السير مجدي يعقوب يحصد جائزة إيرل باكن للإنجاز العلمي لـ 2020
January 30, 2020,
تستمر مسيرة السير والعالم مجدي يعقوب في التتويج بالنجاحات، فقد حصل الجراح والباحث والأستاذ السير مجدي يعقوب، على جائزة إيرل باكن للإنجاز العلمي لعام 2020 من جمعية الجراحين الصدرية خلال الاجتماع السنوي السادس والخمسين.
«ساعدت رؤيته وشغفه وابتكاراته في إطلاق حقبة جديدة من عمليات زرع القلب في الثمانينيات من القرن الماضي» هكذا وصفه روبرت إس. هيجينز ، رئيس قسم علوم الصحة والسلامة الكيميائية، متابعا خلال كلمته: “إنه لمن دواعي سرورنا تكريم الدكتور يعقوب كجائزة الإنجاز العلمي لإيرل باكن والذي استفاد من تقنياته الجراحية الرائدة آلاف المرضى في جميع أنحاء العالم”، وفقا لموقع EurekAlert- الرابطة الأمريكية للعلوم.
كان التزام الدكتور يعقوب رئيس مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض وأبحاث القلب، بجراحة القلب وتطويرها مدى الحياة له دور هام في جعله رائدا في جراحة القلب، فقد قدم العديد من المساهمات الهامة طوال حياته المهنية، وأجرى عمليات زرع القلب والرئة أكثر من أي شخص آخر في العالم، حيث أجرى أكثر من 20 ألف عملية جراحية للقلب طوال مسيرته.
كان الدكتور يعقوب مفتونًا بالعلم ودراسة الطب منذ سن صغيرة، حيث التحق بكلية طب جامعة القاهرة عام 1950 كمنحة دراسية كاملة وكان حينها في عامه الـ 15 فقط، واستلهم مسار حياته المهنية من الجراحة من قبل والده وأعمامه الذين كانوا جراحين في مصر، ولكن الأهم من ذلك هو تجربة فقدان عمته البالغة من العمر 22 عامًا بسبب مرض في القلب كان يمكن تصحيحه لو توفرت أحدث التقنيات الجراحية في مصر حينها.
بعد تخرجه في كلية الطب في عام 1957، تدرب الدكتور يعقوب في لندن على يد راسيل بروك، وهو جراح بريطاني رائد للقلب، ويعد واحدا من رواد جراحة القلب المفتوح الحديثة، وبعدها انتقل يعقوب إلى الولايات المتحدة وعمل كأستاذ مساعد في جامعة شيكاغو، ثم عاد إلى إنجلترا حيث كانت إحدى مهامه الأولى في مستشفى هارفيلد، وكان مرفق صغير، ولكن يعقوب استغل الفرصة، وقام بتحويل المستشفى البسيط إلى أكبر مركز لزرع القلب في أوروبا، ونفذ هذا المركز أكثر من 200 عملية زرع كل عام، وهذا ما وصفه زملاؤه بـ “الفكر الهائل والمواهب الجراحية التقنية الرائعة”.
قدم الدكتور يعقوب وفريقه ابتكارات متطورة مثل زرع القلب المتغاير وتتم من خلال ترك قلب المستلم في مكانه مع القلب المانح متصل بالجانب الأيمن من الصدر، وإجراء عملية زرع الدومينو للقلب، ويخضع فيها مريض واحد لعملية زرع القلب ويتم إعطاء قلبه أو قلبها إلى متلقي زراعة القلب، وشارك أيضًا في تطوير تقنيات لإعادة تنشيط الشريان القصبي.
في نفس الوقت الذي بدأ فيه الدكتور يعقوب فتح آفاق جديدة في عملية زرع القلب، كان أيضًا رائدًا في مفاهيم وعمليات جديدة لأمراض القلب الخلقية مثل التبديل الشرياني الحديث، وقدم مساهمات مثيرة للإعجاب بنفس القدر في علاج أمراض القلب الصمامية، حيث قام بتطوير إجراء عمليات القلب الجراحية، ونفذ أول تقنية لاستبدال جذر الصمام والمعروفة باسم (إعادة التشكيل).
بالإضافة إلى هذه الإنجازات، فإنه لم يبخل بمعلومة على أي شخص يريد التعلم، حيث تبادل الدكتور يعقوب بسخاء معرفته وتجاربه مع الطلاب والجراحين من جميع أنحاء العالم، ليكون بمثابة قدوة لكثير من قادة اليوم في جراحة القلب والصدر، ويعمل حاليًا أستاذًا لجراحة القلب في المعهد الوطني للقلب والرئة في كلية إمبريال بلندن، بالإضافة إلى منصبه كمدير الأبحاث في معهد مجدي يعقوب (مركز هارفيلد لعلوم القلب)، ورئيس مؤسسة مجدي يعقوب لأمراض القلب في مصر.
ويشرف يعقوب على تدريب أكثر من 60 عالمًا وطالبًا في مجالات هندسة الأنسجة، وتجديد عضلة القلب، وبيولوجيا الخلايا الجذعية ، وفشل القلب في نهاية المرحلة ، وعلم المناعة المزروع.
وكما ذكر التقرير عنه، فإن الدكتور يعقوب هو أيضًا مؤسس ورئيس جمعية «سلسلة الأمل» الخيرية، حيث يعالج الأطفال المصابين بأمراض قلبية قابلة للتصحيح في مصر، كمشروع للأعمال الخيرية، ودشن مركز أسوان للقلب في مدينة أسوان الشمالية المصرية باعتبارها من بين الأماكن الكثيرة التي عاشت فيها عائلة الدكتور يعقوب خلال سنواته الأولى، مع اختيار المكان في منطقة طبيعية مريحة للمرضي وذويهم، ويقدم المركز خدمات طبية حديثة مجانًا للمرضى، ليس فقط من منطقة أسوان ، ولكن أيضًا من مناطق أخرى في مصر وإفريقيا.
حاز “عملاق جراحة القلب” كما يطلق عليه، على لقب فارس بريطاني نظرا لإنجازاته، وحصل أيضا على وسام الاستحقاق للخدمات العلمية، والعديد من الدرجات الفخرية، وقام بتأليف ما يقرب من 1400 مقالة معظمها في المجلات الطبية، أما على المستوى الشخصي فالسير يعقوب وزوجته الراحلة ماريان لديهما 3 ابناء و3 أحفاد، واهتمامات الاسرة هي السياحة، الاستماع إلى الموسيقى الكلاسيكية و زرع زهور الأوركيد.
ويذكر أن تأسست جائزة إيرل باكن للإنجاز العلمي في عام 1999، من خلال منحة من مدترونيك، لتكريم الأفراد الذين قدموا مساهمات علمية بارزة عززت ممارسة جراحة القلب ونوعية حياة المرضى، وطورت باكن أول جهاز تنظيم ضربات القلب يمكن ارتداؤها، فيما تأسست جمعية جراحي الصدر في عام 1964، وهي منظمة لا تهدف للربح وتمثل أكثر من 7500 من جراحي القلب والباحثين والعاملين في الرعاية الصحية حول العالم والذين يكرسون جهودهم لضمان تحقيق أفضل النتائج الممكنة للجراحات القلبية والرئتين والمريء.
نقلا عن صدي البلد