لايكا الألمانية رمز الجودة في عالم الكاميرات
أحدثت شركة لايكا لصناعة الكاميرات والأجهزة البصرية ثورة في عالم التصوير حين اخترعت الكاميرا الصغيرة الحجم في عشرينات القرن الماضي. وهذه الشركة كغيرها من الشركات العريقة في ألمانيا باتت رمزا للجودة بمنتجاتها واختراعاتها.
في عام 1849 أسس كارل كيلنر معهد البصريات في مدينة فيتسلار الواقعة بولاية هسن غرب ألمانيا، وبعد عشرين عاما تحول المعهد إلى شركة يملكها ايرنست لايتس لإنتاج العدسات اللازمة لصناعة المجهر. وفي نهاية القرن التاسع عشر بدأت الشركة بإنتاج أجهزة أخرى مثل المناظير وكاميرات تصوير الأفلام.
وكانت هذه الكاميرات الضخمة تعمل بأفلام 35 ملم غالية الثمن، ومن أجل اختبار نوعية الضوء قبل البدء بتصوير الفيلم السينمائي، قام مهندس في الشركة بتطوير كاميرا صغيرة ذات فيلم قصير، وهكذا ولدت فكرة الكاميرا الصغيرة للتصوير الفوتوغرافي.
في عام 1920 تولى ايرنست لايتس الثاني، إدارة الشركة وأطلق على هذه الكاميرا اسم لايكا. وعن ذلك يقول شتيفان دانيل المسؤول في قسم إدارة المنتجات لدى الشركة ” أحدثت شركة لايكا ثورة في عالم التصوير في عشرينات القرن الماضي حين كان حجم الكاميرات ضخما وكان يجب أن توضع الكاميرا على ثلاثي القوائم “ترايبود”.
قبل هذا الاختراع لم يكن المصور حرا في حركته، فجاءت لايكا بأول كاميرا جيب صغيرة مدمجة وخفيفة الوزن لتمنح المصورين حرية الحركة، إضافة إلى إمكانية التقاط عدة صور متتالية بدون تغيير الفيلم بعد كل صورة لالتقاط صورة جديدة.
ويشرح شتيفان دانيل أثر هذا الاختراع على التصوير قائلا “هذا الاختراع كان بمثابة ولادة التصوير الصحفي والتقارير المصورة، وعلى هذا الاختراع تأسس نجاح شركة لايكا في عشرينات وثلاثينات وأربعينات القرن الماضي، ونحن اليوم نساهم في الحفاظ على هذا التاريخ العريق وتطويره عبر الأنواع الجديدة من كاميرات لايكا التي أصبحت اليوم رقمية، ديجيتال” .
لايكا في معرض الفوتوكينا
لم تغب شركة لايكا أبدا عن المشاركة في معرض فوتوكينا للتصوير ومستلزماته والذي يعقد مرة كل سنتين في مدينة كولونيا، والأكبر من نوعه في العالم. وجناح الشركة يكون عادة واحدا من أكبر الأجنحة، كما هو حال شركات عملاقة أخرى مثل كانون ونيكون وسوني وبناسونيك.
ولدى سؤال شتيفان دانيل عن جديد شركة لايكا في المعرض الحالي قال “كالعادة ومنذ عشرات السنين ننتهز معرض الفوتوكينا لنقدم للجمهور منتجاتنا الجديدة، وفي معرض هذا العام نقدم كاميرا من طراز “لايكا م 9 تيتان” ذات العدد المحدود، إذ لا يزيد عدد كاميرات هذا الطراز عن 500 قطعة. وهي كاميرا عاكسة مفردة العدسة.”
قام بتصميم هذه الكاميرا فالتر دي سيلفا، رئيس قسم التصميم في شركة فولكسفاغن لصناعة السيارات، وجسمها الخارجي مصنوع من معدن التيتان الذي يمتاز بمتانته وقدرته على تحمل الصدمات.
ولدى السؤال عن السبب الذي يجعل شركة عريقة مثل شركة لايكا تلجأ إلى مصمم سيارات لتصميم إحدى أغلى كاميراتها قال “هذا تقليد في شركة لايكا، حيث نلجأ بين الفينة والأخرى إلى أشهر المصممين العالميين لإصدار كاميرات خاصة، وقد استحسنا فكرة أن يقوم مصمم سيارات بتصميم إحدى كاميراتنا. ونحن سعداء بالنتيجة ونفتخر بها”.
طرازان جديدان هذا العام
طبعا لا يقدر سوى ميسوري الحال على شراء هذه الكاميرا ذات العدد المحدود والمصنوعة من التيتان، إلا أن الشركة لم تغفل رغبات زبائنها العاديين ذوي الميزانيات المحدودة وقدمت لهم أيضا طرازا جديدا هذه السنة من كاميرات غير المحدودة العدد ” لدينا كاميرا لايكا ديلوكس 5، وهي كاميرا ليست للمصورين المحترفين فقط،، رغم أنها محببة عند المحترفين للتصوير خارج الأستوديو، بسبب خفة وزنها وصغر حجمها وطبعا بسبب النوعية الممتازة لصورها”.
تنتج لايكا عدسات كاميراتها بنفسها، وجودة الصور التي تمتاز بها كاميرا لايكا تعود إلى جودة العدسة أساسا. وفي الأثناء دخلت لايكا أيضا عالم الديجيتال كغيرها من الشركات، وعن ذلك يقول شتيفان دانيل “لدينا كاميرا جديدة أخرى من طراز “في لوكس V-LUX 2 ” وعدستها قادرة على التقريب 24 ضعفا ويتراوح مداها بين 25 ملم إلى 600 ملم. وبذلك فإن عدسة هذه الكاميرا تقدم حلا مريحا للمصورين إذا أرادوا التقاط صورة لمنظر عام بانوراما أو منظر بعيد جدا”
وإضافة إلى التقاط الصور، يمكن لهذه الكاميرا تصوير أفلام الفيديو عالية الجودة إتش دي. كما طرحت الشركة هذا العام نسخة جديدة من كاميرا إكس 1 سوداء اللون، إضافة إلى اللون الرمادي الذي نزل إلى الأسواق في العام الماضي.
عبد الرحمن عثمان
مراجعة: حسن زنيند