كريم عبد السلام
إسلام أسامة
من حق الزميل إسلام أسامة، المصور الصحفى بـ«اليوم السابع» أن يفخر بإنجازه الكبير وصوره للحظة مقتل الشهيدة شيماء الصباغ، بعد أن تحولت هذه الصور، وخصوصا صورتها لحظة الوفاة، إلى أيقونة عالمية، تناولتها كبريات الصحف ووكالات الأنباء فى العالم مصحوبة باسمه واسم «اليوم السابع». لم يخش الزميل المبدع «إسلام» لحظات التوتر الدامية عندما أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق مسيرة التحالف الشعبى، ولم يخش أن يتعرض للإصابة أو للإغماء بفعل الغاز، ولم يخش كذلك أى تطورات للموقف قد تعرضه لمكروه، وثبت فى مكانه، خلف الشهيدة شيماء وبيد ثابتة وعزيمة لا يمتلكها إلا فنان مؤمن بفنه التقط مجموعة الصور الخالدة، نعم الخالدة لمقتل شيماء، تلقيها الطلقة ولحظة فقدانها توازنها ثم سقوطها، وعندما حاول أحد رفاقها حملها، وعندما مالت برأسها للوراء وخيط الدم ينساب على وجهها. وفور نشر هذه اللقطات الفريدة على «اليوم السابع»، انتشرت فى جميع دول العالم، من خلال الفضاء الإلكترونى ومواقع الصحف، وبثتها وكالات الأنباء وأذاعتها النشرات الإخبارية، ولا أستبعد أن تتحول إلى علامة ثورية على التيشيرتات والبوسترات مثلها مثل صورة جيفارا الشهيرة. بتواضع صادق، يعترف أسامة لمجلة التايم التى أفردت تقريرا عن انفراده العالمى، فيقول «إنه لم يكن يتوقع أن يلتقط صورا بهذه القوة، وأدركت- والكلام له- أن هذا الأهم فى تلك اللحظة لشيماء نفسها، وعندما التقطت مجموعة متتابعة من الصور، كان على المغادرة بسرعة والتوجه للجريدة، حتى لا أعرض نفسى لسحب الكاميرا ومسح كارت الميمورى من قبل قوات الشرطة». قد لا يدرك إسلام أنه بصوره عن الشهيدة شيماء الصباغ، قد انضم لنادى المصورين الصحفيين العظماء، روبرت فرانك وإيدى آدمز وديفيد سيمور وروبيرت كابا وديفيد بيرنت وهنرى كارتر بيرسون وغيرهم الذين خلدوا الحروب العالمية الأشهر خلال القرن الماضى، إلا أن ما قاله لـ«التايم» فيه من المرونة والذكاء، ما يمكن أن يكون درسا لجميع المراسلين والمصورين فى الأزمات والاشتباكات واللحظات الصعبة، التى تصبح فيها المهنية متهمة أو مستهدفة، ويكون على الصحفى أن يتحايل ليفوز باللقطة الأهم أو الصورة التى تلخص الحدث وتعبر عنه، وأن يستطيع حماية إنجازه دون أن يصطدم بالقوى التقليدية فى الميدان سواء كانت الشرطة أو طرفى الاشتباكات. التهنئة واجبة للزميل إسلام أسامة، وأقول له: نحن فخورون بإنجازك. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مصور اللحظات الأخيرة في حياة شيماء الصباغ يروي تفاصيل الواقعة
إسلام: 25 شخصا تظاهروا عشية “ذكرى يناير” دقيقتين.. والأمن فض التظاهرة بـ”الغاز المسيل” والخرطوش
أجرى المراسل الخاص بمجلة “تايمز” الأمريكية جاريد مالسن، حوارًا مع المصري إسلام أسامة، المصور الذي التقط صور للحظات الأخيرة في حياة الناشطة شيماء الصباغ عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، التي لقيت مصرعها بطلق ناري، خلال مشاركتها بوقفة سلمية في ميدان طلعت حرب عشية الذكرى الرابعة لثورة 25 يناير. وقالت الصحيفة، إن المشهد الذي صوره إسلام، ويظهر فيه سيد أبوالعلا عضو حزب التحالف الشعبي الاشتراكي، وهو يحتضن زميلته المقتولة متأثرة بجروحها، أثار اهتمام المجتمع الدولي والعالم أجمع، لأن هذا المشهد يذكرهم بمشهد قتل الشابة الإيرانية ندا آغا سلطان الشهير، بعدما أصيبت بطلق ناري خلال الاحتجاجات التي تلت الانتخابات الرئاسية الإيرانية العام 2009. عرضت الصحيفة، نبذة عن إسلام أسامة البالغ من العمر 23 عامًا، ويعمل صحفيًا في “اليوم السابع”، موضحة أن إسلام كان ذاهبًا لحضور مؤتمر صحفي، وفي طريقه علم بتنظيم حزب التحالف الشعبي الاشتراكي مسيرة عشية إحياء ذكرى 25 يناير، فتوجه على الفور ليغطي المسيرة. وقال أسامة للصحيفة: “كان يوما عاديًا، لم نكن نتوقع اندلاع أي اشتباكات أو أعمال عنف من الشرطة، فقد كانت الشوارع فارغة تقريبًا، وسارت المسيرة على الجانب الآخر من الشارع المؤدي لميدان التحرير بينما كانت تتربص الشرطة لهذه المسيرة على الجانب الأخر”. وأضاف المصور، “كان هناك قرابة 25 شخصًا في المظاهرة، واستمرت التظاهرة لمدة دقيقتين فقط، وفجأة وبدون أي تحذير، بدأت قوات الشرطة في فض المسيرة عن طريق إطلاق الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش”. وتابع إسلام، “أطلقت قوات الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وطلقات الخرطوش بشكل عام في اتجاه المسيرة”، لافتًا إلى أنه بالتزامن مع فض المسيرة رأى شيماء وهي تسقط أرضًا، موضحًا أنه كان يقف خلفها مباشرة فالتقط 6 صور متتابعة. أوضح إسلام، خلال حواره، أنه لم يكن مهتمًا بالتقاط هذه الصور بقدر اهتمامه بمحاولة إنقاذ شيماء، وأنه كان غير مدرك لقوة وتأثير هذه الصور على الرأي العام الداخلي والخارجي، لكنه أدرك على الفور أنه ينبغي عليه مغادرة المكان لإرسال الصور إلى الجريدة بسرعة، وقال “لو انتظرت طويلا، كان من الممكن أن تأخذ الشرطة كاميرتي وتمحي بطاقة الذاكرة”. باستخدام فلاشة النت وجهاز “لاب توب”، رفع أسامة الصور إلى المحرر في “اليوم السابع”، وقال: “من منظور إنساني، كان للمحرر رد فعل عاطفي قوي تجاه الصورة، التي هيمنت على تغطية الجريدة منذ وقوع الحادث”. أعرب إسلام، عن مفاجأته بعد تصدر صورته عناوين الصحف الدولية، مضيفا: “لقد كانت مفاجأة كبيرة، فعندما أرى ذلك، أشعر بالفخر لما فعلته ولكن ما يشعرني بالفخر الحقيقي هو أنني استطعت أن أوصل رسالة شيماء إلى العالم كله، وبما أنني مصور، أتولى مهمة نقل الواقع للعالم”. وسلط أسامة، الضوء على أن العمل في الوضع السياسي الحالي في مصر مهمة صعبة، وقال: “المصورون أصبحوا غير أمنين، إذا كنت تحمل كاميرا في الشارع، فإنك ستكون مستهدفا، حيث يعتبر الناس كل شخص يحمل كاميرا أنه يعمل لصالح قناة (الجزيرة) أو الإخوان المسلمين، أو أنه مجرد شخص خائن يتجسس على الوطن”.