وحُكم على شركة هيتاشي بدفع غرامة قدرها 500 مليون دولار أمريكي ومبلغ 3 مليون دولار كل شهر لمدة 8 سنوات وكانت هذه الأزمة قد هزت شركة هيتاشي وكادت أن تودي بها نحو الإفلاس ولكنها استطاعت أن تتجاوز هذه الأزمة وأن تعود إلى السوق وباعت كومبيوترات IBM في اليابان، وقد آمنت الشركة بالاتحاد مع الشركات وكانت أهم عقودها الخارجية تعاقدها مع شركة TATA الهندية التي أتاحت الفرصة لشركة هيتاشي بدخول السوق الهندية، وكان ما يميز شركة هيتاشي أنها مضادة للأزمات حيث أنها استطاعت بأن تقاوم العديد من الأزمات والمشكلات وتخرج منتصرة بل واستمرت حتى أصبحت أهم منافس عالمي في مجال الأجهزة التي تصنعها، إنها الشركة اليابانية العريقة شركة هيتاشي.