Fareed Zaffour
عدت يا يوم مولدي :
اربع وسبعون سنة انقضت: ففي مثل هذا اليوم وفي فجرالاول من شباط عام 1945 م جئت الى هذه الدنيا الغريبة العجيبة التي رأيت فيها المتناقضات قائمة جنبا الى جنب غير عابئة بمتذمر او متألم او باك او شاكي ؟ ولا بفرحٍ او راقصٍ طربا او فرحٍ بما جلبته له ايامه ؟
فالكل يعد ايامه التي مضت وقد تكون طويلة في مخيلته بينما هي قصيرة عند غيره , وبعضهم الآخر لا يحسب حسابا لما هو قادم وحتمي بل يظن نفسه مخلدا ناسيا انه لا خلود في هذه الدنيا انما الخلود هناك – وغيرهم من ينتظر ايامه القادمة خائفاً من قرب النهاية – بينما غيرهم يتمنى لو اقتربت النهاية – بل بعض الكافرين يقربها بيديه هو نفسه – وبعضهم يقربها على ايد ابتدعها له اعداؤه فيذهب الى نهايته على ايد اخوة له من ابناء جلدته في حروب الاخوة ؟
وفي جميع الاحوال : الجميع سيغادر – كل من عليها فان – صدق الله العظيم
لكن ماذا قدم هذا الانسان لنفسه اولا – ثم لأقرب الناس اليه – ثم لأبناء وطنه – وبعد ذلك للإنسانية من خير ؟
أو ما ذا قدم من سوء ادى الى ايذاء نفسه اولا – أو الى ايذاء اقرب الناس اليه – أو الى ابناء وطنه – ثم لأبناء البشرية ؟
هذا ما كنت اقوم به في آخر كل يوم – وآخر كل اسبوع او شهر وآخر كل سنة : ولقد كنت دائما اشعر بالرضى والسعادة عن نتائج استعراضي لما قمت به ؟
وليت كل الناس يفعلون هذا بصدق وموضوعية بعيدا عن الأنانية والإنحياز ؟
هذه نصيحتي لكل من احب !
لقد كنت راضيا عن نفسي وما اخترته لها وقد كنت مواكبا لخير دنياي وآخرتي ولخير القريبين أو البعيدين عني بل لخير الانسانية !
وحاولت جاهدا الابتعاد عن ايذاء نفسي ( دنيا – وآخرة ) او ايذاء من يلوذون بي او ابناء وطني او اخوتي في الانسانية !
كل عام وكل من يحبني بخير – كل عام ووطني وابناء وطني بخير – كل عام والإنسانية بألف خير ؟
الفنان الباحث الانسان فريد حسن