صورة لسجين عراقي في سجن أبو غريب في العراق التقطها جنود أمريكيون
الصور الرقمية ووسائل الإعلام
الحديثة… سيف ذو حدين
وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي يمكنها أن تولِد أبطالاً أو أن تخلف ورائها ضحايا، وذلك من خلال الصور الرقمية أو الفيديو. فيما يلي عرض لصور تبين مدى تأثير الصور وأساليب التواصل الحديثة على الإعلام بشكل عام.
خلال المظاهرات العنيفة التي صاحبت الانتخابات الرئاسية الإيرانية في حزيران/ يونيو 2009 انتشر في الانترنت فيديو قصير يصور الشابة ندا آغا سلطان وهي على ما يبدو قد جُرحت خلال مظاهرة في طهران وتظهر فيه وكأنها تحتضر. هذا الفيديو الذي كان قد صُور بواسطة كاميرا هاتف محمول، بثته العديد من القنوات الفضائية الغربية جاعلة من ندا رمزاً لصمود المعارضة في إيران.
موت ندا العلني تطور وكسب بعداً آخراً، حيث لم تصبح الصورة الصحيحة، أي صورة ندا آغا سلطان (في يمين الصورة) رمزاً للمظاهرات المعادية لنظام الحكم في إيران، بل صورة لسيدة إيرانية أخرى اسمها ندا سلطاني (في يسار الصورة). الارتباك الذي وقع بين الصورتين المأخوذتين من فيس بوك أدى إلى نشر الصورة الخطأ في الانترنت ومحطات التلفزيون. العواقب الوخيمة لهذا الالتباس تحملتها ندا سلطاني، التي اضطرت أخيرا أن تترك إيران وتهاجر إلى ألمانيا.
إخفاق بعض شبكات الإعلام في الانترنت ووكالات تصوير محترفة ظهر في إطار موضوع لم تتمكن وكالات الأنباء العادية أن تغطيه بسبب الرقابة الإعلامية. ففي عام 2008 وخلال مظاهرات في التبت، نُشرت صور لجنود صينيين تظهرهم منهالين بالضرب على رهبان بوذيين. لكن الصورة المنشورة لم يكن لها علاقة بالتبت، بل كانت مأخوذة في نيبال.
الكثير من أشرطة الفيديو التي يقال أن أسامة بن لادن أرسلها للمحطات الفضائية، كالجزيرة مثلا، ما زالت محل اهتمام الكثيرين من مستخدمي الانترنت الذين يشاهدونها على موقع يوتيوب. من أبرز هذه الأشرطة هو شريط يُظهر بن لادن بعد هجمات 11/9 وهو “يحمد الله على نجاح هذه الهجمات”.
لكن الصور الرقمية في الانترنت لها أيضاً فضل في الكشف عن أمور قد تكون لولاها قد بقيت غير مكشوفة. ففي هذا الفيديو انتبه مستخدمون يقظون إلى أن الموظف الحكومي رفيع المستوى، الذي يتكلم في الفيديو، بحوزته علبة سجائر من نوع باهظ الثمن. وبمساعدة هذا الفيديو تم القبض على الموظف جوغانغ جو والحكم عليه بتهمة الفساد بالسجن لمدة 11 عام.
وحتى مجموعات المافيا والجريمة المنظمة في المكسيك تستخدم وسائل التواصل العصرية مثل فيس بوك وتويتر لنشر صور على الانترنت بغرض الابتزاز أو الردع أو حتى للتحذير من مواجهات مسلحة مع قوات الشرطة.
هذا الفيديو الذي نُشر في الانترنت يُظهر مذيع أخبار روسي قام بحركة غير لائقة تجاه زميلته على الهواء مباشرة، معتقدا أنه خرج من الصورة/ مع العلم بأن الكاميرا كانت لا تزال تسلط الضوء عليه.
الانترنت والمدونات وشبكات التواصل الاجتماعي قد أصبحت أيضا أداة محبوبة لدى الساسة والأحزاب السياسية في حملات الدعايات الانتخابية، كما كان هو الحال في الانتخابات الرئاسية الأخيرة في الولايات المتحدة الأمريكية وأيضا في انتخابات البرلمان الألماني/البوندستاغ في عام 2009.
أثناء المهرجان الموسيقي “استعراض الحب” في مدينة دويسبورغ الألمانية حدث تدافع جماهيري أودى بحياة 21 شخصاً وجرح أكثر من 500 شخص. والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل يمكن أن تكون المئات من الفيديوهات المصورة بواسطة الهواتف النقالة خلال حادث التدافع هذا أن تكون جزءً من الأدلة المعروضة أمام المحكمة للتحقيق في هذا الحادث؟
إعداد: زابينه بيشل/ نادر الصراص
مراجعة: طارق أنكاي