مصادر الضاءة-أنواعها -كيفية توزيعها —هام جدا للمحترفين
مصادر الإضاءة
TheLighting Setup
على مدير التصوير تحديد أي من مصادر الإضاءة يناسب إضاءة اللقطة , ويصبح عليه تنظيم مصادر كشافات الإضاءة والمعدات المصممة لهذه الإضاءة , وإضعاف يإعتباره المتطلبات الجمالية والفنية الخاصة بكل مشهد.
والعاملان الأساسيان في عملية تحديد مصادر الإضاءة هما:
1- مكان وضع الإضاءة Placement والذي يُحدد طبقا لتناسبه مع الموضوع الذي يتم إضاءته.
2- شدة الإضاءة Intensity والتي تعبر عن قوة الإضاءة نفسها وبالتالي درجة وضوح الموضوع المضاء .
ويمكن ترتيب وحدات الإضاءة بأكثر من طريقة، مما يعطي مدير التصوير مساحة للاختيار والإبداع. ويوجد اعتبارين لتحديد الطريقة التي من خلالها يتم اختيار معدات الإضاءة المناسبة للاستخدام:
أولا – مصدر الضوء : LightingSource
هي إضاءة موقع التصوير بإضاءة مشابهة للحياة العادية. فمثلا مصدر الإضاءة داخل حجرة نوم في الصباح يكون على الأغلب من خلال النافذة . ويعتبر هذا المصدر في غاية الأهمية، لأنه هو الذي يحدد الموضع الذي من المفترض أن يوضع فيه مصدر الإضاءة الأساسية Key Light خلال التصوير.
وأحيانا يُحدد موقع مصدر الضوء في نص السيناريو، ولكن غالبا ما يُترك ذلك لمدير التصوير لتحديده. وعادة ما توجد عدة خيارات. فمثلا عندما تجرى أحداث المشهد في حجرة معيشة بالليل، فقد يأتي الضوء من المصباح أو ضوء القمر من خلال النافذة، أو يأتي من شاشة التليفزيون. وتُترك هنا لمدير التصوير والمخرج حرية اختيار مصدر الضوء الملائم. ويعتمد ذلك القرار بشكل كبير على الإحساس الموجود بالمشهد أو الجو العام النفسي له.
ثانيا – الظلال : Shadows
تعد مناطق الظلال داخل الكادر بنفس قدر أهمية المناطق المُضاءة لأنها يمكن أن توصل جو نفسي معين، أو للتعبير عن الحالة النفسية للشخصيات. فعندما يكون هناك عدة خيارات لمصدر الإضاءة ، يمكن تضييق مجال الاختيار بالنظر إلى تكوينات الظلال في تزامنها مع العاطفة الموجودة بالمشهد. فمثلا يمكن أن تضفي الإضاءة من زاوية منخفضة Low Angle على المشهد شعورا بالشر والبغض؛ والإضاءة الجانبية شعورا بالقوة ؛ أما الإضاءة الأمامية فتعطى شعورا بالجمال، في حين تعطى الإضاءة الخلفية شعورا بالسحر والإبهار.
وهكذا نرى أن مصدر الإضاءة يُحدد طبقا لما هو مناسب لموقع التصوير، وللمضمون الدرامي للمشهد. فبمجرد تحديد مصدر الإضاءة , يتم تبعا لذلك تحديد مواضع الإضاءة الثابتة الرئيسية، والتي تحدد بدورها تجهيزات الإضاءة العامة.
المواقع الثلاث للإضاءة
Three Point Lighting
تعتبر الثلاث مواقع للإضاءة هي أحد التطبيقات الأساسية لبنية الإضاءة. وبرغم أنها متأصلة في فن التصوير الفوتوغرافي ، إلا أنها تستخدم من قبل الكثير من المخرجين لتنوعها. وقد نبع أسمها من حقيقة أن الممثل يتم إضاءته من ثلاث مواقع أساسية باستخدام إضاءة رئيسية key light ، وإضاءة أمامية fill light ، وإضاءة خلفية back light. كما يمكن إضافة أماكن إضاءة أخرى غير أساسية، وذلك لسد الثغرات الضوئية في موقع التصوير إذا ما لزم الأمر.
أولا : الإضاءة الرئيسية : KeyLight
تعتبر الإضاءة الرئيسية هي المصدر الأساسي للإضاءة في المشهد . ولا يجب الخلط بينها وبين الإضاءة الخافتة low-key أو القوية high-key. فالإضاءة الرئيسية هي المصدر الحقيقي للضوء، بينما الإضاءة الخافتة والإضاءة القوية فتشير إلى درجة نصوع الصورة brightness.
وفي وضع الإضاءة الكلاسيكية الثلاثية ,توضع الإضاءة الرئيسية عند زاوية جانبية 45 درجة أمام الممثل ، وبزاوية 45 درجة أدنى منه. ويعتبر ذلك المصدر هو الأكثر استخداما لبيان تعبيرات الوجه، خاصة في اللقطات القريبة، حتى تظهر الظلال بطريقة طبيعية.
وقد تواجه مدير التصوير عند ضبط الإضاءة الرئيسية مشكلتين رئيسيتين :
1- انخفاض الإضاءة : Light Fall-Off
المعروف أنه كلما بعدت المسافة قلت شدة الضوء . ويعطى ذلك مستويات مختلفة من التعريض للضوء خلال حركة الممثل من وإلى مكان الضوء الثابت. وتحدث مشكلة أكبر إذا كان مصدر الضوء قريبا منه. ولتجنب ذلك التغير في الإضاءة يجب وضع مصدر الضوء الرئيسي Key Light بعيدا عن الممثل بقدر الإمكان.
2-الظلال الغير مرغوبة : Unwanted Shadows
تعتبر الظلال الغير مرغوبة على حوائط موقع التصوير مشكلة أخرى تنتج عند وضع الإضاءة الرئيسية Key Light. وأحسن طريقة لتجنب هذه المشكلة هو جعل الحركة بعيدة عن الحوائط بقدر الإمكان. أما إذا لم يكن ذلك ممكنا، فيمكن حينئذ وضع مصدر الضوء الرئيسي في وضع معين، بحيث تسقط الظلال على الحوائط التي خارج مجال رؤية الكاميرا.
كما يمكن أيضا وضع مصدر الضوء الرئيسي Key Light في مستوى عال بقدر الإمكان، بحيث تسقط الظلال الغير مرغوبة على أرض موقع التصوير، بدلا من حوائط الخلفية. والظلال الشاردة ليست بالضرورة أمرا سيئا يجب التخلص منه. فأحيانا ما تظهر تلك الظلال بصورة طبيعية، ولا تسبب أي مشكلة في تكوين الصورة.
ثانيا : إضاءة الملئ : fill light
يؤكد هذا النوع من الإضاءة على الحالة المزاجية للمشهد عن طريق التحكم في قوة الظلال الناتجة عن الضوء الرئيسي. فمثلا يتطلب مشهد يوم مليء بالبهجة إضاءة كثيرة موزعة بدرجة كافية لإخفاء الظلال، أما في مشهد ليلة مليئة بالتوتر، فتكون هناك حاجة لتقليل الإضاءة الموزعة أو عدم استخدامها أبدا.
وأشتق اسم تلك الإضاءة من وظيفتها للملئ بين الظلال. وعادة ما تكون الكشافات المستخدمة كبيرة الحجم ومُصممة لجمع الضوء وتوزيعه. ويعتمد موقع تلك الإضاءة على المضمون الدرامي للمشهد. ويجب أن يظل ثابتا من لقطة إلى أخرى حتى يكون القطع ناعما في المونتاج. كما يجب أن يوضع مصدر تلك الإضاءة في الاتجاه المعاكس للإضاءة الرئيسية ، عند مستوى العين.
ومثلما هو الحال مع الإضاءة الرئيسية ، يجب التعامل بحرص مع انخفاض الإضاءة والظلال غير المرغوبة :
1- انخفاض الإضاءة : Light Fall-Off
إضاءة ملئ الظلال تكون غالبا منتشرة ولذلك فهي تتضاءل بسرعة. ولهذا السبب، يجب وضع الإضاءة الثابتة بالقرب من الموضوع بقدر الإمكان.
2- الظلال الغير مرغوبة : Unwanted Shadows
تبدو الظلال طبيعية إذا كان مصدرها ضوء رئيسي ، ولا تطغى على تكوين الصورة. ولكن تحدث المشكلة حين تنتج الظلال عن إضاءة ملئ فراغ الظلال. وهو ما يحدث ظلال إضافية تبدو صناعية , وعندها يصبح هناك ضرورة لتجنب ذلك النوع من الظلال.
ولحسن الحظ فإن إضاءة ملئ فراغ الظلال المنتشرة تتوزع حول الممثل، وتكون بالتالي ظلال أقل حدة من التي تنتج عن الإضاءة الرئيسية. ويمكن زيادة التوزيع الضوئي عن طريق وضع مصدر الضوء المنتشر قريبا من منطقة الحركة، وهو ما يجب أن يتم على أي حال لتقليل انخفاض الإضاءة . وحين تظهر الظلال على حوائط موقع التصوير، عندها يجب وضع الإضاءة الثابتة قريبا من محور العدسة, مما يؤدى إلى سقوط الظلال خلف الموضوع الذي يتم تصويره بعيدا عن مجال الكاميرا.
ثالثا : الإضاءة الخلفية : BackLight
تعطى الإضاءة الخلفية عمقا لمكان التصوير وذلك عن طريق زيادة الإضاءة highlighting , وفصل موضوع التصوير عن الخلفية . وعادة ما يكون موقع الضوء خلف الممثل مواجها للكاميرا . وتؤدى الإضاءة الخلفية وظائف متنوعة , فبجانب دورها في خلق هالة ضيقة من الضوء حول الممثل , وهو ما يجعلنا نطلق عليها أسم “إضاءة الطوق” Rim Light . كذلك يمكنها أيضا إضفاء نوع من البريق على موضوع التصوير بحيث تعطى شعورا بالتوهج من زوايا معينة. وتستخدم تلك الإضاءة على وجه الخصوص في تصوير المشاهد الرومانسية , ولكن في المشاهد الدرامية ينبغي التحكم فيها بعناية حتى لا تعطى شكلا مصطنعا.
وتستخدم مواقع الإضاءة غير الأساسية الآتية بجانب الثلاث مواقع الأساسية السابقة , حتى تضيف عمقا ، وشعورا بالجو العام إلى جانب تكوين الصورة :
أولا : إضاءة خلفية موقع التصوير: Background Light
في البداية يجب عدم الخلط بين إضاءة خلفية الممثل الذي يتم تصويره Back Light , وبين إضاءة خلفية موقع التصوير Background Light والتي تستخدم لإضاءة خلفية الديكور، وتعد من الطرق الهامة التي تتحكم في الجو النفسي للمشهد. فمثلا في المشاهد الخافتة الإضاءة، يجب أن تكون الخلفية أكثر إظلاما وبالكاد يمكن تميزها . أما في المشاهد ذات الإضاءة القوية، فيجب أن تظهر الخلفية أكثر نصوعا وبهجة .
وتعتمد درجة شدة إضاءة الخلفية على المحتوى الدرامي للمشهد، مثلها مثل الإضاءة التي تملئ فراغات الظلال . ويجب أن تظل متماثلة من لقطة إلي أخرى حتى تسمح بقطع ناعم في مرحلة المونتاج . ويفضل إن أمكن أن تبدو وكأنها صادرة من مصدر طبيعي. كما يمكن استخدام إضاءة الخلفية لتكوين ظلال أو أنماط ملونة لخلق تكوينات أكثر إثارة، وللتأكيد على الجو النفسي للمشهد.
ثانيا : الإضاءة الصناعية: Practicals
عبارة عن أي مصدر للضوء يظهر داخل اللقطة نفسها، كجزء من تكوينها. فمثلا، يعتبر المصباح الموجود على مكتب داخل المشهد ضوءا صناعيا . وتضيف الإضاءة الصناعية مسحة واقعية وجو عام على اللقطة.
ويمكن اعتبار مصدر الضوء الصناعي كجزء من مصدر الضوء المسؤول عن إضاءة المشهد. فمثلا يمكن أن يصبح مصباح المكتب مصدرا للإضاءة إذا كان المشهد ليليا. ولكن ولأن عادة ما تكون معظم مصادر الضوء ليست بالقوة الكافية لإضاءة المشهد، لذا يجب أن يكون هناك مصدرا ضوئيا أساسيا مماثلا لذلك الضوء الصناعي، ويقوم بدور الإضاءة المناسبة. أما إذا كان ذلك المصدر الصناعي ذو قوة إضاءة كافية، فيمكن أن يستخدم كضوء رئيسي أو ضوء لملئ فراغات الظلال، ما دامت درجة حرارة اللون مناسبة.
ثالثا : إضاءة التركيز : Accent Lights
ويستخدم ذلك النوع من الإضاءة للتركيز على شيء معين في الصورة، وللتأكيد على التكوين والمحتوى النفسي. ويمكن أن تظهر تلك الإضاءة في أشكال متعددة:
1-الإضاءة القوية : Highlight
عبارة عن بقعة من الإضاءة تستخدم لجذب الانتباه إلى شيء معين، أو منطقة ما في موقع التصوير. وبما أن العين تذهب مباشرة إلى الأماكن المضاءة، لذا تعتبر تلك الإضاءة ناجحة. ويمكن أن تستخدم أيضا لإضفاء نوع من التنوع إلى الخلفيات الروتينية أو المملة.
2-إضاءة العين: Eye Light
وتستخدم تلك الإضاءة لإضافة نوع من البريق على عين الممثل. ويجب أن تكون تلك الإضاءة قريبة إلى عدسة الكاميرا بقدر الإمكان، كما أنها يجب ألا تزيد إضاءة المشهد ككل. لذا عادة ما يستخدم كشاف صغير، مثبت على الكاميرا لهذا الغرض.
3-إضاءة الشعر: Hair Light
تضيف إضاءة الشعر بريقا أو هالة ضوئية إلى شعر الممثل، خاصة الشعر الغامق الذي يبدو معتما على الشاشة. ويوضع مصدر الضوء مباشرة فوق رأس الممثل، لذا يطلق عليه في بعض الأحيان Top Light .
التركيبات المختلفة للإضاءة
Setup Variations
بعد فهم مصادر الضوء والثلاث مواقع للإضاءة من المهم أن نتعرف على أهم التركيبات المختلفة للإضاءة :
الإضاءة الأمامية : Frontal Key
حين يوجه المصدر الرئيسي للضوء key light أمام الموضوع الذي يتم تصويره، يمكن أن تظهر ظلال الوجه في ثلاث اتجاهات , فإما أن تكون مستوية على وجه الممثل ، أو بعيدة عن الكاميرا، أو في اتجاه الكاميا .
مستوية على الوجه
بعيدة عن الكاميرا
في اتجاه الكاميرا
ولا يظهر هذا الاختلاف واضحا، خاصة في اللقطات الواسعة wide shots حيث يحتل الموضوع الذي يتم تصويره حيزا ضيقا داخل الكادر. أما في اللقطات القريبة close shots فيظهر الاختلاف واضحا بشكل كبير ويؤثر على كيفية ظهور الموضوع ، لذا يجب أن يُؤخذ ذلك في الاعتبار عند تصميم الإضاءة. وغالبا يسهل التحكم في اتجاه وقوع الظلال على الوجه، حيث أن استدارة خفيفة من الممثل يمكن أن تؤثر بشدة على اتجاه الظلال على وجهه.
وبمقارنة التأثيرات المختلفة لاتجاهات الظلال على الوجه، يتضح أنها تضاعف الحالة المزاجية للمشهد حين تقع الظلال على الوجه في اتجاه الكاميرا، وعادة ما تستخدم تلك الإضاءة في المشاهد ذات الإضاءة الخافتة. أما حين تكون الظلال مستوية على وجه الممثل عندها تصبح الصورة غير مٌرضية ، حيث تظهر تموجات الظلال مع الإضاءة في أقل وضوح لها. وبالرغم من ذلك، يكون لذلك النوع من الإضاءة استخداماته الخاصة به، خاصة لإظهار جمال بعض البطلات .
الإضاءة التبادلية : Kicker
وهي نفس الإضاءة ذات الثلاث مواقع , ولكن يتم فيها وضع إضاءة الخلفية Back Light في اتجاه معاكس تماما للإضاءة الرئيسية key light . ولهذا السبب يسمى هذا النوع من الإضاءة بالإضاءة التبادلية Kicker . فهي تعتبر إضاءة خلفية عادية، حتى يستدير الممثل فيواجهها، فتتحول في تلك الحالة إلى إضاءة رئيسية ، وتصبح الرئيسية حينئذ خلفية . وبمعنى آخر يحدث تبادل في الأدوار بين الإضاءتين. ولذلك يجب أن تكون درجة الإضاءة التبادلية مساوية أو قريبة للرئيسية وحين تستخدم الإضاءة التبادلية كإضاءة خلفية يفضل خفض كثافتها قليلا عن الإضاءة الرئيسية لتعويض تأثير اللمعان على الوجه.
ومن التجهيزات المتنوعة الرائعة للإضاءة وضع الإضاءة الرئيسية key light والتبادلية kicker مقابل بعض ووضع إضاءة ملئ الفراغات fill light بينهم ليظهر في هذه الحالة تأثير ضوء خفيف ومظلم في نفس الوقت . ويظهر ذلك التأثير بوضوح خاصة مع لقطات الشخصين two shots حيث يحدث غالبا تبادل في الأدوار بين الإضاءة الرئيسية وتلك الخلفية.
الإضاءة الجانبية: SideKey
حين تأتى الإضاءة الرئيسية من جانب الممثل يؤدى ذلك إلى خلق تأثير غريب نوعا ما على الوجه، حيث يتم تقسيم الوجه إلى نصفين بواسطة الخط الفاصل بين الضوء والظل. ويمكن تجنب ذلك التأثير عن طريق تغيير وضع الممثل بحيث لا يكون الخط الفاصل على منتصف الوجه.
ويمكن أيضا استخدام إضاءة رئيسية جانبية هادئة للحصول على تأثير يدمج بصورة تدريجية بين الضوء والظل. وبسبب تأثيره الغريب على الصورة، تستخدم تلك الإضاءة لهدف معين، أو للرغبة في تكوين تأثير بصري معين.
إضاءة الخلف : Rear Key
وهنا يوضع مصدر الضوء الرئيسيkey light بزاوية 45 درجة خلف موضوع التصوير، مع وضع إضاءة الملئ fill lightفي الأمام . وهو ما ينتج كثير من الظلال في اتجاه الكاميرا, ولذلك تتطلب هذه الإضاءة عناية خاصة عند وضعها , فقد ينتج تأثير غير جذاب لظلال الأنف عندما تسقط الإضاءة على وجه الممثل .
وتحل تلك المشكلة بإحدى الطريقتين:
1- تغيير وضع الممثل بحيث يصبح الوجه واضحا بواسطة الإضاءة ملئ الفراغات fill light.
2- يمكن تغير زاوية الإضاءة الجانبية بحيث تتجه ظلال الأنف إلى أسفل فيتكون مثلث من الضوء والظل أسفل العين. وهو ما يخلق صورة مقبولة لظلال الأنف.
في لقطات الشخصين two shots وجها لوجه لرجل وامرأة، يفضل الكثير من مديري التصوير أن يضاء وجه المرأة بواسطة الإضاءة الأساسية key light وأن يضاء وجه الرجل بإضاءة ملئ الفراغ fill light. حيث يضيف ذلك جمالا لوجه المرأة أمام زاويا الكاميرا ويعطي بريقا جذابا مع الزوايا العكسية. كما انه يخفي ظلال الأنف الغير المرغوبة على وجه الرجل.
الإضاءة العابرة : Cross Key
هنا يتم وضع مصدرين من الضوء الرئيسيkey light بجانب بعضهما وبزاوية 45 درجة لكلا منهما خلف موضوع التصوير. كما يتم وضع مصدر إضاءة ملئ fill light موزعة أمام الموضوع.
وأحيانا يتم استخدام مرآة عاكسة لإحداث تأثير إضاءة الملئ الأمامية، باستخدام الأضواء الساقطة من الإضاءة الأصلية . ويسمى ذلك النوع من الإضاءة باسم “الإضاءة العابرة Cross Key” لأن الضوء يعبر الموضوع. ويستخدم ذلك النوع من الإضاءة في اللقطات الجماعية. حيث تستخدم إضاءة الملئ fill light الأمامية لإضاءة وجوه الممثلين،فيحين تستخدم الإضاءة الخلفية لتكوين هالة ضوئية جذابة على حواف الوجوه، بغض النظر عن الاتجاه الذي ينظرون إليه . ويمكن أن تأخذ الإضاءة الأساسية ألوانا مختلفة، في مواقع تصوير معينة كأماكن السهرات، وذلك لخلق جوا نفسيا عاما.
الإضاءة العلوية OverheadKey
يستخدم ذلك النوع من الإضاءة لتقليد مصدر الضوء المفترض تواجده ، كتلك الإضاءة المستخدمة في صالات البلياردو. حيث ينتج عن ذلك شكل مميز، تتكون فيه ظلال كثيفة أدنى الوجه ويصبح من الصعب رؤية العينان وتكون خطوط الوجه في غاية الوضوح. ويمكن زيادة هذا التأثير باستخدام إضاءة أمامية موزعة، إذا ما رغبنا في ذلك.
ففي فيلم “الأب الروحي” أستخدم مدير التصوير إضاءة علوية مع أقل قدر من إضاءة ملئ الفراغ. فأحدثت الظلال العميقة والعيون الخفية نظرة مخيفة تتناقض بشكل جيد مع احتفالات الزفاف الحادثة خارج المكان.
الإضاءة المتعددة : MultipleKeys
يؤدى استخدام مصدر إضاءة واحد إلى حدوث كثير من التموجات الضوئية حين تتغير حركة الممثل بدرجة كبيرة. ويتطلب ذلك قدرة على التحكم في درجة الإضاءة للتعويض عن تلك الحركة. ويصبح استخدام مصادر إضاءة متعددة طريقة أكثر عملية، حيث يستخدم مصادر ضوء مختلفة لإضاءة كل جزء من الحركة داخل موقع التصوير.
ويجب أن يؤخذ في الاعتبار هنا إمكانية تقاطع الإضاءة الآتية من المصادر المتعددة. ففي مشاهد الإضاءة الخافتة، لا يتقاطع الضوء، ولكن تتكون بقع مميزة من الضوء تفصلها مساحات ظلال واسعة. ويمكن للممثلين التحرك في تلك المساحات المظلمة. أما إذا كانت الإضاءة قوية، فيمكن أن يتقاطع الضوء ويخلق فجوات ضيقة فيما بينه يمكن تجنبها بإضاءة ملئ الفراغات fill light.
ويمكن استخدام الإضاءة المتعددة المصادر لإضفاء نوع من التنوع والإثارة على الخلفيات المسطحة. فمثلا يمكن توجيه كتلة من الضوء على الممثل حين تكون هناك خلفية مظلمة. وبالعكس يمكن عدم استخدام إضاءة، أو إضاءة خفيفة إذا ما كانت الخلفية مضيئة.
مساحات الظلال : ShadowAreas
يمكن استخدام مساحات الظلال لإضافة جو عام على الصورة وللتأكيد على تكوينها، وهو ما يتغاضى عنه دائما. ويمكن أن تكون مناطق الظلال كتلة متكاملة، أو أن تقسم إلى أشكال متكررة. والأخير يطلق عليه مؤثر الكعك ++++++ Effect.
ويمكن أن تستخدم الظلال مع موضوع التصوير أو الخلفية. فمثلا يمكن استخدام الظلال المائلة على رأس موقع التصوير، لإضفاء التوازن على تكوين الصورة. أو أن يسير الممثل داخل ظل رأسي لبعث نوع من الإثارة في الصورة.
كما يمكن استخدام مناطق الظلال في مشاهد الإضاءة الخافتة والقوية على السواء. وتصبح في الأولى مناطق الظلال أقل كثافة، وتستخدم لتحسين التكوينات السطحية.
الضوء المنعكس : Bounce Lighting
وهو الضوء المنعكس المستخدم لتوضيح موضوع التصوير. ويمكن أن يكون السطح العاكس إما سطح غرفة أو حائط أو عدة عوارض خاصة بانعكاس الضوء. ويجب أن تكون تلك الأسطح العاكسة بيضاء اللون وإلا تغير لون الإضاءة.
وحين ينعكس الضوء مباشرة من فوق الممثل أو من محور الكاميرا، ينتج عن ذلك صورة مستوية بلا تموجات الضوء والظل. وفي هذه الحالة يمكن استخدامها كإضاءة أمامية لملئ فراغات تركيبات الإضاءة العادية أو كإضاءة هادئة لإعطاء نوع من السحر والإثارة .
ويتأثر موضوع التصوير بالظلال حين يُعكس الضوء من زاوية 45 أو أكثر، ويظل محافظا على طبيعته الخافتة. ويمكن في هذه الأحوال استخدام الإضاءة المنعكسة كمصدر أساسي للضوء.
وفي مواقع التصوير الخارجية، يمكن عكس ضوء الشمس على موضوع التصوير، مثله مثل الإضاءة الأساسية أو إضاءة ملئ الفراغات بحسب طبيعة الموقف نفسه. ويمكن التحكم في درجة كثافة الضوء بتحريك السطح العاكس إلى الأمام أو الخلف.
الإضاءة المتاحة : AvailableLight
في بعض الأحوال، تكون الإضاءة المتاحة في المكان مقبولة أو حتى مفضلة للتصوير. فيمكن أن يكون ضوء الشمس الطبيعي الآتي من النافذة خير مصدر للضوء. وتكمن المهارة هنا هي في التحكم في إضافة ضوء ملئ الفراغ وتنظيم اتجاهه ودرجاته. فمثلا يعطى تأثيرا جيدا للصورة استخدام مصدر الضوء الطبيعي كخلفية لموضوع التصوير، فيظهر الموضوع واقعا في الظل قليلا، مع عدم استخدام أو حتى استخدام القليل من الإضاءة الأمامية الموزعة.
وبعد إدخال الضوء الأساسي، يمكن بعد ذلك ضبط زاويته وكثافته ولونه. فمثلا في حجرة معيشة بالليل، يمكن أن يكون مصدر الضوء من أباجورة على الطاولة ، عندها يجب أن تكون زاوية الضوء الرئيسي عند مستوى عين الممثل وتكون درجة كثافته قوية ولونه مائلا إلى البني المصفر. أما لو كان من المفترض أن يكون مصدر الضوء هو ضوء القمر مثلا ، فستكون كثافة الضوء خافتة ومن زاوية عالية ويكون اللون مائلا إلى الزرقة. وتؤثر تلك العوامل، بالإضافة إلى حركة الممثل وطبيعة موقع التصوير على اختيار طبيعة مصدر الضوء المفترض وجوده .
توزيع إضاءة الملئ
Fill LightSetup
عندما تزداد تركيبات الإضاءة تعقيداً ، يصبح توزيع إضاءة الملئ Fill Light أكثر صعوبة. وتعتبر هذه النوعية من الإضاءة المستخدمة في الإضاءة ذات الثلاث نقاط Three Point Lighting غير كافية في معظم تركيبات الإضاءة ، خاصة خلال حركة الممثل بسبب الطبيعة الناعمة لتلك الإضاءة ، حيث يصبح خلق نوع من التنوع في كثافة الضوء في المقدمة ، وحتى في موقع الحركة نفسه وفي الخلفية أمراً صعبا. ويمكن تجنب هذه المشكلة من خلال معرفة متى يتم استخدام نوعي إضاءة الملئ :
أولا : إضاءة الملئ العامة : Generalized Fill
تغطى إضاءة الملئ العامة أجزءا واسعة من موقع التصوير بدون تكوين ظلال. ويكون ذلك عن طريق انعكاس الضوء من خلال سقف موقع التصوير، أو عن طريق دمج أكبر قدر من الإضاءة وعكسها على أرضية موقع التصوير. وتكون لتلك الطرق فائدة عظيمة في مشاهد الإضاءة القوية، حيث يسبب وجود الظلال مشكلة. وبالرغم من استخدام إضاءة الملئ العامة عادة في مواقع الإضاءة العالية أو المتوسطة، إلا أنه يمكن استخدامها أيضا في مشاهد الإضاءة الخافتة، حينما تكون الخلفية مظلمة جدا.
ثانيا : إضاءة الملئ المركزة : Localized Fill
تغطى تلك الإضاءة أجزاء محددة من موقع التصوير. وهي مثالية لمشاهد الإضاءة الخافتة ، حيث يمثل مقدار الأشعة الضوئية مشكلة. ويمكن أن توضع الإضاءة المركزة إما أعلى الرأس أو عند مستوى العين، طبقا لطبيعة موقع التصوير نفسه والشكل الجمالي المطلوب. ويفضل استخدام الإضاءة عند مستوى العين في اللقطات القريبة. أما في مواقع التصوير الكبيرة، فيمكن الجمع بين الإضاءة من فوق الرأس والإضاءة عند مستوى العين. حيث تستخدم الأولى لإضاءة الخلفية، والأخيرة لموقع الحركة.
المصدر: معهد توب ماكس تكنولوجي – من قسم: التصوير و الإضاءة
الموضوع تم نقله من: http://www.forum.topmaxtech.net/t105981.html#ixzz6GK4nhEf6