Saad Hashmi | HIPA
فوتوغرافيا
كاميرا العقل .. مصنعٌ للتغيير الإيجابيّ
كم مرة قرأتَ كتاباً وسَقَطَ بأكمله من ذاكرتك خلال أيام؟ بالمقابل كم مرة قرأتَ كتاباً .. فشعرتَ بالضيق عند وصولك للصفحة الأخيرة ! وربما نويتَ في قرارة نفسك أن تقرأه مرةً أخرى! وقد تلتقط بعض الصور لبعض الصفحات التي عَلِقَ محتواها بذهنك كي تبقى بقربك! أو تكتبَ بعض الملاحظات على هوامش تلك الصفحات تفاعلاً مع محتواها الذي ترك بصماته واضحةً على عقلك.
المحتوى البصريّ لا يشبه المحتوى المكتوب من حيث النوع، لكن للأول بلاغةٌ وقدرةٌ على التأثير قد تمنحه أحياناً القدرة على منافسة الثاني. من يَلِجُ عالم التصوير سيلاحظ بعد عدة مراحل ميلانه اللا إراديّ نحو زاويةٍ من زوايا هذا العالم الفسيح، ومن أروع تلك الزوايا، زاوية العقل المُنير، هذا العقل الذي يقوم بتطوير طريقةٍ في التفكير تجعله مُنتجاً لرؤيةٍ بصريةٍ انتقائية، تختار حصراً الحضور في المناطق المفصلية للقضايا الكبرى.
هذه التناغمية بين العقلية ذات الوضوح الكبير، وومضات الرؤية البصرية القابلة للتصدير فوتوغرافياً، تُسهِّلُ الطريق للوصول لإنتاج صورٍ مؤثرة تنطقُ إيجابيةً وتُشِعُّ بهجةً وسروراً. أصحابها يجيدون توظيف بلاغة الصورة ونفوذها في تقوية حضور الصورة لإحداثٍ تغييرٍ ما.
إن الصور التي تبُثُّ الفرح والسعادة وكمياتٍ كبيرةٍ من الطاقة والتحفيز، هي من أهم إنجازات العدسة. تلك الصور التي تُشعل حماس الناس لفعل الخير وتذيب جبال اليأس والإحباط، تنجحُ في قلب المعادلات لصالح التفاؤل دوماً.
إن البحث عن صورٍ تروي “القصة النموذج” فنٌ بحد ذاته، القصة التي تنشر عدوى السعادة وصناعة الحلول، القصة التي تُعبِّرُ عن نفسها بصورٍ تزيد من عدد الابتسامات والمشاعر الجميلة مع كل تسجيل إعجاب ومشاركة وتعليق ونقاش. حتى المصور الصحافيّ الناقل للحقيقة التي تحوي قصصاً مأساوية، قادرٌ على اجتراح الزاوية الجميلة والمعنى الإنسانيّ واللفتة الايجابية المُحفِّزة والمعلومة التي تُخفِّفُ وطأة الألم وتُضَمِّدُ الجراح.
فلاش
علاقة العقل بالكاميرا .. شَغَفٌ ينمو كل يوم
جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي