معرض قلم رصاص يعكس تراث قطر الإنساني وماضيها الأصيل
أعمال فنية تنبثق بضوء خافت من قلب سواد قلم الرصاص، بتفاصيل ضوء وظل تسلّلت من أنامل طلاب يرنون إلى غد أكثر إشراقا رفقة معلميهم في معرض مبدعي الفنون البصرية الرابع الموسوم بـ”قلم رصاص” الذي تنظمه وزارة التعليم والتعليم العالي بجاليري متاحف بالمؤسسة العامة للحي الثقافي “كتارا” ويستمر إلى نهاية الشهر الجاري.
يشارك في المعرض، الذي افتتحه سعادة الدكتور محمد بن عبدالواحد الحمادي وزير التعليم والتعليم العالي صباح اليوم، أكثر من 470 طالبة وطالبا و240 معلمة ومعلما ينتمون إلى 148 مدرسة حكومية، بالإضافة إلى مشاركة 18 مدرسة خاصة ودولية، تفتقت أعمالهم لتحكي إبداعا بالأبيض والأسود، حيث اتخذوا السواد والعتمة طريقا نحو تعرية الأشياء والكشف عن فحواها، وغدَتْ آية في الإبداع والإتقان، طرقوا بها مواضيع مختلفة، بعضها غاص في ملامح قديمة من كنوز قطر وتاريخها الزاخر بالأصالة والتراث، والآخر كان ذا بعد إنساني، اتخذ من السواد والعتمة طريقا نحو تعرية الأشياء والكشف عن فحواها انتقالا بها إلى عالم الأنوار بعد أن كانت أسيرة قبضة الغياب.
ومن خامة /قلم الرصاص/ تجاورت اللوحة مع النحت والتشكيل والتصوير الضوئي والتركيب الفني من أجل رسم آفاق مستقبلية متقدمة في الفن، وبطرق وأساليب عصرية مختلفة، يجمح فيها الخيال بعيدا، ليأخذنا معه في رحلة استثنائية خارج حدود المكان والزمان.
يقول سعادة الدكتور إبراهيم بن صالح النعيمي وكيل وزارة التعليم والتعليم العالي، في تصريح صحفي، إن تخصص التربية الفنية سيتم طرحه بجامعة قطر قريبا على مستوى البكالوريوس، لافتا إلى أن الوزارة، كما جرت العادة، تقتني عددا من اللوحات المعروضة وتكون بمثابة هدايا لضيوف قطر الذين يزورون الوزارة، وعليها اسم الطالب ومدرسته ونوع العمل، من أجل التشجيع ونشر ثقافة الفنون البصرية.
ونوّه بأن أغلب الطلاب الموهوبين في الفنون البصرية متميزون في باقي المواد، لافتا إلى أن المعرض يضم أعمالا لطلاب من ذوي الاحتياجات الخاصة على مستوى السمع كما التوحّد، داعيا العموم لزيارة المعرض من أجل الوقوف على إبداعات الطلاب ومعلميهم.
وردا على سؤال لوكالة الأنباء القطرية /قنا/ عن السر في اختيار /قلم رصاص/ تيمة لمعرض مبدعي الفنون البصرية الرابع، قالت السيدة سعاد السالم رئيسة قسم الفنون والمسرح بوزارة التعليم والتعليم العالي، إن خامة قلم الرصاص حميمية بالنسبة للفرد، وتم اختيارها نظرا لأن الطالب والمعلم أصبحا قادرين على التعامل مع هذه الأداة التي توسَم بـ/السهل الممتنع/، خصوصا بعد مرور ثلاثة معارض سابقة، لافتة إلى أن الإقبال كان كبيرا في التعامل مع هذه الخامة سواء من حيث المواضيع المطروقة أو التقنية.
وأضافت “نظرا للإقبال الكثيف على المعرض من قبل الطلاب ومعلميهم، طلبنا من جميع المدارس أن تقيم معارض فنية داخلية بالإضافة إلى المعارض المصاحبة للعروض المسرحية بالمدارس، مع إمكانية التنقل بها خارج جدرانها، بهدف خلق زخم فني يثقف المجتمع المدرسي بأهمية وقيمة الفنون في تهذيب السلوكيات وغرس القيم والتأكيد على هوية الطالب وتحسين سلوكه، والتنفيس عن الضغوط التي يشعر بها. كل هذا يساعد على أن تخرج لنا مواطناً صالحاً قادرا على أن يبدع”.
وأعلنت عن إقامة ندوة ثقافية يشارك فيها نخبة من المفكرين والفنانين والتربويين يوم 20 فبراير الجاري، ثم يتم تكريم المشاركين في المعرض والإعلان عن موضوع المعرض المقبل.
من جهتهم، أكد عدد من الطلاب والمعلمين المشاركين، في تصريحات لـ/قنا/، على أهمية /تيمة/ المعرض وما أتاحته من فرص للتخيل وإبداع أعمال فنية.
وأوضح خالد حسن الراشد معلم مادة الفنون بمدرسة جاسم بن حمد، أنه استغلّ الخامة من أجل إنجاز عمل ذي قيمة جمالية وثقافية انطلاقا من توظيف آيات قرآنية.
بدورها، قالت فاطمة الزهراء محمد معلمة مادة الفنون بمدرسة عائشة بنت أبي بكر الثانوية، إن المعرض بالنسبة للطلبة هو بمثابة احتفالية للجميع، وأن مجرد المشاركة فيه هو فوز ونجاح.
وأبرزت الطالبة الشيماء عبدالرحيم من مدرسة أم حكيم الثانوية، أنه من أبسط الأشياء يمكن أن نجد الفكرة والفن، منوهة إلى أنها اشتغلت على أدوات فخارية بتقنية الظل والضوء بقلم الرصاص.
أما الطالبة دانة حمزة الدوسري من مدرسة البيان الابتدائية (صف سادس)، فأشارت إلى أن رسمتها تعبر عن المرأة القطرية الأصيلة بثباتها في الأوقات العصيبة مثل الشجرة الممتدة جذورها في الأعماق، مستخدمة عددا من أنواع قلم الرصاص بتدرجاته عن طريق تكوين حرف “L” اللاتيني بحيث إن المرأة هي الأساس انطلاقا من زاوية اليمين.