علي راشد
أنشأه محمد علي بالقرب من مسجد الإمام الشافعي في عام 1816، وكان من المقرر أن يدفن فيه هو والعائلة العلوية، إلا أنه دفن بمسجده، ولكن الكثير من العائلة تم دفنه به، ويعتبر أثرا يتميز بزخارفه وطرازه.
يحتوي “حوش الباشا” على قبة مميزة وزخارف كثيرة كما كان به سجاجيد بأرضياته، إلا أنه تعرض للسرقة قبل الثورة، كما سرقت منه كسوة الكعبة، وأخرى وضعت في المشهد الحسيني، وعدم الاهتمام صار في الأيام الأخيرة مكانا مهملا، وقد ينتهي به الحال إلى الضياع لعدم وجود اهتمام من الدولة به أو ترميمه.
الحوش تم تجديده في عهد الملك فاروق، وفي وزارة زاهي حواس كان ترميمه من خلال إزالة الرخام الأصلي واستبداله بسيراميك عادي، وهو حاليا مهمل إلى حد كبير، حيث ازدادت الشقوق بجدرانه وارتفعت نسبة المياه الجوفية من تحته مما يعرضه للخطر.
ودفن في الحوش أبناء محمد علي، وهم إبراهيم باشا وطوسون وإسماعيل، وأحمد بن إبراهيم باشا وعين الحياة والدة الوالي سعيد، وشفق والدة الخديو توفيق، والعديد من أفراد الأسرة العلوية.
وتقول المرشدة السياحية سالي سليمان عن الحوش “يعتبر حوش الباشا أقدم مقبرة علوية في منطقة الإمام الشافعي تم بناؤه في عهد محمد علي، وكان الحوش مبنيا لدفن العائلة العلوية، وقبل أن يبني مسجد محمد علي كان من المقرر أن يدفن فيه، ودفن في هذا الحوش إبراهيم باشا، ويعتبر الحوش من الآثار النادرة التي تعرضت إلى الانتهاك عبر التاريخ المعاصر، فقبل الثورة سرقت منه كسوة الكعبة واكتشف حينها أن الحوش غير مسجل بوزارة الآثار.
والمكان لا يتعرض للترميم أو الصيانة منذ سنين مما جعله عرضة للتدمير، حيث ظهرت شروخ فيه بسبب المياه الجوفية، وتفسخت التراكيب الرخامية، كما أن الشواهد الموجودة به في حالة يرثى لها وملقاة على الأرض”.
وأشارت سليمان إلى أنها كانت في زيارة للحوش خلال الأيام الماضية لتجد شخصا يجلس بجواره، فذهبت لسؤاله عن المكان فطردها لسؤالها قائلا لها إنه “مدير المنطقة”، وخلال الزيارة وجدت الشروخ تصل إلى عمق الحوائط والكساوي الرخماية مما سيؤدي إلى انهيار الحوائط.
وتصف سليمان حالة المكان لتؤكد أنها حالة مزرية، وقد يكون سرقت منه كمية من الشواهد والأشياء الموجودة به نظرا لأنه غير مسجل ولا يوجد توثيق لمقتنياته فلا أحد يعرف إذا كان قد سرق منه شيء أم لا.
ولفتت إلى أنها وجدت بعض محتوياته مكسورة مثل “ميداليون” وهو شكل بيضاوي زخرفي، وقالت :”إذا قالوا إنه لا يوجد المال لترميمه فيجب أن نسألهم عن أوقاف محمد علي وأموالها التي يجب أن تكون هي المسئولة عن ترميم الحوش”.