هي اللقطة التي تتحرك فيها الكاميرا ، لتظهر الصورة ، وكأنها تتحرك أو تبدل اتجاهها ، أو لتغير من منظور المتفرج . ولقد سمحت إمكانية تحريك الكاميرا داخل اللقطة للمتفرج ، أن يتابع حركة ممثل ، أو سيارة مثلا ، أو أن يشاهد الشيء المصور من وجهة نظر الممثل شخصيا أثناء حركته . وهو ما يقود انتباه المتفرج إلى الأجزاء التي يريد المخرج أن يلفت نظره إليها . وتعد الحركة هي جوهر الإخراج السينمائي ,وتشكل داخل اللقطة أداة قوية للسرد السينمائي , وذلك لسببين :
أولاً- أنها تساعد على توليد نوع من الطاقة والتوتر خلال الحدث .
ثانياً- تسمح بالإبقاء علي حجم الموضوع المراد تصويره أثناء اللقطة ، أو تغييره , بدلاً من القطع للقطة جديدة .
ويمكن أن تأخذ حركة الكاميرا عدة أشكال سواء كانت تصور وهي على حامل ثابت في مكانها خلال اللقطة الواحدة , أو تصور وهي على حامل يتحرك أيضا :
أولاً – حركة الكاميرا وهي على حامل ثابت :
تنقسم حركة الكاميرا وهي على حامل ثابت إلى نوعين :
1- الحركـة الأفقيـة البانورامية : PanMovement
وفيها تتحرك الكاميرا حول محورها الأفقي في حركة استعراضية – مع ثبات محورها الرأسي – من اليسار إلى اليمين Pan Right أو من اليمين إلى اليسار Pan Left , وهي ثابتة في مكانها فوق الحامل .
تستخدم الحركة الأفقية البانورامية للأغراض التالية :
أ – لمتابعة ممثل يتحرك حركة أفقية , مثل جندي ينتقل من نقطة يحتمي بها إلي أخري .
ب – لربط موضوعين أو حدثين, من الأهمية الربط بينهما في لقطة واحدة , مثل لقطة يكتشف فيها رجل وجود لص في غرفة نومه.
ج – لخلق وجهة نظر لشخص يفحص منطقة ما بحثاً عن شيء محدد , مثل رجل شرطة , يمسح منطقة واسعة بحثاً عن لص هارب.
وفيها تتحرك الكاميرا حول محورها الرأسي – مع ثبات محورها الأفقي – من أسفل إلى أعلى tilt up ,أو من أعلى إلى أسفلtilt dow.
تستخدم الحركة الرأسية للأغراض التالية :
أ – لاستعراض مبنى مرتفع , برج مثلاً أو مئذنة .
ب – لمتابعة حركة صاعدة أو هابطة , مثل رجل يصعد أو يهبط سلم , أو لمتابعة سقوط جسم إلى أسفل .
ج – لربط موضوعين مرتبطين ببعضهما في نفس اللقطة , مثل عالم يقف ليشاهد إطلاق صاروخ اشترك في تصميمه .
د – لخلق وجهة نظر لشخص يتطلع لأعلي , مثل رجل أمن يراقب نوافذ المبني الذي يحرسه .
ثانياً – حركة الكاميرا وهي على حامل متحرك :
تختلف أنواع حركات الكاميرا وهي على حامل متحرك تبعا لنوعية الحامل المثبتة عليه وهو :
كما يتضح من الاسم هي الحركة التي يحمل فيها المصور الكاميرا بيده ، ويتحرك لتصوير اللقطة . وعندما يكون المصور محترفا ، يمكن أن تكون حركة الكاميرا ناعمة ، وبالذات عند استخدام عدسة ذات بعد بؤري قصير Wide angle lens .و تعد الكاميرا المحمولة هي التقنية الأمثل لتصوير لقطة تعبر عن وجهة نظر شخص في حالة نفسية مرتبكة : مختل نفسياً , سكران , مذعور .. الخ. .
وهي تشبه الكاميرا المحمولة باليد , حيث أن هناك شخصا يحمل الكاميرا ، ولكن مع الفارق أن الكاميرا موضوعة على جهاز ماص للصدمات يسمى Steadicam . وتستخدم هذه الحركة لمتابعة الممثل بما فيها أثناء صعوده للسلالم والمرور من الفتحات الضيقة ، بل وفي أي مكان بنعومة فائقة. ولكنها مكلفة ، لأنها تتطلب مصوراً مدرباً تدريباً عالياً , مع استخدام معدات خاصة .
هي حركة الكاميرا وهي مثبتة على منصة ذات عجلات ، ويطلق عليها ” دوللى “. وهناك أشكال وأحجام متعددة لهذه المنصة ، تبدأ من الكرسي المتحرك ، وتنتهي بالتجهيزات الضخمة ، المزودة بمقاعد للمخرج ، والمصور ، ومساعد المصور . وهذه الحركة , هي الحركة الشائعة ، والأكثر استخداما في تحريك الكاميرا بحرية كاملة داخل الأستوديو .
في هذه الحالة تثبت الكاميرا على منصة تتحرك علي قضبان حديدية في اتجاه محدد لتصاحب الممثل المراد تصويره , وتتحرك موازياً له , عندما تكون سرعته والمسافة التي يقطعها أكبر من إمكانيات الحركة الأفقية للكاميرا . وتمكن الحركة الموازية , المصور من التقاط تفاصيل وردود فعل الشخص الذي يتم تصويره .
في هذه الحالة توضع الكاميرا على أي نوع من المركبات مثل سيارة ، أو شاحنة , لمتابعة ممثل يقود سيارته , أو حتى يجلس داخلها مثلا .
أ – حركة اقتراب أو ابتعاد : عندما يقف الممثل ثابتاً , إما تقترب منه الكاميرا تدريجياً لإظهار مزيدا من التفاصيل , أو تبتعد عنه لاستيعاب جزء أكبر من المكان أو الحركة حوله . ويكون الإحساس بالمنظور وبالعلاقة بين الأشياء المختلفة الظاهرة في الكادر كأفضل ما يمكن . وعندها يجب مراعاة ضبط المسافة بدقة طوال وقت التصوير .
ب – حركة متابعة أمامية أو خلفية : عندما يتحرك الممثل , تتابعه الكاميرا بأن تتحرك أمامه بنفس السرعة محافظة على المسافة بينهما بقدر الإمكان وتتجه نحوه لتصويره طوال الوقت , وأحياناً ما تتم هذه المتابعة من الخلف.
ج – حركة متابعة جانبية : قد تتابع الكاميرا الممثل الذي يجرى أو السيارة التي يجلس داخلها أو سواهما وهي تتحرك بشكل متوازي له , وهي مثبتة على منصة تتحرك على قضبان ممتدة لمسافة طويلة ,أو على سيارة مجهزة خصيصا لهذا الغرض , من أحد الجانبين وبنفس السرعة .
يمكن الجمع بين حركتين أو أكثر مما ذكرنا في أثناء تنفيذ لقطة واحدة , إذا دعت الضرورة لذلك , كأن تقوم الكاميرا بحركة تتبع Tracking مع حركة أفقية Panفيوقت واحد , ولذلك فإن الكاميرا توضع على رافعة أو حتى على طائرة لتنفيذ هذه الحركات المركبة
هي رافعة صغيرة ذات ذراع خاصة jib arm تثبت عليها الكاميرا لتسمح بحركة مركبة رأسية محدودة ، لا تتجاوز عادة ارتفاع 12 قدماً ، وتركب هذه الذراع علي حامل ثلاثي الأرجل ، أو منصة متحركة Dolly .
تتشابه حركة الرافعة Crane مع حركة الذراع Boom ، إلا أنها تتحرك لمسافة أبعد منها كثيراً ويتم فيها تثبيت الكاميرا علي رافعة تتحرك على عجل , يتم التحكم فيها حسب توجيهات المخرج ومدير التصوير لتنتج حركة متغيرة الاتجاهات والارتفاعات في نفس اللقطة . فيمكن مثلا أن ترتفع الكاميرا ، أو تنخفض إلى 30 قدم ، أثناء حركة الرافعة , وأن تتحرك أفقيا ، ورأسيا ، وفي جميع الاتجاهات في آن معا. ويمكن أيضا نقل هذه الرافعة الضخمة إلى مواقع التصوير الخارجي , إذا لزم الأمر .
يمكن تثبيت الكاميرا على طائرة هليكوبتر , أو حتى داخل طائرة عادية لتصور مزيدا من المساحات التي لا تستطيع تصويرها الكاميرا وهي مثبتة على الرافعة Crane.
وتستخدم حركة الكاميرا المركبة في:
عندما تقترب وتبتعد الكاميرا في حركة مركبة عن الشيء الذي تقوم بتصويره فإنها تولد تأثيراً درامياً جارفاً . فحركة الرافعة الصاعدة تنقل إحساس الاكتشاف التدريجي للمتفرج ، حتى يتمكن من مشاهدة الحدث كاملاً . وغالبا ما تستخدم هذه الحركة عندما تكون هناك حاجة للقطة تأسيسية , أو عندما يستدعي الموقف التعبير بحركة الكاميرا عن تغيرات درامية في علاقات الشخصيات الموجودة داخل اللقطة . أما حركة الرافعة الهابطة ، فهي تنقل للمتفرج الإحساس بمراقبة حدث معين ، تزداد إثارته كلما اقتربت الكاميرا منه.
يعتمد اتخاذ قرار استخدام الحركة ، بدلا من القطع إلي لقطة ثانية , على رغبة المتفرج في رؤية الحدث من وجهة نظر جديدة . والقطع يحرك المتفرج داخل المكان فوراً ، بينما الحركة تأخذ وقتاً أطول ، لأن كلا من الكاميرا ، والممثلين يتحركون في زمن حقيقي داخل المكان . لكن هذا التباطؤ لا يكون بالضرورة سيئاً ، حيث يمكن استخدامه لخلق توتر للمتفرج ، بإعطائه الفرصة ليفكر ويتوقع . وفي كل الأحوال ، يجب أن يخدم اختيار القطع أو الحركة الهدف من اللقطة داخل المشهد. فمثلاً في فيلم الحبل The Rope لألفريد هيتشكوك, الذي كان اختبارا لفكرة القطع في مواجهة الحركة . كان القطع في هذا الفيلم , لا يستخدم إلا للوصل بين بكرات الفيلم ، وحتى هذا القطع لم يكن ظـاهراً . ولـكي ينـوع في حجـم المـوضوع Subject size أو الممثل , كان كل من الكاميرا والممثلين في حركة دائمة.,ولذلك أعتبر هذا الفيلم علامة تقنية نحو هذه الخطوة ، والتي تطلبت تغييراً دائماً في الديكور ، وتوقيت دقيق في حركة الممثلين ، وفريق الفيلم . وعلى الرغم من ذلك ، لا يعتبر أنه قد حقق نجاحا جماليا ، بل إنه على العكس قد استعرض القصور في حركات الكاميرا .
يعتقد العديد من صانعي الأفلام الجدد في إمكانية استخدام حركة عدسة الزووم Zoom Lens ، بدلاً من حركة الكاميرا . ورغم أن حركة الزووم تحرك المتفرج بعيداً أو قريباً من الموضوع المصور ، إلا أن ذلك يحدث عن طريق تكبير الصورة , وتكون النتيجة نظرة مسطحة بسبب عدم تغير المنظور. وعلي الجانب الآخر ، تعطى الكاميرا المتحركة إحساساً واقعياً بالبعد الثالث ، حيث يتغير وضع مكونات مقدمة الكادر وخلفيته ، بالنسبة لبعضها البعض كما يحدث في الواقع.
ومن بين المآخذ على استخدام حركة الزووم أن مقدمة الكادر ، وخلفيته ، يظهران مضغوطان في الأبعاد البؤرية الكبيرة ، كنتيجة للتأثير المكبر للعدسة. ويقلل هذا أيضاً من الإحساس بعمق الصورة . وقد لا يلاحظ المتفرج العادي الاختلاف بين حركة الكاميرا وحركة العدسة الزووم من ناحية التكنيك ، ولكنه سوف يشعر بأن حركة الكاميرا تصنع تأثيرا مرئيا أكبر بكثير . لذا يجب أن تستخدم العدسة الزووم فقط عندما يكون استخدام حركة الكاميرا غير متاحا ، وفي مثل هذه الحالات يصبح من أفضل الطرق لتنفيذ حركة الزووم أن تكون مقرونة بحركة أفقية Pan أو رأسية Tilt ، إن أمكن ذلك . عندها يمكن إخفاء التسطيح الذي تسببه حركة الزووم ، عن طريق خلق تغير طفيف في مقدمة الكادر وخلفيته . وللحصول على أقصى مرونة في المونتاج ، يفضل أن تبدأ حركة الزووم وتنتهي بصورة ثابتة .
يمكن من خلال اختيار العدسة إظهار حركة الموضوع المصور بشكل مبالغ فيه . فتظهر الحركة أسرع عند استخدام عدسة قصيرة البعد البؤري , وتظهر أبطأ عند استخدام عدسة طويلة البعد البؤري . على سبيل المثال : يظهر سباق سيارات أكثر سرعة بعدسة قصيرة البعد البؤري ، بينما يبدو عداءاً متعباً في السباق ، أكثر بطئا عند استخدام عدسة طويلة البعد البؤري.
يمكن استغلال حجم الموضوع لتضخيم الحركة ، لأن الحركة تظهر أسرع في لقطة قريبة close shot ,وتبدو أبطأ وأقل تكثيفا في اللقطة العامة Long shot .
يمكن استخدام حركات الكاميرا عبر اللقطات لإعطاء تأثير ديناميكي , بمعنى أن الحركة تبدأ في لقطة ، وتستمر في لقطة أو اثنتين، من اللقطات التي تليها .
لا يجب أن تكسر حركة الكاميرا اندماج المتفرج مع الحدث , وهو ما يحدث في حالة ملاحظة المتفرج لهذه الحركة. فحركات الكاميرا التي يبررها السيناريو، لا يلاحظها المتفرج في الغالب . وتكون غير ملحوظة بصورة أكبر ، إذا ما كان الموضوع المصور في حالة حركة هو الآخر .
الموضوع تم نقله من: http://www.forum.topmaxtech.net/t105978.html#ixzz6GORatarf