انتشار مرض (وباء) يمثل اختبار وتحدي غير مسبوق لكافة الدول وفرصة عظيمة لحياة جديدة.
تتمثل في تواجد الدول جميعا في مستوى واحد في المجهول تجاه الوباء ومن هنا يحدث شيئ من العدل في هذا الموقف ويتحد الجميع و تتقارب الفروقات بين الأجناس والاديان في سبيل شئ واحد هو الحفاظ على حياة الإنسان وبقدر العلم والمعرفة والأخذ بالاسباب تتعافى الدول ويأتي دور هام جدا لعلم الاجتماع والذي وضع أسسه في الأصل ابن خلدون العربي الأصل واضاف إليه اوجست كونت و اخرين والذي يبحث في المجتمعات مثل الباحثين في المعامل البحثية للوقوف على سلوك المجتمع تجاه القضية وارى أن انتشار وباء مثل كورونا فرصة تاريخية لا تأتي غير مرة في القرن اي مرة كل مائة عام فهو فرصة للعودة إلى الله وفرصة للمرأة أن تعود إلى دورها وفرصة لكل رجل للعودة إلى مكارم الاخلاق وكل إنسان للعودة إلى ناموس وقانون الحياة التي أوجدها الله واوضع ضوابطها.
فعلى مر التاريخ و حقباته نجد أن الحضارة الإنسانية واجهت الكثير من الأوبئة الكبرى مثل الانفلونزا الإسبانية عام 1918 والطاعون الأسود في القرن الرابع عشر على المجتمعات الأوربية.
فبرغم أن أوروبا في فترة القرون الوسطى و أوائل القرن العشرين تختلف كثيرًا عن عالم ومجتمع اليوم في ظلّ وسائل التواصل والإنترنت والعولمة.
إلا أنه كما يرى مؤرخ العلوم لوران-هنري فينيو من جامعة بورغوني الفرنسية «انتشار وباء يشكل دائمًا اختبار و محنة لمجتمع لفترة»
ويوضح ويؤكد أن الوباء «يهدد الروابط الاجتماعية ويطلق العنان لشكل خفي من حرب أهلية يكون فيها الجميع حذرًا من جاره».
ولأنه هناك الآن الكثير من القواعد والقوانين المفروضة نتيجة عدم معرفة عدونا فنجد أن لو تكاتف الجميع قد يكون ما نحن فيه عبورا كبيرا نحو مصر العظمى والتي ننشدها جميعا.
ويضيف أيضا لوران-هنري فينيو «في هذه المرحلة، يظهر ذلك في مشاهد غير معقولة لأشخاص يتدافعون في المتاجر على آخر حزمة من المناديل الورق… و يذكر أيضا أن الوضع أكثر مأسويةً في إيطاليا حيث يضطر الأطباء إلى اختيار مريض لإنقاذه بدلاً من آخر بسبب نقص المعدات أو صعوبات قد تواجههم في مرحلة أخرى من العلاج تبعا للحالة الصحية وذلك حدث ويحدث أيضا في زمن الحرب».
وأود التأكيد أن الأوبئة الكبرى خصوصًا أحدثت تغييرًا «في أنظمة العالم الصحية» كما يلحظ المؤرخون والموثقون فقد أنتجت مفهوم الحجر الصحي وابتكار أساليب للتعقيم.
و نلحظ أن الانفلونزا المسماة بـ«الانفلونزا الإسبانية» التي انتشرت أواخر الحرب العالمية الأولى كان لها «أثر هيكلي ضخم على تاريخ الصحة».
حيث ان هذا الوباء العالمي الحديث الذي قتل ما بين ٥٠ إلى ١٠٠مليون إنسان من بين ٥٠٠ مليون اصيبوا انتج حالة من الوعي لضرورة وجود إدارة عالمية لمخاطر الأمراض المعدية.
ومن ناحية أخرى «وعلى صعيد السلوك أدى إلى خلق حد أدنى من المسافة الشخصية بين الأشخاص تفوق في المجتمعات الغربية ما هي عليه في المجتمعات الأخرى»
ونجد أيضا عند انتشار الأوبئة انه هناك دائمًا شخص يتحمل كافة الأخطاء بمثابة كبش فداء فنجد أنه عند أول ظهور كورونا «أننا شهدنا مرحلة كره تجاه الصينيين مع بدء ظهور الوباء نتيجة ممارساتهم وعاداتهم في الاكل والتي تختلف مع الآخرين فمن ياكل الخفافيش؟».
و خلال مرحلة وباء الطاعون الذي غزا أوروبا في العصور الوسطى بين عامي 1347 و1351 بات السكان اليهود هدفًا لهجمات و اضطهاد كما حدث عام 1349 في ستراسبورغ.
وقادت مراحل انتشار الطاعون الكبرى إلى ردود فعل عنيفة مثل البحث عن اللذة واستباق الأمور وصرف الأموال من دون حساب من بعض المعاصرين لهذه الفترة العصيبة.
ويشير الباحثان وليام نافي وأندرو سبايسر في كتابهما «الطاعون الأسود 1345-1730»، إلى أن الناس في تلك المراحل «اختاروا التوجه إلى الملاهي والحانات وعاشوا كل يوم كما لو أنه الأخير».
وطبعا هي عادات وتوجهات فرضتها سلوكيات الفترة.
وقد اختار آخرون الابتعاد عن العالم كما يورد الكاتب الإيطالي بوكاتشيو (1313-1375)، الذي يروي في كتابه الكوميديا البشرية (الديكاميرون ) كيف حجر عشرة فلورنسيين أنفسهم طوعًا خارج فلورنسا هربًا من الطاعون فضلوا الانعزال.
ونعود إلى لوران-هنري فينيو حيث يشير إلى أن «الأوبئة نتاج مشترك بين الطبيعة والمجتمعات بين الميكروبات والبشر والجراثيم لا تصبح خطيرة إلا في ظروف معينة».
وحيث غزا الطاعون الأسود أواخر القرن الرابع عشر «أوروبا التي كانت مزدهرة وكانت فيها العمليات التجارية كثيفة والمدن مزدحمة ورحلات الاستكشاف في ذروتها»
فانتشر الطاعون مستفيدا من هذا الازدهار ووضع حدًا له وأعلن نهاية نظام العبودية الذي قام عليه مجتمع القرون الوسطى كما يشرح فينيو.
ويوضح فريدي فينيه أنه في عام 1918، كان لوباء الانفلونزا نتائج اقتصادية «كانت ضئيلة جدًا في النهاية بالمقارنة بآثار الحرب في أوروبا».وهذا استثناء، لأن القاعدة العامة تقوم على أن للأوبئة آثارا اقتصادية مهمة فهي توقف المعاملات وتعيد توجيه التجارة من مناطق ومدن إلى مدن أخرى ففي القرون الوسطى بطريقة ما انتشار أوبئة الطاعون المتكرر في حوض المتوسط قد أسهم في نمو مدن شمال أوروبا مثلما يرى المحللون.
و قد ينتج من الأزمات الصحية المتكررة في الصين اليوم قد تكون بسبب انها مركز التصنيع في العالم ويحتاج أن ينتقل من هناك بعض الصناعات مما يحفز على تنويع مواقع الإنتاج والتصنيع في العالم.
أعداد مجلة عشنا وشفنا
ولقطات لفيروسات مختلفة تحت المجهر .
#الامل #كورونا #الاستبشار #الاختبار #فكر