ماهي قصة تأسيس شركة نستله؟
شركة نستله أسسها الصيدلي هنري نستله عام 1867، بعد أن اشتدت الحاجة المُلحة لضرورة الوصول إلى حلٍ لمشكلة عدم تناول بعض الرُّضع لحليب أمهاتهم، سواء كان السبب مشكلة في نوعية الحليب المفروز أو أن الرضيع فقط لا يرغب به. ولأنه كان لابد من بذل كافة الجهود اللازمة للقضاء على هذه الظاهرة، خاصة أن هؤلاء الرُّضع كانوا يموتون والأهل يقفون عاجزين أمامهم، فعمل هنري نستله على أن يكتشف الحل، وهكذا خلص إلى طريقةٍ لتجفيف حليب البقر وخلط الناتج مع القمح كبديل عن حليب الأم، فكانت هذه الشرارة التي انطلقت من خلالها شركة نستله.
لقد اعتبر هنري نستله أن اكتشافه هذا سيكون ذو مستقبل كبير. لهذا، بعد أن أسَّس هنري شركة نستله وانتشر اسمها في كافة أنحاء سويسرا وأوروبا، استمرَّ في تطويرها إلى غاية عام 1975، وفي هذه السنة وبسبب تقدم العمر به، قرَّر هنري نستله بيع شركته فاشتراها منه شخصٌ يُدعى “جول مونيرا”. استمرت نستله بكونها الشركة الأولى في السوق السويسري والمنافس الشرس لباقي الشركات، إلى أن تم الإعلان أخيرًا عن اندماج أكبر شركتين منافستين لبعضهما وهما شركتي ” أنجلو- سويس” لصاحبها “تشارلز بيج”، القنصل الأمريكي في سويسرا، وشركة نستله، وقد تم إبقاء تسميتها “شركة نستله ” تقديرا لجهود هنري نستله.
انتشر اسم شركة نستله بشكل كبير في أنحاء العالم، فقد احتلت منتجات الحليب وأغذية الأطفال السوق الأوربية، والآسيوية والاسترالية، وبعد انتهاء الحرب العالمية الأولى تغلغلت شركة نستله في السوق الأمريكية. ورغم أن الشركة كادت أن تفلس بسبب الحرب، إلا أنها نجت وتم تدارك الأمر.
حرصت نستله على الإتيان بابتكارات مُتجددة وتوسعة خطوط إنتاجها جعلها تستمر في الحفاظ على مكانتها، فمثلا خلال الحرب العالمية الثانية وخاصة في السوق الأمريكي الذي كان الأقل تأثرًا بالحرب، اعتمدت نستله على تسويق منتجها الجديد” النسكافيه” خاصة بعد أن لاقى رواجا بين أوساط الجيش الأمريكي لسهولة تحضيره ومذاقه اللذيذ، مما ساعد شركة نستله مرة أخرى على الصمود وتحقيق الأرباح.
كانت هذه القصة الكاملة لبداية وتأسيس شركة نستله، وكيف عملت على تطوير منتجاتها ومواكبة ظروف المرحلة، حتى أصبحت حاليا من كبرى الشركات العالمية التي تمتلك مئات المصانع وآلاف المنتجات المطروحة في السوق.