مساء الخير على اجدع أصدقاء.
——الكاريكاتير (بالفرنسية: Caricature) هو فن ساخر من فنون الرسم، وهو صورة تبالغ في إظهار الملامح الطبيعية أو خصائص ومميزات شخص أو جسم ما بصورة مبالغ فيها ، بهدف السخرية أو النقد الاجتماعي والسياسي، فن الكاريكاتير له القدرة على النقد بما يفوق المقالات والتقارير الصحفية أحياناً. والكاريكاتير اسم مشتق من الكلمة الإيطالية “كاريكير” (بالإيطالية: Caricare)، التي تعني ” يبالغ، أو يحمَّل مالا يطيق “، .
وقد ازدهر فن الكاريكاتير في إيطاليا، فأبدع الفنانون الإيطاليون كثيراً من الأعمال الفنية. ومن أشهرهم تيتيانوس (1477-1576)، الذي عمد إلى مسخ بعض الصور القديمة المشهورة، بإعادة تصويرها بأشكال مضحكة.
لمحة تاريخية
ظهرت أول رسوم كاريكاتيرية مهمة في أوروبا خلال القرن السادس عشر الميلادي. وكان معظمها يهاجم إما البروتستانتيين وإما الرومان الكاثوليك خلال الثورة الدينية التي عرفت بحركة الإصلاح الديني. وأنجبت بريطانيا عددا من رسامي الكاريكاتير البارزين خلال القرنين الثامن عشر والتاسع عشر الميلاديين. وقد اشتهر وليام هوجارث برسوماته الكاريكاتيرية التي انتقدت مختلف طبقات المجتمع الإنجليزي. وأبدع جورج كروك شانك، وجيمس جيلاري، وتوماس رولاندسون المئات من الرسوم الكاريكاتيرية اللاذعة حول السياسة والحكومة في إنجلترا.
وجدير بالذكر أن الرسومات الفرعونية بالمعابد هي من أوائل رسومات الكاريكاتير ومهد الكاريكاتير وهناك لوحات فرعونية حفرت على حوائط المعابد ترسم وتسجل موقعة عسكرية وبتفحص الصورة كثيرة التفاصيل تكتشف الكثير من التفاصيل الكوميدية التي تؤكد أن الفراعنة لهم السبق فيما اتخذوه من رسوم على الحجر وما شابه ذلك
دائما وأبدا تظل الصورة قوية في تعبيرها خاصة أن الأطلاع عليها لا يستغرق ثانية أو ثانيتين للأطلاع على أكثر من ثلثي معنى أى صورة يستغرق الأمر بحد أدنى ثلاث ثواني واذا أستغرقت المدة أطول من ذلك فهو لتميوز الصورة وجمالها والعقل البشري عند قرائته المعلومة يحولها الى صورة ليجيد فهمها فأذا قرأت مثلا (ذهب عادل الى الحديقة) فقد تخيلت الأشجار والنجيلة أو (أو أكلنا في المطعم الفلاني) فمباشرة تم تحويل القراءة الى صورة فما بالك بفن الكاركاتير الذي هو النقد اللاذع بحرفية وخفة دم ومخاطبة الحواس والغرائز والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع والرأي العام السائد في لحظة رؤية صورة مرسومة بأحساس فنان واذا أستطلعت الفكرة منذ عرف ذلك الفن الراقي أكتشفت أنه لو هناك قدرة على توثيق وحفظ منشورات الكاركاتير منذ عرفت مصر المنشورات الصحفية لأصبح لديك ذاكرة تاريخية للأمة أجتماعيا وسياسيا وهذا ما نجح فية الفنان ( الكبير محمد عبلة ).
الفنان محمد عبلة :-
اسم الشهرة : محمد عبلة، ولد عام عام 1953 بالدقهلية، حاصل على بكالوريوس كلية الفنون الجميلة قسم الرسم جامعة الإسكندرية 1977 ثم درس النحت في كلية الفنون والصناعات بزيورخ – سويسرا ١٩٨١.
– حصل على عدة جوائز أحدثها الجائزة الشرفية فى ترينالى مصر الدولى الثالث لفن الجرافيك 1999.
– له عدة أعمال بدولة المانيا والسويد.
– من أهم أعماله الفنية نصب تمثال سيزيف – ألمانيا 1994 .
– صدر له كتاب يضم مختارات من أعماله بمقدمتين للشاعر جمال القصاص والناقدة الألمانية أوتى البسهاوزن، ويلقى الكتاب الضوء على تجربته من خلال لوحاته عام 2010.
وعمل مديرا لقاعة الفنون التشكيلية بدار الأوبرا المصرية لمدة سته شهور ١٩٩٠. وأستاذ زائر للفنون مدرسة أوربرو السويد. وعاش لفترات في أسبانيا، وألمانيا، والنمسا، وسويسرا. وأقام معارض فنية في ألمانيا وإيطاليا وهولندا والسويد، لكنه قرر في النهاية أن يقيم في وطنه مصر بأسرنه وأبنائه عام 1983بغرب محافظة الفيوم ليقدم واجبه تجاه مجتمع وطنه الذي هو منه.
فكانت الفكرة التي كانت وليده لخبرات حياته وناموس ما مر به من تجارب حتى أستطاع أن يحققها بأنشائة وتأثيثه متحف الكاركاتير .
متحف الكاركاتير:-
حبه و أرتباطه بفن الكاريكاتير دفعه لإقامة متحف في قرية تونس التي استقر فيها عام 1985، والذى أنشأه في نهاية عام 2007، وبدأت تتحول الفكرة إلى متحف لأبرز عمالقة الكاريكاتير في مصر،فكانت البداية بعمل معرض كاركاتير لمدة وجيزة أسبوع الى أسبوعين لعرض مجموعة من رسومات الكاركاتير المصري للرد على ما حدث من رسوم مسيئة لنبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ولأنها الشرارة والدافع عندها المعرض أخذ في الأستمرارية والتحول إلى متحف لفن الكاركاتير يعتبر الوحيد في الشرق الأوسط ولأنه كان حلم العمر فكان يقوم بجمع الكاريكاتير منذ 20 عامًا، فوجد لديه ما يكفى لإقامة المتحف ، ويضم الكثير من أعمال الكاريكاتير لأشهر فناني الكاريكاتير في مصر، وكان أختيار قرية تونس لإقامة متحفه بعيدًا عن ضوضاء المدينة وازدحامها، وباعتبار القرية ذات طابع ريفي مميز وتعتبر قبلة للسائحين من مختلف دول العالم.
المتحف مساحته 350 متر، ويحتوى على 500 عمل أصلى لتاريخ الكاريكاتير في مصر، ويتكون من 5 غرف وبه أبرز أعمال رسامي الكاريكاتير من مختلف العصور، ومن بينهم صلاح جاهين ومصطفى حسين وحجازي وبهجوري وطوغان، ويضم مجموعة نادرة لـ “رخا وشاروخان” وعدد من رسامي الكاريكاتير الأجانب، الذين عاشوا في مصر، مثل “بارزتار وسانتيس وفوزى وشوقى” ولهم أعمال نادرة غير موجودة في أي مكان في العالم، مشيرًا إلى أن المتحف زاره معظم الفنانين المصريين ورسامي الكاريكاتير، الذين وضعت لهم سبورة لوضع توقيعاتهم عليها داخل المتحف حتى تكون ذكرى تاريخية لهم ولمحبيهم، لافتا إلى أن سفراء دول أمريكا والصين والهند والدنمارك والاتحاد الأوربي، وعائلات صلاح جاهين والليثي وغيرهم زاروا المتحف، وأبدوا إعجابهم الشديد بما يحويه من تاريخ الكاريكاتير المصري.